نما الاقتصاد التركي بأكثر من المتوقع في الربع الثاني، مدعومًا بارتفاع الطلب الاستهلاكي والإنفاق الحكومي قبل انتخابات مايو، لكن المحللين حذروا من أن تشديد السياسات النقدية قد يؤدي على الأرجح إلى تباطؤ النمو خلال بقية العام.

 

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.8 في المائة بين أبريل ويونيو على أساس سنوي، وفقا لوكالة الإحصاء الحكومية، متجاوزا توقعات المحللين البالغة 3.

1 في المائة في استطلاع بلومبرج.

 

وقبل انتخابات مايو، قام الرئيس رجب طيب أردوغان بتعزيز الإنفاق التحفيزي، بما في ذلك خفض سن التقاعد وتوزيع إمدادات الغاز المجانية، لتعزيز دعم الناخبين. كما أبقى أسعار الفائدة في خانة الآحاد لتشجيع الإنفاق، لكنه سمح منذ ذلك الحين بارتفاع أسعار الفائدة في محاولة لكبح التضخم المرتفع.

 

أظهرت بيانات يوم الخميس أن استهلاك الأسر قفز 15.6 بالمئة في الربع الثاني بينما نما الإنفاق العام 5.1 بالمئة. وتوسع البناء بنسبة 6.2 في المائة مع بدء تركيا جهود إعادة بناء ضخمة في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير الماضي وأدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص وتدمير مئات الآلاف من المباني.

 

قال محمد شيمشك، الذي أصبح وزيراً للمالية بعد الانتخابات: "واصل اقتصادنا أداء نموه القوي في الربع الثاني عندما حاولنا التعويض عن الآثار الاقتصادية للزلزال". "هدفنا هو أن يكون النمو قويا، ولكن أيضا متوازنا ومستداما وشاملا."

 

بعد فوزه في إعادة انتخابه، قام أردوغان بتعيين شيمشك ومصرفية سابقة في وول ستريت، حافظة جاي إركان، في منصب محافظ البنك المركزي، مما يشير إلى العودة إلى السياسات الاقتصادية السائدة. وقد سمح لإركان برفع أسعار الفائدة بمقدار 16.5 نقطة مئوية إلى 25 في المائة لترويض التضخم الجامح الذي أطلق العنان لأزمة تكلفة المعيشة المؤلمة.

 

ومع ذلك، أنهى التضخم التركي انخفاضًا دام ثمانية أشهر في يوليو، حيث ارتفع التضخم السنوي إلى ما يقرب من 50 في المائة، مما يوضح الصعوبات التي يواجهها صناع السياسة النقدية الأتراك الذين يسعون إلى إبطاء نمو الأسعار في اقتصاد محموم.

 

يتوقع العديد من الاقتصاديين، وفقا لما نشرته الفاينانشال تايمز، أن يواصل البنك المركزي زيادة تكلفة الاقتراض هذا العام، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي أو حتى وقفه. وقالت مؤسسة جولدمان ساكس الأسبوع الماضي إنها تتوقع أن تنزلق تركيا إلى الركود هذا العام.

 

أظهرت البيانات أن ضعف الطلب العالمي أدى إلى انخفاض الصادرات التركية بنسبة 9 في المائة في الربع الثاني. وقال هالوك بورومجيكجي، الاقتصادي في شركة بورومجيكجي للأبحاث والاستشارات، في مذكرة للعملاء، إن الانخفاض في إنتاج الصناعات التحويلية وثقة المستهلك يشير إلى أن النشاط المحلي قد يتباطأ أيضًا.

 

لكن أردوغان ربما يظل يضغط على فريقه الاقتصادي لدعم النمو السريع في الفترة التي تسبق الانتخابات البلدية في العام المقبل. قال إنه عازم على مساعدة الحزب الحاكم على استعادة إسطنبول، المحرك الاقتصادي للبلاد، من المعارضة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاقتصاد التركي أردوغان فی الربع الثانی فی المائة

إقرأ أيضاً:

الإمارات توسع التعاون مع «بنك التنمية الجديد» لدعم النمو الاقتصادي المستدام

ريو دي جانيرو (وام)

