جريدة الوطن:
2025-11-05@09:46:19 GMT

“الفارس الشهم 3”.. فزعة إماراتية لا تعرف التوقف

تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT

“الفارس الشهم 3”.. فزعة إماراتية لا تعرف التوقف

– عمر الساعدي

في المواقف الصعبة، تظهر معادن الرجال. وتُروى القصص عن ذاك الشهم الذي يترك ما بيده ليقف مع أخيه في وقت الشدة. “ما يخلّي ربعه”، كما يقول أهل الإمارات، لأن الفزعة ليست تكليف، بل طبع أصيل.
وهكذا كانت الإمارات، حين وقفت مع الأشقاء بثبات وصدق، مع أهل غزة، عبر عملية “الفارس الشهم 3”، التي دخلت عامها الثاني، وما زالت مستمرة بالعطاء والوفاء.

في 5 نوفمبر 2023، أطلقت دولة الإمارات عملية “الفارس الشهم 3”، استجابة للوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة، لتكون واحدة من أكبر المبادرات الإنسانية على مستوى المنطقة. لكن ما يميز هذه العملية ليس حجم المساعدات فقط، بل الروح التي انطلقت منها: روح الأخوّة، والوقوف مع الأشقاء في وقت الضيق.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،رئيس الدولة، حفظه الله، هو رمز للإنسانية في وقت كثرت فيه الأزمات وقلّت فيه المواقف. عندما يُذكر الواجب، يكون أول من يلبّي النداء. وعندما يشتد الحال، يكون في الصف الأول، بالفعل قبل القول.
مواقفه الصادقة ليست مجرد قرارات، بل فزعات أصيلة من قائد يعتبر الأخوّة والتضامن مسؤولية. ولهذا، فإن كل مبادرة يوجه بها، مثل عملية “الفارس الشهم 3”، تحمل بصمته وصدق نيّته، وتصل إلى الناس لأن فيها روح القيادة النابعة من القلب.

الأرقام تقول الكثير، لكنها لا تروي كل الحكاية. فقد قدّمت الإمارات خلال عامين مساعدات إنسانية لغزة بقيمة 2.57 مليار دولار، تمثل 46% من إجمالي ما تلقاه القطاع من دعم عالمي، وفق بيانات رسمية.
ووصلت أكثر من 100 ألف طن من المواد الغذائية والطبية والمياه، في وقت كان الناس يبحثون عن لقمة أو دواء، وسط الحصار والانقطاع.

الأمر لم يتوقف عند إرسال المواد، بل حملت العملية بعداً أعمق، تمثل في إنشاء مستشفى ميداني داخل غزة بسعة 200 سرير، قدّم الرعاية لأكثر من 53 ألف حالة مرضية. ولأن الحاجة كبيرة، جاء المستشفى العائم، فكرة إنسانية سبّاقة، بسعة 100 سرير، وفتح بابه لأكثر من 20 ألف مريض، في رسالة واضحة: الصحة حق للجميع، حتى في قلب الأزمات.

ولأن الحياة لا تكتمل من دون ماء، أنشأت الإمارات محطة لتحلية المياه، تنتج مليوني جالون يوميًا، يستفيد منها أكثر من مليون شخص، ما يعني أن العطاء الإماراتي وصل إلى كل بيت في غزة، من المطبخ إلى المستشفى.

وبقلب نابض بالخير، دعمت الإمارات 75 مطبخاً شعبياً و42 مخبزاً، ليستمر خبز الناس ودفء بيوتهم، في صورة إنسانية تسندها مبادرة “طيور الخير”، التي نفذت 81 عملية إنزال جوي حملت أكثر من 4,076 طنًا من المساعدات.

كما فتحت الإمارات أبوابها لعلاج 1000 طفل فلسطيني و1000 مريض سرطان وذويهم، لأن الفزعة لا تكتمل إلا حين تعيد الحياة للمريض، والبسمة لطفل ينتظر فرصة.

