الشاعر علي بن سعود الحكماني، أحد من الشعراء الشباب الذين يحملون همّ الكلمة، ويحاولون أن يرسلوا رسائلهم الاجتماعية، وسط ضجيج الكتابات المعلبة، والمختلفة، أصدر عدة "دواوين إلكترونية"، ونشر نصوصه في جريدة عمان، وهو من الشعراء ذي الطريقة الجادة في الكتابة، ويحمل شهادة البكالوريوس في العلوم الشرعية، وهو مدرب معتمد في مجال التنمية البشرية، كان لنا معه اللقاء التالي، لنتعرّف عليه من كثب.

.

* في البداية نستهل اللقاء بالسؤال عن البدايات المبكرة للشعر؟

ـ كانت البداية في سن مبكرة، وبشكل بسيط كحال أغلب البدايات في مشوار الشعراء، حيث كانت مجرد محاولات متواضعة تعكس مشاعر طفولية، لكنها كانت البذرة الأولى التي نمت مع الوقت، واكتسبت نضجها بالتجربة والقراءة والمخالطة.

* تكتب النص الشعري المنتمي إلى "اللغة البيضاء" أو كما تسمى لغة المثقفين، إلا أنك تهتم بتوظيف مفردات ضاربة في المحلية فكيف توفّق بين الاثنين؟

ـ الكتابة باللغة البيضاء أو ما يُعرف بلغة المثقفين، تمنح النص عمقًا واتساعًا في الفهم، وتُيسّر تداوله بين جمهور واسع، لكنني أؤمن في الوقت نفسه أن المفردة المحلية تحمل طاقة شعورية وذاكرة ثقافية لا يمكن تجاهلها، توظيفها في النص يعطيه نكهة خاصة، ويُضفي عليه صدقًا ودفئًا متصلاً بالبيئة والموروث، أنا لا أراها تناقضًا، بل تكاملًا؛ إذ يمكن للمفردة المحلية أن تُغني النص دون أن تُفقده رقّته أو عمقه الفكري، فالتوازن بين لغة المثقفين والمفردة الشعبية يُنتج نصًّا أصيلاً، قريبًا من الناس، وعميقًا في معناه.

* هل تتابع الساحة الشعرية المحلية أو الخليجية؟

ـ للأسف، أنا متابع غير جيد في الوقت الحالي.

* ما رأيك بمواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالشعر؟

ـ مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت نقلة كبيرة في علاقة الناس بالشعر، وغيّرت طريقة تداوله وتلقّيه، فمن جهة، سهّلت هذه المواقع وصول الشاعر إلى جمهور واسع في وقت قصير، وأتاحت له نشر نصوصه دون حواجز، كما منحت الشعر مساحة يومية في حياة الناس، وأعادت له حضوره بعد أن كان مقتصرًا على دواوين شعرية تُقرأ من قبل النخبة، لكن من جهة أخرى، جعلت هذه المنصات بعض النصوص تميل إلى الاستهلاك السريع والمباشر، وأثّرت أحيانًا على العمق الفني على حساب الانتشار والقبول الجماهيري.

مستمع جيد شاعر جيد

* أنت قارئ جيد، فهل القراءة برأيك ضرورة للشاعر أم أنها مجرد إضافة؟

ـ صحيح أن القراءة تُعدّ ركيزة أساسية في تطوّر الشاعر، فهي توسّع أفقه، وتغذي مفرداته، وتمنحه فهمًا أعمق لتقنيات الكتابة. لكنها ليست الطريق الوحيد.

الاستماع الجيد، خاصة للشعراء الكبار، يثري الأذن الموسيقية ويصقل الذائقة، أما التجارب الشخصية، فهي منجم الإلهام الأصدق، وهي التي تمنح النص حرارة الصدق وفرادته، ومع أن بعض الشعراء قد يعتمدون على التجربة والسمع أكثر من القراءة، إلا أن القراءة تظل أداة لا غنى عنها لمن أراد بناء رصيد معرفي ولغوي متين، فالشاعر المتكامل هو من يجمع بين التجربة، والقراءة، والاستماع.

