أعلن رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني الثلاثاء إن فوزه الحاسم يظهر الطريق لهزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان منتقدا شرسا لسياسات الشاب المسلم الاشتراكي الديموقراطي.

وقال ممداني، أول مسلم يتولى رئاسة بلدية أكبر مدينة في الولايات المتحدة، إن فوزه يمثل انتصار "الأمل على الطغيان"، مؤكدا أن "نيويورك ستكون النور في هذا الوقت من الظلام السياسي".



قبل أيام، أطل ممداني بفيديو باللغة العربية، وهو يتحدث لسكان المدينة العرب رغم موجة التحريض ضده من الرئيس الأمريكي ترامب والجمهوريين، حاصدا تقدما بفارق نقاط كبير على منافسه المرشح الجمهوري كورتيس سليوا  والمرشح المستقل أندرو كومو.

أنا اسمي زهران ممدان وعم رشّح حالي لأكون العمدة الجديد في مدينة نيويورك pic.twitter.com/ptfVdpansX — Zohran Kwame Mamdani (@ZohranKMamdani) November 1, 2025
ممداني، من شخص غير معروف نسبياً قبل أشهر، إلى فنان هيب هوب ومستشار سكني، ثم عضو مجلس ولاية نيويورك، وفاز الأربعاء بأعظم مدن الولايات المتحدة، منصب يتضمن ميزانية تقدر بـ116 مليار دولار


من أوغندا إلى كوينز
وُلد ممداني في كامبالا، أوغندا، وانتقل مع عائلته إلى نيويورك عندما كان في السابعة من عمره، والتحق بمدرسة برونكس الثانوية للعلوم، ثم حصل لاحقاً على شهادة في الدراسات الأفريقية من كلية بودوين، إذ شارك في تأسيس فرع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" داخل الحرم الجامعي.

"We are African. We are New York City. And we are voters." pic.twitter.com/YUBrLQI82o — Zohran Kwame Mamdani (@ZohranKMamdani) October 31, 2025
وتعرّف ممداني على زوجته راما دواجي، وهي فنانة سورية تبلغ من العمر 27 عاماً تعيش في بروكلين، عبر تطبيق المواعدة "هينج- Hinge"، والدته ميرا ناير، مخرجة سينمائية مرموقة، ووالده الأكاديمي محمود ممداني الذي يُدرس في جامعة كولومبيا. وكلا والديه من خريجي جامعة هارفارد.

وعوده لـ"نيويورك"
قال ممداني إن الناخبين في المدينة الأمريكية الأعلى من حيث تكلفة المعيشة يريدون من الديمقراطيين أن يركزوا جهودهم على تحسين القدرة على تحمل تكاليف المعيشة، وقال في تصريحات لشبكة "بي بي سي": "هذه مدينة يعاني حوالي ربع سكانها من الفقر، وهناك نحو 500 ألف طفل ينامون جائعين كل ليلة. وفي نهاية المطاف، تبقى المدينة مهددةً بخسارة ما يجعلها متفردة ومميزة"، واقترح ما يلي:

- خدمة مجانية للتنقل بالحافلات بين جميع أنحاء المدينة.
- تجميد الإيجارات وتشديد المساءلة على المالكين المقصرين.
- إنشاء سلسلة من متاجر البقالة المملوكة للمدينة تركز على توفير أسعار في متناول المستهلك.
- رعاية شاملة ومجانية للأطفال من عمر ستة أسابيع حتى خمسة أعوام.
- مضاعفة إنتاج المساكن مستقرة الإيجار والمبنية بأيدٍ نقابية - ثلاث مرات.
- إعادة هيكلة مكتب العمدة لضمان محاسبة مالكي العقارات، إلى جانب - توسيع نطاق الإسكان الدائم بتكلفة في متناول المستهلك.

تهديد ترامب بقطع التمويل
وتُشكّل مدينة نيويورك وحدها أكثر من 40 بالمئة من سكان ولاية نيويورك، ويتجاوز حجم اقتصادها 2.3 تريليون دولار، أي أكبر من اقتصاد كندا، وتمثل حوالي 9 بالمئة من إجمالي اقتصاد أمريكا.

ويتبنّى ممداني (34 عاماً)، الذي هاجمه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ فوزه في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك، سياسات جريئة تهدف إلى جعل المدينة أكثر عدلاً وقدرة على الاستيعاب، ولم يقتصر هجوم ترامب على ممداني على الهجوم اللفظي، حيث وصفه بأنه "شيوعي مهووس تماماً"، وأن "جميع الحمقى يدعمونه"، بل امتد ذلك أيضاً إلى حد التهديد بقطع التمويل الفيدرالي عن مدينة نيويورك، والذي يمثل 6.4 بالمئة من ميزانيتها، إذا فاز ممداني في الانتخابات، وهو ما يشكّل خطراً على المدينة، وفق مجلة الإيكونوميست البريطانية.

تضم 123 مليارديراً و384 ألف مليونير
تبدو نيويورك كما لو كانت العالم مضغوطاً في مساحة لا تتجاوز 300 ميل مربع، حيث تُعدّ المدينة قلب الولايات المتحدة النابض،كما وتنعكس فيها تناقضات الولايات المتحدة كلها، ما بين الغنى الفاحش والفقر المدقع، وبين الرأسمالية والطموحات الاجتماعية، وتضم نيويورك المقرات الكبرى للشركات العالمية ومركز الأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه يعيش فيها ملايين العمال والمهاجرين الذين يكافحون لتأمين أبسط متطلبات الحياة، ووفق مجلة "فوربس" فإن نيويورك تضم 123 مليارديراً و384 ألف مليونير، ويستحوذ أغنى 5 بالمئة من سكانها على نحو 40 بالمئة من إجمالي الدخل، في حين يضطر كثيرون للعمل في ثلاث وظائف لتغطية نفقات المعيشة.

"العنصرية في أمريكا"
قال ممداني، إن العنصرية تُجسد ما هو مختل في السياسة الأمريكية، موجهاً انتقادات للحزب الديمقراطي "الذي سمح بإعادة انتخاب دونالد ترامب" و"فشل في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة بغض النظر عن هويتهم أو أصولهم".

كما كشف عن المضايقات والهجمات العنصرية التي يتعرض لها منذ إعلان ترشحه، مؤكدا أنه لن يتخلى عن هويته الدينية رغم محاولات تهميش المسلمين في المدينة، وقال ممداني، خلال لقاء في المركز الثقافي الإسلامي بمدينة برونكس في نيويورك الأسبوع الماضي، إن تجربته في الحملة كشفت حجم الكراهية التي لا تزال قائمة بحق المسلمين في نيويورك، مشيرا إلى أن خصومه السياسيين استخدموا صورا ورسوما مسيئة مستلهمة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتشويه سمعته.

Zohran Mamdani tears up while talking about Islamophobic attacks during his mayoral campaign. pic.twitter.com/a8Od2VXSEJ — Josie Stratman (@JosieStratman) October 24, 2025
وأضاف: "كل يوم يظهر إعلان جديد، يصورني وكأنني خطر على مدينتي، فقط لأنني مسلم"، وتابع "أمي وعائلتي عاشوا الخوف بعد هجمات سبتمبر، وعمتي لم تستطع استخدام وسائل النقل العام لأنها كانت ترتدي الحجاب، هذه ليست قصصا فردية، بل واقعا يعيشه أكثر من مليون مسلم في نيويورك يشعرون وكأنهم ضيوف في مدينتهم"، وأوضح أنه عندما قرر الترشح لمنصب العمدة، كان يطمح إلى أن يكون مرشحا يمثل سكان المدينة جميعهم، وليس الناخبين المسلمين فقط.

فلسطين حاضرة
يتجاوز دعم ممداني القوي للفلسطينيين وانتقاده اللاذع لإسرائيل معظم المؤسسات الديمقراطية،  فقد قدّم عضو المجلس التشريعي مشروع قانون لإنهاء الإعفاء الضريبي للجمعيات الخيرية في نيويورك المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان.

