باريس- حافلات وسيارات محترقة وأقسام شرطة مستهدفة وأضرار بالمباني العامة، مشاهد لأعمال عنف انتشرت في كل المدن الفرنسية لليلة الرابعة على التوالي عقب وفاة الشاب نائل، من أصول جزائرية، على يد شرطي خلال تفتيش مروري بمنطقة نانتير، في ضواحي باريس.

وانطلقت مسيرات أمس الجمعة بهتافات "الكل يكره الشرطة" في ساحة "لاكونكورد" بقلب العاصمة الفرنسية وفي حي مارسيليا الشهير بالميناء القديم، قبل أن تشتعل من جديد شرارة الاشتباكات في جميع أنحاء البلاد.

فرنسا تعلن تعبئة وحدات خاصة بما في ذلك الشرطة الوطنية "ريد" لتعزيز الأمن (الفرنسية) وحدات متخصصة للأزمات

وعلى ضوء الأحداث الأخيرة المتسارعة، أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان، حشد 45 ألفا من عناصر الشرطة والدرك لمحاولة وقف الاحتجاجات وتعزيز الأمن. وقال إن وحدات خاصة سيتم تعبئتها، بما في ذلك الشرطة الوطنية "ريد"، ومجموعة التدخل التابعة لقوات الدرك الوطنية، ولواء البحث والردع.

من جانبه، ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلية أزمة ثانية أمس الجمعة في باريس، واصفا أعمال العنف بـ"غير المبررة".

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات نهب بدأت في مدينة ستراسبورغ في ساعات مبكرة من أمس الجمعة؛ حيث سُرق عدد من المتاجر الكبيرة، بما في ذلك متجر "آبل" الواقع بساحة "كليبير". كما شهدت كبرى المدن حرائق كبيرة في المباني والمؤسسات الحكومية وعمليات تخريب واسعة النطاق.

وأعلنت الشرطة الفرنسية، عبر حسابها الرسمي بتويتر، أنها اعتقلت 9 أشخاص في منطقة "نانتير" بحوزتهم زجاجات مولوتوف، في حين فرضت في ضواحي قريبة منها حظر التجول من التاسعة مساء إلى السادسة صباحا وإلى أجل غير مسمى.

"سيتنور".. مدرعة الدفاع الجديدة

نشرت قوات الدرك الفرنسية عرباتها المدرعة "سينتور" المخصصة لعمليات استعادة النظام في البيئات المتدهورة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النوع من الآليات المتطورة.

وأعلنت وزارة الداخلية اختيارها شركة "سوفرام" الصناعية لتجديد أسطولها في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021 وإنتاج 90 نسخة لسيارة دفع رباعي مدرعة تزن 14.5 طنا، ويبلغ طولها 5.2 مترات وعرضها 2.45 متر وبارتفاع يصل إلى مترين ونصف.

وقالت الوزارة في بيانها إن اسم المدرعة مستوحى من الأساطير اليونانية، وهو مخلوق نصف رجل ونصف حصان ويرمز لتحالف الجسد والعقل والقوة والحكمة.

السلطات الفرنسية أعلنت حشد 45 ألف عنصر شرطة لمواجهة الاحتجاجات (غيتي)

وعلى عكس الطراز السابق "في بي آر جي" الموجود في الخدمة منذ عام 1974، تتمتع "سيتنور" بقدرات دفع وتنظيف عالية بفضل شفرات مثبتة في الأمام على أسطوانات تعمل بالهواء المضغوط.

كما تحتوي على معدات بصرية متطورة وكاميرات قادرة على التعرف على الأشخاص على بعد أكثر من 10 كيلومترات في وضح النهار وعدة كيلومترات في الليل. وفي الجهة الخلفية من المدرعة، يوجد برج مكون من 4 ميكروفونات مخصصة للكشف الصوتي عن الطلقات.

ومن أهم ما تتوفر عليه المدرعة الجديدة قاذفة قنابل غاز مسيل للدموع قادرة على إطلاق 30 قنبلة مرتين، بينما اقتصرت النسخة السابقة على قنبلة واحدة فقط.

وتشير الوزارة في بيانها إلى أن هذه المدرعة تستخدم لمجموعة متنوعة من المواقف، بما في ذلك "الإرهاب" وحرب العصابات الحضرية.

ومن الواضح أن الحكومة الفرنسية اعتبرت أن الأزمة الحالية التي تعصف بالبلاد هي الوقت المناسب لتدشين آخر إصداراتها للتدخل باستخدام القوة وردع أعمال العنف، وذلك وسط أنباء عن إرهاق عناصر الشرطة وتساؤلات حول مدى قدرتهم على الاستمرار في امتصاص الصدمة.


معدات وإجراءات أخرى

وأدت طائرات الهليكوبتر التابعة للقوات الجوية للدرك الوطني "إي سي-145" (EC-145) الشهيرة باللونين الأصفر والأحمر، مهمة المسح والمراقبة طوال الأيام الماضية.

كما صرحت بلديات العديد من المحافظات باستخدام الطائرات بدون طيار "الدرون" لالتقاط ونقل صور الاشتباكات والمشاركين فيها حتى غدا الأحد، مع إمكانية تمديد المدة.

ومن بين الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها المحافظات الفرنسية أيضا:

منع نقل أو حمل أسلحة بدون سبب مشروع. منع بيع ونقل واستخدام المنتجات القابلة للاحتراق وحمض "الهيدروكلوريك" والألعاب النارية.

