المدينة الرياضيَّة المتكاملة الجديدة المزمع إنشاؤها بتوجيهات كريمة من لدُن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ تُعدُّ صرحًا نهضويًّا حضاريًّا يجسِّد التقدُّم الذي تشهده مَسيرة التنمية الشاملة وإنجازًا جديدًا يضاف بأحرُف من نور في سجلِّ الإنجازات الحافل، ودليلًا دامغًا على الاهتمام السَّامي بالقِطاع الشَّبابي والرياضي.


لَمْ يَعُدْ يخفى على أحَد أنَّ الرياضة أصبحت جزءًا مُهمًّا من اقتصاد أيِّ دَولة، وأنَّ الاستثمار فيها صناعة لا بُدَّ من إتقانها حتَّى للحصول على مردود مالي كبير.. فعلى سبيل المثال، لو نظرنا للدوَل التي استضافت كأس العالَم لكرة القدم وآخرها الشقيقة قطر نجد أنَّها جنت مليارات الدولارات من جرَّاء هذه الاستضافة.. لذلك فإنَّ توجيه الاستثمارات لهذا المجال سيكُونُ له مردود كبير لو أُحسن استغلاله وتوظيفه بما يَعُودُ على البلاد بالخير.
إنَّ الصرح الرياضي الجديد من المنتظر أن يكُونَ مؤهلًا لاستضافة البطولات والمسابقات الدوليَّة والإقليميَّة، وهو ما يضع اسم سلطنة عُمان على خريطة الدوَل الرَّاعية للفعاليَّات الضخمة، خصوصًا أنَّنا نمتلك خبرة معقولة في تنظيم مِثل هذه الفعاليَّات ممَّا يجعل اسمنا حاضرًا بما يُسهم في استقطاب مِثل هذه البطولات العالَميَّة. إنَّ الرياضة العُمانيَّة بجميع أنشطتها حاضرة بقوَّة في التخطيط المستقبلي للبلاد.. وقَدْ ورَدَ ذِكْرها في بند «الرفاه والحماية الاجتماعيَّة» في رؤية «عُمان 2040» من خلال التوجُّه الاستراتيجي لتحقيق حياة كريمة مستدامة للجميع «بيئة وأنظمة محفِّزة لرياضة مساهمة اقتصاديًّا ومنافسة عالَميًّا».. وهذا يعني أنَّ تطوير الرياضة يجِبُ أن يصبَّ في خانتَيْنِ الأولى أن يكُونَ هذا القِطاع الحيوي رقمًا في الدخل الوطني، والثانية أن نحقِّقَ طفرة تقدُّميَّة تضع اسم أبناء السَّلطنة وسط المنافسين الأقوياء ليس على المستوى العربي أو الإقليمي فقط، بل العالَمي أيضًا. إنَّ تطوير القِطاع الرياضي لَمْ ينقطع منذ بداية مُسيرة النهضة العُمانيَّة.. ومولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ أوْلَى اهتمامًا كبيرًا بالشَّباب والرياضة، ويسعى للنهوض بمستقبل الرياضة العُمانيَّة لِتكُونَ في مصاف الدوَل المتقدِّمة وفق رؤية «عُمان 2040» لذلك تمَّ ضمُّ شؤون الرياضة والشَّباب في وزارة الثقافة والرياضة والتراث لِيتمَّ التركيز على الارتقاء بالشَّباب من كافَّة الجوانب ثقافيًّا واجتماعيًّا ورياضيًّا وفنيًّا؛ باعتبارهم أمل المستقبل، وتمكين المسؤولين من رعايتهم حقَّ رعاية.. والتوجيهات السَّامية الأخيرة جاءت كخطوة على طريق الإصلاح، حيث إنَّها ستُسهم في تصحيح المَسيرة الرياضيَّة والاجتماعيَّة بمساعدة الشَّباب على الاستفادة من طاقاتهم بما يفيدهم صحيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا ونَفْسيًّا. نتمنَّى للمَسيرة الرياضيَّة العُمانيَّة المزيد من التقدُّم وتحقيق خطوات ملموسة على طريق التقدُّم والاحتراف الذي يضع اسم عُماننا في مصاف الدوَل المتقدِّمة رياضيًّا وعلميًّا وتنمويًّا.. فكُلُّ عُماني يحلم أن تتمكَّنَ الرياضة العُمانيَّة من الوصول للعالَميَّة وتحقيق الريادة على كافَّة المستويات.