كما صرّح بأن "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وأنها دولة فصل عنصري، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجب أن يُعتقل"، وتعرّض ممداني لضغوط إعلامية في أكثر من مناسبة خلال مقابلات صحفية ليكشف ما إذا كان يؤيد حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية، وفي تصريحات أدلى بها هذا الشهر، قال: "لا أرتاح لفكرة دعم أي دولة تُقيّم مواطنيها بناءً على الدين أو أي معيار تمييزي آخر، وأؤمن بأن المساواة، كما هي مكفولة في هذا البلد، يجب أن تكون مبدأً أساسياً في كل دولة حول العالم.. هذه قناعتي".

الإعلامي الأمريكي الشهير  تاكر كارلسون وضح سبب تفوق عمدة نيويورك زهران ممداني على منافسيه، قائلا: "كان الرجل الوحيد في مناظرة مرشحي بلدية نيويورك الذي قال إنه يريد التركيز على نيويورك نفسها، بينما جميع المرشحين الآخرين قالوا: إسرائيل!".

????⚡️ تاكر كارلسون يوضح سبب تفوق عمدة نيويورك زهران ممداني:

«كان الرجل الوحيد في مناظرة مرشحي بلدية نيويورك الذي قال إنه يريد التركيز على نيويورك نفسها، بينما جميع المرشحين الآخرين قالوا: إسرائيل!» pic.twitter.com/kofTTtIIRJ — الموجز الروسي | Russia news ???????? (@mog_Russ) October 31, 2025
نموذج ممداني يثير قلق "إسرائيل"
يحذّر الكاتب الإسرائيلي درور إيدار، السفير السابق لدولة الاحتلال، في إيطاليا ومحرّر صفحة الرأي في صحيفة "إسرائيل هيوم"، من تراجع النفوذ الإسرائيلي واليهودي في الولايات المتحدة وأوروبا إلى حدٍّ يصفه بأنه "احتلال سياسي وفكري" للعواصم الغربية ممن سماهم خصوم إسرائيل.

ويعرب السفير السابق، عن تخوّفه من أن يقود هذا المسار إلى صعود شخصيات سياسية "معادية لإسرائيل" إلى مواقع صنع القرار في الغرب، محذّرا من سيناريو متخيَّل قد يشهد -كما قال بسخرية ممزوجة بالقلق- "رئيسًا أمريكيًا يُدعى زهران ممداني".

غالبية اليهود يدعمون ممداني
أوضح العديد من أفراد المجتمع اليهودي في مدينة نيويورك أسباب تأييدهم لممداني، والتي تشمل رغبتهم في الحصول على مستوى معيشي أفضل بفضل البرامج التي يتبناها، بجانب قلقهم إزاء المرشح المستقل كومو وآخرين ممن يروّجون لروايات بشأن معاداة ممداني للسامية لكسب أصوات الناخبين.

ورفضت الجماعات الأكثر تقدمية والجماعات الناشطة اليهودية هجمات كومو ضد ممداني، وفق تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، وقالت إيلين ليبمان، مؤسسة جماعة كولوت تشاينو في بروكلين، التي استضافت ممداني في فعالية انتخابية: "لقد فوجئتُ بأن الحاخامات الذين يدافعون عن العدالة يخشون تولّي ممداني منصب عمدة المدينة. أخشى أن يكون ذلك بسبب كونه مسلماً".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Bend the Arc: Jewish Action‎‏ (@‏‎bendthearc‎‏)‎‏
وشكّل بعض مؤيدي ممداني من اليهود مجموعة فرعية داخل قاعدة دعمه، وأطلقوا على أنفسهم اسم "اليهود من أجل زهران"، وفق تقرير لموقع ميدل إيست آي البريطاني، وتتألف المجموعة من أفراد وأعضاء في منظمات مثل "اليهود من أجل العدالة العرقية والاقتصادية" و"الصوت اليهودي من أجل السلام"، والتي حشدت جهودها لإشراك مجتمعاتها، فضلاً عن سكان نيويورك بشكل عام، في دعم ممداني.

دعم ممداني ..صك براءة من جرائم الاحتلال
وقال جاكوب بلومفيلد، الناشط اليهودي الذي انضم إلى الحملة، لموقع ميدل إيست آي، إنه يدعم ممداني إيماناً منه بأن "كل فرد في مجتمعنا يستحق الحصول على مستوى معيشي أساسي: سكن، رعاية صحية، تعليم، مواصلات، طعام صحي، وأمان"، وأعرب بلومفيلد عن مخاوفه من أن "تلك اللبنات الأساسية للحياة المستقرة أصبحت بعيدة عن متناول الكثيرين، مع وجود المزيد من الناس يكافحون من أجل الاحتفاظ بها، بما في ذلك سكان نيويورك الذين كانوا يشغلون وظائف كانت تُعد بمثابة وظائف ثابتة للطبقة المتوسطة قبل ثلاثين عاماً".

وعن دعم الشباب اليهود لممداني، قال بلومفيلد إن هذا الدعم مدفوع باعتقادهم بأن إسرائيل لا تمثلهم، ولأنهم – كغيرهم من الفئات السكانية – لديهم نفس المخاوف بشأن القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة في المدينة، وأضاف أن "إسرائيل تزعم أنها تمثل اليهود في كل مكان من أجل حشد التأييد لأفعالها الشنيعة، في حين يهاجم المسؤولون الإسرائيليون اليهود الأمريكيين، ولا يُسمح لليهود غير الأرثوذكس من الخارج بممارسة دينهم بحرية في إسرائيل"، وقال أيضا إن : اليهود المناهضين للصهيونية يشعرون بالحاجة إلى التحدث ضد القتل، والغزو، وتدمير البيئة، والمجاعة، والتهجير، وكل أنواع الفظائع التي ترتكب باسمهم".

من جانبه، قال الممثل مات كيتاي، البالغ من العمر 36 عاماً، والذي شارك أيضاً في حملة انتخابية لصالح ممداني:"أنا أؤمن بزهران. أحب مبادئه، وأفكاره، وحماسه. كل ما يريده حقاً هو أن يصبح عمدة مدينة نيويورك. من النادر أن تجد شخصاً يسعى فقط لجعل المدينة التي يحبها مكاناً أفضل. لا أرى ذلك في أي سياسي آخر".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Zohran Kwame Mamdani‎‏ (@‏‎zohrankmamdani‎‏)‎‏
وأعرب كيتاي عن قلقه إزاء المرشح المستقل كومو، مضيفاً: "إن جميع مظاهر الإسلاموفوبيا التي رأيتها والحديث عن معاداة السامية يجعلني أشعر بأمان أقل كيهودي لأنهم يروجون لهذه المفاهيم والأفكار التي لا تتطابق مع الواقع"، وقال: "في الواقع، خطاب أندرو كومو هو ما يُقلل من أمان الناس. إنه يُشدد على فكرة معاداة السامية، ويجعلها أكثر بروزاً. أشعر أن زهران سيفعل الكثير للمجتمع اليهودي ولنيويورك، مما سيجعلنا نشعر بأمان أكبر". 

وفي السياق، اعتبر الكاتب الصحفي، إسبيريتو-بلومفيلد، المقيم في نيويورك، أن الانقسام الجيلي بين المجتمع اليهودي بشأن إسرائيل كان السبب وراء الدعم اليهودي لممداني، وقال: "إنهم (كبار السن) لديهم وجهة نظر قديمة بشأن إسرائيل، وسيكون من الصعب التخلص منها، أو عدم اعتبار ذلك تهديداً لسلامتك الشخصية، بغض النظر عن مكان وجودك في العالم"، ولا يعتقد إسبيريتو بلومفيلد أن ممداني معادياً لإسرائيل. وقال إن كومو "يتصرف وكأنه يهودي"، رغم أنه ليس كذلك. 


يذكر أنه من بين حوالي مليون يهودي يعيشون في مدينة نيويورك وضواحيها، ينتمي ما يقرب من خُمسهم إما إلى اليهود المتشددين، الذين يتركزون في بروكلين ويميلون إلى التصويت للجمهوريين، أو إلى اليهود الأرثوذكس المعاصرين، الذين يندمجون أكثر في الحياة العلمانية ويميلون إلى توزيع أصواتهم بين الحزبين الرئيسيين، أما الناخبون اليهود الآخرون – المحافظون، والإصلاحيون، وغير الطائفيين، والعلمانيون – فيميلون إلى دعم الديمقراطيين بأغلبية ساحقة، وفق تقرير الغارديان.

