الضبط المالي والإداري مفتاح النمو والازدهار
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
يمثل الفساد المالي والإداري خطرا حقيقيا على بنيان الدول ويقوّض أُسس تطورها واستقرارها، حيث يُبدد الموارد والطاقات ويعطّل جهود التنمية ويغلق أبواب الاستثمار ويعوق الابتكار وتكافؤ الفرص، لذلك تعمل الدول على محاربته حماية لحاضر الأوطان ومستقبلها.
وفي مسار تحقيق مستهدفات رؤية «عُمان 2040» التي تُولي أهمية لتعزيز الحوكمة الرشيدة وضمان كفاءة الإنفاق، تنتهج سلطنة عمان سياسات صارمة لضبط إدارة المال العام وترسيخ مبادئ الحوكمة ومكافحة الفساد المالي والإداري باعتبارها ركيزة أساسية في نهجها التنموي، وسبيلا لضمان الشفافية والنزاهة في العمل المؤسسي.
ويعكس التقرير الصادر عن الجهاز لعام 2024م حجم الجهد الرقابي المبذول، وتوسع نطاقه، حيث نُفذت 225 مهمة رقابية نتج عنها 172 تقريرا أُبلغت بنتائجها الجهات المعنية، وهو ما يشير إلى الفاعلية الرقابية المؤسسية في تفعيل أدوات المساءلة، ويؤكد على التزام سلطنة عمان بتطبيق معايير الرقابة المالية ومكافحة الفساد.
واللافت في التقرير نجاح جهاز الرقابة في تعميق تواصله وتفاعله مع المجتمع، كونه شريكا في العمل الرقابي حيث جرى التعامل مع 1378 شكوى وبلاغا تتعلق بمخالفات مالية وإدارية وسوء استغلال السلطة وسلامة إسناد المناقصات، وقد تم الانتهاء من فحص 90% منها، مما يجسد أهمية المشاركة المجتمعية والاستجابة السريعة والفعالة تجاه ملاحظات الرأي العام.
إن هذه الأرقام مؤشرات حقيقية لاتساع نطاق الرقابة وتطور منظومة الحوكمة في سلطنة عمان، إذ إن التعامل مع هذا الكم من البلاغات والشكاوى يكشف عن بيئة رقابية نشطة وشفافة تشرك المواطنين في مسؤولية حماية المال العام، وتشجّع على ثقافة الإبلاغ عن مواطن الخلل عبر قنوات رسمية تضمن السرية والنزاهة ووفقا للقانون.
ويحرص جهاز الرقابة على بث التوعية من منطلق إدراكه أن الشفافية والنزاهة لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال الارتقاء بوعي الأفراد والمؤسسات، وترسيخ ثقافة الحفاظ على المال العام وحرمة التعدي على مكتسبات الوطن.
إن نتائج التقارير الرقابية كفيلة بتعزيز أداء الجهاز الإداري للدولة، وتحسين جودة الخدمات العامة ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي، وضمان استثمار الموارد المالية بعيدًا عن الهدر وسوء الإدارة.
هذه الشفافية تبث الطمأنينة في بيئة الأعمال والاستثمار وتمنح المزيد من الأمان والجاذبية والتنافسية.. وتجعل من الانضباط المالي أولوية قصوى في سياق رؤية متكاملة تعزز ثقة المواطنين والمستثمرين في كفاءة الجهاز الحكومي ونزاهته، وترسخ مقومات دولة المؤسسات والقانون، بما يخدم مسار التنمية الشاملة والمستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المال العام
إقرأ أيضاً:
العاشر من رمضان تواصل حملات النظافة والتجميل لرفع كفاءة الخدمات
يواصل جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان برئاسة المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، والمشرف على جهاز حدائق العاشر، تنفيذ حملاته اليومية المكثفة في مختلف الأحياء السكنية والمناطق الخدمية، بهدف رفع كفاءة منظومة النظافة والتجميل وتحقيق بيئة عمرانية نظيفة وآمنة ومستدامة.
