من كوة الخراب والدمار سيصمد البشر
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
نوفمبر 11, 2023آخر تحديث: نوفمبر 11, 2023
رامي الشاعر
قصيدة الحصار للشاعر أيمن أبو الشعر تتحول إلى أغنية لتمجيد صمود الشعب في غزة
نشر الشاعر أيمن أبو الشعر على قناته في تلغرام قصيدة ملحنة رائعة هي أنشودة الحصار يتحدث فيها بإجلال عن معاناة وصمود الشعب الفلسطيني في غزة، وقد لاقت القصيدة -الأغنية رواجا وترحيبا وتفاعلا من الشرفاء المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني وقضيته، حيث أبدع الملحن معن دوارة في تلحينها، وأدتها المطربة الموهوبة لانا هابراسو بإتقان وحس عميق بمضامينها، وكأنها تشدو من روحها، ولكن لنشيد الحصار هذا قصة مثيرة…
كتب الشاعر أيمن أبو الشعر هذه القصيدة الصغيرة نسبيا عندما زار لينينغراد ومقبرة ضحايا النازية وحصار القوات الهتلرية للمدينة، وذلك في الفترة الأولى من وصوله إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة العليا، وقد جسد فيها بآن معا مدى الخراب والدمار وعشرات آلاف الضحايا ومعاناة مئات آلاف المشردين… وشاءت الظروف أن يؤديها على العود في لقاءات الطلبة التقدميين في موسكو آنذاك إبان حصار بيروت عام 1982 ، وبدت بالفعل وكأنها كتبت لبيروت أيضا، ثم ضاعت القصيدة لسنوات، وما إن عثر عليها بين أوراق مكتبه حتى نشرها في مجموعته الأخيرة “تغريبة” أهل الشام، قبل عامين، ولم يكن يتوقع حينها أنها ستنهض من جديد لتكون لسان حال غزة المحاصرة الشهيدة المقاومية الصامدة البطلة، حتى أن الفنان الملحن معن دوارة، والفنانة المطربة لانا هابراتسو حين شرعا بتنفيذها كنشيد لم يخطر ببالهما أبدا أنها قصيدة قديمة، بل تخيلا ان الشاعر كتبها للتو، ولا غرو فالآلام الإنسانية واحدة في كل مكان وفي كل الأزمان كما يقول الشاعر نفسه: “وصراخ الإنسان سيبقى ذات الصوت بأي مكان فيه حناجر تتألم؟؟؟”
ولابد من ذكر حقيقتين هامتين في مسيرة الشاعر أيمن ألو الشعر كنت شاهدا عليهما مرات، الأولى أنه كرس جل نتاجاته الشعرية للقضية الفلسطينية حتى أن الشعراء محمود درويش ومعين بسيسو وسميح القاسم حين التقوه قال كل واحد بطريقته ولكن بمعنى واحد بكل صراحة وبساطة: كنا نعتقد أنك فلسطيني وإذ بك ابن الشام، وكان جوابه “إنني شامي المولد
فلسطيني الهوى!” والأمر الثاني أن لأيمن أبو الشعر تجربة مميزة جدا حيث كان يحمل عوده وينطلق للقرى والأحياء الشعبية يغني أشعاره ومعظمها عن فلسطين حتى أن الشاعر شوقي بغدادي والكاتب نصر الدين البحرة لقباه “بشاعر- تروبادور العرب”، ومن أهم أعماله الشعرية الموسيقية
أوبريت “أوديب ثائرا” وهو عمل فني موسيقي غنائي يستمر 15 دقيقة في أسقاط كامل على القضية الفلسطينية ومسارها، ومحاولة الغرب خداع الشعب الفلسطيني وتصوير أن فلسطين ليست أرضه، وأن قدر الفلسطيني أن يتشتت، وهذا الأوبريت من تلحينه وغناء المطرب فهد يغن مع جوقة وأداء مسرحي.
لذا يمكن القول بثقة أن التعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني ليس غريبا أبدا عن الشاعر أيمن أبو الشعر، بل سيكون غريبا إن لم يتفاعل مع هذه المعاناة، ناهيك عن تطابق وصف الأعداء مع ما جاء في القصيد فالزواحف وأصحاب الحراشف هي الكائنات الشنيعة السامة كالأفاعي والوحوش الضارية القميئة التي تصطاد في الماء العكر كالتماسيح، وهي صفات تتناسب وطبيعة الصهاينة، والتأكيد على الاستمرار في النضال رغم هول الدمار والضحايا هو أيضا من صفات شموخ الشعب الفلسطيني، والأمر الآخر هو مدى نجاح هذا الثلاثي في التجربة الإبداعية الغنائية الجديدة والذي بدأها الشاعر في إحدى أمسياته كرد على انتشار الأغاني السوقية التافهة بقوله خير لي أن أشعل شمعة من أن ألعن الظلام ألف مرة، وقد قدم قبل سنة عملا آخر عن فلسطين بعنوان عودة حبيب أيضا من تلحين الفنان معن دوارة وغناء المبدعة لانا هابراتسو، وهي تحكي قصة حبيبة تنتظر حبيبها فيعود شهيدا…
والرائع هنا أيضا أن أنشودة الحصار هذه التي أهداها الشاعر أيمن أبو الشعر والملحن معن دوارة، والمطربة لانا هابراتسو إلى الشعب الفلسطيني في غزة هي في حقيقة الأمر أغنية للصمود رغم الحصار وهول المأساة، فمن “كوة الخراب والدمار سيصمد البشر حقا!” وكان الرئيس الروسي فلادمير بوتن على حق حين شبه حصار غزة بحصار لينينغراد وهذا تأكيد مباشر على صحة ما طرحه أيمن أبو الشعر.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
مدبولي: أخطر أزمة في وقتنا الحالي هي الحرب الإسرائيلية المستمرة على الأبرياء من الشعب الفلسطيني
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، كلمة مصر خلال مشاركته نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة "بريكس" التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على مدار يومي ٦ و٧ يوليو الجاري.
واستهل رئيس الوزراء كلمته بالجلسة الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان "السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية" قائلا: بالنيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الذي لم يتمكن للأسف من الانضمام إلينا اليوم لارتباطه بإلتزام يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، أود أن أعرب عن خالص تقديري لـ الرئيس لولا دا سيلفا وشعب البرازيل على كرم الضيافة والتنظيم الممتاز لقمة مجموعة "بريكس" السابعة عشرة، التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو المتنوعة ثقافيًا، بوابة البرازيل التاريخية إلى العالم.
وأضاف: كما أود أن أعرب عن تقديري لجهود الرئاسة البرازيلية، وأرحب بالرئيس برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، الذي ينضم إلينا لأول مرة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: إن انعقاد هذه الدورة لمجموعة "بريكس" يأتي في توقيت دقيق نواجه فيها أزمات وتحديات متعددة ومتشابكة، تشمل التوترات الجيوسياسية، وتهديدات السلام والأمن، إلى جانب سلسلة من النكسات الاقتصادية غير المسبوقة، وتصاعد تطبيق الإجراءات الحمائية التجارية، وارتفاع مستويات الديون التراكمية، وتغير المناخ، وفوق كل ذلك الكارثة الإنسانية في غزة.
وأضاف رئيس الوزراء: لا شك أن أخطر أزمة في وقتنا الحالي هي الحرب الإسرائيلية المستمرة على الأبرياء من الشعب الفلسطيني بقطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، وقد أسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 55 ألف مدني فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى ما يقرب من 125 ألف مصاب.
وتابع: هذه المأساة هي نتاج لانتهاك إسرائيل المستمر للقانون الدولي والإنساني، وبالإضافة إلى ذلك تستمر إسرائيل في انتهاكاتها المستمرة والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كما أن هناك استمرارا لأنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، بذلت كل الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوافق عليه في 15 يناير الماضي، إلا أن العدوان الإسرائيلي على المدنيين كان بمثابة انتهاك لهذا الاتفاق.
وأضاف أنه يتعين إعادة وقف إطلاق النار، كما ندعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية من جانب إسرائيل، التي يجب أن تلتزم بالقانون الإنساني الدولي وتضمن حماية المدنيين.
وأكد رئيس الوزراء رفض أي خطط لتهجير أو نقل سكان غزة الفلسطينيين بعيدًا عن وطنهم، لأن مثل هذه المقترحات تهدد حل الدولتين والسلام في المنطقة بأسرها.
وأضاف: تؤكد الخطة العربية الإسلامية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة إمكانية تطبيق عملية إعادة الإعمار مع إبقاء الفلسطينيين في وطنهم، لذا ندعو دولكم إلى دعم هذه الخطة، لإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة، والمشاركة في المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي نعتزم تنظيمه بمجرد التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وتابع رئيس الوزراء: تجدر الإشارة إلى أن كلا من لبنان وسوريا شهدا عدوانًا إسرائيليًا صارخًا، كما امتدت الحرب الإسرائيلية لتطال إيران، ما يمثل تصعيدًا إقليميًا بالغ الخطورة، وانتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين، ونحن نؤكد على أهمية حل الأزمات والصراعات بالطرق الدبلوماسية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه في ضوء الأزمات والتحديات المذكورة سلفا، يتزايد دور مجموعة "بريكس" المحوري في النظام الدولي.
وأضاف: في هذا السياق، أودّ تسليط الضوء على عدد من الأولويات، والتي تتمثل في تسريع التعاون والتكامل المشتركين لمواجهة التحديات التي نواجهها، من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك في مجالات الطاقة والتصنيع والبنية التحتية، بالإضافة إلى التقنيات الناشئة والابتكار، وخاصةً الذكاء الاصطناعي.
وتابع: ضمن أولويات التعاون بيننا، نولي أهميةً بالغةً لتعزيز تعاوننا الاقتصادي والمالي والنقدي، وخاصةً بين البنوك المركزية. ويجب علينا إحراز تقدمٍ في تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع مبادرة "بريكس" للمدفوعات عبر الحدود، وزيادة التمويل المُقدم من بنك التنمية الجديد بالعملات المحلية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن توفير التمويل الميسّر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، مضيفا: نؤمن بضرورة أن تعمل مجموعة بريكس بفعالية على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الديون، بالإضافة إلى دعم إصلاح النظام المالي العالمي لتلبية احتياجات وأولويات الدول النامية.
وتابع: ينبغي أن يضمن هذا الإصلاح استجابة نماذج الأعمال والقدرات التمويلية للاحتياجات الخاصة للدول النامية، ومن المهم أيضًا تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية وزيادة المشاركة في عملية صنع القرار.
وفي الختام، أكد رئيس الوزراء أن التأثير الحقيقي لمجموعة "بريكس" يكمن في قدرتنا على خلق المساحة والرؤية اللازمتين لتحقيق مصالحنا المشتركة في مجالات متعددة، وهو ما يلبي في نهاية المطاف آمال وتطلعات شعوبنا لمستقبل مزدهر.