عرض عمل كمستشار
وعرض الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما رسميًا على زهران ممداني منصب مستشاره الشخصي في حال انتخابه عمدة لمدينة نيويورك.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، قال الرئيس السابق لممداني في مكالمة هاتفية خلال عطلة نهاية الأسبوع: "حملتك مثيرة للإعجاب" عندما عرض عليه أن يكون مستشاره السياسي بعد الانتخابات، وأعرب أوباما، الذي لا يتدخل عادةً في الانتخابات المحلية، عن اهتمامه الشخصي الاستثنائي بالمحادثة، مؤكدًا أنه "سيستثمر في نجاح ممداني حتى بعد الانتخابات نفسها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية نيويورك ممداني ترامب يهودية اسلام نيويورك يهودية ترامب ممداني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة مدینة نیویورک عمدة نیویورک زهران ممدانی قال ممدانی فی نیویورک بالمئة من ممدانی فی pic twitter com من أجل

إقرأ أيضاً:

كيف ستكون ردة فعل إسرائيل حال أصبح ممداني عمدة نيويورك؟

يتوجه سكان نيويورك اليوم الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع في انتخابات عمدة الولاية، ويُعتبر زهران ممداني، المناهض للاحتلال الإسرائيلي مرشحًا رئيسيًا، وهو يُثير ضجةً شعبيةً واسعةً بسبب مواقفه القوية ضد "إسرائيل" وتداعياتها المحتملة على سياسة المدينة، ومن بينها حديثه عن الإبادة الجماعية، مما قد يؤثر على استثمارات المدينة، والتعيينات في المناصب العامة، وحتى سلوك شرطة نيويورك.

وجاء في تقرير لصحيفة "معاريف" أعده مراسل الشؤون الخارجية إيلي ليون، أنه على الرغم من انخراط ممداني في السياسة البلدية، إلا أن الصحفيين الذين يغطون نشاطه أشاروا إلى أن أحد دوافعه الرئيسية لدخول المعترك السياسي كان "إسرائيل" والقضية الفلسطينية، التي يدعمها ممداني، في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر ممداني إعلانًا انتخابيًا على مواقع التواصل الاجتماعي يخاطب فيه الناخبين باللغة العربية، وفي الفيديو يظهر وهو يتحدث والعلم الفلسطيني واضح في الخلفية.

ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، حاول ممداني، بصفته عضوًا في مجلس نواب ولاية نيويورك، إقرار تشريع من شأنه الإضرار بالكيانات المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية، وفي عام 2023، قاد محاولةً فاشلة لإلغاء الإعفاء الضريبي للجمعيات الخيرية المحلية المرتبطة بجماعات المستوطنين في الضفة الغربية. 


في العام التالي، دفع بنسخة منقحة من مشروع القانون، عُرفت باسم مشروع قانون "ليس على حسابنا"، لكنها فشلت هي الأخرى، الآن، بصفته عمدة محتمل، قد يجد طرقًا جديدة للتأثير على سياسة المدينة تجاه "إسرائيل".

وجاء في التقرير الإسرائيلية أنه "بصفته المرشح الأبرز لمنصب عمدة المدينة، والذي يضم أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل، رفض ممداني المشاركة في مسيرة يوم إسرائيل في الجادة الخامسة، وهو حدث سنوي هام للجالية اليهودية في نيويورك. في حال فوزه، سيكون من المثير للاهتمام معرفة كيف سيتصرف في هذا الحدث العام المقبل. ووفقًا لتقرير نشرته وكالة الأنباء اليهودية، تجنب ممداني الإجابة عن أسئلة حول ازدواجية المعايير، حيث شارك في المسيرة هذا العام نيابةً عن باكستان، وهي دولة ديانتها الرسمية الإسلام، وتضطهد الأقليات الدينية".

وأضاف أن "موقف ممداني من إسرائيل واضحٌ تمامًا: يرفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، مؤكدًا أنه لا يعترف "بحق وجود أي دولة ذات نظام هرمي قائم على العرق أو الدين". وأكد إيمانه بالمساواة في الحقوق بين جميع الناس. في حال انتخابه، سيتمتع ممداني بسلطة الإشراف على كيفية استثمار أموال معاشات موظفي المدينة، والتي تبلغ قيمتها حوالي 300 مليار دولار".