**********
«المرأة نصف المُجتمع الحلو» هكذا يقال.. وهذا يعني أنَّ المرأة تتقاسم المُجتمع بالنصف مع الرجُل لهَا ما لَهُ من حقوق، وعَلَيْها ما عَلَيْه من واجبات.. وقَدْ كانت المرأة العُمانيَّة طوال مَسيرة النهضة المباركة على قدر المسؤوليَّة الملقاة على عاتقها وأثبتت جدارتها وقدراتها العلميَّة وكفاءتها العمليَّة، فوصلت لأرفع المستويات العلميَّة، وتقلَّدت أرقى المناصب العمليَّة فأصبحنا نراها طبيبة ومهندسة ومدرسة ووزيرة، ولعلَّ عملها بجمعيَّات المرأة خير دليل على عطائها المستمر وإرادتها القويَّة.. كما أنَّ دَوْرها الفاعل في إعداد الأجيال العُمانيَّة وزرع القِيَم والتقاليد الأصيلة فيها يُعدُّ من أهمِّ ما تُسهم به المرأة العُمانيَّة في مَسيرة النهضة فهي «شريكة في التنمية» سواء على المستوى الشخصي أو المستوى العامِّ. لقَدْ حظيت المرأة العُمانيَّة باهتمام ورعاية القيادة الحكيمة إيمانًا من جلالته بدَوْرها الريادي في النهوض بالمُجتمع وما تمتلك من قدرات تخدم الوطن بشكلٍ فاعل ومؤثِّر، فهي نصف المُجتمع.. وقَدْ رفعت راية بلادها عالية خفَّاقة في العديد من المحافل الدوليَّة بما قدَّمته من إسهامات عظيمة في المَسيرة المظفرة. لا شكَّ أنَّ مشاركة المرأة في نهضة المُجتمع تفسح المجال لهَا لكَيْ تردَّ الجميل للوطن الغالي ولقائده المُفدَّى. فعمليَّة النهوض بالمرأة وتوعيتها هي اللبنة الأولى التي يُبنى بها صرح تنمية أي مُجتمع.. وهذا ما عملت به حكومتنا الرشيدة ابتداء من دخول الفتاة مراحل التعليم المختلفة حتَّى فتح مجال العمل لها في مختلف المجالات لكَيْ تُسهمَ في بناء الوطن العزيز دُونَ تفرقة بَيْنَها وبَيْنَ أخيها الرجُل، فالكُلُّ أمام القانون سواسية، والوطن في مَسيرته يحتاج لكُلِّ ساعدٍ يبني ويعمِّر بغَضِّ النظر عن نَوْعه. لقد أصبح جليا أن المرأة تشكل قوة اقتصادية يعتد بها خاصَّة بعد التحول في نوعية الوظائف التي كانت تتوافر لها من عمل يدوي بحت إلى وظائف ذات طبيعة فكرية أو دبلوماسية أو غيرها ونجحت في كسر أسوار الحرملك وتقلدت أعلى المناصب خاصَّة بعد الانفتاح الإعلامي والتوعية بقِيَمة المرأة وأهمِّية مشاركتها في المُجتمع. إنَّ المتتبع لحال المرأة في السَّلطنة يجد أنَّه كما أفسحت لها قيادتنا الحكيمة المجال لِتبدعَ وتثبتَ قدراتها، فإنَّ العُمانيَّة استطاعت عن جدارة أن تنخرطَ في المُجتمع وتقومَ بدَوْرها الريادي في النهوض به وتنميته، وأن تخدمَ الوطن بشكل فاعل ومؤثِّر.. وصارت نموذجًا مُشرِّفًا بعد أن أثبتت جدارتها في تحمُّل المسؤولية الملقاة على عاتقها وكفاءتها في التعامل مع القضايا المختلفة.
كُلُّ التحيَّة للمرأة العُمانيَّة وكُلُّ الشكر على مجهوداتها وإسهاماتها في خدمة الوطن والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، ونتمنَّى لها المزيد من التقدُّم والازدهار.

ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة الع مانی الم جتمع م جتمع ع مانی م سیرة

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط: السلام الدائم لن يتحقق إلا بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنه لا سبيل إلى تحقيق السلام الإقليمي الدائم والتعايش المشترك إلا بإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية على حدود عام 1967م، ومن ضمنها القدس الشرقية.
وأوضح أن تصور إسرائيل إمكانية الحصول على التطبيع والتعايش دون إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام مع الفلسطينيين هو محض وهم.
جاء ذلك خلال مشاركة أبو الغيط، في الجلسة الحوارية الخاصة بعرض نتائج جهود مجموعات العمل الخاصة بالمؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، المُنعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

جهود يوم السلام

وأفاد البيان الصادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، بأن الأمين العام للجامعة العربية قدم إلى جانب المفوضة الأوروبية لشؤون البحر الأبيض المتوسط دوبرافكا سويكا، النتائج النهائية لمجموعة العمل المعنية بـ"جهود يوم السلام"، التي تترأسها جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.

أخبار متعلقة بالتعاون مع الأردن.. ألمانيا تعتزم إقامة جسر جوي إنساني مع قطاع غزةرئيس الوزراء الفلسطيني: المؤتمر الدولي حمل رسالة دعم للشعب الفلسطيني

#وزير_الخارجية بـ "#مؤتمر_حل_الدولتين": آلاف المدنيين يتعرضون للتجويع والتهجير في قطاع #غزة
للمزيد | https://t.co/QkhcauwrAk#اليوم@KSAMOFA@FaisalbinFarhan pic.twitter.com/l3za4vAwtf— صحيفة اليوم (@alyaum) July 28, 2025


وأشار أبو الغيط إلى الالتزامات والإسهامات البناءة التي تقدمت بها عدة دول ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات المجتمع المدني في إطار "جهود يوم السلام".
إلى جانب "حزمة دعم السلام" التي يرعاها الاتحاد الأوروبي، التي يمكن أن تُقدم للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة، في حال تنفيذ حل الدولتين وتجسيد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة.
وأكد أن جوهر هذه الرؤية طُرِح منذ 23 عامًا من خلال مبادرة السلام العربية دون أي رد من إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • ندوة المركز القطري للصحافة تكشف تفاصيل إبادة الرياضيين في  غزة
  • “مسار” العبيدات سيرة ذاتية تتجاوز الذات وتوثّق لجيل
  • نادي المجد الرياضي… من أقدم الأندية الرياضية بدمشق وأبرزها في تخريج المواهب
  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • بالم هيلز للتطوير العقاري.. ريادة في بناء المجتمعات السكنية المتكاملة في مصر
  • "جمعية المرأة" بالعوابي تنظّم ورشة حول السَّمْت العُماني وأدب المجالس
  • علي باشا الكايد في بانوراما رجالات جرش… سيرة قائد شكل ملامح مرحلة
  • ميسي وأنتونيلا يتألقان تحت أضواء كولدبلاي بعد لقطة كاميرا القبلة المثيرة للجدل
  • أبو الغيط: السلام الدائم لن يتحقق إلا بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية
  • سيرة ومسيرة” الشيخ محمد العيطان تتصدر فعاليات “بانوراما رجالات جرش” على مسرح الصوت والضوء