معلومات الوزراء يستشرف الفرص المتاحة لمصر في تطوير إنتاج وقود الطائرات المستدام
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء تقريرًا استشرافيًا تناول من خلاله أبرز الفرص المتاحة للدولة المصرية في تطوير إنتاج وقود الطائرات المستدام (SAF)، مشيراً إلى أن صناعة الطيران تأتي من بين أبرز الأنشطة كثافة في المساهمة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على الرغم من أنها لا تسهم إلا بنحو 2.
نتيجة لذلك من المتوقع أن يرتفع حجم الطلب العالمي على وقود الطائرات المستدام وصولًا إلى ما يتراوح بين 330- 445 مليون طن بحلول عام 2050 مقارنًة بحجم إنتاج متواضع بلغ 0.5 مليون طن خلال عام 2023، وذلك في ضوء إلزام الاتحاد الأوروبي موردي وقود الطيران بتوفير حصة دنيا من وقود الطائرات المستدام في مطارات الاتحاد بدءًا من 2% من إجمالي الوقود المورد بحلول 2025، كما تستهدف الحكومة البريطانية ألا تقل نسبة وقود الطائرات المستدام عن 10% من إجمالي الوقود المستخدم في تموين الطائرات بحلول عام 2030، وهو ما يؤدي إلى زيادة طلب الشركات.
وعليه يمكن لمصر استغلال الطلب المتنامي في سوق وقود الطائرات المستدام من خلال تطوير المصانع ذات الصلة استغلالًا للممكنات الهائلة التي تتمتع بها الدولة من مدخلات تصنيع (SAF)، وتتمثل أهمية الفرصة بالنسبة لمصر في الآتي:
-تخفيف التغير المناخي: يعد وقود الطائرات المستدام بديلًا صديقًا للبيئة مقارنًة بالوقود الأحفوري التقليدي حيث يقلل بشكل كبير انبعاثات غازات الدفيئة مما يساعد على الحد من آثار التغير المناخي، إذ له القدرة على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 80% مقارنًة بوقود الطائرات التقليدي.
-تعزيز السياحة البيئية: تسهم حلول السفر المستدامة في جذب السائحين المهتمين بالسفر المسؤول بيئيًا حيث أظهر استطلاع رأي لنحو 33 ألف مسافر حول العالم في تقرير "السفر المستدام لعام 2023" أن نحو 76% من المشاركين في الاستطلاع خططوا لتبني خطط سفر مستدامة في رحلاتهم التالية.
-تنويع مصادر الطاقة: يقلل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري مما يعزز الأمن الطاقوي لمصر ويقلل تعرضها لتقلبات الأسعار العالمية.
-الاستفادة من الموارد المحلية: يمكن إنتاج SAF من العديد من الموارد المتجددة المتاحة في مصر مثل الزيوت النباتية والنفايات الزراعية مما يسهم في تحسين الاقتصاد المحلي.
-التعاون الدولي: يمكن لمصر أن تستفيد من التعاون الدولي في مجال تطوير SAF مما يسهم في نقل التكنولوجيا وبناء الشراكات الاستراتيجية.
وتتمثل مقومات نجاح فرصة مصر في تطوير إنتاج وقود الطائرات المستدام (SAF) في الآتي:
-توافر المواد الخام محليًا: وصل حجم زيت الطعام المستعمل في مصر إلى ما يقرب من 500 ألف طن سنويًا وهو أحد مصادر إنتاج وقود الطائرات (SAF).
-توافر مدخلات التصنيع: تنتج مصر نحو 90 مليون طن من النفايات سنويًا وتأتي النفايات الزراعية ونفايات الصرف الصحي والنفايات البلدية الغالبية العظمى من إجمالي حجم النفايات بينما لا تزيد نسبة ما يتم توجيهه من النفايات البلدية إلى مكبات النفايات على 7%.
-الاهتمام الحكومي: أولت الدولة اهتمامًا تجاه التحول نحو حلول السفر المستدامة إذ قامت وزارة الطيران المدني بتشغيل أول رحلة صديقة للبيئة في يناير عام 2022 والتي تعد الرحلة الأولى من نوعها على صعيد القارة الإفريقية.
