وكالات

أطلقت (Humane)؛ الشركة الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، منتجها الأول الذي يُسمى (AI Pin)، وهو عبارة عن جهاز صغير يمكنك تثبيته على ملابسك، ويعمل بالذكاء الاصطناعي، كما أنه مصمم لإبعادك عن شاشة هاتفك الذكي، إذ إنه يأتي بدون شاشة تقليدية ويعتمد بشكل كامل تقريبًا على الذكاء الاصطناعي للتفاعل معك.

صُمم جهاز (Humane AI Pin) ليُثبت مغناطيسيًا على الملابس، ثم يمكن النقر عليه للتحدث إلى مساعد ذكي مدعوم بتقنيات من شركة (OpenAI) – المطورة لروبوت ChatGPT – وقوة الحوسبة السحابية من شركة مايكروسوفت.

وهذا يعني أنه يحتوي على ميكروفون ومكبر صوت، للتحدث إليه، ولكن لا توجد كلمة معينة يجب التحدث بها إليه لتحصل على استجابة – مثل: هاي سيري في آيفون – إذ إنه بمجرد الضغط على الزر يمكنك التحدث إلى الجهاز ، وستحصل على رد.

وتُعد أهم ميزة في هذا الجهاز المبتكر هي وجود هي نظام عرض ليزر يمكنه عرض المعلومات على راحة يد المستخدم بدلًا من الحاجة إلى شاشة تقليدية مثل تلك الموجودة في الهواتف الذكية. وبفضل الكاميرا يلتقط الجهاز حركات اليد للتفاعل مع قوائم المحتوى التي يعرضها، مثل: الرد على النصوص أو تغيير الأغنية.

ويمكن أن تؤدي إمالة راحة اليد في اتجاهات مختلفة إلى إبراز خيارات القائمة، كما يؤدي إغلاق راحة اليد إلى إعادة الجهاز إلى الصفحة الرئيسية.

يأتي جهاز (Humane AI Pin) بتصميم صغير الحجم، فهو عبارة عن صندوق مربع صغير الحجم مصنوع من الألمنيوم والزجاج، يضم كاميرا ومكبر صوت، ومجموعة من المستشعرات، وبطارية، والجزء الخلفي عبارة عن مغناطيس، يتيح لك تثبيته في ملابسك، وشحنه لاسلكيًا.

يعمل هذا الجهاز بمعالج من كوالكوم ثماني النوى، ويضم هذا المعالج محركًا مخصصًا لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولم تكشف الشركة حتى الآن عن تفاصيل المعالج. ويأتي الجهاز مع ذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة قدرها 4 جيجابايت، ومساحة داخلية للتخزين بسعة قدرها 32 جيجابايت.

كما يضم الجهاز كاميرا فائقة الاتساع بدقة تبلغ 13 ميجابكسل مع مجال رؤية 120 درجة، ومستشعر ثلاثي الأبعاد للعمق. وتشتمل المستشعرات الأخرى على مستشعر الإضاءة المحيطة، ومستشعرات للحركة، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يسمح للجهاز برؤية العالم كما تراه.

وفيما يتعلق بالاتصال، فيدعم الجهاز الاتصال عبر شبكة (الواي فاي 5)، وبلوتوث 5.1، والاتصال بشبكات الهواتف المحمولة LTE، وذلك عبر شريحة eSIM.

ويحتوي (Humane AI Pin) على بطارية داخلية، لم تعلن الشركة سعتها حتى الآن، ولكن الجهاز يأتي مع علبة شحن تشبه تلك التي تأتي مع السماعات اللاسلكية – مثل: AirPods من أبل، وPixel Buds من غوغل – تتيح لك حفظ الجهاز في حالة عدم استخدامه، وشحنه.

و يعمل جهاز (Humane AI Pin) بنظام تشغيل جديد يُسمى (Cosmos) هو نظام تشغيل طورته شركة (Humane) لعصر الذكاء الاصطناعي، حيث يمزج بين التقنيات الذكية والتفاعل البديهي والأمان المتقدم. إذ يلغي الحاجة إلى تنزيل التطبيقات أو إدارتها أو تشغيلها، وبدلًا من ذلك، فإنه يفهم بسرعة ما تحتاجه، ويوصلك بخدمة الذكاء الاصطناعي المناسبة المستندة إلى الإنترنت فورًا.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2023/11/Project-1-6.mp4

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الجوالات الذكاء الاصطناعي الهاتف المحمول الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي

كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.

إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.

تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».

انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.

طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».

أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!

حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».

ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».

لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».

الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.

كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.

وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.

في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.

مقالات مشابهة

  • قبل الإطلاق الرسمي .. إليك أهم مواصفات جهاز Galaxy Tab S11 اللوحي
  • ابتكار جهاز جديد يفرز النفايات باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. أداة للتمكين أم بديل يُضعف التفكير؟
  • السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • مختص : 6 أسباب شائعة لنفاد بطارية الهاتف بسرعة
  • شعبة المحمول: ننتظر رد الجهاز القومي على أزمة الـ 60 ألف هاتف
  • دراسة حديثة تؤكد سلبيات استخدام الهاتف المحمول في سن مبكر
  • وضع الذكاء الاصطناعي يصل إلى الشاشة الرئيسية في هواتف أندرويد
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي