عواصم - الوكالات

تظاهر عشرات الآلاف في عدد من المدن الأوروبية وأستراليا لإظهار الدعم للفلسطينيين بعد أن وسع الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي وهجومه البري على قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة.

ولم يكتف المشاركون فى تلك المسيرات الداعمة للفلسطينيين بالتعبير عن تأييدهم فقط، وإنما أصبحوا يمارسون ضغوطا على حكوماتهم لتخليها عن الانحياز الأعمى لتل أبيب والمطالبة على الأقل بوقف إطلاق النار فى غزة.

واحتشد مئات الآلاف من الأشخاص من جنسيات مختلفة حول العالم للتعبير عن دعمهم للفلسطيين الذين يواجهون حربا وحشية من الاحتلال الإسرائيلى.

 

وكانت واحدة من أكبر المسيرات فى العاصمة البريطانية لندن، حيث أظهرت صورا جوية حشود كبيرة تسير صوب وسط المدنية لمطالبة حكومة ريشى سوناك بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.

ونقلت وكالة رويترز عن واحدة من المشاركين فى احتجاجات لندن قولها إن القوى العظمى المعنية لا تقوم بما يكفى فى الوقت الراهن، هذا هو سبب وجودنا هنا، إننا ندعو إلى وقف إطلاق النار وتطالب بالحقوق الفلسطينينة، حق الوجود والحياة وحقوق الإنسان وحقوقنا جميعا.. وأكدت المحتجة كاميلا ريفولتا أن الأمر لا يتعلق بحماس وإنما يتعلق بحماية أرواح الفلسطينيين.

وقدرت الشرطة عدد المشاركين فى المسيرة ما بين 50 إلى 70 ألف.

 وذكرت رويترز أنه بينما كان هناك دعما قويا وتعاطفا مع إسرائيل من جانب الحكومات الغربية والعديد من المواطنيين فى الغرب فى أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، إلا أن الرد الإسرائيلى أثار حالة من الغضب خاصة فى الدول العربية والإسلامية.

وفى أوروبا، سار الناس فى شوارع كوبنهاجن بالدنمارك وروما بإيطاليا واستوكهولم بالسويد. وكانت بعض المدن فى فرنسا قد منعت المسيرات منذ بداية الحرب خوفا من أن تؤدى إلى إشعال التوترات الإجتماعية، لكن بالرغم من الحظر فى باريس، تم تنظيم مسيرة صغير أمس السبت، كما سار عدة مئات من الأشخاص فى مدينة مارسيليا الجنوبية.

 وفى العاصمة النيوزيلندية ويلينجتون،  توجه الآلاف من الأشخاص الذين يحملون الأعلام الفلسطينية واللافتات المكتوب عليها "حرروا فلسطين" نحو مبنى البرلمان.

مظاهرات مؤيدة لفلسطين

وفى مدينة بلفاست، شارك نحو 3 آلاف محتج فى تجمع فى مركز المدينة تم تنظيمها من قبل حملة التضامن مع فلسطين بإيرلندا أمس السبت. وشارك فى التجمع عددا من السياسيين من الأحزاب المختلفة.

 وفى الولايات المتحدة ، شهدت بعض المدن مسيرات دعم الفلسطينيين، منها مسيرة خارج بورصة نيويورك يوم الخميس الماضى. وقبلها سار آلاف اليهود الأمريكيين وحلفائهم فى الكابيتول هيل، وحملوا الأعلام الفلسطينية واحتشدوا لدعم الحقوق الفلسطينية، وتم تنظيم هذا الحدث من قبل الصوت اليهودى من أجل السلام وIfNotNow، وهما من أكبر المجموعات اليهودية الأمريكية التى تدعو إلى حل عادل وسلمى للصراع الإسرائيلى الفلسطيني.

وانطلقت بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية مسيرة حاشدة في مدينة باترسون، وجاءت المظاهرات اعتراضًا على تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتهجير غزة من أهلها، وأصحاب الأرض الأصليين.

مظاهرات 

وكان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قد قال إن العملية الإسرائيلية في قطاع غزة وتأثيرها على المدنيين سوف يقوض من الدعم العالمي لإسرائيل.

