جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-04@18:26:45 GMT

يرونه بعيدًا.. ونراه قريبًا

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

يرونه بعيدًا.. ونراه قريبًا

د. أحمد بن علي بن عبدالله العمري

العدل والمساواة هما الأساس الذي تتعامل به الشعوب وتستطيع أن تتعايش جنبًا إلى جنب في الخير والشر وكل مقدرات الأمور، أما أن ينظر العالم بعينٍ واحدة ويسمع بإذن واحدة ويقف مع الظالم ضد المظلوم؛ فهذا ما ترفضه الإنسانية بطبيعتها السمحة، وتتأفف منه المبادئ والقيم الفطرية التي خلق الله عليها البشرية جمعاء.

إن ما يحدث من هجوم همجي على غزة بكل تجبرٍ وطغيانٍ، ليس له معنى سوى الغطرسة الإسرائلية الطاغية والمحاباة الأمريكية والأوروبية غير المبررة. يعيش في غزه أكثر من 2.2 مليون نسمة على مساحه 360 كيلومترًا مربعًا في أكبر كثافة سكانية في العالم، يعيشون في حصار مُطبق منذ 17 عامًا.

أليس هذا ضغطًا يولد الانفجار؟!

ومنذ الوهلة الأولى كان لبلادي سلطنة عمان الغالية- كما هو المعهود منها من قيادة سياسية ودينية وشعب- الموقف الثابت والواضح والجلي من خلال البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية في اليوم الأول.

كما أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- خلال اجتماع مجلس الوزراء التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني، وكلمة صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد في كلمته التي ألقاها نيابة عن جلالة السلطان في قمة القاهرة للسلام التي عقدت بالعاصمة المصرية يوم السبت 21 أكتوبر المنصرم. فيما أصدر سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان العديد من البيانات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، وكانت هادفة ومعبرة وصادقة، يختتمها بالدعاء. وأيضًا الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة الذي تحدث عن الوقوف مع الشعب الفلسطيني.

لكن دعونا نرجع إلى التاريخ والحقائق قليلًا، حيث إنه في عام 1907 عُقد مؤتمر دعا له كامبل بانرمان رئيس وزراء بريطانيا (التي أصدرت وعد بلفور)، وقد دعا سبعة دول أوروبية ليست من بينها ألمانيا، وقال لهم نحن الآن في مرحلة انحدار وبيننا خلافات كثيرة وتنافس خطير، فهل تريدون البقاء على القمة أم الانحدار؟!

في تلك اللحظة، كانت قد وُزِّعت على الحضور خرائط الوطن العربي، وقال لهم هذه المنطقة من الخليج إلى المحيط هي سر قوتنا وضعفنا، هذه المنطقة الآن منطقة ضعيفة مُهلهلة جاهلة متشرذمة يتقاتلون على قطرة ماء، لكنهم يمتلكون النهضة، ويمتلكون ما لا نمتلك، وكلهم يتبعون دينًا واحدًا، بينما في أوروبا هناك عشرات المذاهب. هؤلاء عندهم لغة واحدة، من يذهب من مسقط أول مدينة في الوطن العربي تشرق عليها الشمس إلى الرباط آخر مدينة تغرب عنها الشمس، لا يحتاج إلى مترجم ولا دليل! هذه المنطقة تحتوي على المواد الخام التي نفتقدها ونحن بحاجة لها، إنهم يتحكمون في مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس ومضيق جبل طارق.

وفي نهاية الاجتماع توصلوا إلى عدة نقاط مهمة وهي: ضرورة زرع جسم غريب في المنطقة، ويجب فصل المشرق العربي عن المغرب العربي، وأن يكون هذا الجسم الغريب ولاءه المطلق للغرب، وأن يجعل هذا الجسم الغريب المنطقة في حالة عدم توازن، وتعطيل نهضة الأمة العربية بشتى الوسائل.

في تلك الأثناء، علِمَ اليهود بالمؤتمر، بقيادة حايبم وايزمان، فذهبوا إلى بريطانيا وأكدوا استعدادهم للقيام بالمهمة بشرط دعمهم المستمر وكل ما يطلبوه يُعطى لهم!

ومنذ ذلك التاريخ والأمور ماضية بذات التوجه بلا هوادة.

مُخطئ من يظن أن الهجوم على غزة هو حرب بين إسرائيل والفلسطينيين، إنما حرب وجودية بين الخير والشر، وبين الإسلام وأعدائه، والدليل أنه بعد مُضي ساعات قلائل من معركة 7 أكتوبر 2023، وصلت الطائرات والذخائر وبعدها البوارج والدعم المالي بنحو 14 مليار دولار من أمريكا، مع سعي البيت الأبيض لتخصيص أكثر من 100 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.

إننا في العالم العربي 450 مليون نسمة في 22 دولة نقف صامتين أمام هذا الجبروت وهذا الطغيان، فهل أصبحنا كغثاء السيل؟

ألا يجب أن نتفحص السبب في الذل والخذلان؟ فما بالكم إذا استنجدنا بأمة الإسلام التي تصل إلى المليارين؟ فما هذا الوهن؟ وما هذا الضعف يا أمة الإسلام؟

للأسف يوجد بيننا مُتصهيِنون في العالم الإسلامي ربما أكثر من الصهاينة أنفسهم!

هل وقع علينا غضب من الله سبحانه وتعالى، فلنتجنب ذلك بترك المعاصي والصفاء مع الخالق جل وعلا حتى يرحمنا في دنيانا قبل آخرتنا.

ولا يجب أن نعوِّل على الغرب وأوروبا وأمريكا ولا حتى الأمم المتحدة؛ لأن الأمم المتحدة لم تتأسس أصلًا على العدل، وإلّا ما كانت 5 دول صاحبة حق النقض "فيتو" تتحكم في العالم.. فهل العالم اقتصر على هذه الدول؟!

لننظر إلى تجارب الشعوب من حولنا، وليس أفضل هنا من تجربة جنوب إفريقيا، فقد عانت من العنصرية والقسوة والظلم والطغيان، لكن عندما ضحّى الشعب وصمد ووقفت أمته معه انتصروا وعاد الحق لأصحابه.

وفي الختام، أدعو الله أن يحفظ الإسلام والمسلمين، وأن يُعيد لنا الأقصى.

حفظ الله سلطاننا وبلادنا وشعبنا الوفي الأمين، إنه سميع مجيب الدعاء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فی العالم

إقرأ أيضاً:

السعودية تُدخل «ثاد» الخدمة.. أقوى درع صاروخي أمريكي في قلب العالم العربي

أعلنت وزارة الدفاع السعودية عن تدشين أول سرية تشغيلية لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي الأمريكية “ثاد” (THAAD)، وذلك بعد اجتياز النظام جميع مراحل الفحص والاختبار الميداني وبرامج التدريب المكثف داخل أراضي المملكة، ويعد هذا التطور نقلة نوعية في قدرات المملكة الدفاعية ضمن خطة شاملة لتحديث منظوماتها الجوية وتوطين الصناعات العسكرية.

وجاء في بيان رسمي لوزارة الدفاع: “قوات الدفاع الجوي تدشن أول سرية من نظام الدفاع الجوي الصاروخي ‘الثاد’ بعد استكمال اختبار وفحص وتشغيل منظوماتها، وتنفيذ التدريب الجماعي الميداني لمنسوبيها داخل أراضي المملكة.”

صفقة دفاعية استراتيجية

تعود خلفية المشروع إلى عام 2017، حين وقّعت المملكة العربية السعودية اتفاقية دفاعية كبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية لشراء سبع بطاريات من منظومة “ثاد”، تشمل 44 منصة إطلاق، و360 صاروخاً اعتراضياً، وسبعة رادارات متطورة من طراز AN/TPY-2، بقيمة إجمالية بلغت نحو 15 مليار دولار.

وتمثل هذه الصفقة واحدة من أضخم اتفاقيات التسلح بين البلدين، وجاءت ضمن جهود المملكة لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية في مواجهة التهديدات الإقليمية، خاصة في ظل تنامي تحديات الأمن الصاروخي في منطقة الخليج.

التوطين والتدريب.. من الاستيراد إلى التشغيل الذاتي

نص الاتفاق الدفاعي على أن يتم تصنيع جزء من مكونات المنظومة داخل السعودية، في خطوة منسجمة مع رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى توطين أكثر من 50% من الإنفاق العسكري بحلول نهاية العقد، وتسلمت الرياض أولى مكونات “ثاد” في عام 2023، لتبدأ بعدها سلسلة من برامج التدريب والتأهيل المتقدمة للكوادر السعودية.

وخضعت الفرق التشغيلية السعودية لتدريبات ميدانية وجماعية مكثفة على الأراضي السعودية، بإشراف مشترك بين خبراء أمريكيين ومختصين من وزارة الدفاع السعودية، ما يعكس الجدية في بناء قدرات محلية قادرة على إدارة وتشغيل منظومات دفاعية متقدمة دون الاعتماد المباشر على الأطقم الأجنبية.

أبعاد استراتيجية.. الدفاع الجوي كركيزة للأمن الإقليمي

يأتي تدشين أول سرية تشغيلية لمنظومة “ثاد” في توقيت حساس إقليمياً، حيث تسعى السعودية إلى تعزيز منظومة دفاعها الجوي المتكاملة في ظل التهديدات المستمرة من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ويمثل “ثاد” مكوناً رئيسياً في شبكة الدفاع الجوي متعددة الطبقات التي تعمل المملكة على تطويرها، وتشمل أيضاً منظومات “باتريوت” و”سكاي جارد” وغيرها.

وتعتمد منظومة “ثاد” على تكنولوجيا الاعتراض “خارج الغلاف الجوي”، مما يمنحها قدرة على التصدي للصواريخ الباليستية طويلة ومتوسطة المدى بدقة عالية، ويعزز ذلك من فعالية الدفاع السعودي في العمق، سواء لحماية المدن الحيوية أو المنشآت الاستراتيجية.

التحولات الدفاعية في سياق إقليمي متغير

تتزامن هذه الخطوة مع تحركات دبلوماسية وأمنية مكثفة تقودها الرياض لإعادة ترتيب أولويات الأمن الإقليمي، بما في ذلك الحوار مع إيران واستئناف العلاقات مع عدد من الدول العربية والآسيوية، ويُنظر إلى التطور في قدرات المملكة الدفاعية، خاصة في المجال الصاروخي، باعتباره رسالة واضحة تؤكد التزام الرياض بحماية أراضيها ومصالحها الحيوية، مع المضي في سياسة تنويع الشراكات الدفاعية والتقنية.

يذكر أن منظومة “ثاد” للدفاع الجوي، وهي اختصار لعبارة Terminal High Altitude Area Defense، تُعد واحدة من أكثر الأنظمة الصاروخية تطورًا في العالم، وقد طورتها شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية لحماية الدول من التهديدات الباليستية المتوسطة والقصيرة المدى، وتعتمد المنظومة على تقنية الاعتراض الصاروخي في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وتعمل وفق مبدأ الصدم المباشر، حيث يصيب الصاروخ المعترض الهدف بدقة عالية دون الحاجة إلى رأس حربي متفجر، ما يقلل من المخاطر المصاحبة لتفجير الصواريخ في الأجواء القريبة من المناطق السكنية أو الحيوية.

وتتكون المنظومة من عدة مكونات متكاملة، أبرزها صواريخ الاعتراض ومنصات الإطلاق المتنقلة، إلى جانب نظام راداري فائق الدقة من طراز AN/TPY-2، القادر على رصد وتتبع التهديدات الباليستية من مسافات تتجاوز الألف كيلومتر، مع مركز قيادة وتحكم يربط البيانات الواردة ويوجه العمليات تلقائيًا، وتُصنّف “ثاد” باعتبارها منظومة دفاع على ارتفاعات عالية، ما يجعلها جزءاً مهماً في منظومات الدفاع الصاروخي متعددة الطبقات التي تدمج بين أنظمة مثل باتريوت وآيجيس.

وتتميز “ثاد” بسرعة استجابتها وقدرتها على التعامل مع تهديدات متعددة في آن واحد، وهي قادرة على تغطية نطاقات واسعة سواء من داخل الدولة أو على أطرافها الحدودية، وتُستخدم اليوم في عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة، منها كوريا الجنوبية والإمارات، وأصبحت السعودية أحدث مشغّل فعلي لها ضمن خطة واسعة النطاق لتحديث بنية الدفاع الجوي للمملكة وتوطين جزء من تقنياتها ضمن رؤية السعودية 2030.

https://twitter.com/modgovksa/status/1940383468850131233?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1940383468850131233%7Ctwgr%5E3440e3faddf3052708350324ca8768f61bcef855%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fsarabic.ae%2F20250702%2FD8A7D984D8B3D8B9D988D8AFD98AD8A9-D8AAD8AFD8B4D986-D8A3D988D984-D8B3D8B1D98AD8A9-D985D986-D986D8B8D8A7D985-D8ABD8A7D8AF-D8A7D984D8B5D8A7D8B1D988D8AED98A-D8A8D987D8AFD981-D8A7D984D985D986D8B4D8A2D8AA-D8A7D984D8ADD98AD988D98AD8A9-1102285368.html

مقالات مشابهة

  • المنطقة الوسطى تحتفي بأبطال تحدي القراءة العربي.. إشراقة فكر وتكريم تميز
  • سوريا تكشف عن هوية بصرية جديدة.. فما الرسائل التي تحملها؟
  • طحنون بن زايد: الإمارات مؤمنة بأهمية العمل العربي المشترك
  • وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري
  • السعودية تُدخل «ثاد» الخدمة.. أقوى درع صاروخي أمريكي في قلب العالم العربي
  • فلكية جدة: رصد القمر في طور التربيع الأول بسماء العالم العربي اليوم
  • "فلكية جدة": رصد القمر في طور التربيع الأول بسماء العالم العربي مساءً
  • فلكية جدة: رصد القمر في طور التربيع الأول في سماء العالم العربي اليوم
  • ما هي الكوارث التي ينذر بها التغير المناخي العالم؟
  • عطيفي يطلع على مستوى الخدمات التي يقدمها مستشفى الأمل العربي