القمة العربية الإسلامية .. أردوغان: من يصمت حيال الظلم في غزة فهو شريك فيه
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
الرياض – وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صمت الدول الغربية حيال المجازر المستمرة في فلسطين بـ”العار”، مؤكدا أن الذين يلتزمون الصمت حيال الظلم هم شركاء مع الظالمين في سفك الدماء بقدر المساواة.
جاء ذلك في كلمة أمام القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية المنعقدة في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في العاصمة السعودية الرياض، السبت.
وفي مستهل كلمته، أعرب أردوغان عن أمله أن تكون القمة وسيلة خير للفلسطينيين وللعالم الإسلامي برمته.
وأكد أن العالم الإسلامي يُظهر بوضوح تضامنه مع الشعب الفلسطيني خلال القمة.
ولفت الرئيس التركي إلى أنه لم تعد الكلمات كافية لوصف ما حدث في غزة ورام الله منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأردف: “نواجه بربرية غير مسبوقة في التاريخ تُقصف بها المستشفيات ودور العبادة والمدارس ومخيمات اللاجئين وسيارات الإسعاف، ويُقتل المدنيون النازحون إلى الأماكن التي يُزعم أنها آمنة”.
وتابع: “الأرواح التي أزهقت في الهجمات التي استهدفت المدنيين بشكل مباشر شاهد على الوحشية المستمرة منذ 36 يومًا”.
وأشار إلى أن “الإدارة الإسرائيلية تنتقم من الرُضع والأطفال والنساء الأبرياء بسبب حادثة 7 أكتوبر، التي يعتبرها الكثيرون منا غير صائبة”.
وقال أروغان: “أولئك الذين يلتزمون الصمت حيال الظلم هم شركاء في سفك الدماء (في غزة) بقدر الظالمين على الأقل”.
ووصف صمت الدول الغربية التي تتحدث دائما عن حقوق الإنسان والحريات، حيال المجازر المستمرة في فلسطين بـ”العار”.
وأكد الرئيس التركي أن “جهود التطبيع في المنطقة ستبقى عقيمة طوال فترة تجاهل القضية الفلسطينية”.
وتابع في السياق ذاته: “القدس خط أحمر بالنسبة إلينا. عودة القدس، المعروفة بمدينة السلام، وكامل الأراضي الفلسطينية إلى سابق عهدها أمنيتنا المشتركة”.
وأضاف: “مستعدون لبذل الجهود اللازمة بما في ذلك كجهات ضامنة، للحفاظ على السلام الذي سيتم تحقيقه (بين إسرائيل وفلسطين)”.
ولفت أردوغان إلى أن “إيصال الوقود إلى الوجهات التي تحتاجه بشكل عاجل في غزة وفي مقدمتها المستشفيات مهم للغاية”.
وأضاف: “نعتقد أنه ينبغي إنشاء صندوق ضمن منظمة التعاون الإسلامي لإعادة إعمار غزة”.
وقال الرئيس التركي إن الإدارة الإسرائيلية “التي تتصرف مثل طفل الغرب المدلل، ملزمة بتعويض الأضرار التي تسببت فيها”.
وشدد على وجوب “التحقق من السلاح النووي الذي أقر الوزراء الإسرائيليون أيضا بوجوده، والكشف عمّا إذا تم تهريب البعض منه عن الرقابة الدولية”.
وأكد الرئيس التركي، أنه “لا يمكن وضع مقاومي حماس الذين يدافعون عن وطنهم والمحتلين في كفة واحدة”.
وتابع “إخواننا في الضفة الغربية يتأثرون أيضًا بصورة سلبية من هجمات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المحتلين”.
وأوضح أنه “وفقاً للأمم المتحدة، فإن 73 في المئة من حوالي 12 ألف فلسطيني قتلوا في غزة ورام الله، من النساء والأطفال”.
وشدّد أردوغان، على أنه ليس هناك أي جانب يمكن الدفاع عنه أو تبريره في حالة الجنون هذه”.
وقال إنه “من العار أن تظل الدول الغربية، التي لا تترك الحديث بتاتا عن حقوق الإنسان والحريات، صامتة أمام المجازر المستمرة في فلسطين”.
وأضاف “لقد قتل نحو 12 ألف شخص في غزة، وتم تدمير كامل غزة تقريبا إلا أن هذه الدول لا توجه ولا تستطيع أن توجه حتى دعوة لإسرائيل من أجل وقف إطلاق النار”.
وذكر أردوغان، أن رؤساء الدول والحكومات الذين ساروا في باريس على خلفية الهجوم ضد مجلة شارلي إيبدو (2015)، لم يحركوا ساكناً تجاه غزة التي قتل فيها أكثر من 12 ألف شخص”.
وتابع “هذا ليس عجزًا فحسب، بل هو جبن وانعدام ضمير في نفس الوقت”.
ولفت إلى أن “أولئك الذين يلتزمون الصمت أمام الظلم هم شركاء في سفك الدماء بقدر الظالمين”.
وأكد أردوغان أن “أولويتنا الأولى في هذه المرحلة هي ضمان وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع”.
