من أصل سوري وخٌطبت في دبي.. ما قد لا تعلمه عن زوجة زهران ممداني: راما دووجي؟
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
(CNN)— تشير توقعات شبكة CNN إلى أن زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 34 عاماً، والذي استقطب تركيزه على قضايا الطبقة العاملة وجاذبيته الشخصية تحالفاً متنوعاً من المتطوعين والمؤيدين لدعم حملته التي كانت في السابق ضعيفة، سيفوز في سباق الانتخابات العامة في مدينة نيويورك لمنصب عمدة المدينة.
ستكون دووجي بفوز زوجها في وضعٍ يُمكّنها من صنع التاريخ ورسم ملامحه، إذ ستكون أول فرد من جيل Z يتولى منصب السيدة الأولى لمدينة نيويورك، وهي فنانة تبلغ من العمر 28 عامًا.
وُلدت دووجي، ذات الأصول السورية، في هيوستن وعاشت في تكساس حتى انتقلت عائلتها إلى دبي وهي في التاسعة من عمرها. درست لفترة وجيزة في كلية الفنون بجامعة فرجينيا كومنولث في قطر قبل أن تنتقل إلى فرع الجامعة في ريتشموند لإكمال دراستها. حصلت لاحقًا على درجة الماجستير في الرسم التوضيحي كمقال بصري من كلية الفنون البصرية في نيويورك.
ونُشرت رسوماتها التوضيحية في مجلات مثل "ذا كت" و"بي بي سي" و"فوغ" و"ذا نيويوركر".
والقت دووجي وممداني عبر تطبيق المواعدة "هينج" عام 2021، وكان ممداني قد انتُخب مؤخرًا لعضوية جمعية ولاية نيويورك، وهو أمرٌ لم تكن دووجي تعرفه جيدًا.
وتمت خطوبة ممداني ودوجي بعد بضع سنوات، في أكتوبر 2024، بعد أيام من إعلان خطوبتهما على إنستغرام، أطلق ممداني حملته لمنصب عمدة المدينة، واحتفلا بخطوبتهما في دبي في ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، وأعقب ذلك حفل زفافٍ في محكمةٍ في فبراير من ذلك العام في مكتب كاتب المدينة في مانهاتن السفلى، ووالتقطا صورًا على الأرائك الخضراء في غرفة انتظار مكتب الزواج، أمام خلفيةٍ تُظهر مبنى البلدية.
عادةً ما يتولى الزوج أدوارًا داعمة بارزة، فيستضيفان فعاليات، ويدعمان قضايا تُكمّل أجندة شريكهما، ويحتفظان بآرائهما الأكثر إثارة للجدل.
وتتجلى آراء دوجي السياسية بوضوح من خلال فنها، الذي يضم رسومات بالأبيض والأسود تُصوّر نساءً من الشرق الأوسط، والجوع الشديد في غزة، والعلم الفلسطيني، وتتوافق هذه المنشورات بشكل عام مع انتقادات زوجها للحكومة الإسرائيلية وسلوكها في الحرب التي أعقبت هجمات حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهي تعليقات أثارت في بعض الأحيان حفيظة الجالية اليهودية في مدينة نيويورك، وهي الأكبر خارج إسرائيل.
وقالت ليزا بيرنز، أستاذة دراسات الإعلام في جامعة كوينيبياك، والتي درست دور السيدات الأوائل: "ما تنشره يتوافق مع العديد من الأمور التي تحدث عنها ممداني"، وأضافت: "بدأتُ أرى بعضًا من أعمالها يندمج، حيث سيدعم عملها الدعائي عمله - حتى لو كان منفصلًا - بدلًا من أن ينتقص منه".
في مقابلة لها في أبريل مع مجلة "يونغ"، وهي مجلة فصلية تُركز على الفن من أفريقيا والشرق الأوسط، قالت دووجي إنها تُبدع أعمالها "لمن يهتمون بما أهتم به"، وأضافت: "مع تهميش الكثيرين وإسكاتهم بسبب الخوف، كل ما يمكنني فعله هو استخدام صوتي للتعبير عما يحدث في الولايات المتحدة وفلسطين وسوريا قدر استطاعتي".
دور دووجي في الحملة الانتخابية لزهران ممداني؟
قبل عدة أشهر من الحفل، ناقش ممداني ودوجي كيف أن خططه للترشح لمنصب عمدة المدينة يمكن أن تغير حياتهما، وتحد من خصوصيتهما، ومن المرجح أن تدفع دووجي إلى الأضواء العامة، وفقًا لشخص مقرب من الزوج، اشترط عدم الكشف عن هويته لمشاركة التفاصيل الخاصة.
ورغم أنها تخطت الأحداث التقليدية للحملات الانتخابية، إلا أن دوواجي كانت حاضرة في اللحظات الحاسمة، وقدمت المشورة من وراء الكواليس على وسائل التواصل الاجتماعي وأيقونات الحملة. ورافقت ممداني أثناء إدلائه بصوته في الانتخابات التمهيدية وعندما كان العديد من المراقبين لا يزالون يعتقدون أنه من غير المرجح أن يهزم الحاكم السابق، أندرو كومو، وانضمت إلى ممداني على المسرح عندما ألقى خطاب النصر.
ورافقت ممداني في ظهوره الأخير في برنامج "ذا ديلي شو" على قناة كوميدي سنترال. وكانت من بين الحشد، جالسةً إلى جانب أكثر من 10,000 شخص في ملعب فورست هيلز المكتظ في كوينز، لمشاهدة ممداني وهو يُلقي كلمته الختامية في تجمعٍ جماهيريٍّ ترأسته النائب، ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، والسيناتور، بيرني ساندرز.
ليس من الواضح ما هو الدور الرسمي الذي ستلعبه دووجي بعد فوز زوجها، وسبق وأن رفضت إجراء مقابلات خلال حملة الانتخابات العامة، بما في ذلك طلب من CNN لهذه القصة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الانتخابات البيت الأبيض الجمهوريون الدوحة الديمقراطيون دبي دونالد ترامب نيويورك
إقرأ أيضاً:
«زهران ممداني» أول مسلم وأصغر عمدة في تاريخ نيويورك.. كيف علّق ترامب؟
فاز الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا، في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب وأصغر من يشغله في تاريخ المدينة، ووصفت وسائل الإعلام الأميركية هذا الفوز بأنه تحول تاريخي في قيادة أكبر المدن الأميركية.
ووفق النتائج الأولية الصادرة عن مجلس انتخابات مدينة نيويورك، وبعد فرز أكثر من ثلثي الأصوات، حصل ممداني على 51.5% من الأصوات، متقدمًا على الحاكم الديمقراطي السابق أندرو كومو الذي حصل على نحو 40%، فيما جاء المرشح الجمهوري كورتيس سلوى في المرتبة الأخيرة بنسبة 8%، وقد تجاوزت نسبة المشاركة مليوني ناخب، وهي الأعلى منذ عام 1969، ما يعكس الاهتمام الشعبي الكبير بالسباق الانتخابي.
ويُعدّ فوز ممداني، الذي ينتمي إلى الجناح اليساري التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، إشارة إلى تغير سياسي وجيلي واضح في المدينة التي لطالما شكلت مرآة للتوجهات الوطنية في الولايات المتحدة.
وطرح ممداني برنامجًا انتخابيًا طموحًا يتضمن تجميد الإيجارات لما يقرب من مليون شقة، وتوفير المواصلات العامة مجانًا، وتوسيع برامج رعاية الأطفال، إلى جانب إصلاحات تهدف إلى تعزيز العدالة الاقتصادية والاجتماعية.
وقال ممداني في خطاب النصر أمام مؤيديه: “إذا كان هناك من يستطيع أن يظهر لأمة خانها دونالد ترامب طريقة هزيمته، فهي المدينة التي أوصلته إلى ما هو عليه”، مضيفًا أن “نيويورك ستكون النور في هذا الوقت من الظلام السياسي”.
وأكد أنه سيكون “عمدة الطبقة العاملة”، متعهدًا بمعالجة قضايا تكاليف المعيشة، والنقل العام، والإسكان، والعدالة الاجتماعية.
ويعتبر ممداني من أبرز ممثلي التيار التقدمي المعارض للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي شنّ حملة انتقادات حادة ضده، وكتب على منصته “تروث سوشيال”: “أي شخص يهودي يصوّت لزهران ممداني… هو شخص غبي!”، مضيفًا أن ممداني “يكره اليهود” بسبب دعمه القوي للقضية الفلسطينية.
وأكد ممداني خلال حملته رفضه القاطع لمعاداة السامية وسعيه لطمأنة المجتمع اليهودي، مع تمسكه بمواقفه بشأن العدالة في الشرق الأوسط.
وكان ترامب قد هدد بحرمان مدينة نيويورك من التمويل الفيدرالي في حال فوز ممداني، قائلاً إنه لن يقدّم سوى “الحد الأدنى من الدعم” للمدينة.
وبعد إعلان النتائج، علّق ترامب على خسائر حزبه في الانتخابات المحلية بأن السبب يعود إلى “الإغلاق الحكومي” وغياب اسمه عن أوراق الاقتراع.
ممداني، المولود في أوغندا لعائلة مثقفة من أصول هندية، هاجر إلى الولايات المتحدة في سن السابعة، وحصل على الجنسية الأميركية عام 2018، وبدأ مسيرته السياسية ناشطًا في القضايا الاجتماعية، وانتُخب لاحقًا عضوًا في مجلس ولاية نيويورك قبل أن يترشح لرئاسة البلدية، ووصفه ترامب خلال الحملة بأنه “شيوعي”، فيما اعتبره مراقبون نموذجًا لجيل جديد من الساسة الأميركيين ذوي الخلفيات المهاجرة.
ويرى محللون أن هذا الفوز سيكون له صدى واسع داخل الحزب الديمقراطي الذي يعاني من انقسامات بين جناحه الوسطي والتيار التقدمي، وقد يعيد رسم المشهد السياسي في البلاد قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة عام 2026.
وفي سياق متصل، اكتسح الحزب الديمقراطي ثلاثة سباقات انتخابية رئيسية في أول انتخابات تُجرى منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إذ فازت الديمقراطيتان أبيغيل سبانبرغر وميكي شيريل في انتخابات حكام ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي بفوارق كبيرة. ويرى مراقبون أن هذه النتائج تمثل دفعة قوية للديمقراطيين في مواجهة إدارة ترامب.
في المقابل، اعتبر ترامب أن خسائر الجمهوريين سببها عدم وجوده على ورقة الاقتراع واستمرار الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، فيما أشارت استطلاعات الرأي إلى أن 57% من الأميركيين لا يوافقون على أدائه حتى الآن.
وسيتولى زهران ممداني مهامه رسميًا في الأول من يناير المقبل، ليبدأ مرحلة جديدة في تاريخ مدينة نيويورك، التي توصف بأنها العاصمة الاقتصادية للعالم، تحت قيادة أول عمدة مسلم وأصغر من يتولى المنصب في تاريخها الحديث.