«الصحة العالمية»: مستشفيات غزة على شَفَا كارثة إنسانية.. واليونيسيف: ما يحدث وصمة عار
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
المنظمات الإغاثية الصحية الدولية تحذر من نقص الوقود..
«الأطباء»: تدريب المتطوعين في تخصصات العناية المركزة والتخدير والجراحة
«الصحة المصرية»: الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي وبعض المنظمات الدولية لدعم غزة
حتى الآن، لم تتمكن كل المنظمات الإغاثية الدولية من إدخال الوقود إلى قطاع غزة، الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة إنسانية، خاصة أن أغلب مستشفيات القطاع قد عجزت عن تقديم الخدمات الطبية.
ولكن لماذا تدعو كافة المنظمات إلى ضرورة دخول الوقود؟ وللإجابة على هذا السؤال قالت منظمة الصحة العالمية إنه دون الوقود والأدوية والإمدادات الصحية، أصبحت مستشفيات غزة على شَفَا كارثة إنسانية لا يمكن تصورها.
وأوضحتِ المنظمة أن «هناك تلالًا من النفايات في الشوارع بسبب نقص الوقود اللازم لجمع النفايات»، كما أن مرضى الفشل الكلوي يعانون من نقص الكهرباء اللازمة لتشغيل ماكينات غسيل الكلى بسبب نقص وقود مولدات الكهرباء».
أضافت أن طوابير الخبز في المخابز طويلة جدًّا، والمحلات التجارية لا تبيع إلا المعلبات التي لا تحتاج إلى ثلاجات، لأنه لا يوجد وقود لمولدات الكهرباء.. مشيرة إلى أن القطاع يعانى من نقص مياه الشرب والغذاء والوقود اللازم لتوليد الكهرباء، أي أنه يفتقر إلى كل ما يحتاجه البشر للبقاء على قيد الحياة.
وأكدتِ المنظمة على أن الوقود ليس مجرد وسيلة من وسائل الراحة، بل هو شريان حياة.
ودعتِ المنظمة إلى وقف إنساني لإطلاق النار من أجل إدخال الوقود والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى غزة وتوصيل ذلك إلى جميع أنحائها.
وأشارتِ المنظمة إلى أن هناك إمدادات كافية مُقدَّمة من جانبها موجودة على حدود مصر مع غزة تنتظر إلإذن بدخول غزة لتوفير تدخلات جراحية لعدد 3700 مريض، الخدمات الصحية الأساسية والضرورية لعدد 110.000 شخص، هذا بالاضافة إلى المعدات الطبية لعدد 20.000 مريض يعانون من أمراض مزمنة.
ودعتِ المنظمة إلى ضرورة دخول هذه الإمدادات لغزة والوصول إلى مختلف المناطق فيها على الفور ودون انقطاع حتى يتسنَّى إنعاش نظامها الصحي المتعثّر على وجه السرعة.
وصمة عارلم تكن منظمة الصحة العالمية فقط هي المنظمة الدولية الوحيدة التي تدعو إلى وقف إطلاق النار ودخول المساعدات اللازمة وعلى رأسها الوقود، وإنما أكدت منظمة اليونيسيف على أن للوقود أهمية قصوى في تشغيل المرافق الأساسية مثل المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومحطات ضخ المياه، هذا بالإضافة إلى وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة التي تأوي أكثر من 100 طفل حديث الولادة، بعضهم في حاضنات ويعتمدون على أجهزة التنفس، مما يجعل إمداد الطاقة غير المنقطع مسألة حياة أو موت.
وأشارت إلى أن الفئات السكانية الأكثر هشاشة تلجأ إلى مصادر مياه غير صالحة للشرب، بما في ذلك المياه عالية الملوحة والمياه العسرة من الآبار الزراعية. ومما زاد المشكلة تعقيدًا، أن محطات معالجة مياه الصرف الصحي الخمس في غزة توقفت عن العمل، ويرجع ذلك أساسًا إلى نقص الوقود، مما أدى إلى تصريف أكثر من 120 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي في البحر.
وأوضحتِ المنظمة أنه تعرَّض كل طفل في قطاع غزة تقريبًا لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية، اتسمت بالدمار واسع النطاق، والهجمات المتواصلة، والنزوح، والنقص الحاد في الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء.. لافتة إلى أن قتل وتشويه الأطفال، واختطافهم والهجمات على المستشفيات والمدارس، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال.