وأشار أوباما في مقال كتبه على موقع "ميديوم"، إن الدعم العالمي لإسرائيل بدأ يتآكل ويتراجع بقوة بسبب ممارساتها العنيفة  في غزة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هدنة الـ 60 يومًا.. هل يُمكن لغزة التنفس أخيرًا؟

غزة «عُمان»- بهاء طباسي: في غزة، لا تُقاس الليالي بساعاتها، بل بعدد الغارات التي تمرّ، وعدد الأرواح التي تُزهق، وعدد الأطفال الذين ينامون خائفين من ألا يستيقظوا. لكن في إحدى تلك الليالي الممتدة بالصمت المفخخ، انتشر خبر كسر جدار الصدمة: الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يقترب من إعلان هدنة وشيكة في القطاع.

ومض الهدوء ليست هذه الهدنة الأولى التي تُطرح، ولكنها تحمل طابعًا غير مسبوق، من حيث الرعاية المباشرة من واشنطن، والآلية الزمنية المحددة بستين يومًا، والأبعاد الإنسانية والسياسية التي تلتف حولها. لوهلة، بدا أن العالم توقف ليتأمل غزة لا كأرض للموت، بل كأرض للفرصة.

المقترح الذي تنوي واشنطن إعلانه رسميًا بعد غدٍ الاثنين، يأتي وسط تصاعد غير مسبوق في الدمار والخسائر البشرية، وهو محاولة لإعادة ضبط إيقاع الكارثة المستمرة منذ أكثر من عشرين شهرًا. ومع ذلك، تتزاحم الأسئلة في الشارع الغزي قبل النخب: هل هي هدنة حقيقية أم مجرّد استراحة أخرى في مذبحة طويلة؟

في هذا التقرير، ترصد «عُمان» تفاصيل المقترح الأمريكي، والمواقف المتباينة بين إسرائيل وحماس، ونستعرض ملامح التفاؤل الحذر بين أبناء غزة، من خلال شهادات حيّة ومواقف سياسية وآراء تحليلية قد ترسم ملامح الأيام القادمة.

تفاصيل المقترح

يستند مقترح هدنة الستين يومًا، الذي من المتوقع أن يعلن عنه ترمب شخصيًا، إلى مجموعة من البنود المتداخلة التي تهدف إلى تثبيت تهدئة أولية يمكن البناء عليها لاحقًا.

أبرز هذه البنود هو الإفراج عن عشرة محتجزين إسرائيليين في اليوم الأول من الهدنة، بالتزامن مع انسحاب جزئي لقوات الاحتلال من مناطق شمال قطاع غزة. في اليوم السابع، يتم تسليم جثامين خمسة من المحتجزين، يليها انسحابات إضافية من الجنوب.

المقترح يُلزم إسرائيل بتقديم قوائم واضحة بالأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ 7 أكتوبر 2023، في حين تتعهد حركة حماس بتقديم معلومات شاملة حول بقية المحتجزين في اليوم العاشر، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا.

المهم في هذا المقترح ليس فقط بنوده، بل التوقيت، واللهجة التي رافقته. إذ بدا واضحًا أن الولايات المتحدة، عبر ترمب، تحاول استعادة زمام المبادرة بعد أشهر من صمت دولي مريب.

كما تضمن المقترح بنودًا حول إدخال المساعدات الإنسانية وفقًا لاتفاق يناير السابق، بمشاركة الأمم المتحدة والهلال الأحمر، ما يعيد فتح نافذة الأمل للمدنيين في غزة.

الاتفاق لا يُلزم إسرائيل بوقف دائم للحرب، لكنه يفتح الباب أمام مفاوضات خلال فترة الهدنة، وسط ضمانات من مصر وقطر والولايات المتحدة لتسيير هذه العملية السياسية الحساسة.

تهديدات صلبة

ما إن أعلن ترمب مقترحه عبر منصته «تروث سوشيال» حتى خرج بنيامين نتنياهو بتصريحات نارية لا تخلو من التناقض. قال بحدة: «لن تكون هناك حماس. لن تكون هناك حماسستان. لقد انتهى الأمر».

لكن خلف هذه اللهجة التصعيدية، تقبع مواقف أكثر مرونة من بعض أعضاء الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل، ممن يدركون أن استمرار الحرب دون مخرج سياسي قد يُكلف تل أبيب أكثر مما يمنحها.

كما أن الجناح الأمني الإسرائيلي بدأ يظهر مؤشرات قبول بالمقترح، خصوصًا مع وعود الولايات المتحدة بإبقاء حماس تحت الضغط خلال الهدنة، واستمرار المفاوضات بشأن صفقة التبادل النهائية.

