النشيد الوطني.. معلمة مغربية تروي قصة الساعات الأخيرة لتلاميذها المتوفين بسبب الزلزال
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
فور وقوع الزلزال في المغرب، بقوة وصلت إلى نحو 7 درجات على مقياس ريختر؛ كانت أفكار المعلمة المغربية نسرين أبو الفضل، في مدينة مراكش، متجهة إلى تلاميذها الـ 32 في الفصل.
عادت معلمة اللغة العربية والفرنسية إلى مدرسة أداسيل الابتدائية، بإقليم شيشاوة، حيث ذهبت للبحث عن الأطفال، واكتشفت أن جميع الأطفال الـ 32، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا، قد لقوا حتفهم، بحسب ما أوردته شبكة “بي بي سي”.
وأضافت "ذهبت إلى القرية وبدأت أسأل عن أطفالي: أين سمية؟ أين يوسف؟ أين هذه الفتاة؟ أين هذا الولد؟" وجاء الرد بعد ساعات: "لقد ماتوا جميعا".
وقالت لـ بي بي سي: "تخيلت أن أمسك بسجل حضور صفي وأضع سطراً بين اسم طالب تلو الآخر، حتى قمت بشطب 32 اسماً، لقد ماتوا جميعاً الآن".
وتذكرت نسرين أبو الفضل كيف سمعت عما حدث لخديجة البالغة من العمر ست سنوات، وعثر رجال الإنقاذ على جثة الطفلة ملقاة بجوار أشقائها وكانوا جميعاً في أسرتهم - وربما كانوا نائمين - أثناء الزلزال، وذهبوا جميعاً إلى مدرسة السيدة الفاضل.
وقالت المعلمة المغربية "كانت خديجة المفضلة لدي، كانت لطيفة للغاية وذكية ونشطة وتحب الغناء وتأتي إلى منزلي، وكنت أحب الدراسة والتحدث معها".
ووصفت نسرين أبو الفضل طلابها بأنهم "ملائكة"، وأطفال محترمون حريصون على التعلم وعلى الرغم من معاناتهم من الفقر وأزمة تكاليف المعيشة الساحقة، يعتقد الأطفال وأسرهم أن الذهاب إلى المدرسة هو "أهم شيء في العالم".
وتابعت: “آخر فصل دراسي لدينا كان ليلة الجمعة، أي قبل خمس ساعات بالضبط من وقوع الزلزال”، مضيفة "كنا نتعلم النشيد الوطني المغربي، وخططنا لغنائه أمام المدرسة بأكملها صباح يوم الاثنين".
وأكدت: "أنا لا أنام، وما زلت في حالة صدمة، لا أعرف كيف يمكنني الاستمرار في عيش حياتي".
وتتذكر قائلة: "كان من الصعب جدًا تعلم اللغتين العربية والفرنسية، لكن الأطفال كانوا أذكياء للغاية، وكانوا يجيدون اللغتين تقريبًا".
وتخطط لمواصلة مسيرتها المهنية في التدريس، وتأمل أن تقوم السلطات بإعادة بناء مدرسة أداسيل – التي انهارت أثناء الزلزال، وتضررت 530 مؤسسة تعليمية بدرجات متفاوتة، بعضها انهار بشكل كامل أو تعرض لأضرار هيكلية جسيمة، بحسب البيانات الرسمية، وأوقفت الحكومة المغربية الدراسة مؤقتا في المناطق الأكثر تضررا.
وقالت: "ربما في يوم من الأيام، عندما يعيدون بناء المدرسة وتعود الفصول الدراسية، يمكننا إحياء ذكرى هؤلاء الأطفال الـ 32 وسرد قصتهم".
وكان هؤلاء من بين ما يقرب من 3000 شخص قُتلوا جراء أقوى زلزال تم تسجيله على الإطلاق في المغرب، والذي وقع مساء يوم 8 سبتمبر 2023، وكانت المناطق الأكثر تضررا هي تلك الواقعة جنوب مراكش، حيث دمرت العديد من القرى الجبلية بالكامل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الساعات الاخيرة الزلزال الزلزال في المغرب مراكش
إقرأ أيضاً:
المجاعة تشتد.. إحصائية صادمة عن الشهداء من الأطفال في غزة بسبب سوء التغذية
كشفت وسائل إعلام فلسطينية عن إحصائية صادمة بشأن الشهداء من أطفال غزة، الذين قضوا بسبب سوء التغذية جراء المجاعة التي تضرب القطاع، المحاصر من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يشن عدوانا غاشما منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية في قطاع غزة لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب سوء التغذية حتى الآن بلغ 67 طفلا.
وأضافت المصادر الطبية أن أكثر من 650,000 طفل دون سن الخامسة يواجهون خطرا حقيقيا ومباشرا من سوء التغذية الحاد خلال الأسابيع المقبلة، من بين 1.1 مليون طفل في القطاع.
وأوضحت أن الحصار المُحكم على قطاع غزة دخل يومه الـ 133 على التوالي، منذ أن أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق كافة المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، في واحدة من أشدّ جرائم الحصار الجماعي في العصر الحديث.
وأكدت المصادر ذاتها أن المجاعة التي تضرب القطاع تشتد يوما بعد يوم، حيث تم تسجيل خلال الأيام الثلاثة الماضية عشرات حالات الوفاة نتيجة نقص الغذاء والمكملات الدوائية الأساسية، في مشهد إنساني بالغ القسوة، إذ يُمعن الاحتلال في جريمته بمنع إدخال الطحين وحليب الأطفال والمواد والمكملات الغذائية والطبية بشكل كامل، في سياسة ممنهجة لتجويع السكان وخاصة الأطفال وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.
وأضافت أن نحو مليون وربع المليون شخص في غزة يعيشون حاليا حالة جوع كارثي، بينما يُعاني 96% من سكان القطاع من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم ما يزيد عن مليون طفل، وهو واقع صادم يعكس حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة في غزة.