السعودية تتحول لاتفاق الضمانات النووية الشاملة.. هل تحاول تهدئة العالم بعد تصريحات ولي العهد؟
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
طالب سايمون هندرسون، زميل "بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، الولايات المتحدة وشركائها بالاستمرار في "طرح الأسئلة الصعبة حول النوايا النووية للمملكة"، حتى بعد أن أعلنت الرياض، قبل أيام، التحول إلى "اتفاق الضمانات الشاملة"، والذي يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش نووية أكثر صرامة في المملكة.
ويرى هندرسون، في تحليل نشره المعهد، أن التصريحات الرسمية التي أطلقها وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان في الاجتماع الأخير "للوكالة الدولية للطاقة الذرية" تعد تنازلاً فعلياً عن موقف السعودية التفاوضي بشأن التطبيع مع إسرائيل، بعدما أبدت تل أبيب وواشنطن انزعاجهما من تصريحات ولي العهد السعودي الأخيرة حول سعي المملكة لامتلاك سلاح نووي، حال امتلكته إيران.
وبالإضافة لتصريحات الأمير محمد بن سلمان، جاء إصرار السعودية على السماح لها بتخصيب اليورانيوم ليضيف قلقا جديدا.
اقرأ أيضاً
صحيفة: السعودية توافق على زيادة رقابة وكالة الطاقة الذرية على أنشطتها النووية
ومن المعروف أن التخصيب بمستوى منخفض ينتج وقوداً مناسباً لمحطات الطاقة المدنية، ولكن يمكن استخدام مستويات أعلى من التخصيب لصنع قنبلة نووية.
اتفاق الضمانات الشاملةويحد "بروتوكول الكميات الصغيرة" الحالي الذي تطبقه الرياض بشكل كبير من وصول "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" إلى برنامجها النووي، ولم يعد هذا الترتيب مناسباً منذ فترة طويلة نظراً للأنشطة الحالية للمملكة ونواياها المعلنة.
وتعرّف "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" اتفاق الضمانات الشاملة على أنه يمنح الوكالة "الحق والالتزام بتطبيق الضمانات على جميع المواد المصدرية أو المواد الانشطارية الخاصة المستخدمة في جميع الأنشطة النووية السلمية التي تُباشر داخل أراضي الدولة أو تحت ولايتها أو التي يتم تنفيذها تحت سيطرتها في أي مكان، وذلك حصراً من أجل التحقق من عدم تحويل هذه المواد إلى أسلحة نووية أو أجهزة متفجرة نووية أخرى".
بالإضافة إلى ذلك، وكما تُظهر الخلافات المستمرة حول التزامات إيران النووية، تفسّر "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" "القانون 3.1" على النحو التالي: "حالما تتبنى السعودية اتفاق ضمانات شاملة، سيتعين عليها تزويد الوكالة بمجموعة واسعة من المعلومات وحقوق التفتيش (على سبيل المثال، الوصول إلى جميع المباني في أي موقع ستتواجد فيه مواد نووية، بغض النظر عن الاستخدام المحدد لكل مبنى)".
اقرأ أيضاً
السعودية تعلن اعتزامها بناء أول محطة نووية مدنية
وفي المقابل، ادعت إيران أن مثل هذه المعلومات لا ينبغي تقديمها إلا من قبل الدول التي توافق على "البروتوكول الإضافي" للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يفرض التزامات إضافية بشأن إعداد التقارير وعمليات التفتيش.
وتستطيع السعودية توضيح جوانب هذه المسألة بسهولة وتجنب مثل هذه النزاعات إذا حذت حذو معظم الدول الأعضاء الأخرى في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقبلت باتفاق ضمانات و"البروتوكول الإضافي"، كما يقول سايمون هندرسون.
المفاعل النووي السعوديوتتجلى التداعيات العملية لهذه القضايا من خلال المفاعل النووي للأبحاث المتوقع أن يبدأ عملياته في السعودية عما قريب.
ووفقاً لتفسير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتعين على المملكة تقديم خططها لجميع المنشآت في هذا الموقع النووي بالقرب من العاصمة والسماح بتفتيشها حتى لو لم توقع على "البروتوكول الإضافي"، كما هو موضح في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في أغسطس/آب 2020.
اقرأ أيضاً
السعودية تضع علمها في لوحة دول مبادرة وكالة الطاقة الذرية
وتشير تقارير مثيرة للقلق إلى أن المملكة كانت "الزبون الرابع" (بعد ليبيا وإيران وكوريا الشمالية) لخبير الانتشار النووي الباكستاني الراحل، عبدالقدير خان.
