.. قصة الصراع العربى الإسرائيلى
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية، سيطرت بريطانيا على فلسطين التى كانت تحكم هذا الجزء من الشرق الأوسط فى الحرب العالمية الأولى، وكانت تسكن هذه الأرض غالبية عربية وأقلية يهودية.
تنامت التوترات بين الجانبين، الأغلبية العربية والأقلية اليهودية، عندما أعطى المجتمع الدولى لبريطانيا مهمة تأسيس «وطن قومى» للشعب اليهودى فى فلسطين، التى تمثل بالنسبة لليهود أرض أجدادهم، وكذلك الحال أيضًا بالنسبة للفلسطينيين العرب الدين يرون أنها أرضهم، فعارضوا هذه الخطوة.
وفى الفترة بين العشرينيات والأربعينيات، تنامى عدد اليهود القادمين إلى فلسطين، وكان العديد منهم ممن فروا من الاضطهاد الدينى الذي تعرضوا له فى أوروبا، باحثين عن وطن فى أعقاب ما عرف بالمحرقة «الهولوكوست» فى الحرب العالمية الثانية. كما تنامى أيضًا العنف بين اليهود والعرب أو ضد الحكم البريطانى فى المنطقة. فى عام 1947، صوتت الأمم المتحدة على قرار لتقسيم فلسطين إلى دولتين منفصلتين، إحداهما يهودية والثانية عربية، على أن تصبح القدس مدينة دولية.
وقد وافق اليهود على هذه الخطوة التى رفضها الجانب العربى، ولم يتم تطبيقها، فى عام 1948، غادر البريطانيون الذين كانوا يحكمون المنطقة من دون أن يتمكنوا من حل المشكلة، فأعلن الزعماء اليهود تأسيس دولة إسرائيل.
واعترض الفلسطينيون على ذلك، واندلعت حرب شاركت فيها قوات من الدول العربية المجاورة التى قدمت إلى المنطقة، وقد هجر خلالها مئات الآلاف من الفلسطينيين وأجبروا على ترك منازلهم فيما عرف بـ«النكبة» عام 1948.
وبعد انتهاء القتال بهدنة فى العالم التالى، كانت إسرائيل قد سيطرت على معظم المنطقة، واحتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية فضلاً عن معظم مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية فى الحرب التالية فى عام 1967. وظل اللاجئون الفلسطينيون وأحفادهم فى غزة والضفة الغربية، فضلا عن دول الجوار فى الأردن وسوريا ولبنان.
ولم تسمح إسرائيل للفلسطينيين أو لأحفادهم بالعودة إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم، إذ تقول إسرائيل إن مثل هذه العودة ستؤدى إلى أن يكتسحوا البلاد وتهدد وجودها كدولة يهودية. ومازالت إسرائيل تحتل الضفة الغربية، وعلى الرغم من انسحابها من غزة مازالت الأمم المتحدة تعتبر تلك البقعة من الأرض جزءًا من الأراضى المحتلة.
وتقول إسرائيل: إن القدس بكاملها هى عاصمتها، بينما يقول الفلسطينيون: إن القدس الشرقية هى عاصمة لدولتهم الفلسطينية المستقلة.
وقد بنت إسرائيل خلال الخمسين سنة الماضية مستوطنات فى هذه الأراضى، حيث يعيش الآن عدة آلاف من اليهود.
ويقول الفلسطينيون إن تلك المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولى وهذا هو موقف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وحكومة المملكة المتحدة - وتمثل عقبات أمام عملية السلام، بيد أن إسرائيل تنفى ذلك بين سبعينيات القرن الماضى والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين، عقدت محادثات سلام منقطعة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، تخللها اندلاع أعمال عنف. وبدا التوصل إلى سلام عن طريق التفاوض أمرًا ممكنًا فى الأيام الأولى، ومهدت سلسلة من المحادثات السرية المنعقدة فى النرويج، الطريق لاتمام اتفاقية أوسلو للسلام عام 1993، حيث وقع الطرفان وبحضور الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، في حديقة البيت الأبيض، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، كانت أوسلو لحظة تاريخية، اعترف الفلسطينيون بدولة إسرائيل، واعترفت إسرائيل بعدوها التاريخى منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى. وتم تأسيس سلطة فلسطينية تتمتع بالحكم الذاتى، وسرعان ما ظهرت تصدعات فى صرح أوسلو، ووصفها بنيامين نتنياهو بأنها تهديد قاتل لإسرائيل، وقام الإسرائيليون بتسريع مشروعهم لتوطين اليهود فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأصبح الجو العام فى إسرائيل كئيبًا، وواجه رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك اسحق رابين انتقادات حادة من جانب بعض السياسيين الإسرائيليين ممن وصفوه بأنه ليس أفضل من النازى، وأثمرت شهور من التحريض ضده عن اغتياله بواسطة يهودى متطرف فى الرابع من نوفمبر 1995، ومازال الصراع مستمرًا بين فلسطين وإسرائيل حتى اليوم، فهل من نهاية له؟!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن الامبراطورية العثمانية الشرق الاوسط
إقرأ أيضاً:
هاني سليمان: خطوة فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين قد تفتح الباب أمام ضغط دولي متصاعد على إسرائيل
في تحول لافت على الساحة الدولية، أثار القرار الفرنسي بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين ردود فعل متباينة، وسط ترحيب فلسطيني واسع وتحفظ إسرائيلي واضح، وينظر إلى هذه الخطوة باعتبارها مؤشرًا على تغير في السياسة الأوروبية ، ومحاولة لإعادة التوازن إلى مواقف ظلت لعقود منحازة لإسرائيل.
