إنجاز طبي جديد.. نجاح أول عملية زرع لعين كاملة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
أعلن جراحون أميركيون، الخميس أنهم أجروا أول عملية زرع لعين كاملة، في أول إنجاز من نوعه يحمل آمالاً لمَن فقدوا البصر في إحدى عينيهم، مع العلم أنّ المريض لم يسترجع حتى اللحظة قدرته على الرؤية.
بعد نحو خمسة أشهر على الجراحة، تستمر عين المريض في إظهار علامات إيجابية بينها استمرار تدفق الدم إلى شبكتها. وفي مؤتمر صحافي، قال الدكتور إدواردو رودريغيز الذي قاد العملية، إن النتيجة "أذهلت" الخبراء.
وقال الجراح "إنّ ملايين الأشخاص فقدوا قدرتهم على الرؤية، ونحن لا نؤكّد أننا سنحلّ هذه المشكلة اليوم، لكننا بُتنا بلا شك قريبين جداً من ذلك".
وتولّى فريق من مستشفى جامعة "لانغون هيلث" في نيويورك إجراء العملية التي استغرقت نحو 21 ساعة في نهاية مايو.
بالإضافة إلى العين اليسرى وما هو محيط بها، أقدم الجراحون أيضاً على زرع أنف وشفتين وأنسجة أخرى من الوجه أُخذت من أحد المتبرعين.
وكان المريض آرون جيمس، تعرّض عام 2021 لحادث سير كبير تسبب باصطدام وجهه بخط كهرباء عالي الضغط.
وتناول جيمس مثبطات مناعة لتفادي أن يرفض جسمه عمليات الزرع التي أُجريت لوجهه، فيما تبيّن أنّه المريض المثالي لتلقي عملية زرع لعين كاملة.
"تقدّم كبير"
وخلال المؤتمر الصحافي، ظهر جيمس الذي لا تزال عينه اليمنى تعمل بشكل طبيعي، ووجهه مكشوف بالكامل لكنّ عينه اليسرى مغطاة تحت جفنه الذي يعجز حتى الآن عن تحريكه بشكل طبيعي.
وتوجّه المريض بالشكر إلى المتبرّع وعائلته. وقال "كان يتعيّن أن نبدأ من مكان ما، وآمل أن تساعد هذه العملية في تحسين عملية الزرع للمريض التالي، حتى لو لم أستعد نظري".
وقال لوكالة فرانس برس "استرجعت القدرة على الشم والأكل"، مشيراً إلى رغبته في معاودة "ارتياد الأماكن العامة".
هل سيسترجع جيمس حاسة النظر في العين التي زُرعت له؟
تقول المتخصصة في شبكة العين لدى مستشفى جامعة "لانغون هيلث" فايديهي ديدانيا "في الطب، لا نحبّذ كلمة مطلقاً. سنواصل متابعته لنرى كيف سيتطوّر وضعه"، مضيفةً "لدينا أمل كبير".
وتابعت "تم الحفاظ على جزء كبير من شبكة العين، فيما تظهر اختباراتنا أنها قادرة على توليد إشارة".
ولم يتوقع الأطباء نتائج جيدة كالتي سُجلت. وشُكّل بصورة عاجلة فريق سيعمل على استكشاف السبل المختلفة التي يمكن أن تساعد في استعادة المريض بصره بالعين المزروعة.
وآرون جيمس الذي كان يدرك أنّ هذه العملية لن تعود بالفائدة عليه سوى من الناحية التجميلية، بات قادراً على العودة إلى أركنسو برفقة زوجته وكريمته، فيما يتعيّن عليه المجيء إلى نيويورك كل شهر لمتابعة حالته.
و قال الأستاذ المساعد في طب العيون لدى جامعة ميامي دانييل بيليز، إن ما تحقق هو "إنجاز مذهل" وخطوة مهمة نحو "الهدف النهائي المتمثل في استعادة البصر".
وقالت الجراحة كيا واشنطن التي تعمل على هذه المسألة منذ 10 سنوات في جامعة كولورادو "إنه إنجاز كبير"، مشيرة إلى أنّ "أشخاصاً كثيرين كانوا لا يزالون يشككون في أنّ عملية زرع مماثلة قبالة للنجاح لدى البشر".
- اتصال عصبي
تتمثل الصعوبة الرئيسية لعملية زرع العين في استعادة نقل المعلومات إلى الدماغ عبر العصب البصري، الذي كان مقطوعاً لدى المريض والمتبرّع على السواء.
وأشارت كيا واشنطن إلى أنّ عمليات زرع عيون كاملة أُجريت في السابق لحيوانات صغيرة، استعاد بعضها حاسة البصر جزئياً.
لكنّ نجاح عمليات مماثلة لدى البشر يتطلب الجمع بين "أساليب مختلفة كثيرة"، بحسب واشنطن، التي تعدّد مثلاً العلاج الجيني واستخدام الخلايا الجذعية وجعل دماغ المريض مستعداً عن طريق التحفيز الكهربائي.
في حالة آرون جيمس، حُقن عصبه البصري بخلايا جذعية من الحبل الشوكي خاصة بالمتبرع، على أمل إعادة إحياء هذا العصب.
هل سيتم التوصل يوماً ما إلى إعادة حاسة البصر لشخص وُلد كفيفاً، من خلال عملية زرع؟ تجيب واشنطن أن هذه المسألة لا تزال بعيدة المنال، وتقول "لكن أعتقد أنّ الأمر قابل للتحقق، ربما خلال العقود المقبلة".
