في شهر أبريل عام 1953 استضافت نقابة الصحفيين مؤتمر "الصحافة العربية"، وشارك فيه قيادات الصحافة في جميع البلدان العربية، ومثل مصر في المؤتمر حسين ابوالفتح، نقيب الصحفيين، وحافظ محمود، وكيل النقابة، ومصطفي القشاشي سكرتير عام النقابة.

عقب انتهاء المؤتمر، وبينما كانت جميع الوفود العربية تلبي دعوة عشاء للسفير العراقي بالقاهرة، خرجت مجلة “آخر ساعة” صباح الأربعاء 15 ابريل 1953 بمقال لرئيس تحريرها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل حمل عنوان "حديت صريح عن صحافة مصر".

هذا المقال لم يعجب البعض من أعضاء الجمعية العمومية للنقابة، واعتبروا ما تضمنه يمثل إهانة بالغة لمهنة الصحافة ونقابة الصحفيين، خاصة وأن المقال نشر قبل مغادرة الوفود العربية البلاد.

في صباح اليوم التالي مباشرة تلقي مجلس نقابة الصحفيين، 3 مذكرات من بعض أعضاء النقابة طالبوا فيها بسرعة إحالة محمد حسنين هيكل للتأديب.
مجلس النقابة برئاسة النقيب حسين ابوالفتح عقد جلسة عاجلة لمناقشة الأمر، وانتهي إلي إصدار قرار بإحالة هيكل إلي لجنة التأديب ونشر القرار في جميع الصحف.

بالطبع لم يعجب القرار الأستاذ  هيكل , فكتب مقالا آخر أشد عنفا بعنوان: "أحالوني إلي مجلس تأديب".  

يقول فيه: إن نقابة الصحفيين ـ وليس غيرها ـ يجب أن تتقدم للمسئولين بالمطالب الآتية:ـ
1ـ وقف المصروفات السرية للصحفيين إذا كانت باقية لم تلغ إلي الآن.
2ـ نشر كشوفات المصروفات السرية في كل العهود الماضية.
3ـ تأليف لجان قضائية تفحص حسابات جميع الصحف لتعرف مصادر تمويلها.
ثم قال:
إني لا أريد أن أدخل في مهاترة, بالألفاظ ولا أريد أن أتهم أحدا أو اتجني علي أحد, إنما أريد الحقيقة كاملة لأني أريد أن تبقي صحافة مصر عزيزة مجيدة علي نفس المستوي العالي الذي سجله لها طليعة من روادها وأبطالها يوم اندفعوا عزلا إلا من الإيمان لمقاومة جيوش الشر الزاحفة, ويوم استحالوا بقوة هذا الإيمان وحرارته إلي نار تحرق حصون الظلم ونور يبدد اطباق الظلام.

"إحالة هيكل للمحكمة"
 

مجلس نقابة الصحفيين ارسل قرار إحالة هيكل للتأديب إلي محكمة الاستئناف المنوط بها هذا الأمر .

دفاع هيكل تقدم بمذكرة إلي المحكمة شملت دفاعه وطالب ببطلان قرار مجلس النقابة شكلا لمخالفته قانون النقابة رقم 10 لسنة 1941 والذي يلزم مجلس النقابة بالتحقيق قبل الإحالة للتأديب وهو لم يحدث .

كما تقدم مجلس النقابة بمذكرة طالب فيها بمعاقبة هيكل تأديبيا بالعقوبات المقررة في القانون ولكن المحكمة انتهت إلي إصدار حكم ببراءة هيكل .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نقابة الصحفیین مجلس النقابة

إقرأ أيضاً:

يحيى العلمي.. صانع دراما الجواسيس وراوي الحكايات الوطنية في ذكرى ميلاده


 

تحل ذكرى ميلاد المخرج الكبير يحيى العلمي، أحد أعمدة الإخراج في الدراما والسينما المصرية، الذي استطاع أن يحفر اسمه في سجلّ المبدعين بتقديمه لأعمال خالدة شكّلت وجدان الجمهور المصري والعربي، ولا تزال تُعرض حتى اليوم برؤية فنية راقية، وشغف بالوطن، قدّم العلمي شخصيات لا تُنسى مثل "رأفت الهجان" و"جمعة الشوان"، جامعًا بين الحرفية الفنية والرسالة الوطنية.

النشأة والبدايات الفنية

وُلد يحيى العلمي في 5 يوليو 1941 بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، واسمه الكامل محمد يحيى العلمي عبد الرؤوف العلمي، تخرّج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1962، لكنه لم يتجه إلى ساحة المحاكم، بل اختار الكاميرا، وكانت بدايته في التلفزيون المصري مخرجًا مساعدًا، ثم تلقى تدريبًا احترافيًا في الإخراج في ألمانيا وبريطانيا، وتوّج رحلته التعليمية بدبلوم في الإخراج من لندن عام 1971.

زواج فني وإنساني

تزوج يحيى العلمي من الفنانة تهاني راشد، التي شاركته مشوار الحياة لسنوات طويلة، وأنجبا ابنة تدعى شيرين. لم تعمل معه تهاني راشد فنيًا إلا بعد 20 عامًا من الزواج، وكان لقاؤهما الأول في كواليس أحد الأعمال الفنية، حيث نشب خلاف طريف بينهما، تحول لاحقًا إلى قصة حب وزواج.

ومن المواقف الطريفة التي رواها أصدقاؤه، أنه خلال حفل زفاف ابنته، صرخ بصوت عالٍ عندما رأى العريس قادمًا قائلًا: "بكرهه!"، ليفاجئ الحضور ويشعل الضحك في القاعة، وهو ما عُرف عن العلمي بروحه المرحة رغم شخصيته الصارمة في العمل.

أعمال سينمائية لا تُنسى

في السينما، قدّم يحيى العلمي أفلامًا متميزة تُعد من علامات السبعينات والثمانينات، منها: طائر الليل الحزين، تزوير في أوراق رسمية، الحب أيضًا يموت، خائفة من شيء ما

وكان يتميّز بأسلوب بصري رصين، قادر على ترجمة المشاعر الداخلية للشخصيات إلى صور مشحونة بالتوتر والصدق.

أيقونة الدراما الوطنية

لكن التألق الحقيقي ليحيى العلمي تجلّى في أعماله الدرامية التلفزيونية، والتي شكلت حجر أساس في تاريخ التلفزيون المصري. من أبرز تلك الأعمال:

• دموع في عيون وقحة (1980): بطولة عادل إمام، وتناول قصة الجاسوس "جمعة الشوان".

• رأفت الهجان: العمل الأشهر في الدراما المخابراتية المصرية، والذي استعرض فيه قصة "رفعت الجمال" ببراعة جمعت التشويق بالوطنية.

• الأيام: سيرة ذاتية للأديب الكبير طه حسين، وقدّم فيه أحمد زكي واحدًا من أعظم أدواره.

• كما أخرج أعمالًا مثل: هو وهي، الزيني بركات، نصف ربيع الآخر، ولا المأخوذ عن رواية مصطفى أمين.

استطاع العلمي بأسلوبه السلس أن يقرّب قضايا الوطن من البسطاء، وأن يُحاكي مشاعرهم من خلال الشخصيات الدرامية التي صنعها.

جوائز وتكريمات مستحقة

حصد يحيى العلمي خلال مسيرته الفنية العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها:

• جائزة الدولة التشجيعية في الفنون عام 1982.

• جائزة الإنتاج من التلفزيون المصري في العام نفسه.

• جائزة مهرجان ترايشيل بألمانيا، وجائزة من اتحاد الإذاعات الأفريقية عام 1985.

الرحيل المفاجئ

رحل يحيى العلمي عن عالمنا في 19 يناير 2002، إثر مرض بالقلب، عن عمر ناهز 61 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وطنيًا لا يقدّر بثمن، وأعمالًا تعتبر مرجعًا للدراما الجادة الهادفة.

إرث لا يُنسى

ظل يحيى العلمي رمزًا للإبداع المرتبط بالهوية المصرية، لقد قدّم صورة المخرج المثقف، الذي يفهم التاريخ والسياسة والمجتمع، ويحوّلها إلى دراما تلفزيونية وإنسانية عظيمة.

مقالات مشابهة

  • سكرتير نقابة الصحفيين: النقابة تحظر كل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني منذ الثمانينيات
  • عضو مجلس نقابة الصحفيين: القضية الفلسطينية ستظل هي قضيتنا الأولى
  • حبس سنتين لـ3 متهمين بالاستيلاء على أموال نقابة الصحفيين
  • الحبس سنتين لثلاثة متهمين في قضية الاستيلاء على أموال نقابة الصحفيين
  • استولوا على أموال نقابة الصحفيين.. السجن لـ 3 متهمين في قضية معامل التحاليل الوهمية
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره الجزائري بمناسبة ذكرى الاستقلال
  • حبس سنتين لثلاثة متهمين في قضية معامل التحاليل الوهمية والاستيلاء على أموال نقابة الصحفيين
  • بالأسماء: "فتـح" تفوز بانتخابات مجلس نقابة المحامين الفلسطينيين
  • يحيى العلمي.. صانع دراما الجواسيس وراوي الحكايات الوطنية في ذكرى ميلاده
  • مجلس نقابة المحامين يرجئ تنفيذ الإضراب بشأن الرسوم القضائية.. تفاصيل