مناضلة ضد اضطهاد المرأة في إيران.. الناشطة نرجس محمدي تفوز بنوبل للسلام
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
فازت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي المعتقلة منذ 2022، بجائزة نوبل للسلام لنضالها ضد اضطهاد المرأة في إيران.
وقالت رئيسة لجنة نوبل النرويجية، بيريت ريس أندرسن، التي أعلنت الجائزة في أوسلو الجمعة "إنها تناضل من أجل النساء ضد التمييز والقمع المنهجيين".
واعتقلت السلطات محمدي في نوفمبر الماضي، بعد أن حضرت حفل تأبين لضحية احتجاجات 2019 العنيفة.
ولمحمدي تاريخ طويل من السجن والأحكام القاسية والدعوات الدولية لمراجعة قضيتها.
وقبل سجنها، كانت محمدي نائبة رئيس مركز المدافعين عن حقوق الإنسان المحظور في إيران.
كما كانت محمدي مقربة من الإيرانية، شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والتي أسست المركز.
وفي التسعينيات من القرن الماضي، عندما كانت محمدي طالبة فيزياء شابة، كانت تنشط في الدفاع عن حقوق المرأة.
وبعد أن أنهت دراستها، عملت مهندسة وكاتبة عمود في العديد من الصحف الإصلاحية.
وعام 2003، انخرطت في مركز للمدافعين عن حقوق الإنسان في طهران، وفي عام 2011، ألقي القبض عليها للمرة الأولى وحُكم عليها بالسجن لسنوات عديدة بسبب جهودها في مساعدة النشطاء المسجونين وعائلاتهم.
وبعد مرور عامين، وبعد إطلاق سراحها بكفالة، انخرطت محمدي في حملة ضد استخدام عقوبة الإعدام، وأدى نشاطها هذا إلى إعادة اعتقالها عام 2015، والحكم عليها بالسجن لسنوات إضافية.
وعند عودتها إلى السجن، بدأت في معارضة استخدام النظام المنهجي للتعذيب والعنف الجنسي ضد السجناء السياسيين، وخاصة النساء، الذي يمارس في السجون الإيرانية، وفقا للموقع الرسمي لجائزة "نوبل".
وعام 2018، حصلت محمدي، وهي مهندسة، على جائزة أندريه ساخاروف، قبل أن يصدر بحقها حكما بالسجن 8 سنوات و70 جلدة عام 2022 إثر محكمة استغرقت 5 دقائق فقط.
شجاعة وتصميم
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، إن منح الجائزة لمحمدي يسلط الضوء على شجاعة وتصميم المرأة الإيرانية.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية، إليزابيث ثروسيل، "لقد رأينا شجاعتهن وتصميمهن على مواجهة الأعمال الانتقامية والترهيب والعنف والاعتقال".
وأضافت "لقد تعرضن للمضايقة بسبب ما يمكنهن ارتداؤه وما لا يمكنهم ارتداؤه. هناك إجراءات قانونية واجتماعية واقتصادية صارمة بشكل متزايد ضدهن. هذا حقا أمر يسلط الضوء على شجاعة وتصميم النساء في إيران وكيف أنهن أصبحن مصدر إلهام للعالم".
وقال زوج محمدي لرويترز إن "الجائزة ستعزز نضال نرجس من أجل حقوق الإنسان"، مضيفا "هذه جائزة للمرأة والحياة والحراك من أجل الحرية، وللشعب الإيراني والناشطين في مجال حقوق الإنسان".
هجوم مضاد
في المقابل، قالت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية للأنباء إن محمدي حصلت على الجائزة "لأفعالها ضد الأمن القومي الإيراني".
وذكرت الوكالة "حصلت نرجس محمدي على جائزتها من الغرب (...) تصدرت عناوين الأخبار عدة مرات بسبب أفعالها ضد الأمن القومي".
وتبلغ قيمة جوائز نوبل 11 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون دولار). يحصل الفائزون أيضا على ميدالية ذهبية عيار 18 قيراطا وشهادة في حفل توزيع الجوائز في ديسمبر المقبل.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: حقوق الإنسان فی إیران
إقرأ أيضاً:
مصر.. سجال وتفاعل وساويرس يدخل على الخط بعد انتقاد نوال السعداوي المتوفية العام 2021
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثارت تدوينة انتقدت الكاتبة المصرية الراحلة نوال السعداوي، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دفعت برجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس للرد على ناشر التدوينة.
التدوينة نشرها صاحب حساب، مؤمن مقدادي على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقا) تحمل صورة للسعداوي وتعليقا ورد فيه: "في مثل هذا اليوم قدمت الكاتبة العظيمة نوال السعداوي أعظم إنجازاتها للتاريخ، ماتت"، لتنال التدوينة نحو 3 ملايين مشاهدة وآلاف التفاعلات بين إعجاب وتعليق وإعادة نشر بعد مضي أقل من 24 ساعة على نشرها.
ومن بين الردود كتب ساويرس بتدوينة على صفحته بمنصة إكس: "وانت أعظم إنجازاتك هو هذا البوست الذي يفتقر إلى كل مبادئ اللياقة والذوق والأخلاق"، ليرد عليه مقدادي بتدوينة قال فيها: " اهم كتب الراحلة التنويرية نوال هبداوي خاصة في الطب والفيزياء:الجنس والمرأة.. المرأة والجنس.. المرأة في الجنس.. من الجنس ما قتل.. جنس وليلى.. المرأة الجنسية.. قراءة لها معظم الكتب التي كتبها، لم أشم لا رائحة أدب ولا علم ولا فلسفة، كل ما وجدته هو ما عُرض أعلاه.. اضافة إلى أهم انجاز انها أول امرأة لبست شورت في الجامعة".
وأعلن عن وفاة الكاتبة والروائية المصرية، نوال السعداوي، في مارس العام 2021، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز الـ90 عاما، وقبل يوم من وفاتها، نقلت بوابة الأهرام عن ابنتها (الدكتورة منى حلمي)، طلب علاجها على نفقة الدولة، بسبب النفقات المالية الباهظة في إحدى دور رعايا التأهيل والعلاج الطبيعي، بعد كسر في فخذها الأيسر، مضيفة أن والدتها "تعاني من صعوبة في بلع الطعام وهو ما اضطر على أثرها لتركيب امبوبة في المعدة لتسهيل البلع"، وأنها تواجه أمراض في المعدة.
وكانت نوال السعداوي، المولودة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 1931، طبيبة وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان، خاصة حقوق المرأة، وعادة ما كانت تلقى تصريحات وأعمالها الأدبية تعليقات مثيرة للجدل، إضافة إلى انتقادات من التيارات الإسلامية، وتلقت تهديدات بالقتل مع محاولات للتفريق بينها وزوجها بتهمة "ازدراء الأديان".
وعُرفت نوال السعداوي بدفاعها عن حقوق المرأة ومحاربتها ظاهرة ختان الإناث، والدفاع عن مثليي الجنس، وسبق أن حُبست خلال اعتقالات سبتمبر/ أيلول الشهيرة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، في 1981، وخرجت من مصر في أواخر حقبة الثمانينات وعادت إليها في منتصف التسعينات من القرن الماضي، وحاضرت في العديد من المراكز العلمية والأكاديمية، مثل جامعات هارفرد وكولومبيا والسربون، ونالت العديد من الجوائز، منها جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي في 2004، وجائزة إينانا الدولية من بلجيكا في 2005، وجائزة ستيغ داغيرمان من السويد في 2011.