“تيج” يبعد عن سواحلنا 870 كم
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
رصد- أثير
أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني التنبيه رقم 3 بشأن الحالة المدارية في بحر العرب “تيج”.
تستمر الحالة المدارية كعاصفة مدارية وتتمركز جنوب غرب بحر العرب، وتبعد عن سواحل سلطنة عمان حوالي 870 كم، وتبعد أقرب كتلة سحب ماطرة مصاحبة حوالي 600 كم (ولاية سدح)، وتشير التوقعات إلى استمرار تحركها غرب شمال غرب نحو سواحل محافظة ظفار والجمهورية اليمنية الشقيقة (محافظة المهرة ( مع فرص تطورها إلى إعصار مداري من الدرجة الأولى خلال 24 ساعة القادمة ، ومن المتوقع ان يبدأ التاثير المباشر على محافظتي ظفار والوسطى مساء يوم الأحد 22 أكتوبر واحتمال عبور مركز الحالة صباح الثلاثاء بين محافظة ظفار واليمن (محافظة المهرة ).
وتتحدد تطورات الحالة لثلاثة أيام كالآتي:
– يوم الأحد 22 أكتوبر:
مستوى الحالة: إعصار مداري من الدرجة الأولى.
سرعة الرياح: من 64- 82 عقدة (128 – 150 كم/س).
يبعد مركز الحالة: 300- 400 كم
نوع التأثير: مباشر على محافظتي ظفار وأجزاء من الوسطى بتدفق السحب الماطرة المصاحبة للحالة.
– يوم الأثنين 23 أكتوبر:
مستوى الحالة: إعصار مداري من الدرجة الأولى مع فرص تحوله إلى إعصار من الدرجة الثانية.
سرعة الرياح: من 64- 88 عقدة (124 – 159 كم/س).
يبعد مركز الحالة: 50- 150 كم
نوع التأثير: مباشر على محافظتي ظفار وأجزاء من الوسطى بتدفق السحب الماطرة المصاحبة للحالة وهطول كميات عالية جدا من الامطار.
– يوم الثلاثاء 24 أكتوبر:
مستوى الحالة: عبور الحالة كإعصار مداري من الدرجة الأولى/ عاصفة مدارية.
سرعة الرياح: من 50- 75 عقدة (92 – 139 كم/س).
نوع التأثير: مباشر على المناطق الواقعة ما بين محافظة ظفار واليمن (محافظة المهرة)، مع تأثر مباشر على محافظتي ظفار والوسطى بالسحب الماطرة الكثيفة.
ونبهت الهيئة بشأن التأثيرات المصاحبة للحالة والتي تشمل:
– أمطار غزيرة إلى شديدة الغزارة تتراوح ما بين 200 – 800 ملم تؤدى لجريان جارف للأودية وفيضانات.
– هبوب رياح تتراوح سرعتها ما بين 50 – 75 عقدة (92 – 139 كم ) تؤدى لتطاير المواد الغير ثابته وسقوط الأشجار.
– ارتفاع موج البحر على سواحل بحر العرب ويصل أقصى ارتفاع للموج 74 أمتار مع فرص لإمتداد مياه البحر إلى المناطق الساحلية المنخفضة والخيران.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
الهويات الترويجية.. تسويق أم انتماء؟
جرت أحاديث كثيرة وكُتبت آراء عدة بعد الإعلان عن الهوية الترويجية لمحافظة ظفار، تحت شعار «ظفار أرض التباشير»، وبين الرأي المؤيد والآخر المعترض نطرح رأينا حول الموضوع بحياد وموضوعية. فالآراء المعترضة ترى بأن هوية ظفار الترويجية هي شجرة اللبان نظرا لمكانتها التاريخية والاقتصادية والثقافية، بينما يرى الطرف الآخر أن «التباشير» تحمل دلالة البشائر، بينما معناها في معاجم اللغة تحيل إلى «الطرائق على الأرض من آثار الرياح، وأوائل كل شيء (لا تستعمل إلا جمعا) تباشير الصباح/ التقدم/ المستقبل/ النهضة».
