عبّر مركز إسلامي بارز في ويلز، ببريطانيا، عن أسفه لاستقبال زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر، وتبرأ مما نشره ستارمر حول الزيارة وقال إنها تسيء التعبير عن مجريات الزيارة، وذلك بعد جدل أثارته الزيارة في المجتمع المسلم بسبب موقف ستارمر من الحرب في غزة ودعم إسرائيل.

وكان ستارمر قد أثار غضبا بين مؤيدي فلسطين والمسلمين خصوصا، بعد تصريحات في 11 تشرين الأول/ أكتوبر تحدث فيها حق المطلق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك قطع المياه والكهرباء عن غزة.

كما أثار موقفه في دعم إسرائيل ورفضه تأييد دعوات إطلاق النار انقساما داخل حزبه، مع تحذيرات من فقدانه أصوات المسلمين الذين يصوت 80 في المئة منهم عادة لحزب العمال.

 — Muslim Council Wales (@MuslimWales) October 24, 2023
وبعد زيارة المركز الإسلامي في جنوب ويلز كتب ستارمر عبر حسابه على منصبة إكس (تويتر سابقا): "أنا ممتن للسماع من المجتمع المسلم في المركز الإسلامي في جنوب ويلز".


وأضاف: "لقد كررت دعواتنا لإطلاق سراح الرهائن، ودخول المزيد من لمساعدات الإنسانية إلى غزة، وإعادة تشغيل إمدادات الماء والكهرباء، وتجديد التركيز على حل الدولتين".

وقال: "لقد تمت مساءلتي من الأعضاء، وكنت مهتما جدا بالاستماع لألمهم والرعب بسبب معاناة المدنيين في غزة".

وزعم ستارمر أنه "لم يكن من وجهة نظري مطلقا أن إسرائيل لديها الحق في قطع الماء والطعام الوقود أو الأدوية. يجب اتباع القانون الدولي".

وقد أعادة معلقون نشر تصريحات ستارمر في 11 تشرين الأول/ أكتوبر، ضمن مقابلة مع إذاعة "إل بي سي".

وحمّل ستارمر السياسيين في العالم مسؤولة "الأزمة" الحالية بسبب فشلهم على مدى عقود وقال: "لا نريد أن نرى مزيدا من فقدان أرواح الأبراء، الإسرائيليين والفلسطينيين"، وفق قوله ستارمر.

غضب.. ورد المركز

وقد أثارت زيارة ستارمر للمركز دون تغيير جوهري في مواقفه؛ غضبا في صفوف المسلمين، ما دعا المركز لتوضيح موقفه.

وقال المركز في بيان: "نحن في المركز الإسلامي في جنوب ويلز نود أن نوضح موقفنا على ضوء زيارة كير ستارمر، زعيم المعارضة وحزب العمال"، مشيرا إلى "بواعث قلق جدية أثيرت من قبل مجتمعاتنا" بشأن الزيارة.

وعبّر المركز، وهو من أقدم المساجد في ويلز، عن أسفه لاستقبال ستارمر، وقال: "نعتذر عن الأذى والارتباك الذي تسببت به هذه الزيارة. قوتنا في وحدتنا، ونحن مدركون أن هذه الزيارة أضعفت وقوّضت وحدتنا".

وأشار المركز إلى أنه يهتم بالانخراط مع السياسيين وقادة المجتمع، وقال إن الهدف من استقبال ستارمر كان "التعبير عن بواعث قلق المجتمع المسلم بشأن معاناة الفلسطينيين، ولذلك استضفنا فعالية للنواب المحليين حول هذه القضية، وأما إبلاغنا بحضور كير ستارمر فكان قبل وقت قصير".


وأوضح المركز أنه كان "هناك نقاش قوي وصريح عكس ما تشعر به المجتمعات المسلمة في هذا الوقت. أعضاء مجتمعنا واجهوا كير حول تصريحاته التي أدلى بها حول حق الحكومة الإسرائيلية في قطع الطعام والكهرباء والماء عن غزة، ودعم جرائم الحرب، إلى جانب فشله في الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار".

لكن المركز اعترف بأن مخرجات اللقاء "للأسف وضعت المركز الإسلامي في جنوب ويلز والمجتمع المسلم الأوسع في موقع الذم".

