دينا محمود (كابول، لندن)

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: تضرر 43 ألف شخص جراء زلازل أفغانستان والي هيرات يزور المستشفى الميداني الإماراتي

بعد التحسن الملموس الذي طرأ على قيمة العملة الأفغانية خلال الربع الثالث من العام الجاري إلى حد جعلها من بين العملات الأفضل أداءً عالمياً خلال تلك الفترة، أعرب خبراء غربيون عن أملهم، في أن يفضي هذا التطور الإيجابي الذي يبدو نادراً من نوعه في أفغانستان، إلى تعزيز الجهود المبذولة، لتقليص رقعة انعدام الأمن الغذائي هناك.


فالتقديرات تشير إلى أن ما بين 17 و19 مليون أفغاني، يواجهون حالياً مستويات حادة من الجوع، وأن نحو 6 ملايين آخرين، بصدد المعاناة، مما تصفه وكالات إغاثية بـ«مستوى طارئ من انعدام الأمن الغذائي»، وذلك بفعل الصراعات السياسية والعسكرية، والأزمات الاقتصادية والأمنية التي ضربت بلادهم، على مدار العقود الأربعة الماضية.
وأشار الخبراء إلى أن الارتفاع الذي شهدته قيمة العملة المحلية في أفغانستان بنسبة 10% تقريباً، بين شهريْ يوليو وسبتمبر الماضييْن، ساعد على توفير الأموال اللازمة، لاستيراد المواد الغذائية الأساسية مثل القمح، مضيفين أن العملة القوية تُحدث فارقاً كبيراً، وتنقذ الأرواح في بلد يعاني كثير من سكانه الجوع».
وبحسب المحللين الاقتصاديين، يعود تحسن قيمة العملة الأفغانية المعروفة باسم «أفغاني»، إلى تلقي السلطات الحاكمة في كابول، مساعدات خارجية بالعملة الصعبة، من الأمم المتحدة وغيرها من الجهات المانحة الدولية، وذلك بالتوازي مع اتخاذها إجراءات من شأنها، ضبط سوق العملات وسعر الصرف.
وقاد الارتفاع الأخير الذي جاء بعد نحو عامين من انهيار اقتصادي تاريخي عصف بأفغانستان على وقع التقلبات السياسية المتواصلة في أراضيها، إلى أن تحتل «أفغاني» المركز الثالث على قائمة العملات الأفضل من حيث الأداء على مستوى العالم، بعد «البيزو» الكولومبي و«الروبية» السريلانكية. وأشار المحللون إلى أن تنامي قوة هذه العملة، يعزز جهود السلطات الأفغانية، لمواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تجتاح البلاد، وخاصة البطالة، التي تفاقمت معدلاتها، بفعل تقلص الناتج المحلي، بنسبة 20% تقريباً، منذ أغسطس 2021.
ولكن مؤشرات الاستقرار النسبي الحالية على الصعيد الاقتصادي في أفغانستان، لا تنفي أنها لا تزال تُصنّف، بين أفقر ثلاث دول في العالم، وفقا لما نقلته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن بيانات أممية.
كما أن تزايد قوة العملة المحلية، لن يسهم على الأرجح، في تحسين الوضع الإنساني بشكل كبير على الساحة الأفغانية، وذلك على ضوء عجز الأمم المتحدة حتى الآن، عن توفير ما يصل إلى 75%، من الأموال اللازمة، لتقديم المساعدات الإغاثية، للمحتاجين إليها من المواطنين الأفغان.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أفغانستان فی أفغانستان قیمة العملة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الهند والصين وباكستان والتنافس الشرس لكسب ود طالبان

بعد أقل من 4 سنوات من النبذ ​​العالمي لحركة طالبان الأفغانية، ها هي 3 قوى نووية آسيوية كبرى تتنافس بشكل محموم لكسب ودها وتعزيز علاقاتها الدبلوماسية معها على الرغم من عدم اعتراف أي حكومة دولية رسميا بها كحكومة شرعية لأفغانستان.

ومع ذلك، فقد قبلت الصين والهند والإمارات العربية المتحدة رسميا سفراء طالبان في عواصمها، وتقول طالبان إنها تسيّر 39 سفارة وقنصلية أفغانية في أنحاء العالم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوموند تنشر تحقيقا عن حجم الجرحى والقتلى الروس بالحرب في أوكرانياlist 2 of 2انقطاع الكهرباء بجنوب فرنسا والشرطة تحقق في حرائق متعمدةend of list

ويقول تقرير لصحيفة إندبندنت البريطانية إن ثمة تنافسا شرسا بين الهند وباكستان والصين على تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع من كانوا يعتبرون "متشددين إسلاميين".

وتبين مراسلة الصحيفة في آسيا آربان راي أن الصين تضطلع بدور قيادي بارز في تخفيف التوترات بين طالبان وباكستان، الناجمة عن قضايا الإرهاب وترحيل اللاجئين.

