الثورة نت:
2025-07-07@22:58:03 GMT

الثورة والتحول التاريخي العميق

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

 

التاريخ العربي يختلف عن غيره لأنه يخضع لمنطق مختلف ومتغاير عما سواه، ولذلك نقول باستحالة نقل التجارب الغربية أو غيرها، فالتاريخ لا يستورد كما نستورد السلع، والوعي بضرورة الإصلاح لا يعني بالضرورة الرجوع إلى صدر الإسلام كما تذهب بعض الفرق فذلك مستحيل وفي المقابل لا يعني نقل تجارب الغرب المتحضر فذلك مستحيل أيضا باعتبار الحداثة ليست تحديثا ولكنها نسق فكري ثقافي حضاري تقدمي تقدم عليه أمة أو جماعة لإنجازه بخطاب وتقنيات ومعطيات قادرة على التفاعل وفرض طابعها الخاص التي تتسم به المرحلة أو يتسم به المستوى الحضاري الحديث.


فالحياة في تطور مستمر والجمود هلاك وتحلل وتأسن وهو حالة غير لائقة بالتمدن البشري في كل مراحل التاريخ وفي المقابل الوقوف عند نقاط مضيئة في الماضي لا يعني تطورا وثورة بل يعني الاستسلام والهزيمة لشروط الواقع وأيضا فهما قاصرا للحدث وتموجاته وإرهاصاته، فقدرة أي حدث تقاس من خلال الأثر الذي تركه في البناءات وليس من خلال الموقف الوجداني والانفعالي منه .
وكل حركة ثورية حقيقية تطمح إلى تحول تاريخي عميق يجعل منها مركزا مهما في حركة التاريخ ويمكنها مع غيرها من صنع القرار والمبادرة والإسهام في الحضارة الكونية كند وليس كتابع وهذا ما كانت عليه حركات التحرر في القرن الماضي قبل أن تصاب بالثبات والجمود وقبل أن تتعرض للمؤامرات والاستهداف كالناصرية مثلا وهي تجربة يمكن الاستفادة من تفاعلها مع حركة التاريخ في زمنها ومثل ذلك من تمام الحكمة والعقل إذ لكل تجربة مراكز قوة ومراكز ضعف وقراءة التجارب تجعلنا أكثر تمكنا من التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل.
ونحن في اليمن في متواليات احتفالية برموز ثوريين من آل البيت، بدأنا بثورة الإمام الحسين، ومررنا بثورة الإمام زيد، وها نحن نحتفي بالثورة اليمنية المعاصرة وهي محطات نأمل أن تصنع في إرادتنا طاقات تطمح إلى تحول تاريخي عميق يجعل من اليمن مركزا مهما في حركة التاريخ، فالثورة حركة ديناميكية ومتجددة ثقافيا واجتماعيا وليس نمطية ثابتة ولذلك فالتجدد سمة ثورة وصناعة حقيقية لواقع يتسم بالثورية ويتجدد ويحاول أن يفض إشكالات قضايا المجتمع المعقدة .
والثورة ضرورة اجتماعية لكن غايتها تظل محل خلاف ونقاش ولو حملت مشروعا سياسيا ناهضا، ذلك أن الطبيعة البشرية ذات نزوع إلى الأمجاد والمصالح، وفي طبائع العرب نزوع دوما إلى التمحور حول الذات، فالغاية عند العرب في مدى الأثر الذي تتركه الثورة على مناصريها وليس على جموع الناس، ومثل ذلك قناعة ثقافية عمل الإسلام على تشذيبها لكنها ظلت دائمة الحضور في تفاصيل التفاعل اليومي للثورات التي قامت في الديار الإسلامية عبر حقب التاريخ .
فالحسين عليه السلام لم يثر من أجل دنيا أو منافع أو مصالح بل ثار من أجل تعديل مسار كان يجب أن يعدل قبل أن يصبح ضرره كبيرا وأثره غير قابل للتعديل، وثورة الحسين عليه السلام تعلمنا روح التضحية من أجل الغايات الكبرى والأهداف العظيمة للأمة وهو المسار نفسه الذي رأينا عليه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي فقد بذل نفسه من أجل غايات كبرى ولم ينتظر غرضا من الدنيا زائل وكان بمقدوره أن يتفاوض عليه ويناله وقد عرض عليه يومذاك .
ومن هنا يمكن القول: إن أي انحراف يحدث في المسار العام لا يخدش نبل الهدف الذي قامت على أسسه الثورة اليمنية المعاصرة، فالقضية نسبية وهي خاضعة للاجتهاد، وحتى نستعيد وعينا بذاتنا وبالقيم الثورية الحسينية نحن مطالبون بالتقييم المستمر للتفاعل اليومي مع مفردات الواقع قبل أن يجرفنا تيار المصالح إلى مهاوٍ سحيقة.
ثمة ظاهرة تبرز في واقعنا نجد لها تعديلاً في القرآن ولا بد من الاحتكام إلى آياته ونصوصه القطعية التي لا تقبل التأويل، ونحن مطالبون كما يؤكد قائد الثورة في الكثير من خطاباته ومحاضراته التواصي بالحق، وقد وقف قائد الثورة كثيرا عند فكرة التواصي بالحق والصبر، وهو يدرك أثر التواصي بالحق والتواصي بالصبر في المسار السياسي والثقافي وأثرهما البالغ في المسار العسكري والاجتماعي، ولذلك لم أستغرب إسهابه وإطنابه في الحديث عنهما ومناقشة أبعادهما في التعديل وأثرهما في سلامة الطريقة والمنهج الذي نراه سبيلا للحياة الحرة والكريمة .
ما يحدث في واقعنا اليوم من تفاعلات تترك أثراً غير محمود في المسار، وهي في غالبها تفاعلات لا تمثل توجها عاما لكنها اجتهادات فردية غير محمودة العواقب وقد ضبطها القرآن الكريم في الآية رقم 94 من سورة النساء.
ومن باب التواصي بالحق الذي يؤكد عليه قائد المسيرة القرآنية قائد الثورة لا بد لنا من الوقوف أمام الظواهر ومعالجتها فور وقوعها حتى نحد من أثر الانحراف في المسار الثوري، ولنا في تاريخ الثورات عبرة إن أردنا لثورتنا نجاحا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تحديثات جديدة على مسارات الحافلات في حي لبن.. فيديو