وعبّر المركز عن انزعاجه إزاء ما نشره ستارمر على وسائل التواصل الاجتماعي حول الزيارة، وقالت إن الصور التي نشرها ستارمر "تسيء التعبير بشدة عن المجتمعين وطبيعة الزيارة".

وختم المركز بيانه بالقول: "نؤكد وبشكل مطلق على الحاجة لفلسطين حرة. ونحث كل الذين يملكون سلطة سياسية للتمسك بالقانون الدولي وإنهاء احتلال فلسطين".

من جانبه، هاجم الصحفي البريطاني أوين جونز؛ ستارمر، ووصف ما جرى بـ"الفضيحة". وقال الصحفي المؤيد لفلسطين: "بينما تدعم جرائم الحرب وترفض حتى الدعوة لإطلاق النار، قيادة حزب العمال تؤكد  تقديرها للمسلمين البريطانيين كأصوات انتخابية وليس أي شيء آخر".

وأثارت سلسلة مواقف قيادة حزب العمال غضبا داخل الحزب، فإضافة إلى دعم إسرائيل بشكل مطلق، حذر الحزب أعضاءه في المجالس المحلية من المشاركة في التظاهرات المؤيدة لفلسطين، وهو ما دعا هؤلاء الأعضاء لإرسال رسالة لستارمر يحذرونه فيها من نتائج سياساته بشأن حرب غزة؛ على وحدة الحزب قد تقود لاستقالات جماعية.

من جهته، أعلن "مركز العدالة الدولية للفلسطينيين" (ICJP) ملاحقة ستارمر مع سياسيين ومسؤولين بريطانيين آخرين أمام المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بالتواطؤ والتحريض على جرائم حرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حزب العمال إسرائيل فلسطين المسلمين بريطانيا إسرائيل فلسطين حزب العمال المسلمين سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نجل الرئيس الراحل محمد مرسي يدخل في إضراب كلي.. وأسرته تندد بحرمانه من الزيارة والعلاج

أعلنت أسرة المحامي المعتقل أسامة مرسي، نجل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، دخوله في إضراب كلي عن الطعام منذ نحو أسبوعين، احتجاجاً على استمرار حرمانه من الزيارة والعلاج والتريض، وعزله التام عن العالم الخارجي، بما في ذلك منعه من التواصل مع باقي السجناء.

وقالت الأسرة، في بيان لها، إن أسامة "يعاني من ظروف احتجاز قاسية وممنهجة منذ اعتقاله في كانون الأول/ ديسمبر 2016، دون مراعاة لأدنى المعايير القانونية أو الحقوقية"، لافتة إلى أن السلطات الأمنية ما زالت تمنع عنه الزيارة بشكل كلي منذ لحظة اعتقاله، رغم صدور تصاريح رسمية تتيح لأسرته ودفاعه زيارته.

تدوير جديد رغم قرب انتهاء العقوبة
وكان أسامة مرسي قد حُكم عليه في وقت سابق بالسجن عشر سنوات في قضية اتُّهم فيها بـ"التحريض على العنف"، وكان من المفترض أن ينهي فترة عقوبته العام المقبل. 

غير أن السلطات أعادت تدويره في قضية جديدة تحمل رقم 1096 لسنة 2022 أمن دولة عليا، وأحالته إلى المحاكمة الجنائية في آذار/ مارس الماضي، إلى جانب نحو 70 متهماً آخر، من بينهم المحامي الحقوقي المعروف أسامة بيومي، وعدد من الفتيات.

وتتضمن القضية اتهامات مكرّرة درجت النيابة المصرية على توجيهها في قضايا سابقة، من بينها: "التحريض على العنف، والانضمام إلى جماعة محظورة، ونشر أخبار كاذبة، والمشاركة في تجمعات غير مصرح بها، وحيازة منشورات، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض تحريضية".

وتؤكد أسرة مرسي أن نجلها، الذي ظل قيد الحبس الانفرادي طوال سنوات، تم تدويره في القضية الجديدة رغم أنه لم يكن طرفاً في أي أنشطة، بحكم وجوده رهن الاحتجاز.