وأفادتِ المنظمة أن الوضع في قطاع غزة يشكل وصمة عار متزايدة على ضميرنا الجماعي، وأن معدل الوفيات والإصابات بين الأطفال صادم، الأمر الأكثر إثارة للخوف هو حقيقة أنه ما لم يتم تخفيف التوتر، وما لم يتم السماح بالمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود، فإن عدد القتلى اليومي سيستمر في الارتفاع.
ودعتِ المنظمة إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية، وفتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة من أجل الوصول الآمن والمستدام ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك المياه والغذاء والإمدادات الطبية والوقود، والسماح للحالات الطبية العاجلة في غزة بالمغادرة أو التمكن من تلقي الخدمات الصحية الحيوية.
استعدادات «أطباء» مصروعلى الصعيد المحلي، ومنذ وقوع الهجوم على قطاع غزة، أعلنتِ النقابة العامة للأطباء عن فتح باب التطوع للتخصصات الطبية المختلفة وذلك تمهيدًا لعلاج الجرحى من الفلسطينيين فى القطاع، حيث قام أكثر من 1500 طبيب بالتسجيل.
وأوضح الدكتور أسامة عبد الحى (نقيب الأطباء)، أن التخصصات التي تم تدريبها هي التخصصات التي حددها الجانب الفلسطيني، والتي تتضمن: الجراحة والتخدير والعناية المركزة وجراحة الأوعية الدموية وجراحة المخ والأعصاب والعظام والنفسية والعصبية.. لافتًا إلى أن التدريب تضمن تقديم نبذة عن الوضع الإنساني في فلسطين وتأثير الكارثة الحالية على الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى استعراض مبادئ العمل الإنساني ومدونة السلوك، واستعراض الأدوات والأجهزة المستخدمة في المستشفى الميداني المتنقل، والأمن والسلامة الشخصية أثناء العمل.
وأوضح نقيب الأطباء أن النقابة عقدت أيضًا اجتماعًا مع وفد من منظمة أطباء بلا حدود.. لافتًا إلى أن الاجتماع بحث سبل تقديم الدعم الطبي اللازم إلى الشعب الفلسطيني، من خلال توفير منظمة أطباء بلا حدود، المستلزمات الطبية اللازمة من أدوية وأدوات جراحة، وأيضًا أطباء لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
ولفت إلى أن النقابة تواصلت مع معظم النقابات العربية، وخاصة نقابة أطباء الأردن التي قررت إرسال مساهماتها الطبية للفلسطينيين من مساعدات طبية أو أطباء أردنيين عن طريق نقابة أطباء مصر، وتم التواصل أيضًا مع جمعية أوروبية وأخرى أمريكية.
تحركات دولية لمساعدة غزةفيما بدأت تحركات لوزارة الصحة والسكان متمثلة فى الدكتور خالد عبد الغفار (وزير الصحة) في استقبال بعض المسئولين من دول عديدة لمناقشة كيفية تقديم الدعم للمواطنين فى غزة.
حيث استقبل الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، كريستيان برجر، سفير الاتحاد الأوروبي في مصر.
وتم خلال الاجتماع بحث آليات التعاون والتنسيق بين الوزارة والاتحاد الأوروبي في الملف الصحي، على خلفية الأحداث الجارية في قطاع غزة، حيث استعرض الوزير استعدادات القطاع الصحي، وتجهيزات مستشفيات محافظة شمال سيناء.
كما أكد على دعم الاتحاد الأوروبي لمستشفيات محافظة شمال سيناء، من خلال آليات الدعم الطارئ بالاتحاد بتوفير أي احتياجات من شأنها المساهمة في رفع مستوى استعداد المنظومة الطبية، للتعامل مع أي تحديات مستقبلية.
كما ناقش وزير الصحة مع عدد من ممثلى منظمات الأمم المتحدة (الصحة العالمية، اليونيسيف)، التعاون المشترك في تقديم المساعدات الطبية العاجلة إلى قطاع غزة.
وفي سياق متصل استقبل الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، السيد أوكاي ميميش، محافظ ورئيس هيئة الكوارث والطوارئ التركي AFAD والسيد صالح موطلو شن، السفير التركي لدى جمهورية مصر العربية، والدكتورة فاطمة يلماز، رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي، والوفد المرافق لهم، وذلك لبحث سبل التعاون بين البلدين لإيصال المساعدات الطبية لأهالي غزة، ووسائل تقديم الدعم الطبي لهم.
وناقش الاجتماع استعداد وزارة الصحة التركية لإرسال 10 سيارات إسعاف مجهزة بوحدة رعاية مركزة، يمكن زيادة قوامها إلى 30 سيارة حال الاحتياج، كما يمكن تعزيز المنظومة الصحية بمحافظة شمال سيناء من خلال إرسال فريق مكون من 20 طبيبًا تركيًّا من التخصصات الطبية المختلفة في حال الاحتياج للعمل مع زملائهم المصريين.
