المرسل البلجيكي في القدس الأب فرنس بووين: لم يبق لدينا سوى الصلاة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال الكاهن البلجيكي من الآباء البيض فرانس بوين، والمقيم في القدس منذ أكثر من خمسين عامًا إن الجماعات المسيحية المحلية ترفع الصلوات على نية السلام في الأرض المقدسة.
"نشعر أننا عاجزون تمامًا، ولم يبق لدينا سوى الصلاة" بهذه الكلمات شاء الأب بووين أن يعبر عن الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في الأرض المقدسة في خضم الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس والآخذ بالتفاقم يوما بعد يوم، موضحا أن الجماعات المسيحية تشارك في مبادرات الصوم والصلاة في أعقاب تجدد أعمال العنف في المنطقة التي ولد فيها السيد المسيح وعاش ومات وقام من الموت.
وتوقف الكاهن البلجيكي بعدها عند النداء الذي أطلقه بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا خلال الأيام القليلة الماضية، باسمه الشخصي وباسم جميع البطاركة والأساقفة في الأرض المقدسة، داعيًا إلى يوم صوم وصلاة على نية السلام في المنطقة، موضحا أن هذا النداء لقي تجاوبًا كبيرًا في مختلف الرعايا والأديرة. ولفت إلى أن الأمر لا يقتصر على الكاثوليك وحسب، إذ إن باقي الكنائس المسيحية في القدس ترفع الصلوات على النية نفسها، مع أنه من الصعب أن ندرك مدى تفاعل الجماعات المسيحية في الأراضي الفلسطينية مع هذا النداء لأنه في العديد من المناطق تفرض قيود على تحركات الأشخاص بسبب حواجز التفتيش الإسرائيلية، كما أن التجمعات الكبرى باتت صعبة في ظل الأوضاع الراهنة. وأضاف أن البابا فرنسيس رحب بمبادرة بطريرك القدس للاتين، كما فعلت العديد من الكنائس حول العالم، مشيرا إلى أن هذا الأمر يشكل مصدر تشجيع للجماعات المسيحية المحلية.
الأب بووين، الملتزم منذ عقود في الحوار المسكوني الهادف إلى تعزيز وحدة المسيحيين، أكد أن الجماعات المحلية تعيش اليوم مرحلة من الترقب المرفق بالقلق والخوف حيال كل ما يمكن أن يحصل في الأيام المقبلة، خصوصا مع التوغل البري الإسرائيلي المحتمل داخل قطاع غزة. ولفت في هذا السياق إلى أن شوارع مدينة القدس العتيقة خالية تقريبًا من المارة، إذ إن الناس باتوا يغادرون بيوتهم عند الحاجة القصوى فقط. هذا بالإضافة طبعًا إلى غياب الحجاج تمامًا عن القدس.
في معرض حديثه عن المبادرات التي تطلقها الكنائس المحلية لصالح السلام، ذكّر المرسل البلجيكي بأن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس أطلقوا نداءات عديدة مطالبين بوقف دوامة العنف وبعدم التعرض للمدنيين، وهذه الدعوة – تابع يقول – أطلقها أيضا البابا في أكثر من مناسبة وبطريقة لا لبس فيها، لافتا إلى أن كل الانتقادات التي توجَّه إلى سياسة الكرسي الرسولية تبدو مجحفة وبعيدة عن الواقع.
بعدها عبر الأب بووين عن صدمته حيال العنف الذي شهدته المنطقة، مضيفا أنه لا بد من التنديد بالهجوم الوحشي الذي شنه مقاتلو حماس ضد المدنيين الإسرائيليين، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الرد الإسرائيلي، الذي هو دفاع مشروع عن النفس، عليه أن يحترم أرواح الأشخاص الأبرياء، لا سيما مليونين ومائتي ألف مدني يقيمون من القطاع، نصفهم أطفال، والجزء الأكبر منهم لا يتماهى مع حماس. ختاما ذكّر الكاهن البلجيكي بالمسؤولية الكبيرة الملقاة اليوم على عاتق الجماعة الدولية المدعوة إلى مساعدة الطرفين في البحث عن حل لهذا الصراع.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس السيامة الكهنوتية للشماس مينا زكي
ترأس مساء امس، غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، قداس السيامة الكهنوتية للشماس الإكليريكي مينا زكي، باسم الأب مينا، وذلك بكنيسة السيدة العذراء مريم، بغيط العنب، بالإسكندرية.
شارك في الصلاة القمص أنطونيوس غطاس، وكيل عام بطريركية الأقباط الكاثوليك، والقمص لويس نصحي، الوكيل البطريركي، والأب ميشيل شفيق، راعي الكنيسة، والأب روماني فوزي، عميد الكلية الإكليريكية، بالمعادي، وعدد من الآباء الكهنة، والرهبان والراهبات.
وألقى الأب البطريرك عظة الذبيحة الإلهية شارحًا في بدايتها طقس السيامة الكهنوتية، مؤكدًا أن الدرجة الكهنوتية هي من أجل خدمة الله، والآخرين، وأخذ ما هو من الله، لخدمة شعبه، قائلًا: الكنيسة في أشد الحاجة إلى الدعوات الرهبانية، والكهنوتية.
وأوضح صاحب الغبطة أن الكاهن له ثلاثة أدوار هامة وأساسية وهي: التعليم، وتقديس شعبه بنعمة الله، والقيادة على مثال المعلم الأعظم، والراعي الصالح، ربنا يسوع المسيح الذي يقول "وَلكِنِّي أَنَا بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدُمُ".
وشدد غبطة البطريرك أن الكاهن الذي يُبالغ في إظهار نفسه، وإظهار مواهبه، ويجعل الناس تتحدث عنه باستمرار، فهذا يعني أنه يقف عائقًا أمام عمل النعمة (عمل نعمة الله).
القيادة الي المسيحوأضاف بطريرك الأقباط الكاثوليك: آباء الكنيسة دائمًا يعلمونا قائلين: قودوا الناس إلى المسيح، لأن الدور الأساسي للكاهن، والخادم، ومعلم التربية الدينية، والمكرسين والمكرسات، هو قيادة الشعب إلى المسيح، وليس إلى ذواتهم.
واستكمل غبطة البطريرك تأمله قائلًا: الكاهن مدعو من خلال خدمته، وصلاته، وأفعاله، وأقواله أن يعبر عن مشاعر المسيح، الذي دعاه أن يكون خادمًا له، ولشعبه.
وفي ختام كلمة العظة، تحدث الأب البطريرك حول أربع نقاط اساسية وهامة في حياة الكاهن، والمكرسين والمكرسات، وأبناء الله بصفة عامة وهي:
١- الكاهن عليه أن يكون قريبًا من الله، محذرًا من خطورة أن تكون الأنشطة الرسولية بدون روحانية.
٢- علاقه الكاهن بالأسقف القائمة على المحبة، والاحترام، والطاعة للكنيسة، لأنه بدون الشركة الكنسية لا توجد كنيسة.
٣- الصداقة الكهنوتية بين الكاهن، وإخواته الكهنة التي يجب أن تكون صداقة بناءة، تقوم على التوجيه، والصلاة، والثقة المتبادلة، والنصيحة الصادقة.
٤- أن يحمل الكاهن في قلبه، وحياته تجاه شعبه مشاعر الرب يسوع وهي مشاعر: المحبة، والرحمة، وطول الأناة، والصبر، والشجاعة والسخاء.
كذلك، وجه بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك رسائل ونصائح خاصة إلى الأب المحتفى به، حتى يكون كاهنًا حسب قلب الرب يسوع، الكاهن الأعظم.
وعقب كلمة العظة، أقيمت مراسم السيامة الكهنوتية للأب مينا زكي، الذي ألقى كلمة في ختام القداس الإلهي قدم فيها كلمات الشكر والتقدير والامتنان إلى الرب الذي رافقه خلال فترة دراسته، بالكلية الإكليريكية، بالمعادي، شاكرًا أيضًا غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، وجميع الكهنة، والمشاركين في الاحتفال، معبرًا عن امتنانه لجميع من رفقوه خلال مسيرته التكوينية، خاصة عائلته، وأسرة الكلية الاكليريكية.
وبهذه المناسبة، يهنئ المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر، الأب مينا زكي، كما يتمنى له خدمة ورسالة مثمرة في حقل الرب، بمعونة وإرشاد الروح القدس.