أدى نحو 50 ألف فلسطيني صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب البلدة القديمة ومداخلها في القدس المحتلة.

 

مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى (شاهد) مرصد الأزهر: أكثر من 4000 مستوطن يقتحمون الأقصى خلال سبتمبر الماضي

واكتظت ساحات المسجد وباحاته بآلاف المصلين، الذين قدموا من محافظات الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ومن داخل أراضي عام الـ 48.


وانتشرت قوات الاحتلال في شوارع المدينة ومحيط المسجد الأقصى، وتمركزت عند بواباته، وأوقفت المصلين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، وأعاقت دخول العديد منهم إلى المسجد.

وفي وقت سابق، سجل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره الشهري اقتحام أكثر من 4,000 مستوطن للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر سبتمبر الماضي، تحت حماية شرطة الاحتلال الصهيوني، ما يشير إلى زيادة نوعية في عدد الانتهاكات والمقتحمين.

وأكد المرصد أن ارتفاع أعداد المُقتحمين، وأداء الطقوس النوعية خلال سبتمبر، يعود إلى تزامنه مع عدد من الأعياد الصهيونية الرئيسية؛ والتي جاء أولها رأس السنة العبرية، ثم تبعه ما يُطلق عليه "عيد الغفران – يوم هكيبوريم"، وفي نهاية الشهر بدأ ما يُعرف بعيد "العُرش – سوكوت"، والذي يستمر حتى 7 أكتوبر الجاري، ويتوقع أن تشهد هذه الأيام طفرة كبيرة في أعداد المُقتحمين المتطرفين مثلما يحدث كل عام؛ لمركزية هذا العيد، وسَعْي المستوطنين إلى إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى.

وعن نشاط المنظمات المتطرفة خلال هذا العيد، أعلنت مدرسة "الهيكل الدينية" عن إقامة صلاة داخل الأقصى هدفها الدعاء لتطهير الهيكل، ويقصدون بهذا الدعاء إزالة المسجد المبارك من الوجود؛ حتى يتسنى لهم إقامة الهيكل. فيما تعهدت منظمة "جبل المعبد في أيدينا – بيادينو" بتحقيق أرقام قياسية في أعداد المستوطنين هذا العام، حيث وفرت وسائل مواصلات من مناطق مختلفة لتيسير وصول المقتحمين، وأعلنت تواجد عدد من الشخصيات والحاخامات الكبار على رأس مجموعات المقتحمين، أمثال "يتسحاق شيمون شيتز"، أول جندي صهيوني اقتحم الأقصى عند احتلاله عام 1967م، والناشط الإعلامي "أرنون سيجال"، وزعيم حزب الهوية المتطرف ونائب رئيس الكنيست الصهيوني "موشيه فيجلين"، والمستشرق الصهيوني "موردخاى كيدر".

وكان موقع "هار هبيت حدشوت" قد أجرى استطلاعًا للرأي لمعرفة مطالب المستوطنين لتسهيل الاقتحامات، خاصة بعدما سجل العام العبري المنصرم -الذي انتهى في مطلع سبتمبر- اقتحام أكثر من 42 ألف مستوطن؛ كثاني أكبر الأعوام تسجيًلا للمقتحمين منذ احتلال شرقي القدس.

وأشار المرصد في تقريره إلى دور سلطات الاحتلال التي كثفت من أعمالها القمعية ضد رواد الأقصى المبارك، ومارست سياستها المعهودة الساعية إلى تعبيد الطرق أمام اقتحامات المستوطنين، ومن ذلك إخراج المرابطين من الأقصى أثناء الاحتفال برأس السنة العبرية، وفرض الإغلاق الشامل على المناطق الفلسطينية، وتسهيل اقتحام 426 مستوطنًا للأقصى، ونحو 670 مستوطنًا في عيد الغفران؛ بزيادة بلغت 34% مقارنة بالعام الماضي، وبأكثر من 72% من العام قبل الماضي. وإصدار 36 قرارًا بالإبعاد بحق مواطنين فلسطينيين، معظمهم من مدينة القدس المحتلة، واستدعاء الكثير منهم للتحقيقات.

هذا وحذر المرصد من الطقوس النوعية التي يقوم بأدائها المستوطنون خلال احتفالاتهم، فخلال الشهر الماضي تم النفخ بالبوق للسنة الثالثة على التوالي، حيث نُفخ مرتين قرب باب الرحمة، وبشكل أطول من السنوات السابقة؛ إذ يرمز هذا الطقس –في فكر منظمات الهيكل- إلى الإعلان عن بدء الزمان اليهودي في الأقصى وانتهاء الزمن الإسلامي به، وإشارة إلى المُضي في حلم الإحلال الصهيوني الذي يهدف إلى تحويل الأقصى بكامل مساحته إلى هيكل، إضافة إلى ارتداء عدد من المستوطنين لباس التوبة الأبيض، وارتفاع صوت المستوطنين بالغناء والرقص أمام بابي القطانين والملك فيصل. 

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأقصى فلسطين صلاة الجمعة الاحتلال الإسرائيلى المسجد الأقصى

إقرأ أيضاً:

مستوطن إسرائيلي يقتل ناشطًا فلسطينيًا شارك في فيلم لا أرض أخرى الحائز على جائزة الأوسكار

قتل مستوطن إسرائيلي، كان الرئيس دونالد ترامب قد رفعه من قائمة العقوبات الأمريكية في يناير/كانون الثاني، صحفيًا فلسطينيًا وناشطًا ساعد في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار. اعلان

نعت وزارة التربية الفلسطينية الناشط والمدرس عودة محمد الهذالين، الذي شارك في إنتاج الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار "لا أرض أخرى"، وقالت إنه قُتل برصاص مستوطنين يوم الاثنين، في حادث وصفته بأنه "اعتداء على قرية أم الخير" قرب الخليل جنوب الضفة الغربية.