المعضلة الأساسية التي تواجه نتنياهو هي حكومته اليمينية المتطرفة، التي ترى في أي هدنة تنازلًا لحماس، حتى ولو كان مؤقتًا. شخصيات مثل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش يهددان بإسقاط الحكومة إذا تم تمرير الاتفاق.

إلا أن الضغوط الدولية، والخسائر الإسرائيلية المتصاعدة في غزة، قد تدفع نتنياهو للتفكير بجدية في القبول المؤقت، على أمل إعادة التموضع لاحقًا.

حماس والمشاورات من جانبها، لم تصدر حماس ردًا نهائيًا بعد، لكنها أصدرت سلسلة بيانات مساء الخميس الماضي، تؤكد فيها أنها تتعامل مع المقترح بمسؤولية، وتُجري مشاورات وطنية مع الفصائل الفلسطينية كافة.

قالت في بيان رسمي: «إننا نتعامل بمسؤولية عالية، ونُجري مشاورات وطنية لمناقشة ما وصلنا من مقترحات الإخوة الوسطاء من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب وإغاثة شعبنا بصورة عاجلة في قطاع غزة».

وبين السطور، يُفهم أن الحركة لا ترفض المقترح من حيث المبدأ، لكنها ترفض غموض بعض بنوده، خاصة ما يتعلق بعدم وضوح الالتزام الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء الحرب بعد انتهاء الهدنة.

لكن تحت الضغط الشعبي المتصاعد، ونداءات العائلات المنكوبة، قد تجد حماس نفسها مضطرة للقبول، على الأقل لالتقاط الأنفاس، وترتيب أوراقها العسكرية والإنسانية.

أمل حذر داخل شوارع غزة المنهكة، يتداول السكان الخبر بهمس فيه من التمني بقدر ما فيه من الحذر.

قال محمد أبو ظاهر، أب لخمسة أطفال من مخيم النصيرات: «نسمع عن هدنة جديدة، لكن قلوبنا لا تطاوعنا أن نصدق قبل أن نرى السماء بلا طائرات. كل مرة يعدونا، ثم تعود القذائف أقسى».

وتضيف سناء الكحلوت، أرملة من رفح: «بيتي لم يبقَ منه سوى باب صدئ، ومع ذلك أحلم أن أرجع إليه. الهدنة فرصة لزيارة القبور، لاحتضان بعض الذكريات، لشراء الخبز دون خوف».

ويقول فادي المدهون، شاب فقد شقيقه الأصغر قبل أسبوع: «الهدنة؟ نسمعها كثيرًا، ونفقد أكثر. لا أمل دون ضمانات، لا حياة دون كرامة. تعبنا من الانتظار تحت الردم».

وفي مستشفى الشفاء، تحكي الممرضة نجلاء يوسف: «كل هدنة مؤقتة نأمل منها أن تمنحنا دقائق لالتقاط الأنفاس. الجرائم لا تُمحى، لكنها تؤجل، ونحن نحتاج لهذا التأجيل لنضمد الأرواح».

أما المعلم محمود الشيخ خليل، فيقول: «ضاعت المدارس والتلاميذ، لكن في كل هدنة نعيد فتح دفتر الأمل. التعليم هو معركتنا الباقية، ولو تحت شجرة محترقة».

ويتحدث محمد أبو ليلى، شاب ينتظر السفر للعلاج: «كل دقيقة فرق في حياتي. لو توقفت الحرب فقط لأسبوع، ربما ألحق بعلاج ينقذني. هدنة! هي نجاتي».

وتتابع إيمان عبدالعال، أم لثلاثة أطفال، حديثها من حي الشجاعية: «نعيش على فتات الأمل، وإن جاءت الهدنة، فسنشرب الماء دون أن نحسب كم تبقى منه. لا نريد سوى الحياة».

ويقول الحاج سليمان حمودة من بيت لاهيا: «بلغت من العمر أرذله، ورأيت ثلاث حروب، لكن ما يجري اليوم هو إبادة. الهدنة ليست هبة، بل استراحة مقاتل مدني».

وتختم الشهادات أم أحمد البطنيجي من دير البلح، وهي تبكي طفلها المصاب: «أحمله بين يدي كل يوم إلى مستشفى شهداء الأقصى، وعيناي تبحثان عن سكون. الهدنة تعني أن أراه يلعب دون نزيف».

تهدئة أم فخ وسط الدخان المتصاعد من نوافذ غزة؟ وبين الهمسات المتداولة في ممرات السياسة الدولية، بدأ المحللون الفلسطينيون يتناولون مقترح هدنة الستين يومًا بمزيج من الحذر والاستفهام. فالمبادرة التي جاءت على لسان ترمب لم تهبط في فراغ، بل جاءت بعد 20 شهرًا من حرب إبادة إسرائيلية أكلت الأخضر واليابس، واستنزفت الجميع: الغزيين، والإسرائيليين، والمجتمع الدولي.

بعضهم يرى أن المقترح يمثل لحظة ضغط أمريكية على إسرائيل، هدفها ليس السلام بل إعادة ترتيب الكفة السياسية في الشرق الأوسط. آخرون يرون فيه فرصة ضيقة، لكنها واقعية، أمام حماس للنجاة من الانهيار الإنساني في القطاع. وهناك من يقرأه كفخ سياسي محكم، يفتقر إلى أي ضمانات فعلية.

يرى الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، أن المقترح الأمريكي الأخير يمثل تحولًا في موقف واشنطن، ويعكس ضغطًا سياسيًا جديدًا على إسرائيل أكثر من كونه مبادرة عادلة للطرفين. وقال في تصريح لـ«عُمان»: «المقترح يهدف إلى تهدئة الوضع مؤقتًا لصالح إعادة ترتيب الأوراق، وليس لإنهاء الحرب فعليًا».

أما المحلل السياسي طلال عوكل، فيرى أن حماس قد لا تجد خيارًا سوى القبول، موضحًا: «الوضع الإنساني في غزة كارثي، وأي فرصة لوقف النار، حتى لو محدودة، ستكون مقبولة شعبيًا، ما يُصعّب على الحركة رفضها».

من جانبه، قال المحلل إياد جودة: إن الغموض في المقترح قد يؤدي إلى تعقيد إضافي: «عدم وضوح الالتزامات الإسرائيلية، خصوصًا في مسألة الانسحاب، قد يجعل من المقترح فخًا سياسيًا لحماس».

أما أستاذ العلوم السياسية هاني المصري، فرأى أن الأطراف الدولية باتت تدرك أن استمرار الحرب غير مجدٍ، قائلاً: «المطلوب الآن ليس فقط تهدئة، بل انتقال حقيقي نحو حل سياسي شامل، وهذا لن يتحقق بمقترحات جزئية».

و يبدو أن غزة أمام مفترق طرق جديد. بين الرغبة الشعبية في وقف حمام الدم، وضبابية النوايا الإسرائيلية، وغموض الوسطاء، يبقى الأمل معلقًا بخيط رفيع.

مقترح هدنة الستين يومًا، وإن كان يحمل بصيص رجاء، إلا أنه مرهون بإرادة سياسية متقلبة، وقدرة الفصائل الفلسطينية على انتزاع شروط تضمن الحد الأدنى من الكرامة والسيادة.

ربما تكون هذه الهدنة فرصة، لكنها أيضًا اختبار. اختبار للإنسان، قبل أن يكون اختبارًا للسياسة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل رفض مبادرات الإغاثة لغزة
  • فريدة خليل: تلقيت دعما وتشجيعا دفعني لحصد ذهبية نهائي كأس العالم للخماسي الحديث
  • شاهد بالفيديو.. وسط تعاطف الآلاف من جمهورها.. الفنانة إنصاف مدني تنهار بالبكاء بعد أن حرمتها الظروف من مشاركة شقيقها الأفراح بالقاهرة
  • نظرة على ترتيب هدّافي كأس العالم للأندية قبل إطلاق الدور نصف النهائي
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك عاجل لحماية مدينة القدس
  • زيلينسكي: أوكرانيا أبرمت اتفاقات للحصول على مئات الآلاف من الطائرات المسيرة
  • مسيرة حاشدة في مدينة الحديدة تؤكد الثبات على نهج الإمام الحسين عليه السلام ومساندة غزة
  • بالفيديو: ميسي يُبهر العالم بهدف فردي مذهل في مباراة إنتر ميامي ومونتريال
  • هدنة الـ 60 يومًا.. هل يُمكن لغزة التنفس أخيرًا؟
  • مظاهرة في الإكوادور دعما لغزة: دعوات لوقف الحرب وإنهاء المعاناة