الحقيقة وراء فيديو إدخال شاب حي في تابوت الموتى بالسودان
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية مقطع فيديو يُظهر إجبار شخص على دخول "تابوت الموتى"، وسط مزاعم بأن الحادثة وقعت في السودان.
وانتشر الفيديو في وقت تتصاعد فيه الاتهامات الموجهة إلى قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر جماعية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، شملت استهداف المدنيين في عدد من المدن، لا سيما في مدينة الفاشر بإقليم دارفور.
وحسب تقارير لمنظمات محلية ودولية، فقد تم توثيق عشرات الحالات التي تضمنت القتل خارج نطاق القانون، والاغتصاب، والنهب، وأعمال تطهير عرقي في بعض المناطق السودانية.
وتباينت الروايات حول الفيديو المتداول بين من اعتبره مشهدا يجسد "إرهابا دينيا" ضد أحد المواطنين المسيحيين في السودان، وبين من رآه جزءا من "مؤامرة دولية" تهدف إلى زعزعة استقرار السودان، وربطه باكتشافات الذهب في البلاد.
سوڈان میں ایک مظلوم کو زندہ تابوت میں بند کیا جارہا ہے۔
غزہ اور سوڈان دونوں کی مختلف کہانی مگر درد ایک جیسا
دونوں کے مقدمے عظمت والے رب کے سپرد۔
اللہھم انصر اخواننا۔???? pic.twitter.com/zuJqYYmLPC
— عائزے_رومان (@paglii_dewanii) November 1, 2025
ولم يقتصر تداول الفيديو على الحسابات الناطقة باللغة العربية، بل انتشر بلغات أخرى مثل الإنجليزية والأردية، مما يدل على اتساع نطاق تأثيره ووصوله إلى جمهور عالمي.
View this post on Instagram الحقيقةالانتشار الواسع للفيديو، دفع فريق "الجزيرة تحقق" إلى البحث وراء صحته وحقيقة الادعاءات المرافقة له، حيث تبين بعد التدقيق أنه حقيقي وتم قص الفيديو، لكنه قديم ولا يمت بصلة إلى السودان أو الحرب الدائرة هناك.
وتوصل فريقنا إلى نُسخ تعود إلى عام 2016، وتوثق حادثة وقعت في جنوب أفريقيا، تحديدا في مقاطعة مبومالانغا، حيث اتضح أن الفيديو مرتبط بجريمة عنصرية ارتكبها مزارعان أبيضان، هما تيو مارتينز جاكسون ووليام أوستويزن، ضد شاب أسود يدعى فيكتور ملوتشوا.
Two white men stuffed a black man into a coffin in South Africa and threatened to burn him alive. pic.twitter.com/7NhjsGxUFK
— Al Jazeera English (@AJEnglish) November 18, 2016
وتضمنت الجريمة ضرب الضحية وإجباره على الدخول في تابوت تحت تهديد السلاح، بزعم أنه اقتحم مزرعتهما.
إعلانويسمع أحد المعتدين في الفيديو، متحدثا بلغة الأفريكانز (لغة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا)، وهو يقول: "تعال، تعال، سنضع وقودا في الداخل"، مهددا كذلك بوضع أفعى داخل التابوت.
وقال ملوتشوا، لوسائل إعلام محلية، إنه خاف على حياته خلال هذه المحنة، مضيفا: "لقد ضربوني وقيدوني ووضعاني في تابوت".
وأثارت الحادثة حينها غضبا واسعا في جنوب أفريقيا، واعتبرت دليلا على استمرار التوترات العنصرية في البلاد.
وحُكم على تيو مارتينز جاكسون ووليام أوستويزن في القضية -التي عرفت بـ"قضية التابوت"- بالسجن لمدة 14 و11 عاما في أكتوبر/تشرين الأول 2017، الأمر الذي رحبت به حكومة جنوب أفريقيا، بتهمة الخطف والاعتداء ومحاولة القتل، غير أن مسار القضية تغير بشكل ملحوظ كبير، ففي ديسمبر/كانون الأول 2019، أصدرت محكمة الاستئناف العليا قرارا بخفض الأحكام بشكل كبير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
ترامب: جنوب أفريقيا لا ينبغي أن تكون ضمن مجموعة العشرين
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال تصريحاته منذ قليل، بإن دولة جنوب أفريقيا لا ينبغي أن تكون ضمن مجموعة العشرين، وفقًا للقاهرة الإخبارية.
وعلى صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، ثلاثة مواطنين فلسطينيين بينهم طفلان، خلال اقتحامٍ واسع لمحافظة طوباس شمال الضفة الغربية.
وأوضح مدير نادي الأسير في طوباس، كمال بني عودة، أن قوات الاحتلال اعتقلت الطفلين عبد القادر علان محمود دبابرة (17 عامًا) وإبراهيم جمال إبراهيم خليل (16 عامًا) بعد مداهمة منزلي ذويهما في المدينة، إضافة إلى الشاب عزات إبراهيم يوسف بشارات (37 عامًا) عقب اقتحام منزله في بلدة طمون.
وأضاف أن قوات الاحتلال اقتحمت منذ منتصف الليلة الماضية عدة مناطق في المحافظة، شملت مدينة طوباس ومخيم الفارعة وبلدتي طمون وعقابا، حيث استمر الاقتحام نحو 12 ساعة، قامت خلاله القوات بتفتيش عشرات المنازل وتخريب محتوياتها، كما حوّلت بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية وأجبرت ساكنيها على مغادرتها بالقوة.
وقد أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن جثامين 15 فلسطينيا ضمن صفقة التبادل الجارية في قطاع غزة.
وذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) أن جثامين الشهداء وصلت إلى مستشفى ناصر الطبي في خان يونس جنوبي القطاع، بعد أن سلمتها قوات الاحتلال عبر الصليب الأحمر.
ويأتي ذلك بعد أن سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الليلة الماضية جثة رهينة إسرائيلي عبر الصليب الأحمر، في إطار الصفقة ذاتها.
وبذلك ترتفع حصيلة الجثامين الفلسطينية التي أفرجت عنها إسرائيل إلى سبع دفعات متتالية، فيما لم تُعلن المصادر الرسمية بعد العدد الإجمالي للفلسطينيين الذين تسلمت سلطات غزة جثامينهم حتى الآن.