غزة بين فخ القصف والمرض.. المستشفيات تلفظ أنفاسها الأخيرة والأطفال يموتون جوعًا
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
أكد الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، أن القطاع يمر بأصعب أيامه منذ بدء العدوان، مشيرًا إلى أن وتيرة القصف تتصاعد كلما اقترب الحديث عن تهدئة، وهو ما يفاقم الأوضاع الميدانية والإنسانية في آنٍ واحد.
وأضاف خلال مداخلة عبر القاهرة الإخبارية، أن المستشفيات تعمل تحت الحد الأدنى من الإمكانات، وتعاني من نقص شديد في الأدوية، خاصة لعلاج الأمراض المزمنة والسرطان، كما تتلقى فقط الكميات اليومية من الوقود دون مخزون استراتيجي، ما يجعلها مهددة بالتوقف عن تقديم الخدمات في أي لحظة.
وأوضح زقوت، أن المستشفيات تستقبل ما بين 200 إلى 300 إصابة يوميًا، و40% منها حالات حرجة تحتاج إلى تدخل عاجل، في حين أعداد كبيرة من المصابين لا يحصلون على العلاج المناسب ويفارقون الحياة قبل إنقاذهم بسبب النقص الحاد في الإمكانيات الطبية.
ولفت إلى أن القطاع الصحي يواجه ضغطًا متزايدًا بسبب حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال حديثي الولادة، إضافة إلى تفشي أمراض خطيرة مثل التهاب السحايا، وانهيار خدمات المتابعة الصحية للحوامل والمسنين، مما أدى إلى زيادة في نسب وفيات الأمهات والمواليد الجدد.
وأشار إلى أن سكان غزة محاصرون بين الموت بالقصف، أو المرض، أو الجوع، أو النزوح اليومي المستمر، واصفًا الحالة الإنسانية بأنها تتجاوز الكارثة بمراحل، مؤكدا أن الأطفال يموتون من شدة الجوع ونقص المكملات الغذائية في ظل غياب أي دعم فعلي للقطاع الإنساني والطبي.
ووصف زقوت، ما يجري بأنه اعتداء ممنهج ووحشي على المدنيين يتجاوز وصف جرائم الحرب، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة يفوق في فظاعته ما شهدته الحربين العالميتين من حيث عدد الضحايا وحجم الدمار، وسط صمت دولي مؤلم ومخزٍ.
وأكد أن صمت مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية والمجتمع الدولي برمته تجاه هذه الانتهاكات يجعل من التقارير الحقوقية مجرّد أوراق لا تُغير شيئًا على الأرض، مشددًا على ضرورة التحرك الفوري لوقف هذا المسار الإبادي ضد المدنيين في قطاع غزة.
اقرأ أيضاًعاجل.. إعلام الاحتلال: وقوع حدث أمني في خان يونس بقطاع غزة
جيش الاحتلال يصدر تحذيرا غير معتاد لسكان غزة بالامتناع عن دخول البحر
الأونروا: خطر صحي يهدد غزة بسبب انعدام المياه النظيفة وارتفاع درجات الحرارة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة الحرب في غزة القطاع الصحي في غزة غزة فلسطين قطاع غزة مستشفيات غزة نقص الأدوية في غزة
إقرأ أيضاً:
حكايات سودانيين هربوا من الرصاص ببلادهم ليواجهوا الجوع في تشاد
في مخيم "كارياري" شرقي تشاد، يواجه آلاف اللاجئين السودانيين واقعا مريرا، فبعد رحلة شاقة وطويلة قطعوها سيرا على الأقدام للوصول إلى تشاد هربا من الرصاص القاتل، وجدوا أنفسهم بمواجهة معاناة مريرة في ظل نقص أساسيات الحياة من مأوى ومأكل وشراب.
