مقتل 12 مدنيا أفغان باشتباكات حدودية ليلية بين باكستان وأفغانستان
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
تجددت الاشتباكات الحدودية بين باكستان وأفغانستان الليلة الماضية، والتي قتل فيها 12 مدنيا أفغانيا حسبما أفاد مسؤول حكومي أفغاني للجزيرة، التي نقلت أيضا عن أمني باكستاني أن قوات بلاده رصدت محاولة تسلل مسلحين عبر الحدود الأفغانية.
وقال مسؤول أفغاني للجزيرة إن 8 مدنيين قتلوا في قصف للقوات الباكستانية قرب الحدود بين البلدين، بعد تجدد الاشتباكات خلال الليل بين القوات الأفغانية والباكستانية على الحدود جنوب شرق أفغانستان.
ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصادر حكومية قولها إنه تم إخلاء المنازل القريبة من الحدود مع باكستان، إضافة إلى سحب المركبات الكبيرة من المعابر والأسواق التجارية حرصا على سلامة المدنيين.
على الجاني الآخر، نقل مراسل الجزيرة عن مصدر أمني باكستاني أنه تم رصد محاولة تسلل مسلحين عبر الحدود الأفغانية، وأفاد المصدر ذاته بتكرر الاشتباكات بين الجانبين في أربعة مواقع، اثنان منها في مقاطعة كُورَم وفي وزيرستان إضافة إلى مُهمَند.
وتواصل السلطات الباكستانية إغلاق جميع معابرها الحدودية مع أفغانستان، وعلى رأسها معبر طورخم الإستراتيجي، لليوم الثالث على التوالي بعد اشتباكات مسلحة بين قوات البلدين قبل يومين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن السلطات الأفغانية رفضت طلبا تقدم به الجانب الباكستاني لإرسال وفد إلى أفغانستان.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أمنيين في إسلام آباد أن الجيش الباكستاني دمر أيضًا منشأة تدريب واسعة النطاق لحركة طالبان الباكستانية.
ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الباكستاني، الذي ظل في حالة تأهب قصوى منذ يوم السبت الماضي عندما تبادل الجانبان إطلاق النار عبر مناطق حدودية متعددة، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من كل جانب.
إعلانوالأحد الماضي أعلنت كابل أنها استهدفت عدة مواقع عسكرية باكستانية وقتلت 58 جنديًا باكستانيا ردًا على ما وصفتها بالانتهاكات المتكررة للأراضي والمجال الجوي الأفغاني.
من جهته أفاد الجيش الباكستاني بأرقام أقل، قائلاً إنه فقد 23 جنديا وقتل أكثر من 200 من "طالبان والإرهابيين التابعين لها" في نيران انتقامية على طول الحدود.
وظلت التوترات متصاعدة منذ الأسبوع الماضي عندما اتهمت أفغانستان جارتها بشن غارات جوية على كابل ومناطق أخرى، ولم تعترف باكستان بهذه المزاعم. لكنها شنت سابقًا ضربات داخل أفغانستان قائلة إنها تستهدف مخابئ حركة طالبان باكستان
وتتهم باكستان كابل بإيواء الجماعة التي نفذت العديد من الهجمات المميتة داخل باكستان. وتنفي كابل هذه التهمة، مؤكدةً أنها لا تسمح باستخدام أراضيها ضد دول أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
كيف يعمّق خط بريطاني الأزمة بين باكستان وأفغانستان؟.. نخبرك كل ما نعرفه
تجددت الاشتباكات بين أفغانستان وباكستان خلال الأيام الماضية وتحولت الحدود إلى مسرح تبادل نيران وضربات جوية وإغلاق معابر، قبل أن تتفق كابول وإسلام آباد أخيراً على وقف إطلاق نار مؤقت لـ 48 ساعة.
ما اللافت في الأمر؟
وإن كان يجمع البلدين الجارين الكثير، بدءا من الدين، والثقافة المشتركة، مرورا بالقبائل على طرفي الحدود، إلا أنه يقسمها خط بطول 2600 كيلومترا يعود إلى الحقبة الاستعمارية رسمه السير البريطاني مورتيمر ديورند، سكرتير الشؤون الخارجية في حكومة الهند البريطانية في ذلك الوقت.