في إطار توجيهات وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بضرورة الحفاظ على المظهر الحضاري للمدن الجديدة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأكد المهندس علاء عبد اللاه مصطفى أن خطة العمل الحالية تعتمد على تكثيف حملات النظافة والتجميل بشكل يومي ومستمر، مع توزيع المعدات والعمالة على المناطق الأكثر احتياجًا، لضمان رفع المخلفات أولًا بأول والحفاظ على المظهر الجمالي للشوارع والميادين والمناطق السكنية.
وأوضح أن الجهاز يعمل وفق خطة متكاملة تشمل تطوير الخدمات العامة وتحسين البيئة العمرانية، بما يواكب الطفرة التنموية التي تشهدها الدولة في جميع المدن الجديدة.
وشهدت الأحياء الرابع والثاني عشر وحي الأندلس خلال الأيام الأخيرة تنفيذ عدد من الحملات الميدانية المكثفة، شملت أعمال الكنس الآلي واليدوي للشوارع والطرق الرئيسية والفرعية، ورفع مخلفات الردش الناتجة عن أعمال البناء والصيانة داخل المجاورات السكنية، إلى جانب إزالة التراكمات من نقاط التجميع ونقلها إلى المقالب العمومية.
كما شملت الحملات أعمال تجميل وتشجير وتقليم الأشجار، وتنظيف الأرصفة والميادين العامة، بما يعزز من المظهر الحضاري للمدينة ويمنحها طابعًا جماليًا مميزًا.
وأضاف رئيس الجهاز أن إدارة النظافة والتجميل قامت كذلك بأعمال رش وتعقيم صناديق القمامة ونقاط التجميع، في إطار حرص الجهاز على الحفاظ على الصحة العامة ومنع انتشار أي مسببات للتلوث أو الروائح غير المرغوبة، مشيرًا إلى أن الجهاز يولي اهتمامًا خاصًا بسلامة البيئة وتطبيق معايير النظافة المستدامة في جميع الأحياء والمناطق الصناعية والخدمية.
وأوضح أن هذه الحملات تأتي تنفيذًا لتكليفات وزارة الإسكان برفع كفاءة الخدمات داخل المدن الجديدة، وتحقيق التكامل بين الجهود الخدمية والتنموية، مؤكدًا أن الهدف ليس فقط إزالة المخلفات وتحسين المظهر العام، بل إنشاء منظومة متكاملة للنظافة تعتمد على التخطيط المسبق والمتابعة المستمرة لضمان استدامة الجهود ورفع مستوى الوعي البيئي لدى المواطنين.
وأشار المهندس علاء عبد اللاه مصطفى إلى أن جهاز المدينة يعمل بالتنسيق مع إدارات الأحياء المختلفة والأجهزة الأمنية والإدارات الخدمية الأخرى، لتنفيذ حملات شاملة تشمل رفع الإشغالات والتعديات، وتنظيم الأسواق، والحفاظ على انسيابية الحركة المرورية، بما يعكس الصورة الحضارية التي تليق بمدينة العاشر من رمضان كواحدة من أكبر المدن الجديدة وأكثرها تنظيمًا في مصر.
وأكد أن الجهاز يتابع بشكل دوري أداء شركات النظافة والتجميل المتعاقدة مع المدينة، للتأكد من التزامها الكامل ببنود التعاقد وجودة الخدمات المقدمة، مشيرًا إلى أنه يتم اتخاذ الإجراءات القانونية الفورية تجاه أي تقصير أو إهمال في الأداء.
كما وجّه رئيس الجهاز بضرورة تكثيف أعمال المتابعة الميدانية من قِبل مسؤولي الأحياء والتجميل لرصد أي ملاحظات والعمل على تلافيها فورًا.
واختتم رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان تصريحاته بالتأكيد على أن الجهاز ماضٍ في خطته الطموحة لتطوير المدينة ورفع كفاءة البنية الأساسية والخدمات البيئية، بالتوازي مع أعمال التنمية والتوسّع العمراني الجارية في مختلف المناطق، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي تنفيذًا لرؤية الدولة نحو بناء مدن حضارية عصرية تراعي معايير الجمال والاستدامة وتوفر حياة كريمة للمواطنين.
مصرع شاب صعقا بالكهرباء فى حوش عيسى بالبحيرة