الجزيرة:
2025-05-24@19:18:44 GMT

حراك السويداء.. إحياء للثورة؟ أم زوبعة في فنجان؟

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

حراك السويداء.. إحياء للثورة؟ أم زوبعة في فنجان؟

يقول المفكر السياسي السوري ماهر شرف الدين إن أهالي الجنوب السوري أعادوا للثورة على نظام بشار الأسد كما بدأوها عام 2011، فيما يقول محمود الأفندي، الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية السورية (مؤيدة للنظام)، إنه ما يحدث في مدينة السويداء ليس إلا زوبعة في فنجان يسعى محركوها للانفصال على سوريا وليس للإطاحة بنظامها السياسي.

فبعد سنوات الصمت التي تلت استعادة الأسد وقواته السيطرة على غالبية الأراضي السورية بدعم إيراني روسي، باغته أهالي السويداء (الدروز) عندما خرجوا قبل شهر ونصف ليحطموا تمثال الأسد الأب ورموز نظام البعث ويدوسوها بأحذيتهم، ويعيدون المطالبة برحيل الأسد الابن.

ولم يقف الأمر عند حد إحياء الحراك الثوري وحسب، لكنه اتخذ مسارا سياسيا ملفتا عندما تحول الزعيم الروحي للموحدين الدروز بسوريا الشيخ حكمت الهجري اتصالات هاتفية من مسؤولين أميركيين، من بينهم السيناتور فرينش هيل النائب عن الحزب الجمهوري وممثل مجلس النواب بالأمم المتحدة

كما تلقى الهجري اتصالا هاتفيا من كل من النائب الجمهوري جو ويلسون، والنائب الديمقراطي برندن بويل الذي يعد مع هيل عرّابي قانون "الكبتاغون" الذي أصدره الرئيس بايدن في وقت سابق ويختص بـ"إتجار حكومة الأسد بالمخدرات".

ومع تزايد الزخم السياسي والشعبي في السويداء، والذي قالت المؤسسة البحثية الأميركية "المجلس الأطلسي" إنه سيتواصل حتى تغيير النظام السوري، ذهب ماهر شرف الدين لوصف هذه التظاهرات بأنها موجة ثانية من أمواج الثورة السورية التي لن تتوقف إلا برحيل الأسد.

خلال مشاركته في حلقة (3/10/2023) من برنامج "الاتجاه المعاكس"، قال شرف الدين إن أهم ما فعله حراك الأقلية الدرزية في السويداء أنه أسقط ورقة حماية الأقليات التي تستر النظام خلفها لسنوات، وهو ما وضع الأسد في حالة ارتباك لأنه لا يمكنه الحديث عن إسلام سياسي أو عن إخوان مسلمين في هذه المنطقة.

وفي حين يهون مؤيدو النظام السوري كثيرا من هذا الحراك الجديد ويصمونه بالعمالة وبالنزعة الانفصالية الطائفية، فإن شرف الدين يجزم بأن ما فعله أهل السويداء أثبت للجميع في الداخل والخارج بأن الشعب السوري لن يستكين قبل تحقيق مطالبه التي تتمور حول إسقاط "الطغمة الحاكمة"، وفق تعبيره.

زوبعة في فنجان

على الجهة الأخرى، يرى الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية السورية محمود الأفندي بأن ما شهدته السويداء حراك انفصالي وليس ثوريا ولا يعدو كونه "زوبعة في فنجان"، حسب وصفه.

إلى جانب ذلك، فإن الأفندي يقول إن ما جرى لم يكن حراكا بالمعنى الحقيقي لأنه استمر يومين تحت شعارات انفصالية درزية ثم ما لبث أن تراجع بعدما لم يجد له صدى في الداخل أو في الخارج.

ومن وجهة الأفندي، فإن ساحة الكرامة التي كانت مركز الاحتجاجات، لا تتسع لأكثر من ألفي شخصي وهو عدد لا يمثل السوريين ولا حتى أهل السويداء أنفسهم، كما يقول.