ويحكي الفيلم، الذي شارك فيه الهذالين، وهو إنتاج فلسطيني إسرائيلي مشترك من إخراج باسل عدرا وحمدان بلال ويوفال أبراهام وراحيل زور، عن معاناة الفلسطينيين لمنع الجيش الإسرائيلي من هدم قراهم في مسافر يطا. وقد فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين الدولي العام الماضي وفي حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام.

وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن المستوطن ينون ليفي، الذي سبق أن فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في عهد الرئيس جو بايدن، كما فرضت عليه كندا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات، متورط في حادثة مقتل الشاب الفلسطيني.

ومع ذلك، تضاربت الروايات حول ملابسات الحادثة، إذ ذكر موقع "واي نت" أن ليفي كان في المنطقة لتنفيذ "أعمال بناء مرخصة" في حي جديد بالكرمل، قبل أن يُهاجمه "العشرات من مثيري الشغب من قرية أم الخير المجاورة" الذين ألقوا الحجارة عليه وعلى عدد من الإسرائيليين الآخرين، مما دفعه إلى "إطلاق النار عليهم لشعوره بأن حياته في خطر".

في المقابل، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية رواية مختلفة، حيث أفادت أن جرافة ليفي "تعدت على أرض خاصة" في أم الخير، وانتشر مقطع فيديو من موقع المواجهة يظهر ليفي وهو يحمل مسدسًا ويطلق النار في الهواء، مع وجود جرافة خلفه. كما أظهرت اللقطات مجموعة من الفلسطينيين يحاولون منع الجرافة من التقدم.

في البداية، أُصيب الناشط الفلسطيني بجروح، بالإضافة إلى فلسطينيين آخرين، ونُقل إلى مركز "سوروكا" الطبي في بئر السبع، حيث توفي متأثرًا بجراحه بعد ساعات، وفقًا لما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

Related "لا أرض أخرى".. عمل فلسطيني اسرائيلي عن الاستيطان يفوز بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقيبعد أن أسقطت اسمه من بيانها الأول.. أكاديمية الأوسكار تعتذر لمخرج "لا أرض أخرى"ترهيب ومعاناة يومية.. مسافر يطا تدفع ضريبة وثائقي "لا أرض أخرى" الفائز بالأوسكارالسلطات الإسرائيلية تُفرج عن مخرج فيلم "لا أرض أخرى" عقب احتجازه وتعرضه للضرب من قبل مستوطنين

وقد أكد كل من باسل عدرا ويوفال أبراهام الخبر، حيث شارك أبراهام مقطع الفيديو المذكور على موقع "إكس" ، وقال إن الهذالين كان "ناشطًا رائعًا ساعدنا في تصوير فيلم "لا أرض أخرى في مسافر يطا".

في المقابل، نعاه عدرا على وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا: "ذُبح صديقي العزيز عودة هذا المساء. كان يقف أمام المركز الجماهيري في قريته عندما أطلق مستوطن رصاصة اخترقت صدره وأودت بحياته. هكذا تمحونا إسرائيل - حياة واحدة تلو الأخرى".

باسل عدرا (يسارًا)، المخرج المشارك لفيلم "لا أرض أخرى"، مع عودة الهذالين. Basel Adra/X

بدورها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها "استجابت للحادثة" دون توجيه تهمة لليفي، وأشارت إلى أنها اعتقلت أربعة فلسطينيين وسائحين أجنبيين، وأضافت أنها تحقق في دور الهذالين في الاشتباكات التي أعقبت وفاته، كما طلبت إجراء تشريح للجثة، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس".

في أعقاب الحادث، أعربت مستوطنة الكرمل عن دعمها للمستوطنين، قائلة إنها "لن تقبل واقعًا يُعتدى فيه على يهودي، وبالتأكيد ليس على ممتلكات المستوطنة". وأضافت: "كان من الممكن أن ينتهي هذا الحادث بمقتل يهودي لو لم يدافع عن نفسه"، دون أن تشير إلى وفاة الهذالين.

وقد سبق أن فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على ليفي في عام 2024 بسبب هجماته العنيفة على الفلسطينيين. إلا أن إدارة ترامب رفعت العقوبات في وقت سابق من هذا العام.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • مستوطن إسرائيلي يقتل ناشطًا فلسطينيًا شارك في فيلم لا أرض أخرى الحائز على جائزة الأوسكار
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى
  • 141 مستوطنًا يقتحمون الأقصى وسط إجراءات مشددة
  • 594 ألف مستفيد من برامج «قاصدي المسجد الحرام» خلال شهر محرم الماضي
  • المئات يؤدون صلاة الجنازة على مدير أمن الوادي الجديد
  • 172 مستوطنًا يقتحمون باحات الأقصى
  • عشرات المستوطنين يدنسون باحات الأقصى بحماية شرطة العدو الصهيوني
  • مدة أسبوع قابلة للتجديد..العدو الإسرائيلي يقرر إبعاد مُفتي القدس عن الأقصى
  • عشرات المستوطنين يدنسون الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى بحراسة مشددة