وشدّد على أن “الأمر الملح ليس استراحة لبضع ساعات، بل وقف دائم لإطلاق النار”.
وأوضح أن “إيصال الوقود إلى الأماكن التي تحتاج إليه بشكل عاجل، وخاصة المستشفيات، يحمل أهمية مصيرية”.
وتابع: “المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، شبّه شمال غزة بالجحيم، حيث لا تصل شاحنات المساعدات”.
وأشار إلى ضرورة أن تقدم جميع الدول الأعضاء في المنظمة “الدعم اللازم للأشقاء المصريين وضمان بقاء معبر رفح الحدودي مفتوحا باستمرار”.
ولفت إلى أنه “يجب علينا أيضا أن نبذل الجهد من أجل محاسبة إسرائيل أمام القانون على ما ارتكبته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وأكد ضرورة “التحقيق في هذه الجرائم واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المسؤولين عنها من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية”.
وأردف: “كما يجب التحقيق في مسألة الأسلحة النووية التي أقر بوجودها وزراء إسرائيليون، وإذا كانت هناك قنابل نووية تم تهريبها عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فلا بد من الكشف عنها”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الرئیس الترکی إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يؤكدان دعمهما لحل الدولتين ويحثان حماس على نزع سلاحها
أعرب الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية عن دعمهما لوثيقة من سبع صفحات تم الاتفاق عليها في مؤتمر الأمم المتحدة، والتي تدعو إلى حل الدولتين وإنهاء حكم حماس. اعلان
أعرب الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى العديد من الدول الأخرى، بما في ذلك بريطانيا وكندا، عن التزامهم بإحياء حل الدولتين في محاولة لإنهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة.
وقد اجتمع ممثلون رفيعو المستوى في نيويورك يوم الاثنين في مؤتمر دولي برئاسة مشتركة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية في مقر الأمم المتحدة.
وقد أنشأ مؤتمر الأمم المتحدة، الذي تم تأجيله من شهر حزيران/يونيو، والذي تم تقليص عدد المشاركين فيه من قادة العالم إلى وزراء، ثماني مجموعات عمل رفيعة المستوى لتقديم مقترحات حول مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بحل الدولتين.
وتمخض عن إعلان من سبع صفحات، سُمي "إعلان نيويورك"، والذي يحدد خطة مرحلية تحث الدول على الاعتراف بدولة فلسطين، وتدعو إلى نزع سلاح حماس وتتصور أن تحكم السلطة الفلسطينية.
وجاء في الإعلان أنه "في سياق إنهاء الحرب في غزة، يجب على حماس إنهاء حكمها في غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية، بمشاركة ودعم دوليين، بما يتماشى مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".
كما يدعم الإعلان نشر "بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار" تحت إشراف مجلس الأمن الدولي لحماية الفلسطينيين والإشراف على نقل الإدارة إلى السلطة الفلسطينية ومراقبة وقف إطلاق النار.
ويدين النص الهجوم المميت الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي قتلت فيه الحركة المسلحة حوالي 1200 شخص، وأسرت حوالي 250 رهينة. ولا يزال نحو 50 منهم محتجزين حتى الآن. وهو يمثل أول إدانة من الدول العربية لحماس.
Related على امتداد سبعة عقود.. ما هي أبرز المحطات في مسار الموقف الفرنسي من الاعتراف بفلسطين؟"ميلانيا تأثرت".. ترامب عن نقل سكان غزة ومراكز توزيع الطعام وعن المهلة المعطاة لبوتينمؤتمر نيويورك لحل الدولتين: خطوة مهمة نحو السلام في ظل تحديات دولية وإقليمية"غزة جزء لا يتجزأ من إسرائيل".. دعوة صريحة من سموتريتش لإعادة احتلال القطاعكما أدان البيان الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، و"الحصار والتجويع الذي فرضته إسرائيل على غزة، والذي أدى إلى كارثة إنسانية مدمرة".
وحث الرئيسان المشاركان فرنسا والمملكة العربية السعودية جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة على دعم الوثيقة قبل بدء الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها في منتصف سبتمبر/أيلول.
ويعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حل الدولتين وقاطع الاجتماع الأممي، متذرعًا بمخاوف قومية وأمنية. نفس الموقف اتخذته الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، حيث قاطعت هي الأخرى هذا الحدث.
وكانت فرنسا والمملكة المتحدة قد أعربتا في وقت سابق عن نيتهما الاعتراف بدولة فلسطين، الأمر الذي من شأنه أن يجعلهما تنضمّان إلى 147 دولة عضو في الأمم المتحدة التي سبق لها أن فعلت ذلك.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن الأسبوع الماضي أن فرنسا ستعترف بفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، مما سيجعلها أول دولة من مجموعة الدول السبع والعضو الدائم في مجلس الأمن الدولي تقوم بذلك.
بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الثلاثاء إن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين قبل اجتماع سبتمبر/أيلول إذا لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار وعملية سلام طويلة الأمد في الأسابيع الثمانية المقبلة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة