الثورة نت/..

نص كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1447هـ .. الأحد 11 محرم 1447هـ/ الموافق 6 يوليو 2025م.

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

السَّلَامُ عَلَى سِبطِ رَسُوْلِ الله، سَيِّدِ الشُّهَدَاء الإِمَامِ الحُسَيْن، وَعَلَى أَهْلِ بَيتِهِ وَأَنْصَارِه؛؛؛

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات فِي كُلِّ السَّاحَات وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

وَعَظَّمَ اللَّهُ لنَا وَلَكُمُ الأَجْر، فِي ذِكْرَى الفَاجِعَةِ الكُبْرَى: ذِكْرَى اسْتِشْهَادِ سِبْطِ رَسُوْلِ اللهِ مُحَمَّد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” الإِمَامِ الحُسَيْنِ، مَعَ أَهْلِ بَيتِهِ وَأَنْصَارِهِ الأَوفِياء، فِي كَرْبَلَاء، سَنةَ إِحْدَى وَسِتِينَ لِلهِجرَة.

إن إحياءنا لهذه الذكرى هو أولاً: من المواساة لرسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، فلو كان رسول الله على قيد الحياة حين استشهاد سبطه وحفيده، لكان العزاء له، وفي منزله في المدينة.

وثانياً: لما يعنيه لنا الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، وهو سبط رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، والامتداد الأصيل له في موقع الهداية، والقدوة، والقيادة، والأسوة، وهو كما قال فيه وفي أخيه الحسن “عَلَيْهِمَا السَّلَامُ”:((الحَسَنُ وَالحُسَين سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّة))، وكما قال عنه أيضاً:((حُسَينٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسِين، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَينًا، حُسَينٌ سِبطٌ مِنْ الأَسبَاطِ))،إضافةً إلى غير ذلك من النصوص النبوية، التي تُعَرِّفُنا من هو الحسين، وماذا يعنيه لنا، وما هي منزلته عند الله تعالى، وعن دوره في الإسلام، وعن كماله الإيماني العظيم، الذي تجلَّى أيضاً مع النصوص النبوية في مسيرة حياته، وتجلَّى في أعلى المستويات في نهضته “عَلَيْهِ السَّلَامُ” في مرحلةٍ مصيريةٍ، تُشَكِّل خطورةً رهيبةً جدًّا على المسلمين في إسلامهم؛ وبالتالي في حُرِّيَّتهم، وكرامتهم… وكل المبادئ والقيم العظيمة، التي أتى بها الإسلام، وأخرجهم بها من ظلمات الجاهلية، إلى نور الله ونهجه الحق، بكتابه القرآن الكريم، ورسوله خاتم النبيين محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”.

فالحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ” هو صاحب قضية، وقضيته هي الإسلام بأصالته ونقائه، وهي الحق الذي أرساه الإسلام نهجاً للحياة، وأساساً لمسيرة الأُمَّة المنتمية للإسلام.

الإسلام الذي يُحَرِّر الناس من كل أشكال العبودية للطاغوت، إلى العبودية لله وحده ربِّ العالمين.

الإسلام الذي يُزَكِّي النفوس، ويربيها على مكارم الأخلاق، ويسمو بالإنسان في قيمه وأخلاقه ومبادئه؛ فتتجلَّى في أعماله، ومواقفه، وتصرفاته، ويتطهَّر من الرذائل والمفاسد، ويتنزَّه من الجرائم، كما كانت مهمة التزكية من المهام الأساسية في الرسالة الإلهية؛ ولـذلك أتى الحديث عنها في القرآن الكريم في هذا السياق: في الحديث عن مهام رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، بقول الله تعالى:{وَيُزَكِّيهِمْ}، وتكرَّرت في القرآن الكريم كثيراً، وتحدث القرآن كثيراً عن أهمية التزكية في رسالة الله تعالى، وعن القيم والأخلاق التي تُحقِّق زكاء النفس.

الإسلام الذي يَمْقُتُ الظلم، ويلعن الظالمين، ويواجه المستكبرين، ويُقَدِّم العدل والقسط منهجاً، ونظاماً، وحكماً، ومسؤوليةً أيضاً لأتباعه والمنتمين إليه، كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ}[النساء:135]، وآياتٍ كثيرة عن هذا المعلم المهم للإسلام.

الإسلام الذي يبني أتباعه والمنتمين إليه في إطار مسؤوليتهم المقدَّسة والعظيمة، التي نهض بها رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، والأخيار من الأُمَّة، وصفوتها وأبرارها، لتبقى مسؤوليةً قائمةً على الأُمَّة في كل زمان، تتحرَّك فيها على أساس القرآن الكريم منهجاً، والنبي قدوةً وهادياً، هذه المسؤولية التي تقترن بها خيرية الأُمَّة، وإذا أضاعتها فلا خير فيها، ولا يبقى لها أيضاً أي خير، وهي كما أعلنها الله في القرآن الكريم، في قوله تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران:110].

الإسلام الذي يبني أتباعه والمنتمين إليه ليكونوا أُمَّةً مجاهدةً، قادرةً على حماية نفسها، وعلى دفع الشر عنها، وعن المستضعفين في الأرض، وعلى مواجهة الطغيان والأشرار، وعزيزةً، منيعةً، قويةً، ليست بنياناً ضعيفاً هشاً في بنيتها الاجتماعية، ومعنوياتها النفسية، ولا فريسةً للمجرمين والمستكبرين، ولا لقمةً سائغةً للطامعين والظالمين؛ بل كما قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}[الصف:4]، وكما قال تعالى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}[الفتح:29]، وكما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}[المائدة:54]، أُمَّةً تحقِّق لنفسها السلام الحقيقي، من موقع القوَّة، والقدرة، والثبات على الحق؛ وليس عبر الاستسلام، بالتنازل عن المبادئ والقيم، والعرض والأرض، والخنوع للكافرين، ثم تسمِّي ذلك سلاماً وتطبيعاً.

الإسلام بنوره، وهدايته، وبصيرته، بالقرآن الكريم، والرسول “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”،في معلمٍ أساسيٍ من معالم الإسلام، ومهام الرسالة الإلهية، كما في قول الله تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم:1]، وكما في قوله تعالى:{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[المائدة:16]، وكما في قوله تعالى:{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا}[الأنعام:104]، بهذا النور، وبهذه البصيرة، وبهذا الهدى، مقترناً أيضاً بالهداة الذين يسيرون بالأُمَّة عليه، يرتقي الإسلام بأتباعه والمنتمين إليه، وبحسب إقبالهم، وتقبُّلهم، والتزامهم، إلى أرقى مستوى من الوعي والفهم، ويُحَصِّنهم ويحميهم من كل المضلِّين، والمخادعين، والملبِّسين، والمحرِّفين، والمزورين، والمنحرفين، من الكافرين والمنافقين، ومن كل وَسْوَاسٍ خَنَّاس، يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ.

هذا الإسلام، أرسى دعائمه، وأقام بنيانه، وشيَّد أركانه، رسول الله وخاتم أنبيائه، محمد “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”،بجهده الدؤوب، وجهاده الكبير، وصبره العظيم، وتضحياته الكبيرة، مع أتباعه وأنصاره، بدءاً من نقطة الصفر، وصولاً إلى سيادة الإسلام في الجزيرة العربية، ثم انتشار نوره إلى مختلف أرجاء الدنيا، وانتقل بالعرب من أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ، جاهليةٍ، وثنيةٍ، مشركةٍ، متناحرةٍ، وضائعةٍ، ليس لها هدف ولا رسالة، وغشومةٍ، يسودها الظلم والإجرام، وتَئِدُ البنات، وتقتل البنين خشية الإملاق، ويأكل القوي منها الضعيف، وترتكب الفواحش، وتعتقد الخرافات والأباطيل، ولا تعرف حلالاً ولا حراماً؛ نقلها بنور الإسلام إلى صدارة الأمم؛ فارتقت بالإسلام عن جاهليتها، وأصبحت عند المقارنة بغيرها من الأمم الأرقى، والأهدى، والأزكى، وتبوَّأت- آنذاك- مكانتها المميَّزة، وتهاوت الإمبراطوريات الكبرى أمام نور الإسلام في ذلك العصر.

هذا الإسلام، الذي هو إرث الأنبياء والرسل “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِم أَجْمَعِين”، بخاتمهم، وأكملهم، وأعلاهم منزلةً عند الله: رسول الله محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، الذي اصطفاه الله، ليكون هو القائد، والقدوة، والأسوة، والهادي لهذه الأُمَّة، وللبشرية جمعاء؛ وبالقرآن الكريم، أعظم كتب الله، وأقدسها، والمهيمن عليها، والمحفوظ من الله في نصه المبارك إلى قيام يوم الدين، والنور التَّام، والهدى الكامل، والمعجزة الكبرى الباقية الدائمة للرسول والإسلام.

هذا الإسلام، الذي هو رحمةٌ للعالمين، وسموٌ وكرامةٌ للإنسانية، وعزٌّ ومنعةٌ، وحمايةٌ من الظلم والطغيان والإجرام، ما الذي جرى حتى تحوَّلت معالمه الكبرى، وعناوينه الرئيسية، بعيدةً إلى حدٍ كبير عن واقع الأُمَّة، وأشبه بالمدائح لحقبةٍ في غابر الزمن، وإلى أُمْنِيَّةٍ يتمناها من يكتوي من نار جاهلية العصر، وإلى أن يكون امتداده في الأُمَّة، على مستوى الفكرة، ومحاولات التطبيق، محارباً، وغريباً، ومستهدفاً بكل أشكال الاستهداف، إلى درجة أن يكون سبط رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”: الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، وهو النسخة الأصلية الراقية للإسلام في كل معالمه تلك، وفي تلك المرحلة المبكِّرة من التاريخ، يواجه تلك الغربة، وذلك التخاذل، ثم يتجنَّد عشرات الآلاف لقتله، وقتل أهل بيته ورفاقه، في حادثةٍ لم يسبق مثلها في تفاصيلها الإجرامية والوحشية في تاريخ العرب، حتى في جاهليتهم الأولى، وفي يومٍ فريدٍ في حجم المظلومية والمأساة، وكان ذلك بقدر الموقف الجاهلي من القيم والحق والمبادئ الكبرى للإسلام، التي يحملها الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، واستمرَّت مأساة الأُمَّة جيلاً بعد جيل، فما الذي حدث؟ إنَّه الانقلاب الأموي على الإسلام.

إنَّ الزُّمرة الأموية، التي كانت تقود جبهة الشرك، وحملت رايته في محاربة رسول الله محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، والإسلام، سعت بكل جهدها للقضاء على الإسلام، وحاولت قتل رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وشنَّت عليه الحروب العسكرية، والدعائية، والاقتصادية… وكل أشكال الحروب، وواجهته بعدائها وصدِّها عن سبيل الله، تحت راية الشرك والكفر الصريح على مدى عشرين عاماً، حتى مكَّنه الله من فتح مكَّة، حيث ظهر أمر الله وهم كارهون، وحينها استسلمت الزُمرة الأموية- آنذاك- مرغمةً صاغرة، هي وأتباعها وأنصارها، وسمَّاهم رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” بـ (الطلقاء)؛ ليكون عنواناً يُبَيِّن حقيقتهم؛ حتى لا يخترقوا عنوان المهاجرين، أو الأنصار، أو يدَّعوا لأنفسهم منزلةً في الإسلام، أو مِنَّةً على المسلمين.

وقد يئست الزمرة الأموية بعد فتح مكَّة، وما تلاه من انتصاراتٍ أخرى، ودخول الناس في الإسلام أفواجاً، من إمكانية القضاء على الإسلام، من خلال محاربته تحت راية الشرك والكفر المعلن؛ فقررت الانتقال إلى مُرَبَّعٍ آخر، وهو مُرَبَّع النفاق؛ لتتحرك من خلاله، وتواصل مشوارها الهادف إلى تحريف مفاهيم الإسلام، وإلى استعادة نفوذها، والاستعباد للمسلمين، والاستئثار بخيرات الأُمَّة، واستغلالها في الترف، وتقوية النفوذ، وإحكام السيطرة، وشراء الذمم والولاءات.

وكان رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” قد حذَّر الأُمَّة منهم، ومن أهدافهم تلك، وسعى للفت انتباه الأُمَّة إلى ذلك، في عناوين ثلاثة، جامعة، وشاملة، وكاملة، لخَّصت كل تلك التفاصيل المهمة، وكشفت النَّهج الشيطاني، الإجرامي، المضل، الذي سيسير عليه طغاة بني أُمَيَّة، إذا استحكمت قبضتهم على الأُمَّة، ووصلوا إلى موقع السلطة والقرار، والإمرة والقيادة، قال عنهم:((اتَّخَذُوا دِينَ اللَّهِ دَغَلًا، وَعِبَادَهُ خَوَلًا، وَمَالَهُ دُوَلًا))، إلَّا أنَّهم استفادوا من الغفلة، والأخطاء، وما هندسوا له من فتنٍ، وما مارسوه من أساليب الخداع والإغراء من بعد وفاة رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”… وغير ذلك من الأسباب والأساليب التي استخدموها وساعدتهم للوصول- في نهاية المطاف- إلى موقع القيادة، والسلطة، والتحكُّم بالأُمَّة، ثم ساروا فيها بتلك السيرة، التي حذَّر رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” أمَّته منهم ومنها، فعملوا على الإفساد للناس، والتحريف لمفاهيم الدين، والاستعباد للناس بالترغيب والترهيب، وتحويل الأُمَّة وإمكاناتها ومقدراتها إلى ثروةٍ بشريةٍ وماديةٍ لهم، وفرَّغوا الإسلام من مضمونه الحقيقي، وأسسه الكبرى؛ لتبقى بعض طقوسه وشعائره مفصولةً عن أهدافها وغاياتها، ومحرَّفةً حتى في شكلها، ثم كانت الطَّامة الكبرى عندما أتوا بيزيد، ليجعلوه حاكماً على رقاب المسلمين، ومن هو يزيد؟

للاختصار نذكر ثلاثة عناوين، تكشف عن حقيقة شخصيته:

– العنوان الأول: كان يزيد في حقيقة أمره غير معترفٍ بالإسلام، وصرَّح بذلك في عِدَّة مناسبات، حتى في أبيات شعرية، وكانت الأبيات الشعرية ذات أهمية كبيرة جدًّا بالنسبة للعرب، في التعبير عن مواقفهم وآرائهم، ومن شعره الذي عبَّر عن هذه الحقيقة بالنسبة له، قوله:

لعبت هاشم بالملك فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل

وهو هنا يجحد بالوحي (بالقرآن الكريم)، وبالوحي على رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وتصوره عن رسول الله أنَّه مجرَّد انتهازي ومخادع للناس باسم الوحي والرسالة، وهذه رؤية كفر، ونظرة كفر.

– ثانياً: كان حاقداً شديد الحقد على رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”،ويحمل عقدة الانتقام منه، ويريد أن يصفِّي حساباته في الثأر لجده عتبة، وكذلك لخاله الوليد، ولأخيه وقومه الذين قُتِلوا في غزوة بدرٍ الكبرى، وهم يقاتلون رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”، ويقاتلون المسلمين، وكان قد اتَّخذ قراره أن يحقق هذا الثأر من رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” بقتل عترته، وقتل أيضاً من حضر من صحابة رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” في غزوة بدرٍ الكبرى، ممن بقي منهم على قيد الحياة، إلى حين وصل يزيد إلى موقع السلطة، فهو اتَّخذ قراراً بقتل من بقي منهم جميعاً، وكذلك بقتل الأنصار، والاستباحة لهم، (الأوس، والخزرج)، الذين يعتبر أنَّ لهم الدور الكبير في نصرة رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”.

– ثالثاً: كان مستبيحاً لكل الحرمات، معلناً بالفسق والفجور، ومُحِلاً لما حرَّم الله، وكان صريحاً في ذلك، لا يُقِرُّ بحلال ولا بحرام، ينتهك كل الحرمات، ومعلناً بذلك.

– رابعاً: كان مستبيحاً لحرمة كل المقدَّسات؛ ولـذلك استباح قتل عترة رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، والاقتحام لمدينة رسول الله، والاستباحة لحرمة مسجد رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، والقتل حتى للمستضعفين من أهل المدينة على قبر رسول الله حتى أغرقه بالدماء، والاقتحام لمكَّة، والإحراق للكعبة، والقصف لها بالمنجنيق.

– خامساً: كان غشوماً، مسرفاً في الدماء، ظلوماً، ليس لديه أي حرمة للنفس البشرية.

بكل هذه المواصفات الإجرامية والفظيعة، كان تمكُّنه واستحكام قبضته على الأُمَّة، يعني: ضياع الإسلام، كما قال الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ”:((وَعَلَى الإِسْلَامِ السَّلَام، إِذ قَد بُلِيَّتِ الأُمَّةُ بِرَاعٍ مِثْلَ يَزِيد)).

وقد تجلَّت الآثار السيئة بشكلٍ كبير جدًّا للدور الأموي في واقع الأُمَّة، فحينما نهض الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، وهو معروفٌ في أوساط الأُمَّة بمكانته، ومقامه، ومنزلته، إضافةً إلى أنَّه يحمل قضيةً هي حقٌّ واضح، وهي لنجاة الأُمَّة، ولمصلحتها وإنقاذها، فكان التخاذل في أوساط الأُمَّة إلى مستوىً رهيب، لم تستجب له، ولم تتحرَّك معه، رغم مكانته الواضحة والمعروفة، وقضيته الواضحة، والحق الواضح، وتجنَّد في المقابل عشرات الآلاف في صف الباطل.

لقد كانت الوضعية كما عبَّر عنها الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ” بقوله:((أَلَا تَرَونَ أَنَّ الحَقَّ لَا يُعمَلُ بِه، وَأَنَّ البَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى عَنهُ))، هذا هو التأثير للدور الأموي، يصل بالأُمَّة إلى ألَّا يبقى للحق لديها أي قيمة، الحق في الموقف، الحق في المبدأ، الحق في المعتقد، الحق في كل مجالاته، لا يبقى له أي قيمة في حيِّز الواقع، وفي مقام العمل، والالتزام، والاتِّباع، بقي عنواناً قد يُطْلَق على سبيل التحريف على مضامين باطلة.((وَأَنَّ البَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى عَنهُ))، وهي حالة خطيرة حينما تصل الأُمَّة إلى درجة التَّقَبُّل للباطل، الخنوع للباطل، عدم الاستيحاش من الباطل، فيبقى الباطل سائداً لا يُتَنَاهى عنه،((لِيَرغَبِ المُؤمِنُ فِي لِقَاءِ اللهِ مُحِقًّا، فَإِنِّي لَا أَرَى المَوتَ إِلَّا سَعَادَة، وَلَا الحَيَاةَ مَعَ الظَالِمِين إِلَّا بَرَمًا وَشَقَاوَة))؛ لأن هذا ضاع الحق من واقع الحياة، وحلَّ محلَّه الباطل؛ يَحِلُّ الظلم، والطغيان، والجبروت، ويسوء واقع الحياة، وتضيع القيم، يتحوَّل واقع الحياة إلى واقع سيء جدًّا.

ومع كل ما عاناه الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، من جهة المتخاذلين، وأيضاً من الناكثين والغادرين، وما عاناه أيضاً من وحشية وطغيان وإجرام المجرمين، الذين تجنَّدوا مع الفراعنة الأمويين؛ إلَّا أنَّه قدَّم للأُمَّة من بعده، وإلى قيام الساعة، أعظم الدروس في الاستجابة الإيمانية لله، والنهضة للحق، والقيام لله بأمر الإسلام، والعِزَّة الإيمانية، ومعه أهل بيته، والقِلَّة القليلة من الأنصار في قافلته، حيث قدَّم أعظم الدروس في الإيمان، والصدق، والوفاء، والثبات على الحق، في أقسى الظروف، وأصعب المراحل، وكسر حاجز الصمت، وأحيا في الأُمَّة الحُرِّيَّة؛ فتتابعت الثورات من بعده؛ حتى أطاحت بطغاة بني أميَّة، وأعطى للحق دفعاً وامتداداً عبر الأجيال، وكانت كلماته الخالدة، وقد حاصره الأعداء، الذين امتلأت بهم صحراء كربلاء، ووضعوه بين خيارين: إمَّا الذِّلَّة، والاستسلام للطغاة المجرمين، أمثال: ابن زياد، ويزيد؛ وإمَّا الحرب، والقتل، والإبادة؛ فقال “عَلَيْهِ السَّلَامُ”:((أَلَا وَإِنَّ الدَّعِي ابن الدَّعِي قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتِين: بَينَ السِّلَّةِ، وَبَينَ الذِّلَّة، وَهَيهَاتَ مِنَّا الذِّلَّة، يَأبَى اللَّهُ لَنَا ذَلِكَ، وَرَسُولُهُ، وَالمُؤمِنُون، وَنُفُوسٌ أَبِيَّة، وَأُنُوفٌ حَمِيَّة، تُؤثِر مَصَارِعَ الكِرَامِ عَلَى طَاعَةِ اللئَامِ))، كانت هذه الكلمات وغيرها أيضاً في خطبه ورسائله، مصحوبةً ومقترنةً بأعظم المواقف، وأعظم التَّضحيات، مدرسةً هاديةً وملهمةً لكل الأجيال، ولمواجهة الطغاة في كل زمانٍ ومكان، ولاتِّخاذ القرار الصحيح، حينما توضع الأُمَّة بين هذين الخيارين: إمَّا السِّلَّة، وإمَّا الذِّلَّة، في كل زمان، وفي كل ساحةٍ من ميادين المواجهة، وليبق للحق امتداده، وليسعَ المؤمنون إلى استعادة الإسلام في نقائه وكماله، ومعالمه الكبرى، ومبادئه الأساسية، التي تتحقَّق بها ثمرته في الدنيا: تَحَرُّراً من الطاغوت، وسمواً بالأخلاق والقيم، وعِزّاً وكرامة، وعدلاً، ونوراً، وبصيرةً، ومنهجاً ربَّانياً للحياة.

أيُّها الإخوة والأخوات في كل الساحات: إنَّ معركتنا في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي هي من هذا المنطلق، فما يمثِّله العدو الأمريكي والإسرائيلي من خطرٍ على الأُمَّة: في طمس هويتها الدينية، واستهداف مقدَّساتها، والسعي للسيطرة عليها، والاستعباد لها، ولإذلالها واستباحتها، وما يرتكبه العدو بحق هذه الأُمَّة، بدءاً بما يفعله في فلسطين، من: إبادةٍ جماعية، وهتكٍ للأعراض، وانتهاكٍ لحرمة المقدَّسات… وكل أشكال الظلم والإجرام، وفي غير فلسطين من العالم الإسلامي؛ وفي حربه الناعمة، المفسدة، المُضِلَّة، الشيطانية، التي يستهدف بها الأُمَّة والمجتمعات البشرية؛ وفي مخططه الظالم العدواني، الهادف إلى الاحتلال للأوطان، ونهب الثروات، واستعباد المجتمعات؛ كلُّ هذا يُحَتِّم علينا كمسؤوليةٍ إيمانيةٍ، دينيةٍ، أخلاقيةٍ:

– أن نواجه الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.

– وأن نتصدى لإجرامهم.

– وأن نتحرَّك ضد فسادهم وباطلهم.

– وألا نقبل أبداً بالخنوع لهم، ولا بالطاعة لهم؛ لأن في ذلك الخسارة في الدنيا والآخرة، والخزي والذل.

ومهما كانت الصعوبات والتحديات، وحجم التَّضحيات، فالقضية مقدَّسة، تستحق منَّا التَّضحية، التي لها أعظم ثمرةٍ في الدنيا وفي الآخرة:

– في الدنيا: أن نكون أحراراً، أَعِزَّاء، نتشرَّف بذلك، ونتشرَّف بالإسلام، بشرفه وقيمه، وننعم بذلك.

– وفي الآخرة: ما وعد الله به من الجنَّة، والرضوان، والنجاة من عذاب الله، والفوز العظيم.

وهي الخيار الأسلم، في مقابل خسارة الاستسلام والخنوع، التي ثمنها فظيع، ونتائجها كارثية في الدنيا والآخرة.

إنَّ انطلاقتنا في مسيرة الحق والإسلام والقرآن، هي بثقةٍ تامَّة بوعد الله تعالى بالنصر لعباده المؤمنين، ونحن نشاهد تنامي هذه الانطلاقة في أُمَّتنا، في الموقف الحق ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، ومن النماذج الرَّاقية: هذا الصمود والثبات والاستبسال في غزَّة، ولبنان، والجمهورية الإسلامية في إيران، وأحرار العراق، والنهضة الإيمانية الكبرى في يمن الإيمان، وأحفاد الأنصار، بزخمها المليوني، وتضحياتها الكبيرة، وثباتها الحديدي، وصبرها العظيم، واستمرارها دون كللٍ ولا ملل.

وإننا في يوم الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، يوم الوفاء والعطاء، والتأكيد على الثَّبات على الموقف الحق، نؤكِّد على التالي:

– أولاً: نؤكِّد ثباتنا على الانطلاقة الإيمانية القرآنية، في مشروعنا القرآني المبارك، الذي يقوم على أساس التَّمَسُّك بالقرآن الكريم، وحمل راية الإسلام، والتَّحَرُّك في إطار المسؤوليات الإسلامية المقدَّسة، في: الجهاد في سبيل الله تعالى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

– ثانياً: نؤكِّد ثباتنا على موقفنا في نصرة الشعب الفلسطيني، والعداء للعدو الإسرائيلي والأمريكي، الذي هو عدوٌ للإسلام وللمسلمين، ويشكِّل خطورةً على الأُمَّة الإسلامية بكلها، ومخططه الصهيوني هو مخططٌ عدوانيٌ تدميريٌ، يستهدف الأُمَّة في دينها ودنياها؛ ولـذلك فلن نألو جهداً في مواجهة ذلك العدو، مع إخوتنا في المحور (محور القدس والجهاد والمقاومة)، ومع أحرار الأُمَّة.

– ثالثاً: مهما كانت التحديات والصعوبات، ومهما كان حجم التضحيات، ومهما كان مستوى اللوم، والضغوط، والهجمات الإعلامية… وغير ذلك مما نُوَاجَه به من كل أشكال الحروب والاستهداف، من أمريكا وإسرائيل، ومن عملائهم الموالين لهم، المؤيِّدين لهم، المعادين لأي توجُّه لا يقبل بالخنوع معهم لأمريكا، فإنَّ ثباتنا على مواقفنا هو خيارنا الحاسم، الذي لا يمكن التراجع عنه، ونحن مستعينون بالله تعالى، متوكِّلون عليه، واثقون به، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيل، نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير.

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ وَالأَخَوَات: أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَكْتُبَ أَجْرَكُم عَلَى هَذَا الحُضُورِ الكَبِير فِي هَذِهِ المُنَاسَبَة، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِلثَّبَاتِ عَلَى نَهجِهِ الحَقّ، فِي دَرْبِ الْإِمَامِ الحُسَينِ “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، دَرْبِ الهُدَى، صِرَاطِ اللهِ المُسْتَقِيم، طَرِيقِ الحَقِّ، وَالِاقْتِدَاءِ بِرَسُوْلِ اللهِ مُحَمَّد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، طَرِيقِ أَعْلَامِ الهُدَى، طَرِيقِ الأَخْيَارِ وَالصَّالِحِين مِنْ أَبْنَاءِ الأُمَّة.

وَنْسَألُ اللهَ تَعَاَلَى أَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ المَظْلُوم، وَمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.

السَّلَامُ عَلَى سِبْطِ رَسُوْلِ اللهِ سَيِّدِ الشُّهَدَاء الْإِمَامِ الحُسَينِ، وَعَلَى أَهْلِ بَيتِهِ وَأَنْصَارِه؛؛؛

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ- أَيُّهَا الْإِخْوَة- وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الأمریکی والإسرائیلی الإسلام الذی ی القرآن الکریم الإمام الحسین ة الإیمانیة الله تعالى ع ل ى آل ه رسول الله فی الدنیا على الأ م کل أشکال ل الله ت الحق فی کما قال ع ل ى ال الح س ی التی ت ى الله ام الح من الأ

إقرأ أيضاً:

اليمنيون يحيون ذكرى استشهاد الأمام الحسين عليه السلام

 

العاصمة صنعاء:

شهدت العاصمة صنعاء اليوم، مسيرة جماهيرية كبرى في شارع المطار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام (عاشوراء) تحت شعار "هيهات منا الذلة".

وأكدت الحشود أن إحياء الشعب اليمني لهذه الذكرى الأليمة والفاجعة الكبرى في تاريخ الأمة، هو من منطلق انتمائه وهوية الإيمانية، وولائه الراسخ للرسول صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وسلم وآل بيته الأطهار.

وجددت العهد والولاء لسبط رسول الله الإمام الحسين عليه السلام، والتمسك بالقيم والمبادئ التي ضحَّى من أجلها، واستلهام الدروس والعبر من مواقفه وشجاعته وتضحياته في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار أمريكا وإسرائيل.

وأكدت أن موقف اليمن في مساندة ونصرة الأشقاء في غزة وفلسطين يمثل امتداداً لنهج الإمام الحسين عليه السلام، والقيم والمبادئ التي ضحى من أجلها في سبيل نصرة الدين والمظلومين والمستضعفين ورفض الذل والخضوع لأعداء الأمة.

وجددت الحشود التأكيد على أن الإمام الحسين عليه السلام يمثل رمزا عظيما من رموز الإسلام ولا يخص مذهبًا ولا طائفة، وأن ذكرى عاشوراء تمثل ثورة في وجه الطغاة والمستكبرين.

ورددت بهتاف البراءة من أعداء الله، وشعار الحسين "هيهات منا الذلة" وهتفت بعبارات (عاشوراء يوم الأحرار.. زلزل عروش الفجار)، (صرختنا كل الأوقات.. هيهات الذلة هيهات)، (غزة كربلاء العصر.. مظلومية معها النصر)، (في غزة أو كربلاء.. نفس العزة والإباء)، (من نصروا ابن رسول الله.. ما خذلوا غزة والله).

كما هتفت (الحسين في كل زمان.. ثورة في وجه الطغيان)، (ما وقف الحسين وقام.. إلا ليصون الإسلام)، (في غزة أو كربلاء.. يتجلى صدق الولاء)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد).

وأكدت الجماهير المحتشدة أن الأشقاء في غزة وفلسطين يعيشون كربلاء العصر كما عاشها الإمام الحسين عليه السلام.. مؤكدة مواصلة التعبئة العامة والتحشيد ورفع الجهوزية لمواجهة أي تصعيد أو عدوان صهيوني.

كما جددت التأييد والتفويض لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في اتخاذ الخيارات المناسبة لردع العدوان ونصرة الشعب الفلسطيني.. مؤكدة ثبات موقف اليمن في دعم ومساندة غزة حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن القطاع.

وفي المسيرة، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن احياء هذه المناسبة العظيمة ليس من باب إحياء الطائفية أو المذهبية أو العنصرية أو المناطقية كما يحلو للبعض أن يسميها، وإنما إحياء ركن من أركان الدين ومنهجاً وضعه الله تعالى كأساس لاستقامة هذا الدين وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأشار إلى أن الإمام الحسين أراد بنهضته أن يكسر حاجز الخوف وأن يبدد حالة الخنوع الذي أصاب الأمة، وأن يحيي ما أسسه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كمبدأ إسلامي ومفهوم ايماني أصيل وهو شرعية الخروج على الظالم ومواجهة السلطان الجائر، بعد أن عمل النظام الأموي طيلة عقدين من الزمن على ترويج دعوى حرمة الخروج عن النظام الحاكم ولو كان ظالمًا أو مفسدًا أو متجبرًا ومتغطرسًا، وسخر له مأجورين من علماء السوء وغيرهم.

وأوضح مفتي الديار اليمنية، أن هذه الثقافة الخطيرة لن يكن من الممكن نسفها ولا تغييرها، لو لم يتصدى لها رجالا بحجم الإمام الحسين عليه السلام، ولو لم تكن تلك التضحية بحجم التضحية التي ضحها الإمام الحسين.

وذكر أن الإمام الحسين عليه السلام، بين سبب خروجه بعد أن رأى الظلم والمنكرات، وبعد أن رأى التغير والتحول في أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بعد تلك التضحيات الجسيمة التي بذلها رسول الله، وأهل البيت عليهم السلام، وصحابة النبي النجباء رضوان الله عليهم، من أجل هذا الدين.

ولفت إلى أن الإمام الحسين نهج منهج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو الذي أمر الله تعالى به رسله وسائر المؤمنين، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. مشيرا إلى أن الإمام الحسين بين سبب خروجه حين خطب في الناس "أني سمعت جدي رسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل بين الناس بالإثم والعدوان ثم لا يغير عليه بفعل ولا قول إلا كان حقا على الله أن يدخله مدخله".

وأوضح أن هذا الحديث يؤكده قول الحق سبحانه وتعالى "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ".. مشيرا إلى أن الخروج على السلطان الجائر، لم يقيد بزمان ولا بمكان ولا بشخصية معينة، بل إن الأمر منوط بمدى وجود المنكر.

ولفت العلامة شرف الدين إلى أن الإمام الحسين، رأى أن من واجبه أن يتحرك ولو كان في ذلك ذهاب روحه ما دام في سبيل الله وإعلاء كلمته.

وقال" هذا المفهوم الذي خرج من أجله الحسين وقد طعن في حق الحسين وأسيء فهمه وشكك في مبدأ الحسين كما شكك اليوم في مبدأ محور المقاومة وأحرار هذه الأمة، فقيل في طوفان الأقصى إنه كان مغامرة، وقيل في حرب حزب الله مع إسرائيل أنها مغامرة، وقيل فيما نقوم به من مواجهة أمريكا وإسرائيل أنه مغامرة وانتحار".

وأضاف "هذا هو الفارق بين مفهوم أئمة أهل البيت عليهم السلام وأحرار هذه الأمة، وبين مفهوم من يريد هذه الحياة، فحاولوا أن يطوعوا القرآن على حسب أهواهم".. مؤكداً أن الجهاد لن يكون أبدا إلقاء بالنفس إلى التهلكة.

وأوضح أن " هناك اليوم مدرسة تدعوا إلى السكوت والخنوع والتسليم للأمر الواقع والخضوع لشروط أمريكا وإسرائيل، وهذا الأمر الذي اليوم يخير به المسلمون كما خير الإمام الحسين عليه السلام آنذاك وقال قولته المشهورة (أما إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة)".

وتابع "يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وأنوف حمية ونفوس آبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، هذه المدرسة العظيمة هي التي اخرجت هؤلاء الرجال الذين يواجهون اليوم الطغاة والمجرمين أمريكا وإسرائيل وأعوانهم، بينما المدرسة الأخرى ما زالت منذ ذلك الحين إلى يومنا تدعو إلى الخضوع والذلة وحرف الناس عن مسار الله سبحانه وتعالى".

وقال العلامة شمس الدين شرف الدين "نحمد الله أن كنا من أهل مدرسة الجهاد والاستشهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإعلاء كلمة الله، أما المثبطون فلا عزاء لهم".

وأكد أن أمريكا وإسرائيل ومن ورائهم لا يمكن أن يثنوا الشعب اليمني عن مساره وصموده وثباته في مناصرة الأشقاء في غزة.. مبينا أن كرباء اليوم موجودة في غزة، ومن ينصر غزة اليوم هو ينصر الإمام الحسين، ومن يرفع منار وشعار هذا الدين ويعلي كلمة الحق، ومن هو مع غزة هو الصادق والمؤمن والمجاهد.

وأكد أن المعية ليست معية مكان ولا زمان وإنما هي معية منهج ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، الحسين سبط من الأسباط".. موضحاً أن هذا الحديث يبين صوابية مشروع الإمام الحسين عليه السلام، وصوابية مشروع كل من خرج ضد الطغاة والمجرمين.

وقال" ما نراه اليوم من الانحلال والانفلات والفسق والفجور من ولاة الظلم والفجور في الأمة، يدل بشكل واضح على مدى انحرافها عن مسار نبيها، وأنها بحاجة إلى أن تصحح مسارها وأن تعود إلى رشدها، وأن تتبرأ من الطغاة والمجرمين، وتنهج نهج الصالحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر".

 


محافظة صعدة:
شهدت محافظة صعدة اليوم خروج 18 مسيرة حاشدة في مركز المحافظة والمديريات إحياءً ليوم عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام .

وخلال المسيرة المركزية بمدينة صعدة التي تقدمتها قيادة المحافظة والعلماء وشخصيات اجتماعية رفع المشاركون شعارات البراءة من أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل ولافتات الثورة الحسينية المباركة.

وأكدوا أن الشعب اليمني يتطلع إلى الأمام الحسين عليه السلام من موقع القدوة والأسوة والقيادة والهداية، وهو يحيي هذه الذكرى من ميدان المواجهة مع أعداء الأمة يقدم الشهداء والتضحيات على درب الإمام الحسين في مواجهة الطواغيت والمستكبرين.

وأشارت كلمة الفعالية التي ألقاها قائد قوات التعبئة بالمحافظة علي الظاهري إلى أن إحياء الشعب اليمني العزيز لهذه الذكرى الأليمة والفاجعة الكبرى في تاريخ الأمة، هو من منطلق انتمائه الإيماني، ومواساةً لرسول الله، وتعبيراً عن الولاء الإيماني الراسخ للرسول ولعترته الأطهار، وإعلانًا عن تمسكه بالإسلام العظيم.

ولفت إلى أن الإمام الحسين في نهضته المباركة هو الامتداد الأصيل للإسلام من موقع القدوة والأسوة والهداية والقيادة.

وقال "إن تطابق الواقع والحال بين كربلاء الأمس مع الإمام الحسين وكربلاء العصر في غزة اليوم فكما قتل الإمام الحسين وأصحابه وحوصروا وجوعوا وعطشوا وعاشوا التخاذل من أبناء الأمة بل والتواطؤ مع المجرم والمستكبر، فأبناء غزة يعيشون نفس التفاصيل والمأساة يقتلون بافتك الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية ويحاصرون ويخذلون من أبناء امتهم الذين يدعمون العدو ويتواطؤون معه.

وأضاف الظاهري : "إن نهضة الإمام الحسين امتدت مساراً قائما في واقع الأمة، ورايةً مرفوعةً للإسلام، ونهجا قرآنيا محمديا،ً ونورا للأجيال، بالرغم من كثافة الظلمات التي أطبقت على واقع الأمة الإسلامية من قِبل سلاطين الجور وعلماء السوء، إلا أن الله رعى وبارك تلك الجهود والتضحيات التي قدمها عترة النبي وأخيار الأمة والصالحون.

ولفت إلى أن موقف الشعب اليمني اليوم هو موقف الإمام الحسين في الخروج على الظالمين وجهادهم ومواجهة طغيانهم ، والإمام الحسين يمثل القدوة في عدم خضوع الأمة للفاسقين الفاجرين الذين يسعون إلى أن يفسدوا الأمة ويظلموها ويذلوها، وينحرفوا بها عن قيمها وأخلاقها.

وأكد قائد قوات التعبئة العامة أن الشعب اليمني العزيز يمن الإيمان والحكمة يحيي هذه الذكرى كما العام الماضي من ميدان الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو يلبي النداء، ويُقدم الشهداء، ويحمل الراية، ويتميز بحضوره المليوني في الساحات، ومرابطته في الجبهات، وعطائه في سبيل الله، وإيثاره على نفسه أسوةً بالأوائل من الأنصار، ويتحرك الشعب ثابتا ومستعيناً بالله تعالى رغم العدوان والحصار، والهجمة الإعلامية الهائلة.

وجدد التأكيد للشعب الفلسطيني وللعالم أن الشعب اليمني لن يألوا جهداً في مناصرة المجاهدين في فلسطين، ولن يتراجع أبداً عن الموقف الإيماني والمبدئي والإنساني والأخلاقي في التمسك بالقضية الفلسطينية شعبا وأرضا ومقدسات، وفي العداء لأعداء الله تعالى مِن اليهود الصهاينة وأعوانهم.

محافظة الحديدة:

شهدت محافظة الحديدة، اليوم، حشوداً جماهيرية غير مسبوقة في مسيرات احتضنتها 23 ساحة بمديريات المدينة والمربعات الشمالية والشرقية والجنوبية، إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، تحت شعار "هيهات منا الذلة"، في مشهد عبّر عن عمق الارتباط الشعبي بنهج كربلاء ومواقفها الراسخة في وجه الظلم والطغيان.

امتدت الساحات الجماهيرية من شارع الميناء بمدينة الحديدة، إلى كافة المديريات، حيث احتشدت الجماهير في: ساحات المنصورية، بيت الفقيه، الدريهمي، الحسينية، زبيد، التحيتا، الجراحي، جبل رأس، القناوص، اللحية، الزيدية، المنيرة، الزهرة، الضحي، المغلاف، كمران، الصليف، المراوعة، السخنة، الحجيلة، باجل، وبرع.

تقدم الحشود في الساحة المركزية بشارع الميناء بالمدينة المحافظ عبدالله عطيفي، ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، ووكلاء المحافظة وعدد من أعضاء السلطة المحلية، وقيادات تنفيذية، وشخصيات علمائية واجتماعية وثقافية، توافدت من مختلف المديريات للمشاركة في هذا الحدث الإيماني الثوري.

ازدانت المسيرات التي شارك فيها عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ووكلاء المربعات، بالشعارات واللافتات والرايات المعبرة عن مظلومية الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام، إلى جانب العلمين الوطني والفلسطيني، في تأكيد شعبي على تلازم الموقف الحسيني مع معركة الأمة الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وفي كل مسيرة، من ساحات الاحتشاد، علت الأصوات بنداء كربلاء، مجددة النبض الثوري في وعي الأمة، ومنبهة إلى مكامن الغفلة التي صنعت الكارثة، فقد أدرك اليمنيون أن تفريط الأمة بالحسين كان سقوطاً في امتحان الولاء والوعي، وأن نتائجه المروعة ما زالت ماثلة، تتجلى اليوم أمام جراح فلسطين التي تواجه العدو ذاته والصمت نفسه.

وعبر المشاركون في المسيرات عن ارتباطهم المتجذر بقضية الإمام الحسين عليه السلام، بوصفها قضية أمة تستلهم منها المواقف، وتبنى عليها الرؤى، ويستحضر فيها الحق في أوضح صوره، والثبات في أشد ميادينه، والولاء في أصفى معانيه.

وأكدوا أن ذكرى عاشوراء مسار ووعي مستمر، تستلهم منه الشعوب أدوات النهوض، وتؤسس عليها مفاهيم الحرية والعدالة، وتستمد منها الجرأة على قول الحق ومواجهة الجائرين.

وأشاروا إلى أن الشعب اليمني، وهو يُحيي هذه الذكرى من قلب معاناته، يُعيد قراءة كربلاء من بوابة فلسطين، ويرى في دم الحسين وهجا للمقاومة، وفي سيفه طريقا للعزة، وفي صبره نواة لصناعة أمة حية لا تنكسر.

وأوضح المشاركون أن عاشوراء جسدت أعظم امتحان للولاء، حين سقطت الأمة وارتفعت راية يزيد، واليوم يتكرر المشهد في غزة، حيث يُذبح الأطفال كما ذُبح الحسين، وتُهدم البيوت كما هُدمت خيام آل البيت، والحق ما زال يستصرخ الضمائر.

وأشادوا، باستمرار عمليات القوات المسلحة اليمنية لنصرة غزة الجريحة، واعتبروها امتداداً طبيعياً لنهج الحسين في مواجهة الطغاة ونصرة المستضعفين، وتجسيداً عملياً لروح عاشوراء التي لا تنكفئ أمام الجبروت ولا تساوم على الحق، بل تبادر إلى ميدان المواجهة دفاعاً عن الكرامة والهوية.

وأكد المشاركون أن الموقف العسكري اليمني تجاه العدوان على فلسطين يمثل الرد الصادق على كل من أراد إذلال غزة وتجريدها من عمقها العربي والإسلامي، ويعبر عن وعي شعب لم يتخلّ يوماً عن قضايا أمته، بل جعل منها بوصلته السياسية والعقائدية في كل معركة وموقف.

كما أشادوا بموقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن بوضوح أن اليمن في مقدمة الصفوف، وأن عاشوراء تتجلى اليوم في غزة، وأن على الأمة أن تنهض كما نهض الحسين، أو تستعد لدفع الثمن ذاته الذي دفعته كربلاء.
وثمنوا المواقف الشعبية في اليمن وسائر محور المقاومة، التي تواصل حراكها السياسي والجماهيري والعسكري، في مشهد يكشف أن مدرسة الحسين ما تزال تنجب الثوار، وتصنع المقاومين، وتغرس بذور الحرية في وجه الظلم.

وتناولت الكلمات التي ألقيت في المسيرات، مناقب الإمام الحسين، مستعرضة الأبعاد التربوية والسياسية والاجتماعية لواقعة كربلاء، وربطتها بواقع الأمة المعاصر، في ظل تصاعد العدوان على الشعوب الحرة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.

وأشارت إلى حجم الجراح التي خلفها انحراف الأمة عن نهج أهل البيت، وكيف أن خذلان الحسين لا يزال يتكرر في كل خذلان للحق، وفي كل تبرير للطغيان، وفي كل صمت أمام دماء تراق في فلسطين واليمن وسائر بلاد الأمة.

ونوهت الكلمات الى أن عاشوراء ليست ماضياً يُروى، بل مشروعا يُستكمل، وأن كل من سار على درب الحسين هو وريث لموقفه، وجزء من معركته، وخادم لقضيته، ومنصة نضال ضد كل يزيدٍ جديد.

وأكدت أن اليمنيين، من جبال صعدة إلى سواحل الحديدة، يتصدرون مشهد الوعي الثوري في الأمة، ويعيدون تعريف الكرامة من بوابة الحسين، ويجددون البيعة بدماء الشهداء، وبصمود رجال الجبهات، وبصوت الأطفال في وجه الحصار.

ولفتت الكلمات إلى أن كربلاء ليست رواية بكائية، بل مشهد ثوري شامل، فيه المعركة بين النور والظلام، بين الصدق والنفاق، بين أمة تتبع الأنبياء، وأخرى تتبع السلاطين، والحسين هو المعلم الأول لطريق النصر رغم قلة الناصرين.

ولفتت إلى أن خروج اليمنيين اليوم يجسّد انتماءهم الصادق لمعسكر الحسين، ويحمل رسالة واضحة بأنهم يعبّرون عن قضيته بالمواقف الشجاعة، ويخلّدون ذكراه بالفعل والسيف، ويجعلون من الشعارات منطلقاً للتحرك العملي في ميادين العزة وساحات الكرامة لمناهضة ثالوث الشر الأمريكي الصهيوني البريطاني.

وأكدت الكلمات أن اليمن يخط مساره بعين على الحسين، وأخرى على القدس، وأن الارتباط العقائدي بقضية فلسطين ليس شعارا، بل ميثاقا وثقافة وجزءا من الهوية الوطنية والدينية والإنسانية.

واعتبرت أن سقوط كربلاء لم يكن في عاشوراء فقط، بل بدأ حين صمتت الأمة، وتفرّقت، ومالت إلى الدنيا، وأن الأسباب ذاتها هي التي تنتج الكوارث اليوم، والمواقف نفسها هي التي تعيد للأمة شرفها وثقلها ومكانتها.

وجددت جماهير الحديدة العهد بالسير على درب كربلاء، تأكيداً على أن النهج الحسيني ما يزال نابضاً في وجدان الأمة، وأن اليمن، وهو يحيي عاشوراء، يرفع راية الموقف الأصيل في وجه الغزاة، ويصطف بثقة إلى جانب فلسطين في معركتها الكبرى ضد الاستكبار والاحتلال.

محافظة إب :

أقيمت بمدينة إب اليوم، فعالية مركزية لمديريات ( الظهار- المشنة- ريف إب - حبيش - القفر- المخادر) بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

وفي الفعالية أكد المحافظ عبدالواحد صلاح ، أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام مهدت الطريق للوقوف في مواجهة طغاة العصر بقيادة أمريكا وإسرائيل .

وأشار الى أن مظلومية كربلاء هي ذاتها مظلومية قطاع غزة الذي يزف يوميا عشرات الشهداء على طريق التحرير والاستقلال والعزة والحرية والكرامة الإنسانية.

وأكد المحافظ تمسك اليمنيين بهويته الايمانية، والسير على درب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإمام الحسين عليه السلام في نصرة الشعب الفلسطيني، وقضايا الأمة العادلة.

وجدد التأكيد على وقوف أبناء إب الى جانب القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ، في مواصلة دعم واسناد الشعب الفلسطيني المظلوم حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وفي الفعالية التي حضرها مسئول التعبئة العامة بالمحافظة القاضي عبدالفتاح غلاب، ورئيس جامعة إب الدكتور نصر الحجيلي، ونائبه الدكتور أحمد أبو لحوم، وعدد من وكلاء المحافظة والقيادات المحلية والتنفيذية والتعبوية والأكاديمية والمجتمعية .. أوضح عضو رابطة علماء اليمن الشيخ مقبل الكدهي، أن فاجعة كربلاء لم تكن وليدة يومها، بل كانت نتيجة لانحراف سابق حدث في مسيرة الأمة .

وتطرق الى المراحل الصعبة التي مر بها الإسلام قبل هذه الواقعة الأليمة ودور بني أمية في حرف مسار الأمة عن مسارها الصحيح.

وأشار إلى إجماع علماء وأئمة المذاهب الاسلامية وأهل السنة والجماعة، على مظلومية الإمام الحسين عليه السلام وأنه كان في موقف الحق ، وأن يزيد بن معاوية كان في موقف الكفر والفسوق والباطل.

وأكد أن الإمام الحسين سيظل قدوة حسنة لكل أحرار العالم وليس لمذهب أو فئة أو طائفة بعينها.. معتبرا ذكرى يوم عاشوراء، يوما للبطولة والتضحية والشجاعة ومنطلقا لمواجهة الطغاة والمستكبرين وفقا للمنهج القرآني.

من جهته تطرق مدير إدارة المساجد بقطاع الإرشاد بالمحافظة الدكتور محمد مرشد، إلى موجهات إحياء هذه المناسبات الدينية لتعزيز الارتباط بالهوية الإيمانية وتصحيح الثقافات المغلوطة ومنها ثقافة وجوب طاعة الظالمين، وتدجين الأمة للسكوت والحياد والانتماء الشكلي للإسلام.

وأكد أن الحديث عن أعلام الهدى من آل بيت رسول الله عليهم السلام ، هو حديث عن الحق والباطل، والإسلام والكفر، كونهم من الثقلين الذين يجب التمسك بهم، والسير على منهجهم القرآني.

إلى ذلك نظم أبناء مديريات المربع الغربي ( العدين- مذيخرة -الفرع- والحزم) فعالية جماهيرية حاشدة إحياء ليوم عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

كما نظم أبناء مديريات المربع الجنوبي ( ذي السفال -السياني) فعالية مماثلة بمدينة القاعدة إحياء لهذه الذكرى الأليمة .

كما أحيت مديريات يريم و الرضمة السدة والنادرة بفعاليتين خطابيتين في ذكرى يوم عاشوراء.

واستعرضت كلمات ألقيت بالمناسبة مأساة كربلاء وشجاعة الإمام الحسين عليه السلام وثورته في مقارعة الظلم والفساد وإعادة مسار اﻷمة إلى الطريق الصحيح.

واعتبرت أن مظلومية الإمام الحسين لا تختلف عن مظلومية الشعبين اليمني والفلسطيني اللذان يتعرضا لعدوان غاشم وحصار جائر .. مؤكدة أن السير على نهج الإمام الحسين كفيل بتحقيق النصر على العدوان مهما بلغت ضراوته وهمجيته وغطرسته.

وتطرقت الكلمات إلى دلالات يوم عاشوراء وما مثلته من فاجعة في تاريخ الأمة..مبينه أن ثورة الإمام الحسين أحيت القيم والمبادئ واليقظة في نفوس الأمة.

ولفتت إلى أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين محطة مهمة لاستلهام الدروس والعبر من سيرته وتضحياته في سبيل الحق ونصرة المظلومين.

وأوضحت أن الشعب اليمني يسير اليوم على نهج اﻹمام الحسين بتصديه للمشروع الذي يستهدف حرف الامة عن مسارها الصحيح.

تخلل الفعاليات قصائد شعرية وموشحات دينية معبرة.


محافظة البيضاء:

نظم أبناء مديرية السوادية بمحافظة البيضاء اليوم فعالية خطابية بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام .

وفي الفعالية أكد وكيل المحافظة علي شيخ أهمية إحياء ذكرى عاشوراء للتعرف على مظلومية الإمام الحسين واستلهام الدروس والعِبر من هذه الذكرى الأليمة .

وأشار إلى أن إحياء هذه الذكرى يأتي في إطار تعزيز الهوية الإيمانية للشعب اليمني في مواجهة الطغاة والذين يتمثلون اليوم في أمريكا وإسرائيل .

واعتبر هذه الذكرى محطة للتزود بقيم الصبر والثبات على الحق ومواجهة الباطل ورفض الذل والخضوع لأعداء الأمة وتعزيز صمودها في وجه قوى الشر العالمي .

وتطرق وكيل المحافظة إلى ما يتعرض له أبناء غزة من إبادة جماعية ومؤامرة لتشريدهم من وطنهم.. لافتا إلى أن العدو الصهيوني ومن خلفه من قوى الشر العالمي فشلت أمام صمود أبناء فلسطين والمقاومة الباسلة.

وفي الفعالية التي حضرها مدير مديرية السوادية ياسر السوادي وقيادات محلية وتنفيذية ألقيت كلمات استعرضت جانبا من أحداث عاشوراء والفاجعة والمظلومية التي تعرض لها الإمام الحسين عليه السلام والتي لا تختلف عن مظلومية أبناء غزة.

وتطرقت إلى دلالات الوقائع التاريخية والمنطلقات الثورية لخروج الإمام الحسين ودوره في مقارعة الطغاة والمستكبرين .

كما نظمت السلطة المحلية والتعبئة العامة بمحافظة البيضاء اليوم فعالية خطابية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام تحت شعار "هيهات منا الذلة".

وفي الفعالية التي حضرها وكيلا المحافظة محمد الحميقاني وعبدربه العامري، اعتبر وكيل المحافظة لشؤون الوحدات الادارية عبدالله الجمالي، ذكرى عاشوراء فاجعة ومأساة في تاريخ الإسلام.

وتطرق إلى أسباب ثورة الحسين عليه السلام في مواجهة طاغية بني أمية للحفاظ على قيم ومبادئ وأخلاق دين جده واعادة مساره إلى الطريق القويم.

وأشار الوكيل الجمالي الى دلالات ثورة سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحبيب قلبه التي أصبحت قبلة لأحرار العالم في مواجهة الظلم ونصرة المظلومين والمستضعفين ورفع راية الإسلام والمسلمين.

وأكد أهمية استلهام الدروس والعبر من تضحيات الإمام الحسين وتأكيد الارتباط بالشجرة الطيبة الطاهرة المثمرة وتعزيز عوامل الصمود والثبات في مواجهة طغاة وجلاوزة هذا العصر.

فيما تطرق عضو رابطة علماء اليمن بالمحافظة محمد السقاف، إلى دلالات إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في تجديد السير على نهجه والاقتداء بسيرته وفضائله وشخصيته وزهده وشجاعته وتضحيته في مقارعة الطغاة.

واعتبر الذكرى محطة إيمانية لتعزيز الثبات والصمود والارتباط بسبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الحسين عليه السلام والسير على الخط الحسيني في مواجهة قوى الاستكبار العالمي " أمريكا وإسرائيل".

كما القيت كلمات أشارت إلى أن الفاجعة التي حلت بالمسلمين باستشهاد الإمام الحسين عليه السلام، كانت نتيجة الانحراف عن المسار الصحيح والطريق القويم.

وأوضحت أن شعار قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي واحفاد الأنصار اليوم في مواجهة أمريكا وإسرائيل وحلفائهم "هيهات منا الذلة"، هو نفس الشعار الذي خرج به الإمام الحسين عليه السلام في مواجهة طغاة ذلك العصر.

تخللت الفعالية التي حضرها مدير مديرية مدينة البيضاء أحمد أبوبكر وقيادات السلطة المحلية والتنفيذية والتعبئة والأمنية والعسكرية وشخصيات اجتماعية، قصيدة للشاعر أبو كربلاء الفقير وفقرات واناشيد لطلاب مدرسة أبي ذر الغفاري عبرت عن المناسبة.

محافظة تعز:

نُظمّت بمديريات محافظة تعز اليوم، فعاليات خطابية بذكرى عاشوراء - استشهاد الحسين بن علي عليهما السلام.

وشهدت مديريتا التعزية وصالة بساحة الرسول الأعظم - مفرق ماوية بمركز المحافظة حشودًا جماهيرية، بمشاركة قيادات محلية وتربوية وعسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية.

كما نُظمّت بمديريات مقبنة، جبل حبشي، الساحل الغربي"، في ساحة المدينة السكنية بالبرح في مقبنة، ومديريات "خدير، صبر الموادم، سامع، الصلو، المسراخ"، في الشارع العام مقابل مدرسة التوفيق غراب بخدير، فعاليات بهذه المناسبة.

وشهدت ساحة مديرية شرعب السلام بجوار المجمع الحكومي وشرعب الرونة في مركز المديرية بساحة مدرسة مصعب ومديرية ماوية في ساحة جبالة، وحيفان، حشودًا شعبية وجماهيرية، بمشاركة عدد من أعضاء مجلس الشورى ووكلاء المحافظة وقيادات محلية وتنفيذية وأمنية وعسكرية وعلماء وشخصيات اجتماعية.

وفي الفعاليات أكدت كلمات، أن إحياء هذه الذكرى الأليمة في تاريخ الأمة الاسلامية، يأتي من منطلق الانتماء الإيماني، والتعبير عن الولاء الإيماني الراسخ للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

واعتبرت الكلمات، ثورة الإمام الحسين عليه السلام، امتدادا أصيلًا للإسلام من موقع القدوة والأسوة والهداية والقيادة، سعى الإمام الحسين لإنقاذ الأمة من الظلم والطغيان الذي كان يشكل خطراً حقيقياً عليها في دينها، وبالتالي استعبادها وإذلالها وقهرها وظلمها وإفسادها.

ولفتت أن إحياء ذكرى عاشوراء للعام 1447هـ، جاءت في ظل ما يتعرض الفلسطينيون في غزة من مأساة لا تختلف كثيرًا عن فاجعة كربلاء التي عاشها الإمام الحسين، فهاهي غزة اليوم يستبيحها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي وأوربي، بالقنابل والصواريخ المحرمة دوليًا.

وأوضحت الكلمات أن ثورة الإمام الحسين ما يزال امتدادها قائمًا في واقع الأمة، بالرغم من كثافة الظلمات التي أطبقت عليها من قبل سلاطين الجور وعلماء السوء، مجددة التأكيد على استمرار دعم وإسناد القضية الفلسطينية شعباً وأرضاً، ومقدسات.


محافظة الضالع :

نظمّت السلطة المحلية والتعبئة بمحافظة الضالع اليوم، فعالية خطابية بيوم عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام حسين عليه السلام تحت شعار "هيهات منا الذلة".

وفي الفعالية بمديرية دمت، أكد وكيل المحافظة حسين المدحجي، أهمية إحياء ذكرى عاشوراء لاستلهام الدروس والعبر منها في الاقتداء بمبادئ وقيم وأخلاق الإمام الحسين عليه السلام وتضحياته في مقارعة الظلم والطغيان..

واعتبر الثورة الحسينية، أساس الثورات في التاريخ الإسلامي كأول ثورة برز فيها الحق كله أمام الباطل كله في تصحيح الانحرافات في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وأُلقيت كلمات بالمناسبة تطرقت إلى أسباب انحراف الأمة عن التوجيهات المحمدية وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما وصلت إليه من ضعف ووهن، مشيرة إلى أن ما يحدث اليوم في قطاع غزة هو امتداد لتمكين اليهود والنصارى من السيطرة على الأمة.

وأكدت أن اليمن سيظل متمسكاً بالقيم والمبادئ التي حملتها ثورة الإمام الحسين في نصرة الحق، والسير على نهجه في الانتصار لقضايا الأمة والتضحية في مواجهة العدوان الأمريكي، الصهيوني وأدواته في المنطقة.

تخللت الفعالية بحضور قيادات تنفيذية وأمنية وعسكرية وشخصيات اجتماعية قصيدتان عبرتا عن بالمناسبة.

كما أقيمت في مديرية الحشاء فعالية خطابية بذكرى عاشوراء تحت شعار "هيهات منا الذلة".

وأكدت كلمات الفعالية التي حضرها مدير المديرية أحمد سفيان ومسؤول التعبئة بالمديرية عبد الباسط وجيه وقيادات تنفيذية وشخصيات اجتماعية، إلى أهمية إحياء ذكرى عاشوراء في نفوس الأمة لاستلهام الدروس والعبر من صبر وتضحية الإمام الحسين عليه السلام.

وعبرت الكلمات عن صدق الانتماء والتولي لأعلام الهدى والاقتداء بجهاد الحسين وصبره وتضحياته في سبيل نصرة الدين وجهاد المستكبرين.

محافظة المحويت :

نظمت الهيئة النسائية بمديرية شبام كوكبان بمحافظة المحويت، اليوم، فعالية خطابية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

وأكدت كلمات الفعالية، أهمية إحياء ذكرى عاشوراء كجزء من هوية الشعب اليمني في السير على نهج آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. مستعرضة أبرز المحطات والمواقف الايمانية في حياة الإمام الحسين وخروجه ضد طغيان وجبروت بني أمية الذين حرفوا الدين وشوهوا منهجه وتكبروا وتجبروا على أبناء الأمة.

وتطرقت إلى فاجعة كربلاء والوضع المؤلم الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية آنذاك، من تفكك في القيم، وانحراف عن النهج المحمدي الأصيل، وتسلط أهل الباطل على مقاليد الأمور.

وندّدت بالتخاذل العربي والإسلامي إزاء استمرار الجرائم الوحشية التي تُرتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، معتبرةً هذا الصمت خيانة لتاريخ الأمة، وتنصلًا مرفوضًا من القيم الدينية والإنسانية.

وجددت حرائر شبام كوكبان تفويضها الكامل لقائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي باتخاذ ما يراه من خيارات مناسبة في مواجهة قوى العدوان والاستكبار العالمي.

تخللت الفعالية فقرات إنشادية عبرت عن المناسبة.


محافظة صنعاء:

نظّمت السلطة المحلية والتعبئة العامة بمديرية صعفان، اليوم، فعالية خطابية، بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، تحت شعار "هيهات منا الذلة".

وفي الفعالية، التي حضرها مدير المديرية محمد البحر، أشارت الكلمات، إلى أهمية ذكرى عاشوراء كمحطة تتذكر فيها الأمة فاجعة استشهاد الإمام الحسين - عليه السلام- وأخذ الدروس والعِبَر منها في مقارعة طغاة العصر.

واستعرضت، الهدف الرئيسي لثورة الإمام الحسين في وضع حد للظلم الذي مارسه طاغوت بني أمية يزيد، والأحداث والمنطلقات من الثورة، وما تعرّض له الإمام الحسين هو والمؤمنين وأفراد أسرته من جرائم بشعة حينها.

وأوضحت الكلمات أن ما تعانيه الأمة اليوم هو نتيجة انحرافها عن خط آل بيت رسول الله، معتبرة أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة اليوم هو امتداد لمأساة كربلاء.

وأشارت الكلمات إلى أن من استفادوا من مدرسة الحسين، يقدّمون اليوم دروسًا في العزة والكرامة، دعما لغزة العزة والكرامة، ويتصدّرون مواجهة أمريكا وكيان العدو الصهيوني المجرم.

وحثَت على التحرك بروحية الإمام الحسين عليه السلام دفاعًا عن الدين وإقامة الحق ونصرة المستضعفين.

تخلل في الفعالية، التي حضرها عدد من أعضاء المجلس المحلي والتعبئة العامة ومديري المكاتب التنفيذية وشخصيات اجتماعية قصيدة للشاعر مصطفى البحر عبّرت عن المناسبة.

محافظة عمران:

شهدت محافظة عمران اليوم، مسيرة جماهيرية وفعاليات إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام ، تحت شعار "هيهات منا الذلة".

وأكد المشاركون في المسيرة التي أقيمت بمركز المحافظة و تقدمها المحافظ الدكتور فيصل جعمان ومسؤول التعبئة العامة سجاد حمزة ووكيل المحافظة حسن الاشقص ومدير عام المديرية عبد الرحمن العماد، أن إحياء ذكرى عاشوراء محطة تعبوية وإيمانية لاستلهام الدروس من شجاعة الإمام الحسين عليه السلام وتأكيد الاستمرار في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني ونصرة المظلومين والمستضعفين.

وأشاروا إلى أن انحراف الأمة عن التوجيهات المحمدية وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تسبب في ما وصلت إليه من ضعف ووهن، لافتين إلى أن ما يحدث اليوم في قطاع غزة هو امتداد لتمكين اليهود والنصارى من السيطرة على الأمة.

وأوضحوا أن الشعب اليمني، وهو يُحيي هذه الذكرى من قلب معاناته، يُعيد قراءة كربلاء من بوابة فلسطين، ويرى في دم الحسين وهجا للمقاومة، وفي سيفه طريقا للعزة، وفي صبره نواة لصناعة أمة حية لا تنكسر.

وأكد المشاركون أن اليمن سيظل متمسكاً بالقيم والمبادئ التي حملتها ثورة الإمام الحسين في نصرة الحق، والسير على نهجه في الانتصار لقضايا الأمة والتضحية في مواجهة العدوان الأمريكي، الصهيوني وأدواته في المنطقة.

كما أقيمت في مختلف مديريات المحافظة فعاليات وندوات ثقافية بحضور مديري المديريات والقيادات التنفيذية والشخصيات الاجتماعية.

وأكدت كلمات الفعاليات، أن إحياء هذه الذكرى الأليمة في تاريخ الأمة الاسلامية، يأتي من منطلق الانتماء الإيماني، والتعبير عن الولاء الراسخ للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآل بيته.

وتطرقت إلى ما يتعرض له أبناء غزة من إبادة جماعية ومؤامرة لتشريدهم من وطنهم، لافتة إلى أن العدو الصهيوني ومن خلفه قوى الشر العالمي فشلت أمام صمود أبناء فلسطين والمقاومة الباسلة.

ولفتت الى أن إحياء ذكرى عاشوراء هذا العام، جاء في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة من مأساة لا تختلف كثيرًا عن فاجعة كربلاء التي عاشها الإمام الحسين.

تخللت الفعاليات قصائد شعرية معبرة.

 

 

مقالات مشابهة

  • (نص+فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447هـ
  • شرطة المرور تنظم فعالية خطابية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • اليمنيون يحيون ذكرى استشهاد الأمام الحسين عليه السلام
  • فعاليات خطابية بمديريات محافظة ذمار بذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • فعاليتان في الضالع بذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • فعالية خطابية في صعفان بذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • قائد الثورة يجددّ تأكيد ثبات الموقف اليمني في نصرة فلسطين والعداء للعدو الإسرائيلي الأمريكي
  • بصيرة الحسين عليه السلام في كلمة السيد القائد .. مسؤوليتنا لا تقبل التراجع
  • أمسيات ثقافية في حجة بذكرى استشهاد الإمام الحسين