حداثة الشعر

* ما رأيك في الحداثة في الشعر الشعبي؟

ـ الحداثة في الشعر الشعبي أمرٌ طبيعي ومتوقع، فالشعر كائن حي يتطور بتطور الوعي والذائقة واللغة، وأنا أرى أن الحداثة لا تعني القطيعة مع التراث، بل تعني تجديد الأدوات والتصوير والمعاني بما يليق بروح العصر، دون أن نفرّط في أصالة الشعر الشعبي وجذوره، فالرفض المطلق للحداثة يعني الجمود، والاندفاع الكامل دون وعي يعني الذوبان، والحكمة تكمن في الموازنة.

* لماذا لا نراك شاعرا فصيحا رغم أنك قارئ جيد، علما بأن الكثير من شعراء الشعبي يكتبون الفصيح خصوصا من تميزوا بالقراءة والاطلاع؟

ـ الوقت لا يتّسع لكليهما حاليا، ولعلّ الأيام القادمة تمنحني الفرصة للجمع بينهما.

الشاعر والتوثيق

* لك إصدارات شعرية إلكترونية، هل تعتقد أن التوثيق مهم للتجربة الشعرية؟ وهل الكتاب الإلكتروني يغني عن الورقي؟

ـ التوثيق أمر مهم جدًا لأي شاعر أو كاتب؛ لأنه يحفظ منجزه من الضياع، ويمنح أعماله حضورًا رسميًّا يمكن الرجوع إليه لاحقًا، أما عن الكتاب الإلكتروني، فرغم سهولة الوصول إليه وسرعة انتشاره، فإنه لا يغني عن الكتاب الورقي، خاصة عند عشاق القراءة التقليدية، من وجهة نظري، الأفضل هو الجمع بينهما: إصدار ورقي للتوثيق والحضور، وإلكتروني للانتشار والتواصل مع جمهور أوسع.

* نعود إلى مجالك الآخر المساير للشعر وهو التدريب في التنمية البشرية، ألا تخشى أن يسرقك هذا المجال من الشعر؟ وكيف توازن ما بين المجالين؟

ـ في الحقيقة، التدريب في مجال التنمية البشرية لا يسرقني من الشعر، بل يعزّزه، كلا المجالين يخدم الآخر؛ فالشعر يمنحني الحسّ والتعبير المؤثر، والتدريب يمنحني الحضور وفن إيصال الرسالة، وأوازن بين المجالين من خلال تنظيم وقتي وتحديد أولوياتي، هناك أوقات أكون فيها أقرب للشعر، وأوقات أخرى أكرّسها للتدريب، لكن الرابط بينهما هو الشغف بالتأثير الإيجابي في الآخرين، فالشاعر ينقل فكرة، والمدرب يغيّر قناعة، وكلاهما يسعى لملامسة الإنسان من الداخل.

* ما النص الذي يرضي ذائقتك كتابة وقراءة؟

ـ النص الذي يرضي ذائقتي كتابة وقراءة هو النص الصادق، الذي ينبع من عمق التجربة ويُلامس وجدان القارئ. أحب النص الذي يحمل فكرة واضحة، ووجعًا إنسانيًّا، ويُقال بلغة جميلة دون تكلّف، سواء كان شعبيًّا أو فصيحًا، لا يهم الشكل بقدر ما تهمني الروح التي تسكنه، النص الذي يُدهشك ببساطته، ويستفزّ فيك شعورًا أو ذكرى، هو النص الذي أراه مكتملًا، ويستحق أن يُقال ويُقرأ.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: النص الذی ی من الشعر

إقرأ أيضاً:

آيفون يُوفر ميزة ذكية دون تطبيقات أو إنترنت !