في المقابل، يبدو أن مخزون المحتجزين لا ينضب من قذائف الألعاب النارية الموجهة للشرطة؛ حيث أصبحت السلاح الأساسي للرد على تدخل عناصر الأمن، وأدت في كثير من الأحيان إلى إلحاق أضرار بالغة بالسيارات والمباني.

وانتشرت مساء أمس الجمعة أنباء عن مداهمة متجر لبيع الأسلحة في مرسيليا وسرقة عدد من بنادق الصيد، في حين استخدم ملثمون بنادق كلاشينكوف في ليون ورون ألب.

وفي حين ألقى رئيس الجمهورية باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو بتأجيج الأوضاع، مطالبا الآباء بتحمل المسؤولية، تبرز تساؤلات كثيرة في الخارج عن تداعيات الاحتجاجات قبل أشهر من استضافة فرنسا لكأس العالم لرياضة "الركبي" في الخريف والألعاب الأولمبية في صيف 2024.

ولم تتمكن الشرطة حتى الآن من وضع حد للعنف الذي هزّ مدنا كثيرة في البلاد منذ الثلاثاء الماضي، رغم اعتقال أكثر من 900 شخص، حيث استُهدف أكثر من 500 مبنى وتم حرق ألفي سيارة، فضلا عن سرقة عشرات المتاجر.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

صدفة .. اكتشاف مقبرة عمرها ألف عام تحت شوارع ليما

فى إكتشاف أثري مذهل تم التعرف على بمحض الصدفة، اكتشف عمال المرافق الذين يقومون بحفر خنادق لتوسيع شبكة أنابيب الغاز الطبيعي في عاصمة بيرو مومياء تعود إلى ما قبل حضارة الإنكا ويبلغ عمرها نحو ألف عام، على بعد نصف متر فقط (20 بوصة) من السطح.

اكتشاف مقبرة عمرها ألف عام تحت شوارع ليما

لم تُلاحظ المومياء على الرغم من التطور العمراني في منطقة ليما، حيث حولت الحقول الزراعية السابقة إلى أحياء للطبقة العاملة في العقود الأخيرة. 

كائنات فضائية .. مومياء حامل تثير حيرة العلماء| ما القصة؟

وصرح خوسيه علياغا، عالم الآثار في شركة كاليدا للخدمات العامة، بأن المومياء المكتشفة، التي عُثر عليها في وضعية الجلوس ومغطاة بحزمة، لا يزال شعرها بنيا داكنًا.

قال علياغا: “عثرنا على بقايا وأدلة تُشير إلى احتمال وجود مقبرة تعود إلى ما قبل الحقبة الإسبانية”، مضيفا أن العمال اكتشفوا هذا الاكتشاف الأسبوع الماضي.

كيف تم الاكتشاف 

أثناء تنفيذ أعمال مدنية روتينية لتركيب أنابيب الغاز، تحوّل أحد مواقع الحفر في العاصمة البيروفية 
ليما إلى مسرح لاكتشاف أثري نادر، حين عثر العمّال على مقبرة تعود إلى ما قبل الحقبة  الاسبانية 
يُقدَّر عمرها بنحو 1000 عام، وفقاً لما أعلنه خيسوس باهاموندي، المنسق العلمي لشركة "كاليدا" المشرفة على المشروع.

وقال باهاموندي إن الاكتشاف بدأ عند عمق 50 سنتيمتراً فقط، حيث عُثر على جذع خشبي من شجرة الجوارنجو، استُخدم قديماً كعلامة لقبر.

وواصل الفريق التنقيب ليجد على عمق متر و20 سنتيمتراً كفناً يحتوي على رفات فتى يتراوح عمره بين 10 و15 عاماً، دُفن في وضعية الجلوس، مع ثني الذراعين والساقين، وهي سمة دفن معروفة لدى الثقافات القديمة في المنطقة.

الموقع احتوى أيضاً على مجموعة من الأواني المصنوعة من القرع المجفف، كانت مربوطة بحبال، إلى جانب قطع فخارية شملت أطباقاً ومزهريات مزخرفة برسوم هندسية وأشكال بشرية. وأوضح باهاموندي أن هذه المعثورات تعود إلى حضارة "تشانكاي"، التي سكنت وديان ليما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر.

موطن للحضارات الإنسانية

تقع مدينة ليما في وادٍ ترويها ثلاثة أنهار تتغذى من جبال الأنديز، وكانت موطنا للحضارات الإنسانية منذ آلاف السنين قبل وصول الإسبان في عام 1535. 

ويبلغ عدد سكان المدينة 10 ملايين نسمة، وتضم أكثر من 400 موقع أثري، معظمها متشابك مع النسيج الحضري الحالي.

طباعة شارك ليما عاصمة بيرو إكتشاف أثري اكتشاف مقبرة موطن للحضارات الإنسانية

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تلوّح بحرب ممتدة مع إيران وترامب يستبعد الضغط لوقف الهجمات
  • للسيطرة على حركة المهاجرين نحو بريطانيا.. الشرطة الفرنسية تعتزم منع القوارب الصغيرة قرب الساحل
  • مصرع مُسن في حادث سير شمال مدينة أريحا
  • إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهيمي
  • شرطة إسرائيل تمنع آلاف الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة بالأقصى
  • صدفة .. اكتشاف مقبرة عمرها ألف عام تحت شوارع ليما
  • فتوح يطالب بالتحرك الفوري لوقف المجازر بحق "الجوّعى" في غزة
  • وزراء خارجية أوروبيون يعتزمون عقد لقاء مع إيران في جنيف الجمعة
  • يوسف الجهوري يحول شغفه بالخزف إلى مصنع عماني يصدر إبداعه للعالم
  • فيديو صادم لإطلاق شرطي كيني النار على متظاهر أعزل