وفي هذا السياق، اعتبر الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، أن الموقف الفرنسي يمثل نقلة نوعية في التعامل مع القضية الفلسطينية، وقد يكون بداية لتحول أوسع في المواقف الدولية تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
هاني سليمان: الاعتراف الفرنسي بفلسطين خطوة محورية تربك الحسابات الإسرائيلية وقد تعيد تشكيل المواقف الدوليةقال الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الاعتراف الرسمي من فرنسا بدولة فلسطين يعد من أهم القرارات السياسية في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أنه قد يمثل نقلة نوعية في مسار القضية الفلسطينية، ويفتح الباب أمام تحول دولي واسع النطاق تجاه الصراع.
وأكد سليمان أن هذه الخطوة تحمل طابعًا محوريًا وتأثيرًا كبيرًا على صعيد الأصداء الإقليمية والدولية، مشددًا على أنها قد تكون نقطة انطلاق لعدد من الدول التي قد تحذو حذو فرنسا، مما يشكل ضغطًا مضاعفًا على الجانب الإسرائيلي.
وأوضح أن الصورة الذهنية لإسرائيل تتعرض لتآكل كبير في المحافل الدولية، نتيجة الجرائم والانتهاكات الموثقة التي ارتكبتها في غزة، وانتشار الحقائق على نطاق واسع، إضافة إلى صعود أصوات الحقوقيين والنشطاء الذين يكشفون جرائم الاحتلال، وهو ما يضعف قدرتها على تسويق روايتها الإعلامية التقليدية.
وأشار إلى أن رغم القوة العسكرية الإسرائيلية وهيمنتها الإقليمية في بعض المناطق، إلا أن الخسارة على مستوى الرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية تعد خسارة لا تعوض ، بل تفوق في تأثيرها المكاسب العسكرية الظرفية.
وشدد سليمان على أن التحول الفرنسي من دولة داعمة تقليديًا لإسرائيل إلى جهة تعترف بدولة فلسطين يعد تحولًا بالغ الخطورة بالنسبة لتل أبيب، خاصة أن باريس كانت لسنوات طويلة شريكًا سياسيًا وثيقًا لإسرائيل، ليس فقط تاريخيًا، بل أيضًا خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث دعمت التحركات الإسرائيلية بشكل مباشر.
وأضاف أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر كان لها دور محوري في إعادة تشكيل الموقف الفرنسي، مشيرًا إلى أن انتقال فرنسا من مربع الدعم لإسرائيل إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيجعل إسرائيل في حالة ارتباك وتوجس من مواقف دول أخرى قد تتغير لاحقًا.
وأكد أن إذا ما تكررت خطوة الاعتراف الفرنسي من دول أخرى في سبتمبر القادم، فإن ذلك سيخلق زخمًا سياسيًا حقيقيًا يعيد ملف حل الدولتين إلى الواجهة، ويفرض واقعًا جديدًا أمام الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية.
ورغم أهمية الخطوة الفرنسية، حذر سليمان من التحديات المستمرة، وعلى رأسها استمرار حكم اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يسعى إلى فرض واقع عسكري كامل على غزة، ومواصلة مخططات التهجير والتوسع، متجاهلًا التحركات الدولية والضغوط الدبلوماسية.
وأوضح أن الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا يمثل عقبة رئيسية أمام أي تحرك دولي حقيقي، معتبرًا أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطًا نزيهًا، بل طرفًا مباشرًا في الحرب ضد الفلسطينيين، وهو ما يقوض فرص الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
ولفت إلى أن حل الدولتين كان مطروحًا سابقًا بجدية خلال فترة إسحاق رابين، لكن اغتياله وصعود اليمين المتطرف أنهيا أي أفق لتطبيقه، كما ساهمت ردود الفعل العنيفة وتصاعد العمليات في إضعاف فرص الحل بشكل نهائي.
وفي السياق نفسه، أوضح سليمان أن الظروف الحالية ليست مهيأة لتنفيذ حل الدولتين فعليًا، بسبب غياب الإرادة الإسرائيلية، فضلًا عن الهشاشة التي تعاني منها الجبهة الداخلية الفلسطينية، سواء على مستوى ضعف السلطة الفلسطينية أو تراجع حماس والفصائل من الناحية التنظيمية والمؤسسية.
واختتم سليمان تصريحاته بالتأكيد على أن الاعتراف الفرنسي يحمل دلالة رمزية كبيرة، قد تمهد لتحولات مهمة في المستقبل، لكنه أشار إلى أن الخطوة وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى تحركات دولية متتابعة، ودعم عربي وفلسطيني منسق حتى تترجم إلى نتائج ملموسة على الأرض.