جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@17:51:50 GMT

يرونه بعيدًا.. ونراه قريبًا

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

يرونه بعيدًا.. ونراه قريبًا

د. أحمد بن علي بن عبدالله العمري

العدل والمساواة هما الأساس الذي تتعامل به الشعوب وتستطيع أن تتعايش جنبًا إلى جنب في الخير والشر وكل مقدرات الأمور، أما أن ينظر العالم بعينٍ واحدة ويسمع بإذن واحدة ويقف مع الظالم ضد المظلوم؛ فهذا ما ترفضه الإنسانية بطبيعتها السمحة، وتتأفف منه المبادئ والقيم الفطرية التي خلق الله عليها البشرية جمعاء.

إن ما يحدث من هجوم همجي على غزة بكل تجبرٍ وطغيانٍ، ليس له معنى سوى الغطرسة الإسرائلية الطاغية والمحاباة الأمريكية والأوروبية غير المبررة. يعيش في غزه أكثر من 2.2 مليون نسمة على مساحه 360 كيلومترًا مربعًا في أكبر كثافة سكانية في العالم، يعيشون في حصار مُطبق منذ 17 عامًا.

أليس هذا ضغطًا يولد الانفجار؟!

ومنذ الوهلة الأولى كان لبلادي سلطنة عمان الغالية- كما هو المعهود منها من قيادة سياسية ودينية وشعب- الموقف الثابت والواضح والجلي من خلال البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية في اليوم الأول.

كما أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- خلال اجتماع مجلس الوزراء التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني، وكلمة صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد في كلمته التي ألقاها نيابة عن جلالة السلطان في قمة القاهرة للسلام التي عقدت بالعاصمة المصرية يوم السبت 21 أكتوبر المنصرم. فيما أصدر سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان العديد من البيانات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، وكانت هادفة ومعبرة وصادقة، يختتمها بالدعاء. وأيضًا الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة الذي تحدث عن الوقوف مع الشعب الفلسطيني.

لكن دعونا نرجع إلى التاريخ والحقائق قليلًا، حيث إنه في عام 1907 عُقد مؤتمر دعا له كامبل بانرمان رئيس وزراء بريطانيا (التي أصدرت وعد بلفور)، وقد دعا سبعة دول أوروبية ليست من بينها ألمانيا، وقال لهم نحن الآن في مرحلة انحدار وبيننا خلافات كثيرة وتنافس خطير، فهل تريدون البقاء على القمة أم الانحدار؟!

في تلك اللحظة، كانت قد وُزِّعت على الحضور خرائط الوطن العربي، وقال لهم هذه المنطقة من الخليج إلى المحيط هي سر قوتنا وضعفنا، هذه المنطقة الآن منطقة ضعيفة مُهلهلة جاهلة متشرذمة يتقاتلون على قطرة ماء، لكنهم يمتلكون النهضة، ويمتلكون ما لا نمتلك، وكلهم يتبعون دينًا واحدًا، بينما في أوروبا هناك عشرات المذاهب. هؤلاء عندهم لغة واحدة، من يذهب من مسقط أول مدينة في الوطن العربي تشرق عليها الشمس إلى الرباط آخر مدينة تغرب عنها الشمس، لا يحتاج إلى مترجم ولا دليل! هذه المنطقة تحتوي على المواد الخام التي نفتقدها ونحن بحاجة لها، إنهم يتحكمون في مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس ومضيق جبل طارق.

وفي نهاية الاجتماع توصلوا إلى عدة نقاط مهمة وهي: ضرورة زرع جسم غريب في المنطقة، ويجب فصل المشرق العربي عن المغرب العربي، وأن يكون هذا الجسم الغريب ولاءه المطلق للغرب، وأن يجعل هذا الجسم الغريب المنطقة في حالة عدم توازن، وتعطيل نهضة الأمة العربية بشتى الوسائل.

في تلك الأثناء، علِمَ اليهود بالمؤتمر، بقيادة حايبم وايزمان، فذهبوا إلى بريطانيا وأكدوا استعدادهم للقيام بالمهمة بشرط دعمهم المستمر وكل ما يطلبوه يُعطى لهم!

ومنذ ذلك التاريخ والأمور ماضية بذات التوجه بلا هوادة.

مُخطئ من يظن أن الهجوم على غزة هو حرب بين إسرائيل والفلسطينيين، إنما حرب وجودية بين الخير والشر، وبين الإسلام وأعدائه، والدليل أنه بعد مُضي ساعات قلائل من معركة 7 أكتوبر 2023، وصلت الطائرات والذخائر وبعدها البوارج والدعم المالي بنحو 14 مليار دولار من أمريكا، مع سعي البيت الأبيض لتخصيص أكثر من 100 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.

إننا في العالم العربي 450 مليون نسمة في 22 دولة نقف صامتين أمام هذا الجبروت وهذا الطغيان، فهل أصبحنا كغثاء السيل؟

ألا يجب أن نتفحص السبب في الذل والخذلان؟ فما بالكم إذا استنجدنا بأمة الإسلام التي تصل إلى المليارين؟ فما هذا الوهن؟ وما هذا الضعف يا أمة الإسلام؟

للأسف يوجد بيننا مُتصهيِنون في العالم الإسلامي ربما أكثر من الصهاينة أنفسهم!

هل وقع علينا غضب من الله سبحانه وتعالى، فلنتجنب ذلك بترك المعاصي والصفاء مع الخالق جل وعلا حتى يرحمنا في دنيانا قبل آخرتنا.