وكما تلقفت أدوات النظام السوري الإعلامية الاتصالات الغربية بالهجري كدليل على أن مؤامرة خارجية تحاك ضد سوريا عبر السويداء، فقد ذهب الأفندي أيضا للحديث عن مؤامرة يديرها بعض المتعاونين مع إسرائيل من دروز المدينة.

ليس هذا وحسب، فقد وصل الأمر إلى حد منع رفع أي علم آخر في التظاهرات غير علم الدروز، إضافة لشعارات 2011 المطالبة بإسقاط النظام، وهي شعارات لم تعد مقبولة دوليا ولا إقليميا في ظل التغيرات السياسية الأخيرة، كما يقول الأفندي.

والأهم من كل هذا -من وجهة نظر الأفندي- أن حراك السويداء "ولد ميتا"؛ لأنه لو كان ثورة لما سافر بشار الأسد إلى الصين ولما تخلت عنه دمشق وغيرها من مدن سوريا "التي رفضت الانسياق وراء دعوات الانفصال والطائفية".

لكن شرف الدين رد على هذه المزاعم بأن المتظاهرين في ساحة الكرامة كانوا آلافا إضافة إلى تظاهرات القرى والبلدات والأخرى، وقال إن خروج جزء من الشعب يمثل الشعب وأنه ليس مطلوبا من الجميع الخروج في الشوارع لكي يعترف النظام بأنه مرفوض.

وفيما يتعلق بالحديث عن منحى الحراك الانفصالي، قال شرف الدين إن النظام دأب على إطلاق هذه التوصيفات على كل مطالب برحيله، فهو يصف المسلمين السنّة بأنهم إرهابيين ويصف الدروز بأنهم انفصاليين، وهكذا.

وعن عدم انخراط مدن أخرى في الحراك، قال شرف الدين إن بعض دول الإقليم التي تحاول مساعدة الأسد تواصلت وما تزال تتواصل مع شيوخ وزعماء قبائل في العديد من المناطق لإثنائهم عن المشاركة في الحراك وإقناعهم بأن ما يجري مؤامرة خارجية ومقدمة لانفصال الدروز.

غير أن السويداء – يضيف شرف الدين- التي كانت منطلقا لإعادة تحرير سوريا في عشرينيات القرن الماضي ستكون أيضا منطلقا لإعادة توحيدها الآن، وكما كان الجنوب (مدينة درعا) منطلقا للثورة قبل 12 عاما، فإنه هو من سينهيها من السويداء، لأن كل ثورات سوريا تاريخيا بدأت من جبل العرب (الجنوب) وانتهت فيه، وهو ما سيحدث مع الأسد، حسب تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: زوبعة فی فنجان

إقرأ أيضاً:

استكمالا للثورة.. تظاهرات في طرابلس تطالب بإسقاط جميع الأجسام السياسية في ليبيا

احتشد آلاف الليبيين في ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس في مظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط كافة الأجسام السياسية في البلاد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عبر حكومة تصريف أعمال.

وردد المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط حكومة عبد الحميد الدبيبة الحاكمة في الغرب الليبي كما نادوا بإنهاء ظاهرة المليشيات واستعادة مؤسسات الدولة والمضي قدما بعملية سياسية تضمن لليبيين حرية اختيار من يحكمهم.



واتجه المتظاهرون الجمعة، من مدن عدة غربي البلاد نحو ميدان الشهداء وسط طرابلس، للمطالبة بإسقاط الدبيبة وباقي الأجسام السياسية من السلطة، في "جمعة الخلاص" التي دعي لها منذ أيام.

وقال ناشطو الحراك، إن "هذه الجمعة هي جمعة الحسم لإسقاط حكومة الدبيبة، وحكومة حماد، والبرلمان، والمجلس الأعلى للدولة".

وشهدت طرابلس انتشارا أمنيا كثيفا منذ مساء الخميس، حيث قالت وزارة الداخلية إن الإدارة العامة للدعم المركزي تواصل جهودها لتأمين العاصمة طرابلس، عبر تكثيف الدوريات، وتعزيز الانتشار الأمني في مختلف المناطق.

مطالب الحراك
وطالب بيان للمتظاهرين بإسقاط حكومتي الدبيبة وحماد ومجلسي النواب والدولة، وإمهال المجلس الرئاسي 24 ساعة للخروج بقرار يتولى بموجبه مهمة إنجاز الدستور وإجراء انتخابات عامة في البلاد.

وأكد المتظاهرون رفضهم للانقسام السياسي المستمر منذ 10 سنوات وسيطرة الأجسام السياسية على مقدرات البلاد.

كما هدد المتظاهرون بالتصعيد واللجوء إلى العصيان المدني في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، مؤكدين أن حراكهم سلمي ضد جميع سلطات الأمر الواقع شرق البلاد وغربها.



"استكمالا للثورة"
وقال الدبلوماسي الليبي سالم جموم لـ "عربي21"، إن الحراك يهدف لوضع لحالة التشرذم التي تعانيها ليبيا واقتلاع كل الاجسام السياسية التي تدعي الشرعية ولا شرعية لها.

وأضاف، أن هدف الحراك توحيد ليبيا تحت مظلة حكومة وطنية واحدة من خلال دستور وانتخابات برلمانية ورئاسية تضمن لليبيين حرية الاختيار وتحقق التداول السلمي للسلطة وجمع شمل كل الليبيين.

وأشار جموم، إلى أن حكومة الدبيبة والأجسام السياسية الأخرى فقدت شرعيتها حتى صارت البلاد تحكم بحكم الأمر الواقع بعيدا عن إرادة الشعب الطامح للتغيير والعيش بكرامة ودولة عدالة ومؤسسات.

وأكد أن الحراك يعد استكمالا لثورة فبراير لينهي ما تبقى من حكم والفرد الواحد حيث يمثل جميع أطياف الشعب الليبي بلا استثناء ولا يستهدف منطقة او تيار بعينه، ولهذا كان الشعار واحد ليبيا واحة للجميع وبالجميع، يحكها الليبيون بأنفسهم عبر صناديق الاقتراع لا صناديق الذخيرة.

حراك سياسي
وفي ظل الدعوات للمجلس الرئاسي الليبي لعزل الحكومة واستلام زمام الأمور، قال رئيس المجلس محمد المنفي، إن القيادة السياسية والعسكرية تتحرك بخطى ثابتة لضبط الأوضاع وفرض سلطة الدولة، مؤكدا على أن "لغة السلاح لن تكون وسيلة لحل الخلافات، وأن الطريق نحو الاستقرار يمر عبر طاولة الحوار، لا ميادين القتال".

في ذات الوقت، أكد عضوا المجلس الرئاسي عبدالله اللافي وموسى الكوني يعلنان في بيان مشترك دعمهما للمظاهرات الجمعة كحق دستوري للشعب وتأكيد ووقوفهما معه في مطالبه المشروعة.

وقال البيان، "تابعنا باهتمام بالغ تصاعد الدعوات لتنظيم مظاهرات سلمية في مختلف المناطق، وهو حقٌّ لكل مواطن دون خوف أو ترهيب".

كما دعا "المواطنين للتظاهر بروح وطنية مسؤولة تحافظ على السلمية والممتلكات العامة والخاصة"، محملا الأجهزة الأمنية كامل المسؤولية في تأمين المظاهرات والمشاركين فيها.

كما أهال "بالمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان متابعة هذه التطورات ودعم تطلعات الشعب الليبي نحو التغيير"، مبينا أن "احترام حقوق الشعب وحرياته هو الطريق الأمثل لتحقيق العدالة التي ينشدها شعبنا".

مواقف دولية
وفي ظل الاحتقان السياسي الذي تعانيه البلاد، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هانا تيتيه، إن "ليبيا ليست مستعدة لتنظيم انتخابات، لكننا نقود عملية سياسية للتوافق للسماح بتنظيم الانتخابات"، مشددة على ضرورة إجراء عملية تشاورية بشان العملية السياسية.

