4 يوليو، 2025

بغداد/المسلة:في ليلة الجمعة، التي غربت شمسها على إقليم كردستان بظلال من القلق، أعلنت إدارة كرميان حالة الطوارئ، حيث استنفرت قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، في رد فعل ينبض بالحذر والترقب.

هذا الاستنفار، الذي تزامن مع تحركات الجيش العراقي باتجاه حقل قنير النفطي، يرسم لوحة جديدة من التوتر في منطقة تتقاطع فيها مصالح السياسة والنفط والسلطة، لتظل كرميان مسرحاً لصراعات لا تهدأ.

إدارة كرميان، تلك المنطقة المستقلة إدارياً ضمن إقليم كردستان، ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي قلب ينبض بالنفط، وتحديداً بحقل قنير النفطي، الذي يمثل شرياناً اقتصادياً حيوياً.

تحركات الجيش العراقي، التي لم تُكشف عن أسبابها بعد، تثير تساؤلات حول ما إذا كانت بغداد تسعى لفرض سيطرتها على هذا الحقل، في ظل نزاعات دستورية وقانونية طويلة الأمد حول إدارة الموارد النفطية فيما قرار المحكمة الاتحادية العليا في العراق عام 2022، الذي اعتبر عقود النفط الكردية غير دستورية، يلقي بظلاله على هذا التحرك،

قوات البيشمركة تجد نفسها مرة أخرى في قلب المعادلة.

ويعكس استنفار البيشمركة في كرميان، تحت قيادة الاتحاد الوطني، ليس فقط حالة الاستعداد العسكري، بل أيضاً الانقسامات الداخلية التي تُضعف موقف الإقليم في مواجهة التحركات المركزية.

وتحرك الجيش العراقي نحو حقل قنير النفطي ليس حدثاً عابراً، في منطقة كرميان، التي شهدت تحركات مماثلة من قوات الحشد الشعبي في أغسطس 2024،

ويبدو أن التوترات بين أربيل وبغداد تتجدد بقوة. هذا التحرك قد يكون جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى ترسيخ سيطرة الحكومة الاتحادية على الموارد النفطية، خاصة بعد استئناف تصدير النفط الكردي عبر ميناء جيهان التركي في فبراير 2025.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

ظلال الإبادة في غزة تثير جدلا بشأن دور أميركا في صناعة السلام بأفريقيا

 

يأتي ذلك في ظل سعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لترسيخ سمعتها كصانعة سلام عالمي من خلال إنجازات دبلوماسية متتالية، وكان آخرها اتفاق السلام الذي أشرفت عليه وبوساطة قطرية بين جمهوريتي رواندا والكونغو الديمقراطية، مما يثير تساؤلات بشأن التناقض بين دورها في أفريقيا ومواقفها من الصراع في الشرق الأوسط.

وسلطت حلقة (2025/7/3) من برنامج "من واشنطن" الضوء على أوجه الشبه والاختلاف بين الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينيات القرن الماضي وما يحدث حاليا في قطاع غزة، حيث تدعم واشنطن إسرائيل علانية، ليس بالمواقف السياسية فحسب، بل وبالسلاح والمال.

الناشط في مجال حقوق الإنسان والناجي من الإبادة الجماعية في رواندا كلود جاتي بوكي رسم في حديثه لـ"من واشنطن" مقارنات صادمة بين المأساتين.

وأكد بوكي أن ما يجري اليوم في غزة مشابه بشكل كبير لما حدث في رواندا، مشيرا إلى القتل العشوائي للناس في غزة والنية الواضحة "لمحو جميع الموجودين هناك أو جزء كبير منهم".

وأوضح أن أوجه الشبه بين الحالتين تشمل عدم وجود رحمة حتى تجاه الأطفال ولا للمصابين والمستشفيات وأماكن العبادة، مؤكدا أن هذه الأمور حدثت في رواندا أيضا.

ولفت الناشط الرواندي إلى تشابه موقف المجتمع الدولي في الحالتين، واصفا إياه بـ"التواطؤ الكامل في الأعمال الوحشية، إما بالصمت أو بتسليح المعتدين".