فيما دعا اتحاد الأطباء العرب جميع النقابات والهيئات الطبية إلى التواصل مع الأمانة العامة للتنسيق وتقديم جميع ما لديها من كوادر طبية أو تبرعات عينية لإعداد القوافل اللازمة بعد التنسيق مع الدول العربية التى تقع بها المعابر.. معلنًا عن إنشاء هيئة تنسيقية مع الاتحادات العربية المهنية، والتواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية ومنها: منظمة الصحة العالمية، الصليب والهلال الأحمر الدولي، وغيرها من الهيئات ذات العلاقة، وذلك لخلق رأي عام عالمي مساند لهذه القضية ودعم الشعب الفلسطيني.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الصحة العالمية القطاع الصحي في غزة الوضع الصحي في غزة اليونيسيف غزة قطاع غزة مساعدات غزة مستشفيات غزة نقص الوقود في غزة الصحة العالمیة وزیر الصحة قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أونروا: إسرائيل تحتجز المساعدات وغزة تواجه كارثة إنسانية
قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة إن إسرائيل تحتجز 6 آلاف شاحنة تابعة للوكالة تحمل مواد غذائية تكفي قطاع غزة لمدة 3 أشهر.
إضافة إلى مئات الآلاف من الخيام والأغطية التي تكفي 1,3 مليون فلسطيني، في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية متفاقمة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الهلال الأحمر القطري يرمم 4 مراكز صحية في قطاع غزةlist 2 of 2تحذير أممي من أزمة جوع تهدد اللاجئين في إثيوبياend of listورغم أن أبو حسنة أكد خلال مقابلة مع الجزيرة أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة حاليا يفوق ما كان يدخل قبل وقف إطلاق النار، إلا أنه لفت إلى أن الإشكالية الكبرى تكمن في عدم تناسب هذه الكميات مع حجم الاحتياجات الضخمة.
ولا تزال إسرائيل تمنع إدخال مئات الأصناف إلى القطاع، وتشمل هذه الأصناف مواد تتعلق بقطاعات الصحة والصرف الصحي والمياه والمواد الغذائية، ولفت إلى أن إسرائيل تسمح بإدخال مواد للقطاع التجاري أكثر مما تسمح به للمؤسسات الإنسانية والإغاثية.
وقال أبو حسنة إن معظم سكان غزة يعتمدون اعتمادا كليا على المساعدات الإنسانية، إذ لا يملك الناس مالا باستثناء بضعة آلاف من موظفي المنظمات الأممية وما تبقى من موظفي السلطة الفلسطينية.
كما أشار إلى أن المنظمات الإنسانية تتقدم بطلبات لإدخال مواد محددة كقطع غيار محطات تحلية المياه والصرف الصحي والمعدات الطبية والفرق الطبية والموظفين الدوليين، إلا أن إسرائيل ترفض معظم هذه الطلبات وتقتصر الموافقة على المواد الأساسية كالمعلبات والطحين وبعض الأدوية.
وحذّر أبو حسنة من أن استمرار الوضع الراهن سيعيد غزة إلى المربع صفر، مستشهدا بما حدث خلال يومين من الأمطار التي هطلت لساعات قليلة فقط، حيث اختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي بسبب تدمير المنظومة، مما أدى إلى انهيارات ضخمة في عشرات آلاف الخيام.
تكدس النفايات
ومن جانب آخر، تتكدس النفايات وتغمر مياه الصرف الصحي الشوارع الضيقة على مقربة من خيام النازحين جنوبي القطاع، ويعيش الأطفال في مستنقعات مليئة بالأمراض والأوبئة وفق شهادات النازحين.
إعلانوأوضح مسؤولون في البلديات لمراسل الجزيرة هاني الشاعر أن أزمة الوقود الحالية تُعدّ الأكبر منذ اندلاع الحرب قبل عامين، حيث تضرب كل مناحي العمل البلدي.
وتقف آليات ومعدات البلديات المتهالكة عاجزة عن العمل بسبب نقص الوقود، في حين لم تسمح سلطات الاحتلال بدخول آليات جديدة.
ومن جهة أخرى، يواجه جهاز الدفاع المدني تحديات قصوى مع النقص الحاد في الوقود، إذ تعجز طواقمه عن الوصول إلى مناطق الاستغاثة في الوقت المناسب، سواء في مهام الإنقاذ خلال المنخفضات الجوية أو مهام انتشال الضحايا وإزالة الأخطار عن السكان.