-خطط ومستهدفات: أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن خطط إنتاج وقود الطيران المستدام في ضوء الجهود الرامية إلى تنفيذ أول مشروع من نوعه في هذا الشأن، اعتمادًا على زيت الطعام المستعمل كمادة تغذية بالتعاون مع مؤسسات دولية رائدة في ذات الشأن، وفي نوفمبر 2024 أعلنت شركة هني ويل الأمريكية الرائدة في مجال حلول الطاقة والاستدامة والأتمتة الصناعية عن إنهاء دراسة الجدوى للمشروع الخاص بإنتاج وقود الطائرات المستدام في مصر بالشراكة مع البنك الأوروبي للإعمار والتنمية باعتباره أول مشروع من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا على أن يتم البدء في الخطوات التالية لتنفيذ المشروع.
أما متطلبات النجاح والموارد المطلوبة لتعزيز تطوير إنتاج وقود الطائرات المستدام (SAF) فتتمثل في:
-الترويج للممكنات الهائلة التي تمتلكها الدولة المصرية بهدف استقطاب الاستثمارات الأجنبية لتمويل مشروعات تعزيز البنية التحتية لإنتاج وقود الطائرات المستدام نظرًا لارتفاع التكاليف الأولية المرتبطة.
-تشكيل لجنة وطنية تكون معنية بصياغة استراتيجية متكاملة لتوطين صناعة وقود الطائرات المستدام في مصر وتحديد جهات التمويل المقترحة.
-دراسة الأسواق التصديرية المحتملة بهدف تعزيز التعاون المشترك وتكوين شراكات ثنائية حيث تأتي دول القارة الأوروبية في مقدمة تلك الأسواق نظرًا للقوانين المعتمدة للحد من الانبعاثات الكربونية وزيادة نسبة استخدام وقود الطائرات المستدام في إجمالي الوقود المستخدم لتزويد الرحلات.
-تطوير الإطار التنظيمي والتشريعي في مجال إدارة ومعالجة النفايات وزيوت الطعام المستعملة بهدف دمج القطاع غير الرسمي وتقليل الهدر.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء هولندا: افتتاح المتحف الكبير إنجاز تاريخي بارز لمصر
قال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، إن افتتاح المتحف المصري الكبير الذي تُعرض فيه قطع أثرية من تاريخ البلاد الغني الممتد لآلاف السنين، يُمثل تتويجًا لعملية بناء استمرت 20 عامًا، وهو إنجازٌ تاريخيٌّ بارزٌ لمصر ولحظةٌ تاريخيةٌ تُتيح فرصةً لتوسيع التبادل الثقافي فيما بيننا.
جاء ذلك في بيان لرئيس الوزراء الهولندي ، حول لقائه ونظيريه البلجيكي واللوكسمبورجي بالرئيس عبد الفتاح السيسي ، وافتتاح المتحف المصري الكبير ووزعته سفارة هولندا بالقاهرة.
وأضاف شوف: " زرتُ مصر برفقة نظيريّ من دول البنلوكس، بارت دي ويفر ولوك فريدان" ، مشيرا إلى انه أعلن خلال المقابلة مع الرئيس السيسي، أن هولندا ستعيد إلى مصر تمثالًا نصفيًا حجريًا من سلالة تحتمس الثالث، وهو قطعة أثرية ثقافية تاريخية صودرت في معرض فني هولندي، مشيرا إلى أن المناقشات الواسعة تناولت جوانب مختلفة من العلاقات الثنائية بين دول البنلوكس ومصر، بما في ذلك المجال الثقافي فضلا عن تزايد الفظائع في السودان وضرورة تحرك المجتمع الدولي حيالها بخلاف تطورات أخرى في المنطقة، وخاصةً في غزة.
وأكد أن مصر لعبت دورًا رئيسيًا كوسيط في التفاوض على وقف إطلاق النار، معتبراً أن الوضع لا يزال الوضع هشًا للغاية لذلك، من الضروري أن تستخدم جميع الأطراف المعنية نفوذها للحفاظ على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة سلام غزة على المسار الصحيح، موضحا أنهم ناقشوا كذلك فرص تعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات مثل مشروعات الطاقة والمياه المستدامة.