وفي وسط الصحراء، اضطر اللاجئون السودانيون للاستعاضة عن الخيام بأغصان الأشجار والعصي الجافة، في حين يكابدون الصعاب لتأمين بعض الطعام والماء لسد جوع وعطش أطفالهم.
وفي ظل الواقع المأساوي والمؤلم الذي وجدت فاطمة نفسها وأسرتها فيه، أصبحت هذه السيدة مضطرة لصنع حياة من العدم، لذلك استخدمت قطع القماش المهترئة التي تملكها وبعض العصي الجافة التي جمعتها من العراء لبناء مأوى بسيط يأوي عائلتها المكونة من 8 أفراد، بعد أن عزّت الخيام وتأخرت المساعدات.
وفي مخيم كارياري تتشابه قصص الهروب من جحيم الحرب في السودان، لكن التفاصيل تحمل وجعا خاصا لكل أسرة.
وتروي فاطمة لمراسل الجزيرة فضل عبد الرازق، بكثير من المرارة تفاصيل رحلة اللجوء المريرة إلى تشاد والتي استمرت 15 يوما سيرا على الأقدام، ولم تكن مشقتها في طول المسافة فحسب، بل واجهت مع أسرتها "قطاع الطرق" الذين يترصدون الفارين.
تقول فاطمة بلهجة سودانية مثقلة بالخوف الذي لم يغادرها بعد "الطريق كان مليئا بالمسلحين، يطلبون المال قسرا، ومن لا يملك المال لا يمر، لفينا ودرنا وسيرنا على الأقدام حتى وصلنا إلى هنا".
مأوى من لا مأوى لهالضغط الهائل على المنظمات الإنسانية جعل من الاستجابة السريعة أمرا أشبه بالمستحيل، خاصة مع تزايد الأعداد يوميا، بينما الموارد تتضاءل، ليجد اللاجئون أنفسهم وجها لوجه مع الطبيعة القاسية.
وتصف إحدى اللاجئات للجزيرة المشهد بدقة مؤلمة: "نحن نجلس في الوادي، "بلا طعام، ولا أي مقومات للحياة" وتضيف أن الناس "يفترشون الأرض ويلتحفون الشجر".
نداءات الاستغاثة التي تطلقها هؤلاء النسوة تتلخص في مطلب واحد: "ساعدونا لنبقى على قيد الحياة".
إعلانوإذا كان المأوى "ناقصا"، فإن الحصول على شربة ماء بات معركة يومية، وترصد كاميرا الجزيرة صفوفا تمتد لعشرات الأمتار أمام نقاط توزيع المياه.
إذ يقف اللاجئون ساعات طوال تحت شمس تشاد الحارقة، وفي نهاية هذا الانتظار المرهق، قد لا يحصل الفرد إلا على لترات قليلة، لا تكاد تبلغ الحد الأدنى من معدل الاستهلاك الآدمي اليومي.
بصيص أملوسط هذا المشهد القاتم، تبرز قصص صغيرة للنجاة، تحكي لاجئة أخرى "زينب"، كيف تمكنت بعد عناء من تسجيل اسمها في قوائم برنامج الأغذية العالمي.
وتصف البطاقة التي يمحنها لها برنامج الأغذية العالمي، أنها "بطاقة الحياة"، إذ ستتمكن من شراء بعض المواد الغذائية من السوق المحلي، لتسد رمق أطفالها بعد جوع طويل.
ويختصر هؤلاء الفارون من الموت يومهم في "كارياري" بين محاولات ترقيع مأواهم الهش، والوقوف في طوابير الانتظار الطويلة.
وعلى الرغم من قسوة الواقع، يظل الأمل هو الزاد الوحيد؛ الأمل في أن تكون هذه المحطة القاسية بداية لطريق أكثر أمنا واستقرارا، بعيدا عن دوي الرصاص الذي خلفوه وراء ظهورهم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء حرب بين الجيش السوداني والدعم السريع اندلعت منذ أبريل/نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.