جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-31@08:46:03 GMT

السابع من أُكتوبر

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

السابع من أُكتوبر

 

د. صالح الفهدي

أَكرمنا اللهُ بأَن نشهدَ في أعمارنا ما حدث في هذا اليوم العظيم؛ السابع من أُكتوبر المجيد، تاريخٌ أَعادَ هيبةَ العرب والمسلمين للعالم، وأثبتَ شجاعتهم الأصيلة في وجه البغي والطغيان.

السابع من أُكتوبر المجيد أَثبتَ أَنَّ جمرة الإباءَ والنخوة والعزَّة والكرامة لم تنطفئ وأَنها كانت متوقّدةً تحتَ الرَّماد؛ فالأرضُ الساكنةُ لا تعبّرُ عمَّا في جوفها من ثورانٍ، وغليان.

وكمثل حمم البراكين التي تغلي في جوف الأرض، كان المقاومون المجاهدون من أهل غزَّة من فصائل عزّ الدين القسَّام وسرايا القدس تحت الأَرض يفورون غضبًا لما يحدثُ في الأَقصى الشريف من نجسٍ ورجسٍ وامتهان من أقذار اليهود الغاصبين، وما يحدثُ في فلسطين السليبة من امتهانٍ وإذلال.

السابع من أُكتوبر المجيد يومٌ ليس له يومٌ شبيهٌ قبله، وبعون الله له يومٌ شبيهٌ بعده، فقد كشفَ عن هشاشة الكيان الغاصب، وعن وهم أُسطورة قوَّته، وتسليحه، وعظمة جيشه، وإجرام "شاباكه" و"موساده"، وعرَّى ارتباكَ قادته، وتخلخل منظوماته، وعوار مؤسساته، وجبن جنوده وخواء متطرفيه.

السابع من أكتوبر المجيد لا يصدقُ عليه صفة "اليوم الأَسود" لإسرائيل لأن السواد أشرفُ من أن يوصفَ به الحدث؛ بل هو يومٌ الخزي والعار والانتكاسة المريرة، والإذلال المقيت لمحتلٍّ غاصبٍ هجَّرَ السكان، ودمرَّ الأرض، وقتل الأطفال والنساء والرجال، ونجَّس المُقدسات الشريفة، وسلبَ وطنًا شريفًا من أهله بتواطؤ قوى الرجعية والتخلف الإنساني.

وليس التاريخُ ببعيدٍ عن السادس من أكتوبر يومَ أن باغت الجيشان المصري والسوري الاحتلال الإسرائيلي عام 1973، فحققوا الإنجازات المبهرة على دولة الطغيان؛ حيث عبرت القوات المصرية قناة السويس، وهدمت خط بارليف وتوغَّلت عشرين كيلومترًا شرقًا داخل سيناء، في الوقت الذي تمكنت فيه القوات السورية من التوغل إلى عمق هضبة الجولان وصولًا إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.

إذن يبدو أنَّ إسرائيل لا تؤتى في مأمنها إلّا بعنصر المباغتة والمفاجأة، حيثُ يحسبُ المحتلُّ أَنه قد أحاط نفسه بسورٍ شاهقٍ لا يؤتى من أسفله أو من أعلاه، فيأمنُ على نفسه، وعلى رقصه، وعربدته، وسكْره ونشوته، فوق رفات أصحاب الأرض الذين دفنتهم دباباتهم ومركباته، حتى جاءهم النذير المبين من الأرض والسماء؛ شُهبٌ تتطايرُ  كأنها الجمر الملتهب، ذكرتنا بقول  بشار بن برد:

كأن مثار النَّقع فوق رؤوسنا// وأسيافنا ليل تهاوت كواكبه

وإذا بجند الله البواسل وهم يعانقون أرضهم المغتصبة، ويصافحون زيتونهم المختطف، ويشمُّون شذى آبائهم وأجدادهم في الوهاد والأُكمات، فيهرعُ الغزاةُ الطغاةُ الجبناء الذين كانوا في رقصهم يعربدون، كالنعامات الفارَّة، وتتساقطُ الأَبراج المحصنة، ويتطايرُ الشرر من كل مكانٍ، وتتهاوى حصون البغاة الأنذال. آلا أنه من يومٍ من أيام الله الكريمة التي لن ينساها التاريخ، بل سيحفرها في ذاكرة الزمن حفرَ فخرٍ واعتزاز بأعظم مقدرات هذه الأُمة؛ إبائها، وعزتها، وشموخها التي تتوارثها جيلا بعد جيل.

فمن صنعَ هذا اليوم؛ يوم السابع من أكتوبر؟ صنعُه شبابُ هذا الجيل الذي لم تغوه الضلالات الرخيصة، والشهوات الزائفة، والرغبات العارضة، والتفاهات النزقة، بل أعظمته الهمة العالية، والإصرار العنيد، والإرادة القعساء ليستردَّ أرضه، ويستعيد كرامته، ويعيد للأُمة عنفوانها وحريتها المسلوبة.

فلنفخر بالسابع من أكتوبر جميعنا نحن العرب والمسلمون، فهو لنا جميعًا: عزَّةً، ونصرًا، وكرامةً، وهديةً من الله، ولنعتز بما فينا جميعنا من نخوة متوقدة، وشهامة باسلة، وعزة حيَّة، برهنَ عليها شبابُ القسَّام.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

زينب شاهين: «فتى الجبل» انطلاقتي الحقيقية في «الفن السابع»

تامر عبد الحميد (أبوظبي)
خاضت المخرجة الإماراتية زينب شاهين أول تجربة إخراجية لها في فيلم روائي طويل هو «فتى الجبل» الذي عُرض مؤخراً في صالات السينما المحلية، وذلك بعد رحلة من العروض السينمائية في مهرجانات محلية وعالمية، حاصداً العديد من الجوائز الدولية.
ويستعرض العمل قصة إنسانية اجتماعية هادفة تعكس دور دولة الإمارات والمجتمع في ترسيخ قيَم الدمج والدعم والتمكين لأصحاب الهمم.

وأعربت زينب شاهين عن سعادتها بعرض «فتى الجبل» جماهيرياً في صالات السينما، بدعم من «هيئة الإعلام الإبداعي» و«لجنة أبوظبي للأفلام»، وذلك بعدما شارك في عدة مهرجانات سينمائية، ونال إشادات النقاد وصنّاع السينما. 
وقالت: الفيلم مستوحى من كتاب «الفتى الذي عرف الجبال» للمؤلفة ميشيل زيولكوفسكي، بطولة الطفل الإماراتي ناصر صلاح المصعبي وأحمد الجسمي ونورة العابد وهيرا محمود وميرال نيازي وإنتاج نانسي باتون.
وأضافت: يروي الفيلم قصة الطفل «سهيل»، المتعايش مع التوحّد ويعاني الإهمال من والده، لتدور الأحداث حول مغامراته في جبال الفجيرة، وإظهار صلابته وعزيمته الفائقة.
ولفتت إلى أن حبكة «فتى الجبل» تعكس دور المجتمع في ترسيخ قيَم الدمج والدعم والتمكين لجميع أفراده، ما يتماشى مع أهداف عام المجتمع 2025 في دولة الإمارات.
ويخوض «سهيل» بطل الفيلم في 90 دقيقة، رحلة فريدة ومغامرات ملحمية برفقة صديقه الجديد «براكه»، الكلب السلوقي العربي، للعثور على عائلة والدته في أبوظبي، بحثاً عن القبول المجتمعي والدفء العائلي والخلاص النفسي.

أخبار ذات صلة «ريستارت» في السينما المحلية اليوم منى زكي.. تنتهي من «الست»

تخصص فيديو
شاهين التي تخرجت في كلية التقنية العليا بالفجيرة، تخصص فيديو، نفذت في بداية مشوارها عدداً من الأفلام القصيرة، منها: «التمور إلى المريخ» عام 2019، «رحلة الأمل» عام 2021.
وقالت عن أول تجربة إخراجية لها في «فتى الجبل»: فخورة جداً بإخراج هذا المشروع الذي يُبرز الكثير من جوانب وطننا الغالي، بدءاً من مواقع التصوير والمواهب الإماراتية، وصولاً إلى السرد القصصي المؤثر الذي يضيء على قيم التضامن المجتمعي، وسعيدة بأن تكون انطلاقتي الحقيقية في عالم «الفن السابع» مع هذا الفيلم الذي يسرد قصة هادفة بأسلوب بصري مؤثر ألهمني لإخراجه، لذلك فإنه سيظل عزيزاً على قلبي طوال مسيرتي المهنية.

إقبال كبير
وصرحت شاهين بأنها لم تتوقع هذا الإنجاز الكبير الذي حققه الفيلم، وقالت: بعدما عُرض الفيلم في مهرجان «العين السينمائي الدولي» في دورته الماضية، لم أتوقع أن يحظى بهذا الإقبال الكبير من المشاركات في مهرجانات سينمائية عالمية، كما حصد عدة جوائز دولية.

22 جائزة 
حصد «فتى الجبل» 22 جائزة دولية، منها: جائزة أفضل ممثل شاب عن فئة الفيلم الروائي الطويل وذهبت إلى الممثل الصاعد ناصر صلاح المصعبي، وأفضل تصوير سينمائي في مهرجان «تشيلسي السينمائي» في مدينة نيويورك، وأفضل مخرج في مهرجان «تش ستون» للأفلام المستقلة في الولايات المتحدة الأميركية، وأفضل ممثل شاب في فيلم روائي طويل في مهرجان «فايف كونتيننتس السينمائي الدولي» في فنزويلا، إضافة إلى جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان «سياتل للأطفال»، وأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان «سان لويس أوبيسبو السينمائي الدولي» في الولايات المتحدة الأميركية، وأفضل قصة روائية لفيلم روائي طويل في مهرجان «آيرون آي إف إف السينمائي الدولي» في أستراليا.

ماضي الأجداد
كشفت المخرجة الإماراتية زينب شاهين أنها تستعد لتصوير مشروعها السينمائي الطويل الثاني بدعم من «هيئة الإعلام الإبداعي» في أبوظبي، وإنتاج نانسي نانسي باتون، وتدور قصته حول طفلة إماراتية تعيش في أبوظبي، وحول ماضي الأجداد والموروث والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة. ونوهت أنها ستبدأ تصويره نهاية العام الجاري، لعرضه في صالات السينما في عام 2026.

مقالات مشابهة

  • البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يترأس قداس عيد الصعود المجيد بالإسكندرية
  • الأنبا إبراهيم إسحق يترأس قداس عيد الصعود المجيد بالإسكندرية
  • زينب شاهين: «فتى الجبل» انطلاقتي الحقيقية في «الفن السابع»
  • الأرندي: تنصيب منذر بودن مكلفا بتسيير الحزب
  • الأرندي: تنصيب لجنة تحضير المؤتمر السابع وياحي يؤكد عدم ترشحه
  • دقائق اللعب في «الليجا».. ريال مدريد «الأول» وبرشلونة «السابع»!
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر توضح الأعمال التي تعادل الحج والعمرة
  • غدا.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بـ«عيد الصعود المجيد»