عملية “الفارس الشهم 3” لم تكن مجرّد مساعدة، بل موقف إنساني أصيل، وجزء من نهج إماراتي ثابت في نصرة الإنسان.

الخير والعطاء مغروس في أطفالنا، وموروث في مجتمعنا…
لكن، هل نرى من حولنا اليوم من يحمل هذه الصفات؟
وكم فارسًا شهمًا نعرفه اليوم؟ ممن يبادر بالعطاء، ويقف مع غيره من غير انتظار ولا تردّد؟

وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «عيال زايد.. هذه الكلمة أرجو أن تُقال في المكان الصح، وفي الزمان الصح، وللعمل الصح».

عبارة تختصر المعنى، وتُذكرنا بأن الفخر لا يكون بالانتماء فقط، بل بالفعل الذي يُعبّر عنه.
ومن يسير على درب “الفارس الشهم”، فهو من يستحق أن يُقال عنه: هذا من عيال زايد.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الفارس الشهم 3 فی وقت

إقرأ أيضاً:

عمر بن زايد: العَلَم سيظل رمزاً للوحدة والكرامة

قال سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، إن يوم العلم يأتي ليجدد فينا الشعور بالثبات على المبادئ التي قامت عليها دولة الإمارات، ويؤكد قيم الاتحاد التي جعلت من هذا الوطن نموذجاً في القوة والتماسك والاستقرار.
وأضاف سموه في كلمة له بهذه المناسبة: «لقد أثبتت الإمارات، منذ قيام الاتحاد وحتى اليوم، أن التقدم الحقيقي يقوم على رؤية واضحة واستثمار واعٍ في الإنسان.. وفي ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تواصل الإمارات تعزيز موقعها العالمي من خلال ترسيخ قيم العمل الجاد، واستشراف المستقبل، وإطلاق مبادرات تنموية تستهدف الأجيال القادمة»، مؤكداً أن هذه الرؤية تنطلق من إيمان راسخ بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للوطن.
وأشار سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان، إلى أن العلم الإماراتي يحمل في طياته تاريخاً من الجهد والتضحيات، وحاضراً من الإنجازات الممتدة، ومستقبلاً نصنعه بعقول شباب الإمارات وقدرتهم على الابتكار والمنافسة عالمياً، وفق مسار واضح يواكب التحولات العالمية ويعزز من جاهزية الدولة للمستقبل.
وقال سموه: «نرفع علم الإمارات اليوم ونحن أكثر إيماناً بقدرتنا على مواصلة العمل، وبأن الحفاظ على قوة هذا الوطن مسؤولية مشتركة بين أبنائه»، مؤكداً أن العلم سيظل رمزاً للوحدة والكرامة والمسيرة المستمرة نحو مستقبل أكثر تقدماً.

أخبار ذات صلة «أبيض الناشئين» يستهل «المونديال» بالتعادل أمام كوستاريكا السعودية تُثري الحوار الثقافي العالمي بمشاركة نوعية في «الشارقة للكتاب» المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. عامان من العطاء الإنساني في «الفارس الشهم 3»
  • «الفارس الشهم 3».. عامان من الجهود الإنسانية في غزة
  • عبدالله آل حامد: ريادة إماراتية في الابتكار والذكاء الاصطناعي المسؤول
  • منصور بن زايد يلتقي «خريجي برنامج خبراء الإمارات»
  • أبراج رومانسية وأخرى عملية... تعرف على نوع برجك
  • مباريات الزمالك القادمة.. تعرف على مواعيد الفارس الأبيض في شهر نوفمبر
  • سيف بن زايد: في يوم العلم تتجلى روح الوطن في أبهى صورها
  • عمر بن زايد: العَلَم سيظل رمزاً للوحدة والكرامة
  • منصور بن زايد يرفع علم الإمارات على سارية صرح زايد المؤسس