خلال مناقشة مفتوحة بمجلس الأمن.. الدوحة تسلط الضوء على تحديات النزاعات المسلحة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
سلطت دولة قطر الضوء على التحديات المتنوعة والمتفاقمة وغير المسبوقة التي تواجه العالم، الناجمة عن النزاعات المسلحة، أو الكوارث الطبيعية كتغير المناخ والزلازل والفيضانات وجائحة فيروس كورونا، التي تفرز أزمات إنسانية كارثية الأبعاد في مختلف أنحاء العالم، لافتة إلى القدر الهائل من الاحتياجات الإنسانية التي ينبغي على المجتمع الدولي الاستجابة لها.
جاء ذلك في بيان ألقته سعادة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمام جلسة المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول «تعزيز الشراكة الإنسانية بين القطاعين العام والخاص» في إطار البند: حفظ السلم والأمن الدوليين، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وتطرقت سعادتها إلى دور دولة قطر في تقديم المساعدة الإنسانية للمتأثرين بالكوارث والأزمات الإنسانية، وكذلك المساعدة التنموية بغية ترسيخ السلام والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة خاصة في الدول النامية والدول الأقل نموا والمتأثرة بالأزمات والخارجة منها، وذلك تناسقا مع دورها كعضو مسؤول وفاعل في المجتمع الدولي.
وأشارت إلى أنه في الأسبوع الماضي، كانت دولة قطر من أوائل الدول التي أرسلت جوا مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى الأشقاء في ليبيا المتأثرين بالفيضان، وقبلها بأيام إلى الأشقاء في المغرب المتأثرين بالزلزال، يضاف إلى ذلك ما تم هذا العام من إرسال شحنات إغاثية إلى الأشقاء في السودان، وكذلك ما قدمته دولة قطر دعما للأشقاء في سوريا وتركيا على إثر الزلزال المدمر.
وقالت سعادتها: إن دولة قطر بذلت خلال العامين الماضيين، جهودا كبيرة من أجل تحسين الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، بما في ذلك المسارعة إلى إنشاء جسور جوية لنقل عشرات الآلاف من الأشخاص الأفغان والرعايا الأجانب عبر الدوحة وتأمين استضافتهم وكذلك توفير فرص تعليم خاصة للفتيات الأفغانيات، والعمل على إعادة تأهيل المطار في كابول لتسهيل تحرك الأشخاص والمساعدات الإنسانية.
وأكدت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أنه في ظل مواجهة التحديات العالمية المتعددة، فإن المسؤولية المشتركة للأمم المتحدة والدول الأعضاء هي استكشاف والاستفادة من كل السبل المتاحة لسد الفجوة في مستوى الاستجابة الإنسانية وتعزيز فعاليتها، ولذلك، لا يمكن التقليل من القدرات التحويلية الكامنة التي يمكن للقطاع الخاص، بصفته من أصحاب المصلحة الأساسيين، أن يقوم بها سواء في تقديم المساعدة الإنسانية الطارئة أو المساعدة التنموية وفي النهوض بالمجتمعات التي تواجه كوارث وأزمات وتحديات اجتماعية واقتصادية وبيئية، موضحة أن القطاع الخاص هو، قبل كل شيء، جزء من المجتمع يتأثر بما يحدث له، وبالمقابل يمكنه أن يؤثر بشكل فاعل في المجتمع، ويمكن أن يساهم في تعزيز الشمولية والإشراك والمرونة.
وأكدت سعادتها أن دولة قطر أدركت الفائدة المضافة التي يمكن للقطاع الخاص تقديمها في مختلف المجالات، ومن أهمها المجال الإنساني والتنموي، ولذلك فقد أولت دولة قطر اهتماما للشراكات مع هذا القطاع على المستوى الوطني في عدة مجالات، كالتعاون في مشاريع تساهم في الحد من الانبعاثات الكربونية وبالتالي التخفيف من أزمة المناخ.
وفيما يخص مساهمة القطاع الخاص، أوضحت سعادتها أن دولة قطر ساهمت في العديد من الحملات الإغاثية، مثل حملة الفاخورة لصالح قطاع غزة، ومشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص في تقديم المساهمة المالية، مضيفة أن المؤسسات التجارية لديها الكثير لتقدمه إضافة للأموال، على سبيل المثال الخبرات الفنية واللوجستية في مجالات التكنولوجيا الحديثة والرقمية والاتصالات وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.
وسلطت سعادتها الضوء على الشراكة بين المنظمة الدولية والقطاع الخاص، حيث قالت «لا شك أن للأمم المتحدة دور محوري في الشراكات بما فيها مع القطاع الخاص والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والابتكار، وإدراكا من دولة قطر لذلك فقد كان دعم وحدة الابتكار بإدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام جزء من اتفاق المساهمة الذي وقعه الطرفان هذا العام، ويأتي هذا في سياق الشراكة الموسعة التي تجلت بشكل خاص منذ إعلان دولة قطر عن دعمها السخي متعدد السنوات وغير المخصص بإجمالي 500 مليون دولار للموارد الأساسية لهيئات ووكالات الأمم المتحدة، والتي تساهم في جهود الأمم المتحدة بما فيها الشراكة مع القطاع الخاص».
واختتمت سعادتها البيان بالتماس الاستعداد والحماس من القطاع الخاص للانخراط البناء مع الدول والمؤسسات الدولية من أجل نصرة المستضعفين وتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، معربة عن تطلع دولة قطر لتفعيل نماذج عملية من الشراكات المفيدة مع القطاع الخاص من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الأمم المتحدة النزاعات المسلحة الكوارث الطبيعية الأمم المتحدة القطاع الخاص دولة قطر
إقرأ أيضاً:
الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان تشارك بمؤتمر دولي في الدوحة
شاركت الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في “المؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان الذي عقد تحت عنوان: “الفرص والمخاطر والرؤى لمستقبل أفضل” يومي 27 و28 مايو الجاري بالعاصمة القطرية الدوحة.
ترأس وفد الهيئة سعادة مقصود كروز، رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان وبمشاركة كل من الدكتور أحمد المنصوري عضو مجلس الأمناء، وحمد البلوشي مدير إدارة الخدمات المساندة، وعبدالعزيز العوباثاني رئيس قسم المنظمات الدولية والإقليمية، وسعيد الأحبابي باحث قانوني لدى الأمانة العامة بالهيئة.
وقد شارك الدكتور أحمد المنصوري بورقة عمل بعنوان “دور الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في تعزيز الأبعاد الحقوقية والأخلاقية للذكاء الإصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة” وذلك في في جلسة بعنوان: حقوق الإنسان والذكاء الاصطناعي: مقاربة من منظور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، والتي سلطت الضوء على ضرورة وضع حقوق الإنسان في صلب مسيرة التطور التكنولوجي لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي.
وعبّر المنصوري عن بالغ شكره وتقديره للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر وجميع الشركاء والمنظمين وعلى رأسهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان على الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر النوعي الذي يأتي في مرحلة مفصلية تتقاطع فيها الطموحات التقنية مع التحديات الحقوقية العالمية.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي بات أحد أبرز المحركات المؤثرة في بنية المجتمعات وآليات الحوكمة وسوق العمل لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات جوهرية حول حقوق الإنسان وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية.
وتعليقاً على هذه المشاركة، قال سعادة مقصود كروز، رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان:”أولت الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان اهتماماً بالغاً بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي من منظور حقوقي انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن أي تقدم تقني لا يمكن أن يكون مستداماً أو مقبولاً مجتمعياً ما لم يستند إلى قواعد أخلاقية وحقوقية واضحة”.
وأضاف سعادته أن الهيئة حرصت على ترسيخ شراكة استراتيجية مع “مكتب وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد” للعمل على دمج الاعتبارات الحقوقية في السياسات الوطنية المتعلقة بالتقنيات الحديثة مشيراً إلى مشاركة الهيئة في القمة العالمية للحكومات العام الماضي حيث كان الذكاء الاصطناعي حاضراً بقوة، وكذلك المشاركة في “خلوة الذكاء الإصطناعي” في شهر أبريل من العام الجاري حيث أكدت الهيئة حينها أهمية وضع أطر تشريعية وأخلاقية تحكم استخدام هذه التكنولوجيا بما يحترم الحقوق والحريات.
وأكد سعادته ريادة التجربة الإماراتية في هذا المجال لافتاً إلى أن دولة الإمارات كانت أول دولة في العالم تُنشئ منصب وزير دولة للذكاء الاصطناعي عام 2017 وما تبعه من إطلاق استراتيجية وطنية ومجلس وطني للذكاء الاصطناعي بالإضافة للمبادرات والمشاريع النوعية مثل “تصفير البيروقراطية” و”الحكومة الذكية” التي تدمج التقنية من دون إغفال البعد الإنساني.
وأشار إلى ميثاق تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي الذي وضعته الدولة لتحقيق مستهدفات استراتيجيتها الوطنية موضحاً أن الميثاق يضم مبادئ مركزية ومن أبرزها التقدم والتعاون والأخلاق، والمجتمع، والاستدامة، والسلامة.
وأكد سعادته أن مبدأ “الأخلاق” يحتل مكانة محورية إذ يعكس الالتزام العملي بمعالجة تحديات مثل التحيّز والمساءلة والشفافية من خلال تصميم مسؤول يدمج الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان دون المساس بكرامته أو حقوقه.
تأتي مشاركة الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في إطار إلتزامها بمواصلة دورها مساهما فاعلا في صياغة السياسات المتوازنة بين التقدم التكنولوجي وصون الحقوق والحريات، وحرصها على تعزيز التعاون مع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وتبادل التجارب لبناء أطر حوكمة تقنية قائمة على الشفافية والمساءلة.وام