شاركت دولة الإمارات، ممثلة بوزارة المالية، في أعمال الاجتماع السنوي العاشر لمجلس محافظي «بنك التنمية الجديد» لدول مجموعة بريكس، الذي انعقد يومي 4 و5 يوليو الجاري في مدينة ريو دي جانيرو بجمهورية البرازيل. حضر الاجتماع علي عبد الله شرفي، وكيل وزارة المالية المساعد لشؤون العلاقات المالية الدولية بالإنابة، وثريا حامد الهاشمي، مدير إدارة العلاقات والمنظمات المالية الدولية في وزارة المالية، وعضو مجلس إدارة بنك التنمية الجديد، وحمد عيسى الزعابي، مدير مكتب معالي وزير دولة للشؤون المالية.  وركز الاجتماع على ثلاثة أهداف رئيسية، شملت مناقشة التقدم الذي حققه بنك التنمية الجديد منذ تأسيسه واستعراض الخطوات المستقبلية لتعزيز أدائه، إلى جانب بحث شؤون مجلس المحافظين، والمشاركة في تبادل المعرفة بين الدول الأعضاء.
وقال معالي محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية: إن انضمام دولة الإمارات إلى مجموعة «بريكس» يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز التعاون مع البنك، لا سيما من خلال تطوير الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات التنموية، والشركاء الاستراتيجيين في القطاعين العام والخاص، بما يسهم في تحقيق النمو المستدام للدول الأعضاء، وإن التوسع في عضوية بنك التنمية الجديد يشكل مؤشراً واضحاً على تصاعد مكانة هذه المؤسسة ودورها المتنامي على الصعيد الدولي، ويتزامن ذلك مع مرور عشرة أعوام على تأسيس البنك، وهي مناسبة تتيح فرصة لتقييم النتائج المحققة حتى اليوم.
وأوضح معاليه أن البنك تمكن خلال هذه الفترة من تنويع أدواته التمويلية، خاصة من خلال الإقراض بالعملات المحلية، إلى جانب جهود واضحة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص وتوسيع قاعدة التمويل لدول الجنوب العالمي.
ولفت إلى أن انضمام أعضاء جدد ضمن المجموعة يعد خطوة مهمة تدعم توجّه البنك نحو تعزيز تمثيل اقتصادات الدول الأعضاء وخاصة الاقتصادات الناشئة في منظومة التنمية العالمية. 
وأكد معاليه أن دولة الإمارات منذ انضمامها إلى «بريكس» تعمل على دعم أولويات المجموعة وتوسيع مجالات التعاون مع شركائها، وتؤمن بأن بنك التنمية الجديد يمثل منصة فعالة لتطوير شراكات استراتيجية تسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وشامل لجميع الدول الأعضاء.
وتضمن الاجتماع السنوي العاشر لبنك التنمية الجديد، الذي عُقد بحضور معالي ديلما روسيف، رئيسة بنك التنمية الجديد، وأعضاء مجلس محافظي البنك، جلسة افتتاحية رفيعة المستوى بمشاركة مسؤولين من الدول الأعضاء في البنك، تلتها ندوة رفيعة المستوى بعنوان «بناء مؤسسة مالية تنموية رائدة للجنوب العالمي»، فيما خُصص اليوم الثاني لعقد الجلسة الرسمية لمجلس المحافظين.

حشد الموارد
الجدير ذكره أن بنك التنمية الجديد أنشئ من قبل دول «بريكس» عقب اتفاق في قمة «بريكس» السادسة التي انعقدت في مدينة فورتاليزا البرازيلية عام 2014، ويقع المقر الرئيسي لبنك التنمية الجديد في شنغهاي، الصين، وله مكاتب إقليمية في كلٍّ من جنوب أفريقيا والهند، ويهدف إلى حشد الموارد من خلال القروض والضمانات والأسهم لتمويل مشاريع البنية التحتية ومشاريع التنمية المستدامة في دول «بريكس»، وغيرها من الاقتصادات الناشئة، وكذلك في البلدان النامية، واستكمال جهود المؤسسات المالية متعددة الأطراف للتنمية العالمية، والمساهمة في دعم الالتزامات الجماعية لدفع عجلة النمو القوي والمستدام والمتوازن.
ويركز البنك على مجالات رئيسية، مثل تمويل مشاريع البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة، وقد وافق بنك التنمية الجديد منذ إنشائه على تمويل أكثر من 120 مشروعاً بقيمة إجمالية تبلغ نحو 39 مليار دولار أميركي، وتندرج هذه المشاريع ضمن قطاعات عديدة تشمل النقل والمياه والصرف الصحي والبنى التحتية الرقمية والاجتماعية والطاقة النظيفة.

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تواصل تقديم دعمها الإنساني في غزة الإمارات و«بريكس».. آفاق جديدة لتطوير تطبيقات «الذكاء الاصطناعي»

مقالات مشابهة

  • مصرف الاحتياط الفيدرالي الأسترالي يُبقي سعر الفائدة عند 3.85%
  • سامسونغ تتوقع انخفاض أرباحها التشغيلية 56% بالربع الثاني
  • التثبيت يكسو توقعات اجتماع البنك المركزي المصري يوم الخميس
  • «جولدمان ساكس» يتوقع أن تزيد «أوبك+» الإنتاج لـ550 ألف برميل يوميًا في سبتمبر المقبل
  • تراجع في سعر الدولار اليوم أمام الجنيه المصري.. وتوقعات بتثبيت أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم
  • الإمارات توسع التعاون مع «بنك التنمية الجديد» لدعم النمو الاقتصادي المستدام
  • منظمة الأغذية والزراعة تتوقع إنتاجا قياسيا للحبوب عالميا في 2025
  • البنك المركزي يجتمع وسط ارتفاع التضخم وتأخير مراجعة صندوق النقد
  • موازنة مصرية لتسيير الأعمال وليست للتنمية
  • «إتش سي» تتوقع الإبقاء على أسعار الفائدة بالبنك المركزي دون تغيير