تعكس الآراء حالة من التفاعل الإيجابي والحرص على تقديم الأفضل للمحافظة وسكانها وزوارها، فلا أحد يشكك في النوايا ولا الاجتهادات التي تقف خلف الهوية الجديدة ولا المعترضين على التسمية، لهذا يستوجب طرح كافة الآراء على منصات الحوار؛ بهدف التوصل إلى صياغة توفيقية تلبي الرغبات وتحقق الأهداف والغايات. لذلك يتوجب طرح مفهوم الهوية الترويجية للنقاش «ظفار أرض التباشير»، والتي أراها هوية مادية تسويقية لا تمس الهوية الثقافية المعنوية القائمة على قيمتي الولاء والانتماء. إضافة إلى أن الهوية «فكرة اخترعتها الحداثة، مثلما خلقت أيضا مقولات السيادة والإقليم والعلم والوطن، والهوية سيرورة من التحول الدائم» (اليزيد بوعروري، الهوية السائلة في المجتمعات المعاصرة: 2022). ولذا فإن الهوية الترويجية تستهدف الآخر الذي قد يكون سائحا أو مستثمرا، مما يعني أنها هي لا تمس الانتماءات ولا القيم، بل تستثمر الماديات كقوة جذب.
إذا سلّمنا بأن الترويج يحمل فكرة التسويق المعلن للعناصر الثقافية والسياحية بهدف خلق قوة جذب في منطقة تشهد طفرة في استقطاب رؤوس الأموال والبناء والتطوير، فإن اللبان يُعد من أهم عناصر الجذب نظرا لقيمته المادية والروحية، فاللبان منتج تجاري حتى وإن أحيطت به القداسة ورفعته الأسطورة. لذلك يتعين إعادة التفكير في توظيف اللبان باعتباره أهم عنصر ترويجي للمحافظة.
لا ننكر أننا نعيش لحظة من التحولات الكبرى التي تستوجب انتهاج طرق مختلفة في التعامل والتفاعل مع المستجدات الراهنة والمستقبلية، بدلا من لعب دور المستهدف وتمثل شعوره، أو التماهي مع أحجار الوادي التي يُخيل للناظر تماسكها وثباتها إلى أن يجرفها السيل.
إننا جزء من العالم الذي تأثر منذ نهاية القرن الماضي بتأثير العولمة والقرية الكونية القائمة على النزعة الاستهلاكية التي تتطلب منا المزيد من تنويع الخيارات والمرونة في التعامل مع أدوات وشروط السوق المهيمن على قرار المجتمعات. وقد وصفت اللحظة الراهنة بالزمن السائل والتي تحتم على الإنسان التفاعل معها بذهنية المؤثر لا المتأثر. ومثلما أسلفنا بأننا جزء من هذا العالم المتأثر بسياسات اقتصادية، فإن المطلوب من المواطن في أي محافظة من المحافظات، المساهمة والعمل على شحذ العزائم لإيجاد مصادر الدخل، والمشاركة مع المؤسسات المعنية لتجاوز المعوقات التي تعترض سبل التحديث والتطوير، والتخلي عن فكرة الهويات البيئية -الحضر، والجبل، والبادية- والتي قد تمثل عناصر هدم وتقوقع وتثبيط همم.
لهذا نراهن على قيمة المواطنة وقوتها في تشكل الوعي المنسجم مع التغييرات المتسارعة على كافة الأصعدة وفي كل الميادين، ولا يمكن مقاومة التغيير إلا بالعلم والعمل. أخيرا نقر بأنه لا ثبات في الحياة فكل شيء قابل للتغير والتمسك بالماديات رهان بائس في عالم يفرض هيمنته وشروطه على الإنسان أي كان موقعه، ولذلك علينا أن نتجنب مصير (أوخيد) بطل رواية التبر للكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني، والذي لم يتحمل تعذيب جمله (الأبلق) واستسلم لأعدائه وقتلوه؛ لأن الأعداء عرفوا نقطة ضعف (أوخيد) المتمثلة في تعلقه المادي في (الأبلق) وتخليه عن الروح التي لا يصل إليها أحد ولا تُستغل ضده.