5 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: في الوقت الذي أصبحت فيه المعلومات متاحة على نطاق واسع بفضل التطور الرقمي، توفّر أجهزة آيفون لمستخدميها أداة مدمجة وفعّالة لتتبّع الرحلات الجوية التجارية، دون الحاجة إلى تحميل تطبيقات خارجية أو الاتصال المستمر بالإنترنت.

هذه الميزة الذكية، رغم أنها لا تحظى بشهرة واسعة، تعمل تلقائيًا ضمن نظام التشغيل iOS، مستندة إلى تقنية متقدمة تُعرف باسم “كاشفات البيانات”.

وتعتمد هذه الخاصية قدرة النظام على التعرّف على أنماط نصوص معيّنة تظهر داخل التطبيقات الأصلية مثل “الرسائل”، و”الملاحظات”، و”البريد الإلكتروني”. فعند كتابة اسم شركة طيران متبوعًا برقم الرحلة بصيغة واضحة، مثل Iberia 1234 أو DL405، يتعرّف iOS تلقائيًا على النص بوصفه بيانًا لرحلة طيران، ويحوّله إلى رابط تفاعلي.

وبمجرد الضغط على هذا الرابط، تظهر نافذة تعرض معلومات تفصيلية حول الرحلة، تشمل حالتها الزمنية – سواء كانت في الموعد أو متأخرة – إلى جانب مواعيد الإقلاع والوصول، ورقم بوابة الصعود، والمدة المتوقعة للرحلة، وأحيانًا خريطة توضح مسار الطائرة.

وما يجعل هذه الميزة أكثر فاعلية هو أنها مدمجة بالكامل ضمن النظام، ولا تتطلّب تثبيت تطبيقات مثل FlightAware أو FlightRadar24؛ ما يجعلها مثالية في المواقف التي تتطلب استجابة سريعة، كمعرفة حالة رحلة أحد الأقارب أو التأكد من موعد الإقلاع قبل التوجه إلى المطار.

ولا تتطلب هذه الخاصية أي تفعيل يدوي؛ بل تعمل تلقائيًا بمجرد كتابة رقم الرحلة بصيغة صحيحة يتعرف عليها النظام، مثل LATAM 234 أو American Airlines 567.

وإذا كانت الرحلة مجدولة في اليوم ذاته أو قادمة خلال وقت قريب، يتم تحويل النص تلقائيًا إلى رابط يظهر خيار “معاينة الرحلة”.

أما إذا لم يظهر الرابط، فقد يعود السبب إلى أن الرحلة غير مدرجة ضمن جدول رحلات اليوم، أو أن شركة الطيران غير مدعومة بعد، أو أن الجهاز لا يعمل بأحدث إصدار من نظام iOS. كما قد تتعطّل الميزة داخل تطبيق “الرسائل” إذا لم يكن iMessage مفعّلًا.

ورغم بساطتها، تمثّل هذه الأداة أحد وجوه الذكاء الخفي في نظام أبل، وتُعد مثالًا على كيفية دمج المعلومات والوظائف اليومية بسلاسة داخل التجربة الرقمية؛ ما يجعل تتبّع الرحلات متاحًا بكبسة زر، دون الحاجة إلى أي جهد إضافي من المستخدم.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • كيندل من أمازون.. الابتكار الذي أعاد تعريف تجربة القراءة
  • الزمالك: لم نتلقَ إخطارًا بموعد جلسة الاستماع في شكوانا ضد زيزو
  • مواعيد قص الشعر في شهر يوليو 2025
  • هل وضع جل الصبار على الشعر آمن؟
  • الاستماع لأقوال المصابين فى حادث الطريق الصحراوى بأطفيح
  • قناع يسرع من نمو الشعر
  • خطوات دفع فاتورة الغاز المنزلي وتسجيل القراءة بالموبايل
  • النص الجديد لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل
  • آيفون يُوفر ميزة ذكية دون تطبيقات أو إنترنت !