استدرجتهم روسيا للقتال في حرب أوكرانيا.. كوبيون بوضع صعب
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
يبدو أن القوات الروسية تواجه نقصاً بالمقاتلين على الجبهات في أوكرانيا، دفعها قبل شهرين إلى رفع الحد الأدنى لسن الخدمة العسكرية الإلزامية من 27 إلى 30 عاما مع دخول الحرب هناك شهرها الثامن عشر.
إلا أن الأمور لم تقف عند الروس فقط، فقد كشف تقرير جديد أنه على مدار أشهر، سعى مئات الشباب في كوبا للقتال من أجل روسيا في حربها ضد أوكرانيا، مقابل وعود بأموال وجنسيات روسية، وفقاً لشبكة "سي أن أن" الأميركية.
ونقلت الشبكة عن والدة أحد الشباب الذين تم تجنيدهم قولها إن جهات تجنيد غامضة عبر الإنترنت وعدت العديد من الرجال في كوبا بالمال والجنسية الروسية مقابل المشاركة في أعمال الحرب، مستغلين فقر وعوز هؤلاء الشباب.
كما كشفت السيدة أن ابنها رأى منشورا على فيسبوك يبحث عن كوبيين للعمل كطهاة وعمال بناء في روسيا، ثم تواصلت امرأتان معه عبر تطبيق واتساب.
وفي غضون أسبوع وقع ابنها عقدا للعمل على إصلاح البنية التحتية التي دمرتها الحرب، وتم إسال تذاكر الطيران له إلى موسكو.
الحنين للوطن يدفع الهاربين من التجنيد الإجباري للعودة إلى روسيا "على الخطوط الأمامية للحرب ضد أوكرانيا"وسافر الشاب في يوليو/تموز إلى روسيا، ليفاجأ بأنه سيقف على الخطوط الأمامية للحرب ضد أوكرانيا، مؤكداً لوالدته أنه رأى عشرات على الطائرة من الشباب الآخرين في سن الخدمة العسكرية الذين تم تجنيدهم، بما في ذلك اثنان من أبناء عمومته البعيدين.
وقالت والدة المجند إن الأوضاع الاقتصادية السيئة في كوبا هي التي دفعت الشباب لسلوك هذا الطريق.
كما أوضحت "سي أن أن" أن التدهور الاقتصادي في كوبا المتمثل في الانخفاض الحاد في السياحة، وارتفاع التضخم، وتجدد العقوبات الأميركية، وانقطاع التيار الكهربائي بالساعات، جميعها عوامل تقف وراء انضمام الشباب الكوبي لروسيا.
ولفتت إلى أن ابنها في البداية أرسل لها أموالا، لكن بعد فترة قصيرة من وجوده على الجبهة أخبرها أنه يريد العودة بسبب الأهوال والضحايا والمخاطر التي رآها في الحرب.
مقاتلون من نوع آخر بالصفوف الأمامية على الجبهات بين روسيا وأوكرانيا "مرتزقة"؟!يشار إلى أن التقرير كان شدد على أن وضع هؤلاء المجندين الكوبيين بات معقدا حاليا، خاصة بعد إعلان المسؤولين الكوبيين، في سبتمبر الجاري، أنهم سيعاملون مواطنيهم الذين يقاتلون من أجل روسيا كمرتزقة غير شرعيين، وسيعاملون القائمين على التجنيد على الإنترنت كمتاجرين بالبشر.
بدورها، أعلنت الحكومة الكوبية أوائل الشهر الجاري أنها حددت "شبكة اتجار روسية"، تهدف إلى تجنيد كوبيين للمشاركة في عمليات عسكرية بأوكرانيا، لافتة إلى أنها باشرت ملاحقات جنائية في حق الأشخاص المعنيين.
ولا تعتبر كوبا الدولة الوحيدة التي سعت روسيا لتجنيد شبابها، بل سبقتها جارتها كازاخستان، إذ أشار تقرير لوكالة "رويترز"، في أغسطس الماضي، لانتشار إعلانات على شاشات مستخدمي الإنترنت في كازاخستان تعرض مبلغا يزيد عن 5000 دولار تُدفع فورا مقابل الانضمام إلى الجيش الروسي.
كذلك كشف تقييما لوزارة الدفاع البريطانية، في سبتمبر الجاري، أن روسيا تناشد "متطوعين من دول مجاورة" لدعم قواتها في أوكرانيا، بعد خسائر فادحة "تكبدها الطرفان" في ساحة المعركة.
وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، مرسوما يقضي بمنح جنسية الدولة للأجانب الذين يتطوعون للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا، وفي الوقت ذاته يفرض عقوبات مشددة على أي عسكري يرفض الالتحاق بالحرب أو يفر من الميدان.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News كوبا أوكرانيا روسياالمصدر: العربية
كلمات دلالية: كوبا أوكرانيا روسيا فی کوبا
إقرأ أيضاً:
ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد في الفترة ما بين 2019 وحتى 2023.
خلال تلك الفترة لم يكن هناك سرير واحد فارغ في مراكز علاج الإدمان أو المستشفيات النفسية في السودان. الوضع كان مأساويًا، والاكتظاظ كان واضحًا في كل مكان.
بحسب إحصائية رسمية، بلغ عدد حالات الإدمان التي تم استقبالها في مراكز العلاج خلال عام 2022 فقط حوالي 13,000 حالة — وهو رقم مفزع بكل المقاييس.
لكن الأخطر من الأرقام هو الفئات المستهدفة: شباب في مقتبل العمر ونساء، تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 24 سنة، أي قلب المجتمع ومستقبله.
وللأسف، لم يتوقف الاستهداف عند عامة الناس فقط، بل وصل إلى شخصيات عامة ونجوم مجتمع. كثير منهم تم استدراجهم إلى عالم التعاطي، وتحولوا إلى مدمنين، حتى أصبح عددهم ملفتًا للنظر.
أما أخطر أنواع المخدرات المستخدمة فكان الآيس كريستال، المعروف بتأثيره السريع وسهولة تعاطيه. ورغم غلاء سعره عالميًا، إلا أنه كان يُباع في السودان بأسعار زهيدة مقارنة بباقي المواد، ما جعله في متناول يد الكثير من الشباب.
ما هو أدهى وأمرّ، أن هناك شبكات منظّمة كانت تقوم بتزويد بعض الشباب بهذا المخدر مجانًا في البداية، مقابل أن يقوموا باستدراج أقرانهم وتعريفهم عليه، ليدخلوا في دوامة الإدمان. كانت تلك متوالية مدمّرة ومدروسة بعناية، وليست مجرد عشوائية.
ومن خلال مشاهداتي الشخصية، فإن الغالبية العظمى من الموجودين في مراكز العلاج والمستشفيات النفسية كانوا من أقاليم معيّنة، ما يفتح بابًا للتساؤلات حول وجود استهداف ممنهج ومقصود لمجتمعات بعينها.
..
بعد نشوب الحرب لم يتوقف ذلك بل زاد الاتجار و التوسع وسط الفوضي و الفراغ وانشغال السلطات بالمواجهات المحتدمة مع الجنجويد..
وبالتاكيد زادت النسب وزادت كمية المتعاطين للمخدرات في البلاد..
لابد من الالتفات لهذا الملف المهم و الخطير عاجلا لما يترتب عليه من اثار مدمرة للمجتمع في حاضرنا و في المستقبل القريب.
عبدالله عمسيب
إنضم لقناة النيلين على واتساب