عربي21:
2025-12-15@03:32:20 GMT

الاحتلال لم ينتصر وغزة لم تنكسر

تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT

مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ بعد عامين من حرب الإبادة، تبدو الصورة أكثر وضوحا من أي وقتٍ مضى: الاحتلال لم ينتصر، وغزة لم تنكسر. فعلى الرغم من حجم الدمار الذي لا يُقاس والآلام التي لا تُوصف، فإن ما حدث لم يكن نصرا لإسرائيل بقدر ما كان انكشافا شاملا لعجزها أمام العالم، وفشلا ذريعا في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية والأخلاقية.



وعد قادة الاحتلال منذ اليوم الأول بـ"القضاء على المقاومة" و"تطهير غزة" و"استعادة الردع"، لكن الوقائع جاءت معاكسة لكل تلك الشعارات. فالمقاومة لم تُهزم رغم الحصار الطويل والقصف المتواصل، بل بقيت فاعلة وصامدة ومتماسكة في إدارتها للميدان، بينما فقد الجيش الإسرائيلي هيبته وتبددت صورة "الجيش الذي لا يُقهر".

أصبحت إسرائيل، لأول مرة منذ تأسيسها، كيانا منبوذا أخلاقيا، مطعونا في شرعيته، فاقدا لمكانته السابقة كـ"دولة ديمقراطية تدافع عن نفسها"
لم تستطع تل أبيب اغتيال كل قادة المقاومة، ولا تدمير بنيتها، ولا فرض واقع سياسي جديد كما كانت تخطط؛ كل ما أنجزته هو قتل عشرات الآلاف من المدنيين وتدمير البنية التحتية وارتكاب مجازر وصفتها الأمم المتحدة بأنها ترقى إلى "الإبادة الجماعية".

خارج الميدان، كانت الصورة أكثر انكشافا؛ اقتصاديا، تكبدت دولة الاحتلال خسائر غير مسبوقة، إذ قُدرت الكلفة المباشرة للحرب بعشرات المليارات من الدولارات، وتوقفت الاستثمارات الأجنبية بشكل شبه كلي، وانهار قطاع السياحة. أما داخليا، فقد تفاقمت الانقسامات بين اليمين المتطرف والعلمانيين، وتصاعدت موجات الهجرة العكسية وسط شعورٍ متزايدٍ بالخوف والاضطراب.

سياسيا، تراجعت مكانة تل أبيب في العالم، وبدأت برلمانات وأحزاب كبرى في أوروبا تطالب بفرض عقوبات عليها، فيما فقدت دعما شعبيا واسعا في الولايات المتحدة نفسها. لقد أصبحت إسرائيل، لأول مرة منذ تأسيسها، كيانا منبوذا أخلاقيا، مطعونا في شرعيته، فاقدا لمكانته السابقة كـ"دولة ديمقراطية تدافع عن نفسها".

أما غزة، التي أرادوا محوها من الوجود، فلم تنكسر. لم تنتصر بالنصر العسكري المباشر، لكنها انتصرت بإرادتها وبقدرتها على البقاء رغم كل محاولات الإبادة. لم يستطع القصف أن يمحو روحها، ولا أن يُطفئ شعلة الإيمان في قلوب أهلها. تحولت الإبادة إلى نقطة فاصلة في الوعي الإنساني العالمي، فقد انتصرت الرواية الفلسطينية أخلاقيا وإعلاميا للمرة الأولى بهذا الوضوح، وتراجعت آلة الدعاية الإسرائيلية أمام زخم الحقيقةمن بين الأنقاض ووسط الدمار، ظل الناس متمسكين بالحياة، يدفنون شهداءهم بأيديهم ثم يعيدون فتح المدارس في الخيام.

لقد تحولت الإبادة إلى نقطة فاصلة في الوعي الإنساني العالمي، فقد انتصرت الرواية الفلسطينية أخلاقيا وإعلاميا للمرة الأولى بهذا الوضوح، وتراجعت آلة الدعاية الإسرائيلية أمام زخم الحقيقة؛ رأى العالم كله صور الأطفال تحت الركام والمستشفيات المحاصرة والمجازر التي لم يعد ممكنا إنكارها. وفي حين خرجت تل أبيب من عدوانها كيانا مهزوزا مكشوفا أخلاقيا حتى أمام حلفائها، ازدادت المقاومة رسوخا في وجدان الفلسطينيين، وتحولت إلى عنوانٍ للكرامة والصمود في زمن الانكسار.

لقد خسر الصهاينة ما هو أهم من الجنود والمعدات: خسروا صورتهم وشرعيتهم المزعومة ومكانتهم في الضمير الإنساني. أما غزة، فقد قدمت فلذات أكبادها وبُنيتها التحتية، لكنها لم تخسر روحها. بقيت كما كانت دائما، الجرح الذي يفضح الكذب، والرمز الذي يُعيد تعريف معنى الصمود.

لقد انتهت الحرب حاليا، لكن المعركة الأهم بدأت: معركة الوعي، التي كسرت فيها غزة الصمت العالمي وأسقطت قناع الدولة التي ادّعت أنها الضحية، فإذا بها الجلاد. وتبقى الحقيقة الأوضح في ميزان التاريخ: من فقد ضميره لا يمكن أن ينتصر، ومن تمسك بحقه لا يمكن أن يُهزم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الاحتلال المقاومة غزة الوعي احتلال مقاومة غزة ابادة وعي قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

جرائم الاحتلال في فلسطين تغذي "موجات انتقامية" وسط عجز دولي عن محاسبة "مجرمي الحرب"

 

 

 

مقتل 12 شخصًا في أستراليا خلال احتفال لحركة "حبّاد" المتطرفة

حركة "حباد" من الحركات المتطرفة التي تدعو للتخلص من الفلسطينيين

علم الحركة ظهر على دبابات جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة على غزة

 

الرؤية- غرفة الأخبار

تسببت الممارسات الإسرائيلية المتطرفة وسياسات القتل الجماعي والإبادة في قطاع غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة وعجز المجتمع الدولي عن تطبيق القوانين الدولية، في تغذية موجات الانتقام عبر تنفيذ عمليات مسلحة في بعض دول العالم، سواء التي تستهدف الإسرائيليين المتورطين في قتل الفلسطينيين أو تجمعات الحركات اليهودية المتطرفة التي أيدت حرب الإبادة.

وبالأمس، قُتل 12 شخصا وأصيب أكثر من 10 آخرين، في حادث إطلاق نار وقع الأحد، على شاطئ بوندي الشهير في مدينة سيدني الأسترالية، استهدف فعالية نظمتها حركة "حباد" بمناسبة عيد "الحانوكا"، حضرها نحو 2000 شخص.

وتعد هذه الحركة من الحركات المتطرفة التي تدعو للتخلص من الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، كما ظهرت راياتها الصفراء على دبابات الجيش الإسرائيلي أثناء حرب الإبادة على قطاع غزة.

وقالت الشرطة الأسترالية إن أحد منفذي الهجوم المسلح كان ضمن القتلى، في حين أصيب المشتبه به الثاني وتم إلقاء القبض عليه، مشيرة إلى أن حالته حرجة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول أمني قوله إنه تمّ تحديد هوية أحد المسلحين في هجوم سيدني ويدعى نافيد أكرم.

من جهتها، أفادت شبكة (إيه بي سي) الأسترالية نقلا عن خدمة إسعاف ولاية نيو ساوث ويلز بنقل 16 مصابا في هجوم شاطئ بوندي إلى المستشفيات.

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الواقعة بأنها "صادمة ومروعة"، وأضاف "قلبي ومشاعري مع كل شخص تضرر من هذا الحادث"، مؤكدا أن المستجيبين لحالات الطوارئ يعملون على إنقاذ الأرواح في الموقع.

واعتبر ألبانيزي أن هجوم شاطئ بوندي "حادث إرهابي"، مشددا على أنه "هجوم يستهدف الأستراليين اليهود في اليوم الأول من العيد".

من جانبها، أعلنت الاستخبارات الأسترالية أن مستوى التهديد الإرهابي في البلاد لا يزال عند درجة "محتمل"، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شهدته سيدني.

ولقد أدانت سلطنة عُمان بشدة الهجوم الذي استهدف مدنيين في أحد شواطئ مدينة سيدني بأستراليا، مؤكِّدةً موقفها الثابت في إدانة العنف والإرهاب بكافة أشكاله ودوافعه.

وجددت السلطنة الدعوة إلى "أهمية تعزيز قيم التعايش والتسامح بين مختلف الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم والتعاون الدولي لمكافحة آفة التطرف".

 

مقالات مشابهة

  • جرائم الاحتلال في فلسطين تغذي "موجات انتقامية" وسط عجز دولي عن محاسبة "مجرمي الحرب"
  • الهباش: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين تزيد موجة العنف
  • تطورات ميدانية بالضفة وغزة .. قصف مدفعي ومدرعات الاحتلال تدخل المدن
  • من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟
  • "الأحرار": الاحتلال يواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار باستهداف المدنيين
  • شاهد / الفيديو الذي حذفته قناة الإخبارية السعودية .. بعد انتشاره كالنار في الهشيم
  • بعد صمت 14 عاما إعادة المتحف الوطني والدبيبة يعلن: ليبيا لن تنكسر
  • فيضانات وموت تحت الأنقاض: فصل جديد من الكارثة الإنسانية يضرب مخيمات غزة (تفاصيل)
  • "لجان المقاومة": ما يجري في غزة فصل جديد من حرب الإبادة وسط صمت دولي
  • الاحتلال يعتدي على الفلسطينيين خلال اقتحامه مخيم الأمعري بالضفة الغربية