وقالت تيتيه في مقابلة تلفزيونية، إن "ليبيا ليست مستعدة لتنظيم انتخابات غداً، لكن الفكرة من وراء العملية السياسية هي بناء التوافق وضمان وجود الآليات الضرورية"، مؤكدة أن المقترحات التي أعدتها اللجنة الاستشارية التي شكلتها البعثة "تتعلق بالانتخابات".

وأضافت أن "هناك أربعة خيارات متاحة، الأول هو انتخابات رئاسية وبرلمانية، الثاني هو انتخابات برلمانية يمكن بعدها لأعضاء البرلمان صياغة دستور جديد. الثالث هو التركيز على صياغة الدستور قبل إجراء الانتخابات"، مشيرة إلى أنه «إذا لم يقبل الشعب بأي من هذه الخيارات، يمكن اللجوء إلى المادة 46 من الدستور وبدء حوار ليبي جديد» في إشارة إلى مخرجات اللجنة الاستشارية.

بداية تظاهرات الجمعة بميدان الشهداء في طرابلس بهتفات لاشرقية لا غريبة#المنشر_الاخباري #طرابلس #ليبيا pic.twitter.com/dKIAwyI1ZA — Elmanshar | المنشر (@El_manshar) May 23, 2025

من جانبه، شدد سفير الاتحاد الأوروبي خلال لقائه السلطة الأمنية بطرابلس على رفض العنف، قائلا، "نرفض رفضاً قاطعاً أي استخدام للقوة، مشيراً إلى أن وزير الداخلية عماد الطرابلسي "جدد التزامه بالحفاظ على الهدوء في طرابلس".

وأكد السفير، "دعم الاتحاد الأوروبي للجهود السلمية الرامية إلى توحيد المؤسسات الأمنية الليبية تحت سلطة الدولة الشرعية، وسيادة القانون من خلال الحوار، وبدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا".

حراك متواصل
والجمعة الماضية قُتل متظاهر وعنصر أمن خلال صدامات قرب مقر الحكومة الليبية في طرابلس على خلفية تظاهرات طالبت برحيل حكومة الدبيبة.

وحمل المتظاهرون حينها المسؤولية للحكومة وفشلها في حماية المدنيين، وانحيازها لأطراف وجماعات مسلحة بعينها.

وعقب التظاهرات أعلن ستة وزراء ونواب وزراء من حكومة الدبيبة استقالتهم، فيما رفض الأخير الاستقالة مؤكدا أن حكومته تحاول فرض سلطة الدولة وإنهاء سيطرة المليشيات.

وشهدت العاصمة طرابلس اشتباكات دامت أياما بين تشكيلات مسلحة عقب مقتل قائد "جهاز دعم الاستقرار" عبد الغني الككلي خلال اجتماع أمني.

ودخلت ليبيا على مدار الأيام الماضية، في حالة من التوتر الأمني والحشد العسكري المتبادل بين الجماعات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس ومدن أخرى في غرب ليبيا، بسبب "صراعات على النفوذ والسلطة والسيطرة على المؤسسات الحكومية.

مقالات مشابهة

  • سوريا ما بعد الأسد.. إزالة رموز النظام السابق وبناء هوية وطنية جديدة
  • الداخلية السورية : 8 ملايين شخص كانوا مطلوبين من نظام الأسد
  • سري الدين يعلن موافقته مبدئيا على مشروع تعديل قانون مجلس الشيوخ
  • الاستثناء السوري عربيا
  • محافظ السويداء يرفع استقالته للرئيس السوري بعد احتجازه على يد مسلحين
  • د. الأفندي: خطط مستقبلية لطرح برامج جديدة بـ «الدوحة للدراسات»
  • استكمالا للثورة.. تظاهرات في طرابلس تطالب بإسقاط جميع الأجسام السياسية في ليبيا
  • مخلفات الأسد.. مقتل 3 من عناصر الدفاع المدني السوري في ريف حماة
  • وزير الثقافة خلال لقاء مع الفنان السوري العالمي جهاد عبدو: نعمل على إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بالسينما
  • في إطار الجهود المبذولة لإزالة الألغام التي زرعها النظام البائد.. وزارة الدفاع ترسل كاسحات ألغام إلى دير الزور