تدوير ممنهج لمعتقلين سبق إخلاء سبيلهم
وتشمل القضية عدداً من المعتقلين السياسيين الذين جرى تدويرهم عقب صدور قرارات قضائية بإخلاء سبيلهم في قضايا أخرى، وأبرزها القضية رقم 1530 لسنة 2019 أمن دولة عليا، وهو ما يطرح تساؤلات واسعة حول قانونية استمرار حبسهم، وجدّية السلطات في احترام القرارات القضائية.

ويواجه المحالون للمحاكمة في هذه القضية مجموعة من التهم الفضفاضة، التي تشمل "الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون، وتمويلها، والتحريض على العنف، وتنظيم تجمعات غير مصرح بها، ونشر أخبار كاذبة، وحيازة منشورات تحريضية".


شكاوى متكررة من الانتهاكات وسوء المعاملة
وفي جلسة محاكمته بتاريخ 12 آب/ أغسطس 2017، كشف أسامة مرسي أمام هيئة المحكمة أن إدارة السجن مزّقت تصاريح الزيارة الخاصة بأسرته، ومنعتهم من الدخول، مشيراً إلى أنه يعيش في عزل تام منذ أكثر من 9 أشهر، ومحروم من التريض، والزيارات، وحتى العلاج رغم معاناته من قرحة في المعدة.

وقال أسامة للقاضي: "أنا ممنوع من الصلاة.. قلت لهم إذا كنتم لا تعلمون، فأنا مسلم وأريد أن أصلي، لكن إدارة السجن تمنعني حتى من ذلك".

كما ندد بتجاهل النيابة العامة لهذه الوقائع المتكررة، رغم تقديم بلاغات رسمية وشكاوى موثقة، وهو ما يعتبره مراقبون "تكريساً لثقافة الإفلات من العقاب داخل منظومة العدالة المصرية".

وكان تدوير أسامة مرسي ضمن سياق أوسع يستهدف المحامين والنشطاء الحقوقيين الذين يدافعون عن المعتقلين السياسيين، حيث تتكرر الاتهامات نفسها بحقهم، من دون وجود أدلة موثوقة، وفي محاكمات يغيب عنها الحد الأدنى من ضمانات العدالة والنزاهة.

ويؤكد حقوقيون أن هذه السياسة باتت تُستخدم كوسيلة لترهيب المجتمع المدني، وتعطيل أي نشاط قانوني أو إعلامي يفضح الانتهاكات داخل السجون.

مطلب بالإفراج الفوري والتحقيق
وتطالب أسرة نجل الرئيس الراحل بالإفراج الفوري عن أسامة مرسي وجميع المحبوسين تعسفياً في القضية، داعية إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتقصي أوضاع المعتقلين، والانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها، وعلى رأسها الحرمان من الزيارة والعلاج، والحبس الانفرادي طويل الأمد، ومنع التواصل مع الدفاع.

وتشير منظمات حقوقية إلى أن قضية أسامة مرسي لم تعد مجرد ملف فردي، بل رمز لحالة أوسع من القمع السياسي وتدهور سيادة القانون في مصر، في ظل غياب أي أفق لإصلاح حقيقي في منظومة العدالة الجنائية.

مقالات مشابهة

  • نجل الرئيس الراحل محمد مرسي يدخل في إضراب كلي.. وأسرته تندد بحرمانه من الزيارة والعلاج
  • إسرائيل تشن هجوما على عدة أهداف بالحديدة في اليمن
  • استطلاع: نحو 55% من البريطانيين غير راضين عن حكومة كير ستارمر
  • رئيس ليبيريا يعتذر لمواطنيه عن الحربين الأهليتين
  • دين هويسن يعتذر لجماهير ريال مدريد بعد طرده أمام دورتموند
  • رئيس ليبيريا يعتذر لمواطنيه.. تعرف إلى السبب
  • رئيس إفريقي يعتذر لمواطنيه عن حربين قتل بهما ربع مليون شخص
  • السعودية تعتمد شروطًا جديدة لتأشيرات الزيارة العائلية لليمنيين
  • بريطانيا... «العمال» في العام الأول
  • إسرائيل تعلن تقديم مساعدات إضافية إلى كييف