وأوضح "كان ممداني ناشطًا سابقًا في حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، ودعم هذه الاستراتيجية بصفته مشرّعًا. وصرح بأنه لا ينبغي للمدينة الاحتفاظ بأموال مُستثمرة "بشكلٍ يخالف القانون الدولي"، وأنه سيدعم استمرار سياسة المراقب المنتهية ولايته براد لاندر ، الذي اختار عدم إعادة شراء السندات الإسرائيلية منتهية الصلاحية".

وأشار إلى أنه "من المرجح أن يؤدي هذا الموقف إلى صدام مع مارك ليفين ، رئيس بلدية مانهاتن والمرشح الأبرز لمنصب مراقب المدينة، والذي أعلن عن نيته تجديد استثمارات المدينة في السندات الإسرائيلية. وأشار مراقب المدينة السابق سكوت سترينجر إلى أن تعامل ممداني مع قضية سحب الاستثمارات سيكون مؤشرًا مبكرًا على نيته تحويل خطاب حملته الانتخابية إلى سياسة عملية".


وأضاف "علاوة على ذلك، سبق لممداني أن صرّح بأنه سيأمر شرطة نيويورك باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار المدينة، مع أن خبراء قانونيين أشاروا إلى أن هذه المهمة شبه مستحيلة، وقد تُخالف القانون الفيدرالي. كما أعرب عن قلقه إزاء التدريب المشترك بين شرطة نيويورك وجيش الدفاع الإسرائيلي، بل زعم في عام 2023، أنه "عندما يكون حذاء شرطة نيويورك على رقبتك، فإن الجيش الإسرائيلي هو من يتحكم به". وفي مقابلة مع شبكة سي إن إن قبل بضعة أيام، قال إنه يقصد التدريب المشترك لضباط شرطة نيويورك مع مقاتلي الجيش الإسرائيلي".

وأضاف "انتقد ممداني التعاون بين جامعة كورنيل ومعهد التخنيون الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يُعيد النظر في تلك الشراكة وتشكيل مجلس إدارة شركة تشغيل جزيرة روزفلت. كما صرّح لبلومبرغ بأنه ينوي إنهاء المجلس الاقتصادي النيويوركي الإسرائيلي، الذي أنشأه العمدة إريك آدامز لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الكيانين".

وجاء في ختام التقرير أن "مواقف ممداني أثارت انتقادات لاذعة من خصومه. فقد وصفه حاكم نيويورك السابق، أندرو كومو، بأنه "متعاطف مع الإرهاب"، وادعى أن "معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية"، في محاولة لاستغلال تناقض موقف بعض الناخبين اليهود تجاهه. رفض ممداني بشدة اتهامات معاداة السامية، وتعهد، في حال انتخابه، بتوسيع جهود المدينة لحماية سكانها اليهود والقضاء على معاداة السامية. كما تراجع عن موقفه السابق من عبارة "عولمة الانتفاضة"، التي اعتبرها الكثيرون دعوةً للعنف ضد اليهود، ويؤكد الآن أنه سيثني عن استخدامها".

مقالات مشابهة

  • مندوب تل أبيب: فوز زهران ممداني بانتخابات نيويورك يوم أسود على إسرائيل
  • هل يمكن لزهران ممداني أن يصل إلى البيت الأبيض بعد منصب عمدة نيويورك؟
  • فوز الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك
  • زهران ممداني: نيويورك ستكون المدينة التي يعيش فيها المهاجرون
  • زهران ممداني عمدة نيويورك الجديد: نيويورك ستكون المدينة التي يعيش فيها المهاجرون
  • كيف ستكون ردة فعل إسرائيل حال أصبح ممداني عمدة نيويورك؟
  • زهران ممداني كابوس ترامب يقترب من «عرش نيويورك»
  • ترامب يهدد بحرمان نيويورك من التمويل حال فوز ممداني بمنصب عمدة المدينة
  • 26 مليارديرا أميركيا يسعون لخسارة ممداني منصب عمدة نيويورك