إيلون ماسك فتح "لايف" أثناء القيادة.. لكن الشرطة لا ترى سبباً لمعاقبته
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
امتنعت شرطة ولاية كاليفورنيا الأمريكية عن معاقبة رجل الأعمال إيلون ماسك، بعد أن ظهر في الأيام الماضية يقود السيارة أثناء بثه فيديو "لايف" ممسكاً بهاتفه.
وظهر ماسك يوم الجمعة الماضي على منصة "إكس"، تويتر سابقاً، يقود سيارته في منطقة بالو ألتو ممسكاً بهاتفه، أمر مخالف وواضح من الوجهة القانونية في ولاية كاليفورنيا.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الأجهزة الأمنية المختصة تمتنع عن إصدار غرامة أو عقوبة بحق ماسك "لأن الشرطة لم تشهد على الجريمة"، وفق نقل موقع "ذا فيرج" عن مسؤول أمني.
وأوضح رجل أمن من شرطة بالو ألتو أنه "إذا كان أحد الضباط شاهد السائق وهو يحمل الهاتف بيده، لكان بإمكانهم إصدار مخالفة للسائق لانتهاكه القانون"، مضيفاً "بما أنه لم يشهد أي ضابط الحادثة عند وقوعها من خلال التواجد الشخصي في وقت ومكان وقوعها، فلن يتم إصدار مخالفة".
ولكن الفيديو الـ"لايف" يظهر من دون أدنى شك أن ماسك كان يقود السيارة ممسكاً بنفس الوقت بالهاتف، لدرجة أنه أجبر على إيقاف نظام "القيادة الذاتية" للسيارة، عندما أرادت المركبة تجاوز إشارة حمراء وسط البث المباشر عبر حسابه بمنصة التواصل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إيلون ماسك ماسك كاليفورنيا
إقرأ أيضاً:
بين حكمة دومينيك دو فيلبان ومغامرة إيلون ماسك
شرع رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق دومينيك دو فيلبان في تأسيس حزب جديد باسم «فرنسا الإنسانية» وبدوره أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك نيته تأسيس حزب جديد في الولايات المتحدة باسم «حزب أمريكا». وقد يكون الحزب الأول انعكاسا لنضج سياسي، والثاني مغامرة جديدة أشبه بالمغامرات التي تشهدها الولايات المتحدة منذ تأسيسها.
وهكذا، في ظل الزلازل التي تضرب المشهد السياسي العالمي منذ سنوات وتفاقمت مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ثم طوفان الأقصى والحرب الإيرانية – الإسرائيلية علاوة على عشرات النزاعات الأخرى، والحرب الباردة الآخذة في التبلور بين بكين وواشنطن، يأتي الإعلان عن تأسيس حزبين سياسيين في بلدين لهما دور كبير في العلاقات الدولية، سواء بسبب عضويتهما الدائمة وحق الفيتو في مجلس الأمن أو المشاركة في الحروب.
وعلاقة بفرنسا، منذ سنوات، يعيش المواطن الفرنسي، أو بالأحرى السياسي، حالة من التيه السياسي وفقدان الثقة في المسار الانتخابي، ومن دون بوصلة سياسية. لم يعد يؤمن بالوجوه السياسية التي تتنافس على قيادة البلاد، إذ بات المشهد يعاني من فراغ رمزي وشخصي. فرنسا، التي كانت تنجب شخصيات سياسية من طراز فرانسوا ميتران وجاك شيراك والجنرال ديغول، لم تعد قادرة على إنتاج زعماء يمتلكون رؤية أو كاريزما وطنية ودولية.
في المقابل، توالت في العقدين الأخيرين وجوه لا تعكس سوى تراجع القيم الجمهورية: هكذا نجد الرئيس المحافظ نيكولا ساركوزي، الذي طاردته الفضائح والاتهامات بالفساد والتورط في حرب ليبيا وأصبح من زوار المحاكم، ثم خلفه في الإليزيه فرانسوا هولاند، الذي لم يتجاوز دور الموظف الإداري البيروقراطي في أعلى هرم السلطة لتصبح معه رئاسة البلاد مجرد إدارة.
ثم جاء إيمانويل ماكرون الفاقد للون السياسي، والذي يبدو أقرب إلى منتج تسويقي لصالح الشركات الكبرى، منه إلى رجل دولة يحمل مشروعا اجتماعيا أو سياسيا. ووسط هذا الإحباط السياسي، يعلن دومينيك دوفيلبان تأسيس حزب جديد سيكون رئيسه الشرفي، ويحمل اسم «فرنسا الإنسانية»، كما يحمل شعارات منها «استيقظوا من السبات».
تذهب كل التحاليل والمعطيات في فرنسا إلى بدء الرئيس الحالي دومينيك دو فيلبان في الإعداد للرئاسيات الفرنسية سنة 2027، ويكفي أن خطابه مقنع لغالبية الفرنسيين، وتجعل منه استطلاعات الرأي السياسي المفضل في هذا البلد الأوروبي. خطابه السياسي يدعو إلى الأمل، وعلاقة بالعلاقات الخارجية، فهو من الأصوات التي تفهمت موقف أمم الجنوب، عندما أحجمت عن الانخراط في موقف الغرب لإدانة روسيا.
وقال «كذبنا على الجنوب في حرب العراق حول أسلحة الدمار الشامل، ولم يعد يؤمن بنا وبقيمنا». وجرّت عليه مواقفه المؤيدة لفلسطين اتهامات بمعاداة السامية، فقد كان الصوت الرئيسي، ضمن أصوات أخرى، الذي هابته الدعاية الصهيونية في فرنسا.
وخلال المواجهة الإيرانية -الإسرائيلية لم ينخرط في دعم إسرائيل، إنه سياسي يحث على فهم أعمق للإسلام والهجرة، ويحارب الأحكام المسبقة، وإذا كان الجميع يتذكر خطابه الشهير في مجلس الأمن خلال فبراير 2003 لمعارضة الحرب ضد العراق، فما زال يحمل الجينات نفسها، ويطالب بفرنسا قوية وأوروبا موحدة، لكيلا تخضع للضغط الأمريكي، وإن تطلب الأمر الانفتاح على الصين ومجموعة البريكس وأمم الجنوب. وعرض دو فيلبان أفكاره في كتابه الصادر مؤخرا «قوة الرفض» أو «القوة في قول لا».
بالموازاة مع ما يجري في فرنسا، يفاجئ أغنى رجل في العالم، وربما في التاريخ «قارون الرقمي» حتى الآن إيلون ماسك، الجميع بإنشاء حزب سياسي أمريكي جديد، واختار له من الأسماء «حزب أمريكا»، في عملية تأميم الوطنية والوطن برمته.
ورفع شعارا مركزيا وهو إنهاء سيطرة الحزبين، الديمقراطي والجمهوري على الحياة السياسية في الولايات المتحدة. سياق التأسيس مثير للغاية، فهو جاء في أعقاب خلاف علني مذهل، أشبه بفيلم سينمائي بين ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما قام ساكن البيت الأبيض بسن مشروع قانون الميزانية، سماه «مشروع قانون كبير وجميل»، الذي انتقده ماسك بشدة بسبب تأثيره على العجز الفيدرالي وعدم وجود تدابير لتعزيز التحول الأخضر.
ويقدم صاحب سيارة «تيسلا» الحزب الجديد «حزب أمريكا» كبديل ضروري، مدعيا أن النظام الحزبي الحالي بالتناوب بين الجمهوري والديمقراطي هو في العمق يعمل كـ»حزب واحد» يقود البلاد إلى الخراب، من خلال الهدر المالي والفساد الإداري. ولم يتردد ترامب في إبداء الغضب، فقد هدد بقطع الدعم الفيدرالي عن شركات ماسك، بل طرح إمكانية تجريده من الجنسية الأمريكية وترحيله مثل مهاجر غير نظامي.
ويمكن تفسير القلق الذي يبديه دونالد ترامب تجاه الحزب الجديد في إطار التحضيرات للانتخابات التشريعية المقبلة، التي ستُجرى لتجديد نصف مقاعد مجلس النواب ومجلس الشيوخ. ومن المرجح أن يشكل دخول هذا الحزب تحدياً حقيقياً للحزب الجمهوري، إذ قد يؤدي إلى تقليص أغلبيته البرلمانية لصالح كل من الحزب الديمقراطي والحزب الناشئ، وهو ما من شأنه أن يُقيد قدرة ترامب على تنفيذ برنامجه السياسي.
يشكل قرار دومينيك دو فيلبان بتأسيس حزب جديد تحتاجه فرنسا والترشح من دون شك للانتخابات الرئاسية سنة 2027 نضجا سياسيا، لأنه بمثابة عودة الحكمة للمشهد السياسي الفرنسي، بعدما تراجع وأصبحت الأسماء التي تمثله هي ماكرون وماري لوبين، وهو بهذا يتقمص دور الفيلسوف الحكيم إراسموس، الذي دفع بالفكر الأوروبي. ومن جهة أخرى، يمكن رؤية تأسيس حزب أمريكا من طرف إيلون ماسك مثل ذلك الكاوبوي في فيلم «من دون رحمة» الذي مثله كلينت إيستوود الذي يعود للانتقام من الشريف الذي جسده جين هاكمان.
القدس العربي