وتذكر في هذا الإطار أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي التقى يوم الأربعاء 21 مايو/أيار 2025 بالقائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي ونظيره الباكستاني إسحاق دار، وأعلن وانغ يي أن البلدين "يعتزمان تعزيز علاقاتهما الدبلوماسية وتبادل السفراء في أقرب وقت ممكن"، مضيفًا أن "الصين ترحب بهذا، وهي مستعدة لمواصلة تقديم المساعدة لتحسين العلاقات الأفغانية الباكستانية".

إعلان

ويأتي هذا التطور بعد أن طردت باكستان أكثر من 8 آلاف مواطن أفغاني في أبريل/نيسان الماضي في إطار "خطتها لإعادة الأجانب غير الشرعيين" إلى بلدانهم.

مساعدات هندية للاجئين أفغان عادوا مؤخرًا من باكستان وإيران (الأوروبية)

وفي غضون ذلك، أجرت الهند عقب هجوم بهلغام بكشمير اتصالات سياسية مباشرة مع طالبان، وأعرب وزير خارجيتها س. جايشانكار عن تقديره لإدانة متقي للهجوم الإرهابي الذي وقع في بهلغام في 22 أبريل/نيسان، مما يشير إلى تحول كبير في موقف الهند، وفقا للمراسلة.

وفي يناير/كانون الثاني، التقى وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية فيكرام مسيري بمتقي لمناقشة توسيع العلاقات الثنائية، مع التركيز على المخاوف الأمنية الهندية، وتعزيز التجارة عبر ميناء تشابهار، والاستثمارات الهندية في مشاريع التنمية الأفغانية.

ويشير الخبراء إلى أن هذا الاحتضان غير المتوقع لطالبان من قبل القوى الآسيوية، والذي لم يكن أحد يتصوره حتى العام الماضي، مدفوع بمصالح ذاتية إستراتيجية، منها التنافس الإقليمي على المعادن وجهود مكافحة الجماعات الإرهابية.

ويشير فريد ماموندزاي، سفير أفغانستان في نيودلهي حتى عام 2023، إلى أن المنافسة على أفغانستان "أصبحت أكثر علنية ووضوحًا، وتتزايد متابعتها على المستويات الدبلوماسية العليا".

ويوضح أن "باكستان لا تزال تعتبر أفغانستان محورية في مفهومها للعمق الإستراتيجي"، بينما "تعتبر الصين أفغانستان حيوية لتأمين شينغيانغ، وتوسيع مبادرة الحزام والطريق… والوصول إلى ثرواتها المعدنية غير المستغلة".

أما الهند فيقول إنها "ترى استمرار المشاركة أمرًا أساسيا لمواجهة النفوذ الصيني والباكستاني والحفاظ على الوصول الإستراتيجي إلى آسيا القارية".

لاجئون أفغان مرحّلون من باكستان ينزلون من شاحنة لدى وصولهم إلى مخيم مؤقت بالقرب من حدود البلدين (الفرنسية)

وعلى الرغم من القيود الصارمة التي تفرضها طالبان على حقوق الفتيات والنساء، والتي أدت إلى عزلتها الدولية، صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغاني عبد المتين قناي لصحيفة إندبندنت قائلا "لا شك في هذا الصدد أن الإمارة الإسلامية قد عززت علاقاتها الشاملة مع دول كبرى مثل الصين وروسيا وإيران، وحتى الهند، بما يتماشى مع مصالحها".

إعلان

وأضاف أن وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني ووزير خارجيتها متقي بذلا جهودًا متجددة لإصلاح العلاقات بين أفغانستان وباكستان، وعندما سُئل عما إذا كان هذا فصلًا جديدًا في تاريخ طالبان، أجاب قناي: "نعم، هذا صحيح تمامًا".

وترى حركة طالبان أن هذا الاهتمام المتزايد من جانب القوى الإقليمية يعزز مكانتها الدولية ونفوذها السياسي ومكاسبها الاقتصادية، وعلى الرغم من ذلك فإن نائب وزير الخارجية الأفغاني السابق ناصر أحمد أنديشا يحذر من أن هذا "محكوم عليه بالفشل" على المدى البعيد.

مقالات مشابهة

  •  ضربة الشمس.. العدو الخفي في الصيف الذي يهدد حياتك
  • الأمم المتحدة تدعو إلى فتح جميع معابر قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
  • «الخارجية» تتسلّم البراءة القنصلية من القنصل العام لجمهورية أفغانستان
  • خبراء لغة الجسد يفنّدون رواية ماكرون عن الصفعة التي تلقاها من زوجته
  • الأمم المتحدة: غزة تغرق في المجاعة والمساعدات لا تكفي
  • طالبان تبحث عن موطئ قدم بين حسابات الصين وباكستان المعقدة
  • هل تذكي العملات المهترئة العنف في السوق المحلي؟
  • خبراء ينصحون بفحص الضغط بعد نزيف الأنف
  • الهند والصين وباكستان والتنافس الشرس لكسب ود طالبان
  • كيف تُثقل الضرائب الجديدة كاهل العائلات في أفغانستان؟