ما علاقة الخط بالهجمات؟
تطالب إسلام أباد جارتها كابول باتخاذ إجراءات ضد المسلحين الذين ينفذون هجمات داخل الأراضي الباكستانية، بحجة أنهم يتحصنون في المناطق الأفغانية.
وفصل خط ديورند فصل قبائل البشتون والبلوش الواحدة في بلدين مختلفين، وتصعب صلات القرابة في القرى على جانبي خط ديورند ملاحقة باكستان لمسلحي حركة "طالبان باكستان" الذين يتحركون على جانبي الخط الوعر.
مؤخرا
جددت أفغانستان، العام الماضي، أنها لا تعترف بالحدود الغربية للجارة باكستان، وهو أمر تتفق عليه حكومة طالبان الحالية والحكومة السابقة التي حاربتها وأطاحت بها الجماعة عام 2021.
وتكمن خطورة التصريح الأفغاني في أن سلطات كابول تعتبر أن "نصف أفغانستان" يقع في الجانب الآخر من الحدود الغربية الباكستانية الأفغانية المعترف بها دوليا، أي داخل الأراضي الباكستانية وصولا إلى بحر العرب.
وشددت أفغانستان على عدم وجود "أي حدود رسمية" بين أفغانستان وباكستان، موضحة أنه يوجد "خط افتراضي" فقط بين البلدين.
وقال شير محمد عباس ستانيكزاي، نائب وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لانسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان، إن كابول لن تعترف بخط ديورند حدودا مع باكستان.
ماذا قالوا حول الأمر؟
◼ قال الملا نور الله نوري، خلال زيارة أجراها إلى معبر "تورخام" الحدودي مع باكستان، إن أفغانستان ليس لديها أي حدود معترف بها رسميا مع باكستان، بل خط فرض عليها.
◼ وأكد نوري، وهو من المقربين من مؤسس الحركة الملا عمر، أنه لا قيمة شرعية وقانونية لخط ديورند الذي يعتبر حدودا دولية بين البلدين.
◼ واعتبر ستانيكزاي، وهو من الأسماء البارزة في حكومة طالبان، أن المناطق ذات الأغلبية البشتونية على الجانب الآخر من الحدود داخل الأراضي الباكستانية "تنتمي أيضا إلى أفغانستان".
◼ وأضاف: "نصف أفغانستان" في الجانب الآخر من الخط، وإن السير ديروند "رسم خطا على قلوب الأفغان".
◼ قالت وزارة الخارجية الباكستانية إنها مستاءة من تصريحات ستانيكزاي، وإن تصريحاته لن تغير الحقائق الجغرافية والتاريخية التي تستند للقانون الدولي.
خلفية تاريخية
◼ يبلغ طول خط ديورند الممتد بين الحدود الباكستانية الأفغانية على مسافة ألفين و640 كيلومترا، ويعود تاريخ ترسيمه إلى عام 1893، جراء اتفاق بين حكومة الهند البريطانية والأمير الأفغاني عبد الرحمن خان، وكان الأخير مجبرا خوفا من تمزق بلاده، ومن غزو بريطاني محتمل لأراضيه.
◼ ويسير الخط مخترقا منطقة بشتونستان، ثم منطقة بلوشستان جنوبا، وقسم قبائل البشتون والبلوش وجماعات عرقية أخرى تعيش على جانبي الحدود.
◼ أنشئ الخط في فترة تنافس بريطاني روسي، وأراد البريطانيون أن تكون أفغانستان ما وراء خط ديورند منطقة عازلة بين مصالح الإمبراطورية البريطانية ونظيرتها الروسية.
◼ في عام 1919، تم تعديل الخط عبر اتفاق "راولبندي" بين بريطانيا وأفغانستان لإنهاء الحرب الإنجليزية الأفغانية الثالثة، وورثت باكستان لاحقا الخط بشكله الجديد بعد استقلالها في عام 1947.