ولا يجب أن نعوِّل على الغرب وأوروبا وأمريكا ولا حتى الأمم المتحدة؛ لأن الأمم المتحدة لم تتأسس أصلًا على العدل، وإلّا ما كانت 5 دول صاحبة حق النقض "فيتو" تتحكم في العالم.. فهل العالم اقتصر على هذه الدول؟!

لننظر إلى تجارب الشعوب من حولنا، وليس أفضل هنا من تجربة جنوب إفريقيا، فقد عانت من العنصرية والقسوة والظلم والطغيان، لكن عندما ضحّى الشعب وصمد ووقفت أمته معه انتصروا وعاد الحق لأصحابه.

وفي الختام، أدعو الله أن يحفظ الإسلام والمسلمين، وأن يُعيد لنا الأقصى.

حفظ الله سلطاننا وبلادنا وشعبنا الوفي الأمين، إنه سميع مجيب الدعاء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فی العالم

إقرأ أيضاً:

الحديدة تشهد وقفات شعبية نصرة لغزة وتأكيد الجهوزية

الثورة نت /..

نظمّت في مركز ومديريات محافظة الحديدة، اليوم، وقفات عقب صلاة الجمعة، تأكيدًا على استمرار التضامن مع فلسطين وإعلان النفير والجهاد في سبيل الله، والجهوزية للتصدي للأعداء، تحت شعار ” جهوزية واستعداد .. والتعبئة مستمرة”.

وهتف المشاركون في الوقفات بشعارات البراءة من الأعداء والجهاد في سبيل الله والعهد والولاء لله ولرسوله وقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالسير على خطى الأنصار واستمرار الثبات على الموقف الحق في الانتصار لفلسطين.

وأكدوا استمرارهم في التعبئة والاستنفار الشعبي والالتحاق بدورات “طوفان الأقصى”، استعدادًا لمواجهة أعداء الأمة واليمن وفلسطين، والعمل وفق مقتضيات الهوية الإيمانية واستشعار المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية نصرة لغزة التي خذلها العرب والمسلمون.

وعبر المشاركون في الوقفات عن الاستهجان والغضب تجاه تصعيد الكيان الصهيوني لجرائمه في غزة على مرأى ومسمع دول العالم، مطالبين الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك للقيام بمسؤولياتها أمام هذه الجرائم، التي يندى لها جبين الإنسانية.

كما أكدوا جاهزيتهم لخوض المعركة والوقوف إلى جانب القوات المسلحة لإفشال أي مخططات ومشاريع تتربص باليمن وأمنه واستقراره، وتقديم الغالي والنفيس دفاعا عن المقدسات وحمل راية الجهاد والنصرة والمدد كما حملها وسار على خطاها أنصار رسول الله، الذين ناصروا نبيهم وقدموا التضحيات منذ بزوغ فجر الإسلام.

وأهاب أبناء الحديدة، بكافة أبناء اليمن، الحذر واليقظة والتسلح بالوعي والإبلاغ عن كل اشتباه في أعمال عدائية والاستمرار في التعبئة والنفير والمقاطعة لمنتجات الأعداء التي تمول الكيان المجرم لقتل مزيد من النساء والأطفال في غزة.

وأوضح بيان صادر عن الوقفات، أن الشعب اليمني يتابع مماطلة العدو الصهيوني وتنصله من التزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً أن الاحتلال يسعى إلى مفاقمة معاناة الشعب الفلسطيني، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء واشتداد المنخفضات الجوية.

وأشار الى أن العدو الصهيوني، يواصل منع إدخال مواد الإيواء وإغلاق معبر رفح بالتعاون مع النظام المصري، في مخالفة صريحة لما تم الاتفاق عليه، إضافة إلى استمرار جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وتكرار تدنيس باحات المسجد الأقصى من قبل المغتصبين.

وأكد البيان، أن هذه الممارسات تأتي في ظل حرب ناعمة تضليلية وإفسادية تقودها الصهيونية العالمية، والتي نجحت في تطويع عدد من الأنظمة وإخضاعها، وتحويل ثروات الأمة إلى مورد للعدو، فيما جرى تفريغ الشعوب من محتواها الإنساني والأخلاقي والإسلامي.

ولفت إلى أن المشاركين في الوقفة، خرجوا لتجديد ثبات موقفهم المساند لغزة ولحزب الله ولأحرار الأمة الإسلامية.. مؤكدين وقوفهم خلف السيد القائد في السعي لإقامة القسط ونصرة المستضعفين، وثقتهم بنصر الله وتأييده.

ودعا البيان إلى مواجهة الحرب الناعمة التي ألحقت بالأمة أضرارا تفوق ما تسببه الحروب العسكرية، وجعلتها تعيش حالة من التيه والذلة والتبعية.. مؤكداً على ضرورة رفع الوعي وتحسين المناعة الأخلاقية والفكرية للمجتمع.

كما أكد استمرار التعبئة العامة بأنشطتها المختلفة.. داعياً قبائل اليمن إلى مواصلة وقفاتها المسلحة والمشرفة، موجهاً الشكر للمشايخ والوجهاء والأحرار على جهودهم.

ودعا بيان مسيرات الحديدة نساء اليمن والأمة عامة إلى الاقتداء بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام.

مقالات مشابهة

  • فيليبي لويس: محمد صلاح سيستعيد بريقه قريبًا
  • الحديدة تشهد وقفات شعبية نصرة لغزة وتأكيد الجهوزية
  • خلال المنتدى العربي للأسرة.. أيمن عقيل يطرح حلولاً لحماية الأطفال من تحديات العالم الرقمي
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • مدبولي: استضافة الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات لأول مرة فى العالم العربي هنا فى مصر حدث تاريخي
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • مراكش تستضيف برنامج الحوار الإسلامي الإفريقي العربي بمشاركة ليبية
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة