عقب إعلان هيئة البث الإسرائيلية استعداد جيش الاحتلال للتحرك بريا نحو قطاع غزة، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري أن العد التنازلي لهذه الخطوة يبدأ بمجرد إقلاع طائرة الرئيس الأميركي جو بايدن من إسرائيل في أعقاب زيارة دعم سياسي غير مسبوقة.

واعتبر -في تحليل له على قناة الجزيرة- أن بدء الحرب البرية لم يكن ممكنا طوال فترة وجود بايدن في إسرائيل، متوقعا أن تمتد الحملة البرية لإسرائيل على جبهة واسعة ولكن جهدها الرئيسي سيتركز على الجهة الشمالية، لأن المعطيات الميدانية وطريقة القصف الذي تنفذه إسرائيل يوحي بأن هذه المنطقة ستكون هي الأكثر استهدافا، غير مستبعد في الوقت ذاته أن يبدأ الاجتياح برا وبحرا في الوقت نفسه.

وفيما يتعلق بجغرافيا القصف الإسرائيلي لقطاع غزة طوال الأيام الماضية، قال الدويري إن القصف طال كل القطاع، ولكن هناك تباين في كثافته ونوعيته، إذ تم تدمير مربعات كاملة في المناطق الشمالية من القطاع، كون إسرائيل تقوم بعملية "تسطيح للأرض" أو تدمير ممنهج، على أمل أنه سيلحق الأذى بالقدرات القتالية لقوات المقاومة ويمهد الأرض لنجاح العملية البرية.

وتعليقا على إعلان وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وجود مقاتلين تابعين لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" داخل إسرائيل، أوضح أن المنطق العسكري يحتم أن تكون بعض قوات النخبة التابعة للقسام لا تزال موجودة في غلاف غزة من أجل تنفيذ عمليات يطلق عليها اسم "العمل خلف خطوط العدو"، عندما تبدأ الحرب البرية.

وأشار إلى أن هذا التكتيك يعمل على إرباك إسرائيل على البعد التنفيذي الميداني وكذلك القيادي، معتبرا أن هذه إحدى الأوراق الرابحة بيد قوات القسام من خلال إصرارهم على وجودهم بأماكنهم.

كما توقع الدويري أن يكون المقاتلون الذين تسللوا للداخل الإسرائيلي تحولوا لشبه خلايا نائمة لإيهام العدو الإسرائيلي بعدم وجودهم، مشددا على أن هذه القوات بالداخل ستقدم خدمة كبيرة للمقاومة في حال انطلاق العملية البرية.

المشروع الغربي

وبشأن تصريح نتنياهو بأن إسرائيل حظيت بدعم عسكري أميركي غير مسبوق سيغير معادلة الحرب، أقر الدويري بأن الدعم الذي قدمته واشنطن لتل أبيب هو دعم سياسي عسكري مسبوق.

واستدل على ذلك بزيارة بايدن لإسرائيل بعد أيام من بدء عملية "طوفان الأقصى"، وكذلك تحريك حاملات الطائرات وإرسال 2000 جندي من قوات "دلتا فورس" الأميركية لأغراض استخبارية وعمليات خاصة بتحرير الأسرى، وهو ما اعتبره ضوءا أخضر أميركيا لتبدأ إسرائيل هجومها البري.

كما رأى الدويري أن المشروع الغربي أكبر من إسرائيل التي تعد إحدى أدوات تنفيذه فقط، الذي يسعى لتقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات تؤمن بالتبعية والولاء، وذلك إيمانا منهم بأن التهديد الحقيقي للمشروع الغربي يأتي من العالم العربي وليس من أي مكان آخر في العالم.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

لبنان.. الجيش الإسرائيلي يغتال عنصرا لقوة «الرضوان» وكثّف القصف في جنوب

تحت وطأة تصعيد متصاعد، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال أحد عناصر قوة “الرضوان” التابعة لـ”حزب الله” اللبناني في منطقة حولا جنوب لبنان.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن جيش الدفاع هاجم المنطقة وقضى على العنصر.

وفي تطور متصل، أعلن الجيش اللبناني، إصابة أحد جنوده في قصف إسرائيلي جديد استهدف آلية من نوع “رابيد” عند حاجز بيت ياحون – بنت جبيل، وأكد الجيش أن الجندي أصيب بجروح متوسطة.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بإصابة عدد من الأشخاص في الغارة، فيما لم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.

يأتي هذا التصعيد وسط اتفاق وقف إطلاق نار مدته 60 يوماً بين لبنان وإسرائيل دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، عقب أكثر من عام على فتح “حزب الله” لجبهة إسناد لقطاع غزة في أكتوبر 2023.

وكان من المفترض أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان بحلول 26 يناير الماضي، وفق مهلة الاتفاق، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بالموعد، وتم تمديد المهلة حتى 18 فبراير الماضي باتفاق إسرائيلي لبناني برعاية واشنطن.

وفي 18 فبراير، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بقاء القوات الإسرائيلية في “منطقة عازلة” على طول الخط الحدودي لحماية مستوطنات الشمال، مما يزيد من توتر الأوضاع في المنطقة.

هذا ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 27 نوفمبر 2024، استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، مما أسفر عن مقتل 190 شخصًا وإصابة 485 آخرين حتى مايو 2025، وفقًا للتقارير الرسمية اللبنانية.

وعلى الرغم من الاتفاق، نفذت إسرائيل عدة غارات جوية على مناطق مختلفة من لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، مما أدى إلى مقتل مدنيين وتدمير منشآت حيوية، مثل المراكز الطبية.

وفي 27 أبريل 2025، استهدفت غارة جوية إسرائيلية ضاحية داهية في بيروت، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم مسؤول في حزب الله، وإصابة سبعة آخرين.

وتستمر الأمم المتحدة والجهات الدولية في الدعوة إلى احترام وقف إطلاق النار، محذرة من أن أي تصعيد قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق ويزيد من معاناة المدنيين في لبنان والمنطق

مقالات مشابهة

  • بالفيديو... شاهدوا لحظة القصف الإسرائيلي للمبنى المُهدَّد
  • صحيفة: إسرائيل تواصل امتصاص الضغوط الدولية لوقف حرب غزة
  • خبير عسكري فلسطيني: القرار اليمني يفرض معادلات جديدة في المنطقة ويربك حسابات العدو الإسرائيلي
  • خبير عسكري: 3 عوامل دفعت إسرائيل تاريخيا لإيقاف حروبها
  • عاجل. رئيس الأركان الإسرائيلي يهدد بتوسيع العملية البرية في غزة ويتوعد حماس بأنها ستدفع ثمن تعنّتها
  • حماس: الوفد الإسرائيلي بالدوحة يفتقر لأي صلاحيات.. ونتنياهو يضلل الرأي العام العالمي
  • لبنان:اتصالات لوقف القصف الإسرائيلي خلال الانتخابات بالجنوب
  • لبنان.. الجيش الإسرائيلي يغتال عنصرا لقوة «الرضوان» وكثّف القصف في جنوب
  • عاجل.. رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: القصف الإسرائيلي يقوض فرص السلام
  • سموتريتش يكشف عن مطالب حماس وخطط إسرائيل في غزة