العقبة الرقمية… البوابة الأردنية إلى اقتصاد البيانات العالمي
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
#العقبة_الرقمية… #البوابة_الأردنية إلى اقتصاد البيانات العالمي
الأستاذ الدكتور #أمجد_الفاهوم
يشكّل افتتاح الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، لمشروع العقبة الرقمية (Aqaba Digital Hub) نقطة تحوّل استراتيجية في مسار التحول الرقمي الوطني، وخطوة نوعية تضع الأردن في قلب شبكة الاقتصاد الرقمي العالمي.
من الناحية التقنية، يُعد مركز العقبة الرقمي أول منشأة محايدة للناقلين (Carrier-Neutral) في الأردن، بقدرة تشغيلية أولية تصل إلى 6 ميغاواط قابلة للتوسع حتى 12 ميغاواط، وبمعايير Tier III العالمية التي تضمن الاعتمادية التشغيلية بنسبة 99.982%. يتيح المركز استضافة خدمات الحوسبة السحابية، وتخزين البيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والحلول المالية الرقمية، إلى جانب خدمات التعافي من الكوارث، والأمن السيبراني، والمعالجة عالية الأداء. إن امتلاك الأردن لمثل هذا المركز يرفع تصنيفه في مؤشرات الجاهزية الرقمية ويؤهله ليكون عقدة إقليمية لنقل البيانات والخدمات السحابية عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
مقالات ذات صلةالأهمية الاستراتيجية للمشروع تتجاوز حدوده التقنية إلى بعدها الجيو-اقتصادي. فالعقبة تمثل نقطة التقاء بين الكابلات البحرية الآتية من آسيا وأوروبا وإفريقيا، ما يجعلها موقعًا مثاليًا لإنشاء محطة إنزال بحرية (Cable Landing Station) تعزز الربط الدولي وتخفض كلفة نقل البيانات إلى الداخل الأردني. كما يشكّل نظام التبادل المحلي للإنترنت (Aqaba IX) منصةً حيويةً لتبادل البيانات بين مزودي الخدمة المحليين والإقليميين، ما يقلّل زمن الوصول (Latency) ويرفع كفاءة الأداء بنسبة قد تتجاوز 40%، وهي قفزة نوعية للمستخدمين والمؤسسات على حد سواء.
اقتصاديًا، يُعد المشروع محفزًا قويًا لنمو الاستثمارات الرقمية في المملكة. فقد أعلن صندوق الاستثمار الأردني (JCIF) عن مساهمة استراتيجية في المشروع، ضمن رؤية تهدف إلى جعل العقبة مركزًا إقليميًا للبنية التحتية الرقمية، وجاذبًا للشركات العالمية في مجالات التكنولوجيا المالية (FinTech) والتجارة الإلكترونية وإنترنت الأشياء (IoT). ويُتوقع أن يخلق المشروع مئات فرص العمل في مجالات التقنية، ويعزز الناتج المحلي الإجمالي الرقمي بنسبة تتراوح بين 1 إلى 1.5% خلال السنوات الثلاث الأولى من التشغيل، وفق تقديرات أولية استندت إلى تجارب مراكز بيانات مماثلة في سنغافورة ودبي.
على المستوى الوطني، يفتح مشروع العقبة الرقمية آفاقًا جديدة للتحول الحكومي الإلكتروني، إذ يتيح للحكومة الأردنية استضافة أنظمتها وخدماتها ضمن بيئة وطنية آمنة تتوافق مع أعلى معايير حماية البيانات (ISO 27001 و GDPR). كما يمكّن المؤسسات التعليمية والبحثية من الوصول إلى موارد حوسبة متقدمة تدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، مما يرسّخ مكانة الأردن كمنصة علمية وتقنية في الإقليم.
إن إطلاق هذا المشروع يشير إلى تحوّل نوعي في فلسفة الاستثمار الوطني من البنية التحتية التقليدية إلى البنية التحتية المعرفية التي تخلق القيمة من تدفق المعلومات لا من السلع. فالعقبة لم تعد فقط ميناءً بحريًا، بل بوابة رقمية تربط الاقتصادات والابتكارات، وتحوّل موقع الأردن الجغرافي إلى ميزة تنافسية في عالمٍ تتحكم فيه سرعة البيانات أكثر مما تتحكم فيه حركة البضائع. إنها بداية فصلٍ جديد في الاقتصاد الأردني، عنوانه: من عبور السلع إلى عبور المعرفة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: البوابة الأردنية العقبة الرقمیة العقبة الرقمی
إقرأ أيضاً:
الصادرات الأردنية لسوريا تقفز إلى 352 مليون دولار في النصف الأول من 2025
أكد وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني، المهندس يعرب القضاة، أن الأردن يمثل بوابة للاستثمار ومركزا رئيسيًا لمشروعات إعادة الإعمار في سوريا، مشيرًا إلى المزايا والحوافز التي توفرها منطقة المفرق التنموية للمستثمرين.
جاء ذلك خلال مشاركته في ملتقى الأعمال الأردني – الألماني الذي نظمته غرفة تجارة الأردن ، حيث شدد على أهمية أن تكون ألمانيا بوابة رئيسية للصادرات الأردنية إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح القضاة أن الصادرات الأردنية إلى سوريا تجاوزت 250 مليون دينار،حوالي 352.5 مليون دولار، خلال النصف الأول من العام الحالي، وهو أعلى مستوى خلال الثلاثين عامًا الماضية، بزيادة تفوق أربعة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يعكس نموًا حقيقيًا ومتناميًا في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأشار الوزير إلى افتتاح معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا قبل أربعة أسابيع، الذي يُستخدم باتجاه واحد لأغراض إعادة التصدير، مؤكدًا أن صادرات الأردن من الخضار والفواكه إلى أوروبا كانت قبل عام 2014 تتجاوز 500 مليون دولار سنويًا، وهناك جهود لاستعادة هذه المستويات تدريجيًا.
وأضاف القضاة أن الاقتصاد الأردني يشهد مرحلة نهوض واضحة مدعومة بأداء قوي في مختلف القطاعات، وبشراكات اقتصادية متنامية مع دول صديقة، في مقدمتها ألمانيا. وذكر أن معدل النمو الاقتصادي خلال النصف الأول من العام بلغ 2.8%، أعلى من توقعات صندوق النقد الدولي التي قدرت النمو بأقل من 2.3%، مع توقعات بأن يحافظ الأردن على هذا المستوى أو يتجاوزه بنهاية العام.
وحول الصادرات الأردنية بشكل عام، أشار الوزير إلى أنها ارتفعت بنسبة تتجاوز 8.5% منذ بداية العام وحتى نهاية يوليو الماضي، رغم الظروف الإقليمية الصعبة، فيما ارتفع حجم مناولة الحاويات في ميناء العقبة بنسبة تزيد على 33%، مؤكدًا صلابة الاقتصاد الوطني وقدرته على التكيف والنمو.