سلسلة ندوات بمساجد سيناء حول «منزلة الفتوى وشروطها»
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
نظمت مديرية الأوقاف بمحافظة شمال سيناء، سلسلة ندوات بمساجد المدن في الإفتاء والتثقيف الفقهي، بعنوان "منزلة الفتوى وشروطها".
يأتي ذلك في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، وفي ضوء نشاطها الدعوي والعلمي والتثقيفي، وتحت رعاية فضيلة الشيخ محمود مرزوق، مدير عام مديرية أوقاف شمال سيناء.
وتم تنفيذ ندوة بمسجد أم القرى بالعريش، حاضر فيها كل من الشيخ محمد سليمان عزام، والدكتور أحمد أبو القاسم على، والدكتور حمادة بشير محمد.
المكانة العظيمة:
ودار حديث العلماء المحاضرين حول: المكانة العظيمة والمنزلة الكبيرة للإفتاء، والتى تجليها نصوص الشرع الحنيف، قال تعالى:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}، فربنا يخبر في قرآنه أنه هو سبحانه الذي يفتي عباده، فإن الفتوى تصدر أساسًا عن الله، فهي خطاب من الله كالحكم الشرعي تمامًا.
فالإفتاء هو تبيين أحكام الله تعالى وتطبيقها على أفعال الناس، فهو قول على الله تعالى،حيث يقول المفتي للمستفتي: حق عليك أن تفعل، أو حرام عليك أن تفعل، ولذا شَبَّهَ العلماءُ المفتي بالترجمان عن مراد الله تعالى، وجعلوه بمنزلة الوزير الموقع عن الملك، وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله، ولا يجهل قدره، وهو من أعلى المراتب السَّنِيَّات، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسموات.
كما أكد العلماء أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يتولَّى هذا المنصب في حياته، باعتبار التبليغ فكل ما يلفظ به هو وحي من الله كما قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى* إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى}، وكان ذلك من مقتضى رسالته، وقد كلَّفه الله تعالى بذلك ..حيث قال: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
فأي شرف أعظم من أن يقوم المفتي بأمر هو في الأصل يصدر عن رب العالمين، وباعتبار التبليغ يصدر عن سيد الخلق أجمعين، فالمفتي خليفة النبي في أداء وظيفة البيان، وقد تولَّى هذه الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام، ثم أهل العلم بعدهم.
وفى ختام الندوة، حذر العلماء من أن المنزلة العالية للإفتاء ينبغي ألا تدفع الناس للإقبال عليه، والإسراع في ادِّعاء القدرة عليه، سواء أكان ذلك بحسن نية وهي (تحصيل الثواب والفضل)، أم بسوء نية (كالرياء والرغبة في التسلط والافتخار بين الناس)، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قوله: "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيناء مساجد ندوات الفتوي الفكر الله تعالى
إقرأ أيضاً:
بعد موافقة البرلمان.. قانون جديد يواجه الفتوى العشوائية بعقوبات رادعة
وافق مجلس النواب بشكل نهائي على قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية، في خطوة حاسمة لضبط الخطاب الديني ومواجهة فوضى الفتاوى، ليصبح أول تشريع من نوعه يُقنّن آليات الإفتاء ويحدد الجهات المختصة، ويضع عقوبات صارمة على المخالفين.
وينظم القانون، الذي نُشِر نصه النهائي، عملية إصدار الفتوى العامة والخاصة، ويُقصِر إصدارها على جهات بعينها، أبرزها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مجمع البحوث الإسلامية، دار الإفتاء، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالإضافة إلى لجان مختصة تنشئها وزارة الأوقاف.
تعريف دقيق للفتوى الشرعية، وتمييز بين العامة والخاصة، وضمان عدم خلطها بالإرشاد الديني.
ضوابط صارمة لمن يتصدرون للإفتاء، تشمل السن، التخصص الأزهري، السمعة، الإنتاج العلمي، واجتياز برامج تدريب معتمدة من هيئة كبار العلماء.
ترخيص رسمي للإفتاء الإعلامي أو عبر السوشيال ميديا، ويُعد باطلًا إن لم يُصرَّح به صراحة.
تغليظ العقوبات في حال المخالفة: الحبس حتى 6 أشهر، وغرامة بين 50 و100 ألف جنيه، وتضاعف العقوبة حال تكرار المخالفة.
مسؤولية جنائية على المؤسسات الإعلامية التي تسمح ببث فتاوى غير مرخصة، وتشمل مسؤولي الإدارة الفعلية.
في حال تعارض الفتاوى الشرعية، يُرجّح رأي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
تشكيل لجان متابعة من هيئة كبار العلماء للتأكد من الالتزام بمعايير الترخيص وضبط المشهد الإفتائي.
ربط إلكتروني وهاتفي بين مركز الأزهر العالمي ودار الإفتاء لدعم عمل اللجان المختصة.
اللائحة التنفيذية للقانون تصدر بقرار من رئيس الوزراء خلال 6 أشهر، ويتم إعدادها عبر لجنة تضم ممثلين عن الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء.
وبدخول القانون حيز التنفيذ بمجرد نشره بالجريدة الرسمية، يصبح أي تجاوز لمواده مُجرّمًا قانونًا، في خطوة تعزز الانضباط والموثوقية في الخطاب الديني، وتحمي المجتمع من الفتاوى الشاذة أو المُسيّسة.