المصدر: آ ف ب
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الجراحة أمراض العيون عملیة زرع
إقرأ أيضاً:
مصر تردّ على فيديو تحريضي منسوب لـ«حسم».. يقظة أمنية كاملة واستعداد لإحباط أي تهديد
أثار مقطع مصور نُسب إلى حركة “حسم” الإرهابية، جدلًا واسعًا في مصر، وسط تحذيرات من محاولات لإعادة بث روح العنف والتحريض، في وقت أكدت فيه السلطات يقظتها الكاملة وقدرتها على إحباط أي تهديد محتمل.
وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في بيان مساء الأحد، أن الفيديو الذي نُشر تحت شعار “قادمون” عبر قنوات التنظيم على وسائل التواصل مساء 4 يوليو، لا يعدو كونه محاولة بائسة لإعادة تدوير محتوى قديم تم إنتاجه عام 2017 تحت عنوان “قاتلوهم”، مع تحديث بسيط في العناوين والمونتاج.
وظهر في المقطع مقاطع أرشيفية لتدريبات عسكرية تشمل رماية بأسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف هاون وRPG، مصحوبة بأناشيد تحريضية ورسائل تهديد موجهة للأمن القومي المصري، فيما أكد المرصد أن الرسائل المضمنة فيه تهدف إلى التشويش على النجاحات الأمنية وترويج صورة كاذبة عن قدرة التنظيم.
وشدد المرصد على أن “الحركة تمثل أبشع وجوه الإرهاب”، معتبرًا أن توقيت نشر الفيديو يعكس محاولة استغلال المناخ الإقليمي وتحريض داعشي متصاعد، في ظل الدعوات إلى العنف التي ظهرت مؤخرًا في سياقات متعددة.
وأكد مرصد الأزهر ثقته الكاملة بقدرة الأجهزة الأمنية المصرية على تأمين حدود الدولة ومواجهة أي تهديد، مشيرًا إلى أن نشر هذا النوع من المواد الدعائية يأتي في وقت تعاني فيه التنظيمات الإرهابية من ضعف حقيقي ميداني وتفكك تنظيمي، وهو ما يدفعها للعودة إلى أدوات التحريض الإعلامي كملاذ أخير.
وتأسست “حسم” في عام 2016 كأداة تنفيذية للعنف ضمن ما يُعرف بـ”إدارة العمل النوعي” التابعة لجماعة الإخوان، ونفذت عمليات اغتيال وتفجيرات بارزة، من بينها محاولة اغتيال مفتي الجمهورية الأسبق علي جمعة، والنائب العام المساعد. لكن الأجهزة الأمنية نجحت في توجيه ضربات قاصمة للتنظيم، شملت تفكيك خلايا وضبط مخازن أسلحة وملاحقة العناصر الهاربة.
ويُتهم قادة “حسم”، وعلى رأسهم يحيى موسى، بالتحريض المستمر على العنف من خارج مصر، ضمن ما يُعرف بـ”خطة الحسم” وبالتنسيق مع جبهات إخوانية مثل “المكتب العام” و”تيار التغيير”.
ودعا مرصد الأزهر إلى اليقظة الإقليمية ورفع مستوى التنسيق الأمني في المنطقة، محذرًا من استغلال الجماعات المتطرفة للاضطرابات الإقليمية من أجل محاولة بث الفوضى وتهديد استقرار الدول.
مصر تنفي تكبد خسائر بـ600 مليون دولار شهرياً بسبب أزمة وحدات التغويز وتصف الأرقام بـ”المبالغ فيها”
نفى المتحدث باسم وزارة البترول والثروة المعدنية معتز عاطف ما تم تداوله بشأن تكبّد الدولة خسائر شهرية تُقدَّر بـ600 مليون دولار نتيجة تأخر تشغيل سفن التغويز العائمة (FLNG)، مؤكداً أن تلك الأرقام غير دقيقة ومبالغ فيها، ولا تعكس الواقع الفني أو الاقتصادي لإدارة قطاع الطاقة.
وجاء تصريح عاطف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “الحكاية” الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، ردًا على ما أثاره الخبير الاقتصادي محمد فؤاد حول تقارير تتحدث عن خسائر ضخمة نتيجة تأجيل تشغيل الوحدات المسؤولة عن إعادة تحويل الغاز المسال إلى حالته الطبيعية لاستخدامه في الشبكة القومية.
وأوضح المتحدث أن التأخر في تشغيل بعض السفن يعود لأسباب فنية ولوجستية، لافتًا إلى أن الوزارة تتابع بدقة إنتاج الغاز المحلي وتعتمد على حلول بديلة، تشمل الاستيراد أو استخدام السولار والمازوت في محطات الكهرباء، ضمن خطط الطوارئ المُعدة مسبقاً، دون أن يشكل ذلك عبئاً إضافياً على الموازنة.
في المقابل، كان حزب العدل قد أصدر بياناً حذر فيه من “أزمة طاقة غير مسبوقة”، منتقداً ما وصفه بـ”فشل مؤسسي ممنهج” في إدارة ملف وحدات التغويز، مشيراً إلى أن الدولة تتكبد شهريًا 12 مليون دولار كإيجار لسفن تغويز غير عاملة، و300 مليون دولار نتيجة استخدام المازوت بديلاً عن الغاز، إضافة إلى ما بين 215 و300 مليون دولار كتكاليف صيانة إضافية للمحطات الكهربائية.
ويأتي الجدل في وقت تشهد فيه البلاد ذروة استهلاك كهربائي خلال فصل الصيف، بينما تؤكد وزارة البترول أن لديها بدائل وخططًا مدروسة لتجاوز التحديات دون تحميل الدولة خسائر ضخمة كما يُشاع.