النظام العسكري في النيجر يعيد فتح مجالها الجوي
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
نيامي (النيجر)"أ ف ب": قرر النظام العسكري المنبثق من انقلاب النيجر اليوم اعادة فتح المجال الجوي للبلاد المغلق منذ 6 اغسطس كما أعلنت وكالة انباء النيجر الرسمية.
وقال متحدث باسم وزارة النقل كما نقلت عنه وكالة الانباء النيجرية إن "المجال الجوي لجمهورية النيجر مفتوح أمام كل الرحلات الوطنية والدولية"، موضحا أن الخدمات الأرضية استؤنفت أيضا.
وأضاف "لا يزال المجال الجوي مغلقا أمام كل الرحلات الجوية العسكرية العملانية والرحلات الخاصة الأخرى التي لا يسمح بها إلا بعد الحصول على ترخيص مسبق من الجهات المختصة".
وأعلنت النيجر في 6 أغسطس إغلاق مجالها الجوي "في مواجهة التهديد بالتدخل الذي كان يرتسم انطلاقا من دول مجاورة"، فيما كانت دول غرب إفريقيا المعارضة للانقلاب تدرس استخدام القوة لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة بعدما اطيح في انقلاب في 26 يوليو.
وأغلق العسكريون الحدود البرية والجوية للنيجر غداة استيلائهم على السلطة ثم أعادوا فتحها مع خمس دول حدودية في 2 اغسطس، هي الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا ومالي وتشاد.
لكن بعض الرحلات التي تحمل تصاريح خاصة استمرت بالعمل في مطار نيامي.
ولا تزال النيجر تخضع لعقوبات فرضتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا للضغط على العسكريين.
وحذرت الأمم المتحدة من أن العقوبات الإقليمية وإغلاق الحدود "يؤثران بشكل كبير على إمدادات النيجر من المواد الغذائية الحيوية والتجهيزات الطبية".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
نظرية المجال الحيوي ودورها في سياسة العنف اليميني بأوروبا
فوزي عمار
الجذور الفكرية لنظرية المجال الحيوي (Lebensraum) التي نشأت في نهاية القرن التاسع عشر وأسس لها الجغرافي الألماني فريدريك راتزل الذي صاغ فكرة أن "الدولة كائن حي" يحتاج إلى التوسع الجغرافي لضمان بقائه، تمامًا كما يحتاج الكائن الحي إلى موارد للنمو.
في كتابه "الجغرافيا السياسية"، حدد عالم الاجتماع والجغرافيا الألماني فريدريك راتزل 7 قواعد لنمو الدول، من أهمها تمدد حدود الدولة مع نمو حضارتها.
واستخدام القوة لضم الأراضي الغنية بالموارد (كالمناطق الزراعية أو الموانئ الاستراتيجية).
لكن الجغرافي الألماني كارل هاوسهوفر أعاد إحياء هذه الأفكار بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. كمؤسس لمدرسة الجيوپوليتيكا في ميونخ، ربط بين نظرية المجال الحيوي والحق الطبيعي لألمانيا في التوسع شرقًا نحو روسيا وأوروبا الشرقية، بحجة سد احتياجات الشعب الألماني من الغذاء والموارد. وقد تحولت أفكاره إلى إطار أيديولوجي للنازية، حيث استخدمها هتلر في كتابه "كفاحي" لتبرير الغزو حين قال: "الدول التي لا تتوسع مصيرها الانهيار... يجب أن نخلق مجالًا حيويًا للشعب الألماني بحدود السيف".
وقد أدت سياسات المجال الحيوي إلى مقتل 6 ملايين بولندي خلال الحرب العالمية الثانية، نصفهم من اليهود في معسكرات الإبادة، كما ادت الى تفكيك دول مثل تشيكوسلوفاكيا عبر "اتفاقات ميونخ".
لكن الكارثة الأكبر كانت في تحويل النظرية إلى عقيدة عنف دائمة تتبناها الحركات اليمينية المتطرفة إلى اليوم من خلال الاقصاء الديمغرافي خاصة للمسلمين في أوربا ودعوة صفاء العرق،
ومن خلال مؤامرات نقل المهاجرين إلى دول أخرى خارج الدول الغربية.
اليوم يواجه العالم موجة جديدة من اليمين المتطرف يعيد إنتاج نفس المنطق، لكن بأساليب معاصرة منها، استبدال التوسع العسكري بـ"الحروب الثقافية" وتحويل الحدود إلى جدران عازلة (كما بين الولايات المتحدة والمكسيك).
ونمو اليمين المتطرف الذي يدعو إلى كراهية الآخر. كما يقول المفكر الهولندي كاس مود: "اليمين المتطرف يزدهر حين يتحول الخوف إلى كراهية".
والحل ليس في أسوار أعلى، بل في جسور أوسع.
ولمواجهة هذا الإرث يتطلب تفكيك أسطورة "المجال الحيوي" نفسها، عبر التأكيد أن الأمن لا يُبنى بالعنف، بل بالتعايش في فضاءات إنسانية مشتركة.
رابط مختصر