الرياض

أجرت الجهات المعنية بتطوير النقل العام في مدينة الرياض تحديثات جديدة على مسارات الحافلات، شملت تحديدًا حي لبن (ظهرة لبن)، ودخلت هذه التغييرات حيّز التنفيذ بدءًا من يوم 6 يوليو 2025، وذلك في إطار تحسين كفاءة التنقل وربط الأحياء السكنية بالمواقع الحيوية.

وشملت التعديلات إيقاف مرور المسار 984 بحي لبن، ليصبح مقتصرًا على خدمة حي ظهرة لبن فقط، وهو ما يتيح خدمة أكثر تخصصًا لسكان هذا الحي.

في المقابل، تم تغيير رقم المسار 916 إلى 182، مع تمديده ليغطي حي لبن بدلًا من 984، في خطوة تهدف إلى تعزيز تغطية شبكة الحافلات لهذا الجزء الحيوي من العاصمة.

ويوفر المسار 182 الجديد الآن ربطًا مباشرًا بين حي لبن ومحطة المتحف الوطني، ما يُعد نقلة نوعية في تسهيل تنقلات السكان نحو وجهات رئيسية داخل المدينة.

كما تم تحديد محطة الرابية 401 كنقطة محورية للتوقف والتبديل بين مسارات 730 و984 و182، مما يمنح الركاب مرونة أكبر في التنقل والوصول إلى وجهاتهم بسهولة.

ودعت الجهات المعنية سكان الأحياء المتأثرة إلى مراجعة التحديثات الجديدة عبر تطبيق “درب” أو المنصات الرسمية، لضمان الاستفادة المثلى من المسارات المعدلة، كما نصحت المستخدمين بالتعرف على محطة الرابية الجديدة كونها أصبحت محورًا رئيسيًا في تبديل المسارات.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/gKKUxSsddxgxTfz3.mp4

مقالات مشابهة

  • مشيرب: من قتل المريمي هم من زيّنوا له الخروج عن المسار الحقيقي للتعبير
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • السر العميق في تغيير نظرية جزّ العشب
  • فلسطين: الاحتلال يعمل على تغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس
  • كامل إدريس يوجه بتطوير الاتصالات وتجييرها لصالح التعليم والذكاء الاصطناعي
  • كامل إدريس: الإتصالات والتحول الرقمي أولى مقومات تنمية وبناء الدولة الحديثة
  • ميسي يعادل إنجاز هنري التاريخي بأداء ساحر في الدوري الأمريكي
  • تحديثات جديدة على مسارات الحافلات في حي لبن.. فيديو
  • غونزالو غارسيا يعادل رقم رونالدو التاريخي في كأس العالم للأندية
  • ترامب يوقع مشروع قانونه التاريخي بشأن الضرائب وخفض الإنفاق