وعلى الرغم من أن خان فقد نفوذه على الأنشطة النووية لبلاده منذ عام 2003، إلا أن محمد بن سلمان التقى بقادة في الجيش وغيرهم من كبار المسؤولين خلال زيارته التاريخية إلى إسلام آباد عام 2019، بينما سافر الرجل القوي - القائد - العسكري الباكستاني والزعيم النووي الفعلي، الجنرال عاصم منير، إلى المملكة لعقد محادثات سرية دامت عدة أيام في يناير/كانون الثاني من هذا العام.
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: نووي السعودية البرنامج النووي السعودي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوکالة الدولیة للطاقة الذریة
إقرأ أيضاً:
السعودية تمنح جنسيتها لمؤسس أوبر ورئيس البحر الأحمر الدولية.. اعتنقا الإسلام
منحت السعودية الجنسية لرائد الأعمال الأمريكي ترافيس كالانيك، والرئيس التنفيذي لمجموعة البحر الأحمر الدولية جون باغانو، لينضما إلى قائمة نخبة العلماء، والمُبتكرين، والخبراء، وأصحاب التخصصات النادرة، ورواد الأعمال الذي حصلوا على الجنسية السعودية.
رسمياً ..
صدور الموافقة السامية على منح الجنسية السعودية لـ " ترافيس كالانيك " الشريك المؤسس لـ«أوبر» .. و " جون باغانو " الرئيس التنفيذي لـ«البحر الأحمر الدولية» .. و (اللذان اعتنقا الإسلام مؤخراً)، ويملكان مسيرة مهنية ناجحة في تأسيس الشركات التقنية والناشئة وتطوير القطاعات… pic.twitter.com/ZtPY3XQHYo — خبر عاجل (@AJELNEWS24) October 9, 2025
ويأتي ذلك في إطار اهتمام المملكة بنخبة العلماء، والباحثين، ورواد الأعمال، تماشياً مع توجهات "رؤية 2030"، الهادفة إلى تعزيز البيئة الجاذبة لتمكين استثمار الكفاءات البشرية، واستقطاب المميزين والمبدعين، لما يشكلونه من قيمة مُضافة للاقتصاد السعودي الذي يضع نصب عينيه تطوير القطاعات الواعدة، ورفع نسبة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي. وأشارت مصادر صحفية سعودية إلى أن ترافيس وباغانو اعتنقا الإسلام مؤخراً ويتمتعان بمسيرة مهنية ناجحة في تأسيس الشركات التقنية والناشئة وتطوير القطاعات السياحية الواعدة
ترافيس كالانيك - المدير التنفيذي لشركة "كلاود كيتشنز"
ويُعد ترافيس كالانيك من أبرز رواد الأعمال الذين خاضوا غمار تأسيس الشركات الناشئة، ويمتلك خبرة عملية تمتد لأكثر من 26 عاماً في هذا المجال، وهو الشريك المؤسس والمُدير التنفيذي السابق لشركة "أوبر" التي تُقدر قيمتها السوقية بـ150 مليار دولار مُنذ إنشاءها حتى عام 2017.
ويشغل ترافيس كالانيك حالياً منصب المدير التنفيذي لشركة "كلاود كيتشنز" CloudKitchens الرائدة في المطابخ السحابية المُخصصة للتوصيل في أكثر من 400 موقع عالمي، ومنها عملياتها في الشرق الأوسط تحت اسم "كتشن بارك" في "السعودية، والكويت، والإمارات".
وقاد ترافيس صفقة ناجحة لاستقطاب مستثمرين للضخ في الشركة بما يُقدر بحوالي 1.25 مليار دولار؛ مما عزز من توسعها السريع، إضافة إلى تأسيسه صندوقاً استثمارياً أُطلق عليه اسم "صندوق 10100" بهدف الاستثمار في قطاعات العقارات، والتجارة الإلكترونية، والابتكارات الناشئة في الصين، والهند.
جون باغانو - الرئيس التنفيذي لمجموعة البحر الأحمر الدولية
أما الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة البحر الأحمر الدولية، فيمتلك خبرة تمتد لـ 40 عاماً، وتولى عام 2006 منصب رئيس شركة "باها مار"، وهي شركة تطوير منتجعات فاخرة ومجمعات سكنية في جزر البهاما، كما أشرف على تطوير منتجع "باها مار" بقيمة 3.6 مليار دولار أميركي، ويقود حالياً مشروعي البحر الأحمر وأمالا، وذلك بعد اندماج الشركتين في عام 2022.
كما تم تصنيف باغانو في قائمة فوربس الشرق الأوسط لـ"قادة السفر والسياحة" لعام 2024، لدوره المحوري في قطاع السياحة الدولي الناشئ في المملكة.