وانتقد الدعم الأميركي لإسرائيل، مشيرا إلى أن أموال الضرائب تذهب إلى إسرائيل لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.

وكان ترامب قد وقّع قبل أيام على اتفاقية سلام بين جمهورية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في البيت الأبيض، منهيا بذلك حربا استمرت نحو 30 عاما وأزهقت ملايين الأرواح في منطقة البحيرات الكبرى بأفريقيا.

وجاءت هذه الخطوة في إطار جهود دبلوماسية متسارعة تهدف إلى ترسيخ سمعة الإدارة الأميركية الجديدة كصانعة سلام عالمي.

إعلان

واعتبر ترامب خلال مراسم التوقيع أن هذا الاتفاق يمثل "انتصارا مجيدا لقضية السلام"، مشيرا إلى أن الحرب التي وصفها بأنها "الأكبر على الكوكب منذ الحرب العالمية الثانية" قد قتلت 6 ملايين شخص على الأقل.

وتابع "اليوم ينتهي العنف والدمار، وتبدأ المنطقة بأكملها فصلا جديدا من الأمل والفرص والوئام والازدهار والسلام".

وفي ظل الاختلاف بالموقف الأميركي بين الحالتين في رواندا وغزة أثيرت تساؤلات بشأن التوصيف الحقيقي للإدارة الأميركية الحالية، هل هي صانعة سلام فعل، أم أن الأمر يختلف عندما يكون أحد طرفي الصراع أبرز حليف لها بالعالم.

ومن وجهة نظر المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو فإن ترامب "رئيس يسعى إلى السلام".

لكن هذا التوصيف لا يروق للخبير في شؤون الأمم المتحدة الدكتور عبد الحميد صيام، فترامب شارك في حرب ضد إيران بدون أن يكون هناك عدوان إيراني على الولايات المتحدة، واصفا ذلك بأنه "جريمة عدوان" وفقا للقانون الدولي.

كما أن الولايات المتحدة جزء من حرب غزة منذ اليوم الأول إلى الآن من خلال التسليح والأموال والاستخبارات والطائرات.

لذلك، فإن الامتحان الحقيقي لترامب -بحسب صيام- سيكون في قدرته على إحلال السلام العادل والدائم الذي يعيد إلى الفلسطينيين حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيقاف الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن هذا هو المعيار الحقيقي لتقييم إدارة ترامب كإدارة سلام.

الدور القطري

بدوره، تحدّث وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي عن الدور الذي لعبته بلاده في التوصل إلى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية، حيث عقدت جولات من المباحثات في الدوحة بعد اجتماع ثلاثي ضم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسي رواندا بول كاغامي والكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي في مارس/آذار الماضي.

وأشار الوزير القطري إلى أن هذا الاتفاق جاء بعد أيام قليلة من نجاح الوساطة القطرية في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكدا أن "النجاح يولّد نجاحات أخرى".

وأعرب عن تفاؤله بإمكانية تطبيق هذا النموذج على ملف غزة، مشددا على أن "وقف الحرب العدوانية على أشقائنا في غزة يتربع على رأس أولويات الدبلوماسية القطرية".

3/7/2025-|آخر تحديث: 22:31 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • بيان رسمي يوضح حقيقة تحركات الجيش العراقي في كرميان
  • البيشمركة تُدخل كرميان بحالة طوارئ بالتزامن مع تحركات للجيش العراقي
  • وداعًا يوسف الشيمي.. ناشئ طلائع الجيش الذي أوجع القلوب برحيله في حادث قطار بطوخ
  • مرفق: منشور معمر الذي يتواجد مع الجيش ويشجع ويشيد بالدعم السريع
  • ظلال الإبادة في غزة تثير جدلا بشأن دور أميركا في صناعة السلام بأفريقيا
  • الانتخابات العراقية: من ظلال التردد إلى أفق التنفيذ
  • رؤوس حمير تستنفر السلطات المحلية بالجديدة
  • العدو الصهيوني يعترف: “حماس” فكت شيفرة تحركات الجيش في غزة وتصطاد الجنود كـ “البط”
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!