تشعر المدربة سارة إدوارد، وهي أول مدربة جنوب سودانية تحصل على الرخصة A في التدريب، بالفخر حيال ما حققته من إنجاز، وتكشف في حوارها مع «التغيير» تفاصيل عن رحلة نجاحها بداية بالعام 2007م الذي اختيرت فيه من قبل اتحاد كرة القدم السوداني للمشاركة في دورة تدريبية بجنوب أفريقيا، وتوليها تدريب فريق التحدي الخرطوم للسيدات ثم اختيارها من قبل «كاف» كمحاضِرة، والحصول على الرخصة الآسيوية في اليابان، سارة التي سقطت جنسيتها السودانية بعد الانفصال في 2011م، حصلت على الرخصة A الأفريقية في 2016م وبدأت في 2019م رحلة تدريب في أوروبا بألمانيا وفرنسا، وتحدثت المدربة في جوانب عديدة من مشوارها الرياضي.

التغيير- حوار: عبد الله برير

* هل بدأت نشاطك الرياضي بكرة القدم مباشرة؟

لعبت الكرة الطائرة في مدرسة الكمبوني بالخرطوم والأولمبي لأن الخيارات المتاحة للبنات كانت محدودة، كما جربت ألعاب القوى ولعبت كرة السلة مع فريق المريخ وكرة اليد وغيرها، كنت أحب كرة القدم وأمارسها مع الأطفال البنين في الشارع، في 2001م أسس المرحوم جوزيف سكوباس فريق التحدي، وعندما وافق الاتحاد السوداني على قيام كرة القدم النسوية تم تكوين فريق التحدي وكنت نائبة الكابتن ثريا الضو وصرت قائدة للفريق، بعد ذلك ثم تحولت إلى مدربة للتحدي بعد أن تحصلت على دورات تدريبية.

الأسرة كانت داعمة جداً لمشواري فوالدي كان رياضياً كبيراً

* كيف كان دور الأسرة؟

الأسرة كانت داعمة جداً لمشواري فوالدي كان رياضياً كبيراً لعب كرة السلة والطائرة وغيرها ثم أصبح مدرباً وأخيراً عمل في وزارة الشباب والرياضة، كان أحد الداعمين لي بقوة ودائماً ما يحذرني من الإصابات، والدتي كانت تمارس الرياضة في المدارس ولم تكن رافضة لمشواري بل داعمة بشرط عدم التأخر في التدريبات والقيام بالواجبات المدرسية والمنزلية، في 2007م عند أول مشاركة لي خارج السودان في جنوب أفريقيا لم يعترضوا على سفري وكانوا مسرورين بي  وبمسيرتي.

سارة * كيف كانت بدايات تكوين فريق التحدي؟

تجميع البنات من مدرسة الكمبوني لتكوين فريق لم يكن أمراً صعباً نسبة لتوفر كل النشاطات الرياضية للجنسين ووجود الملاعب لكن عانينا من مشكلة المعدات الرياضية، كنا نلعب بكرة قدم واحدة فقط  ونحن 51 بنت.

* ماذا حدث بعد ذلك؟

بعد مرور الزمن ظهرت فتاوى بأن الكرة للبنات لا تجوز ولا تشبه العادات والتقاليد وشعرنا بالضغط بعد أن أصبح المجتمع ضدنا وصرنا نأتي للميدان لنفاجأ بأن الآخرين يتدربون رغم أننا حجزنا مسبقاً كما أن اتحاد الكره لم يقم برعاياتنا ودعمنا واضطررنا لإيجار ملعب في مدينة بحري من مصاريفنا الخاصة ونحن طالبات.

* هل تعرضتم لمضايقات من قبل الدولة في عهد النظام البائد؟

سحب الإسلاميون منا أحد الأندية وطاردنا رجال الأمن وصادروا أشرطة تخص قناة الجزيره التي بثت معنا حلقة، وأخيراً في 2007 سُمح لنا بالتدرب في ملعب أكاديمية اتحاد كرة القدم السوداني.

وجود دوري للسيدات في السودان يعتبر من ثمرات الثورة

* كيف ترين تجربة دوري السيدات في السودان؟

التجربة بدأت بصورة احترافية في 2019م ولم أكن في السودان وقتذاك بعد مغادرتي للبلاد، سعدت جداً بوجود دوري للسيدات واعتبره من ثمرات الثورة، أيام النظام البائد كان الإسلاميون يقولون إن عادات الدولة الإسلامية تمنع البنات من اللعب ومع ذلك كانوا يأخذون الدعم المالي المقدم من (فيفا) والمخصص للكرة النسائية، تم التأسيس للدوري وبخطوات حثيثة وكنت أردد دائماً أن نشاط البنات سيمتد خارج السودان وبعد تحقيق الحلم كنت بعيدة وذرفت الدموع، وقبلها كان لدي مشروع داعم وسافرت لعدد من الولايات داخل السودان لإقامة ورش عمل تدريبية لكل الأعمار وكنت أدفع من مالي الشخصي ومساعدات الأصدقاء، عموماً اعتبر دوري السيدات تجربة ناجحة جداً وانتصار للمرأة السودانية وانا فخورة بذلك.

* كيف كانت نظرة المجتمع لكن كبنات تمارسن رياضة صعبة؟

كان بعض الناس ينظرون بأن البنت التي تلعب كره القدم باعتبارها ذكراً وليست أنثى، وكانوا يلوحون بالعادات والتقاليد والدين، صمدنا في البدايات التي كنا نعلم صعوبتها رفضنا الانكسار ومع ذلك نقول إن المجتمع كله لم يكن ضدنا بل كان لنا مؤيدون وخاصةً من قبل المدربين الذين كان لهم الفضل ونسيت أسماء بعضهم لطول المدة، بعضهم كان يشاركنا زيارة أسر البنات باستمرار لاقناعهم ليسمحوا لبناتهم باللعب.

دوري السيدات تجربة ناجحة وانتصار للمرأة السودانية وأنا فخورة بذلك

* خضت تجربة قصيرة في ألمانيا، حدثينا عنها؟

في تجربتي مع فريق ديسكفري كانوا يقومون باستقطاب رياضيات من مدربات ولاعبات وإعلاميات كل عامين وشاركت معهم باسم فريق التحدي في العام 2016م وعرفتهم على السودان وعلى لاعبات في الفريق وامتد التعاون معهم وخضت معهم تجربة ثانية لفترة بسيطة.

سارة إدوارد مع الفريق * ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في التدريب خارج الوطن؟

كانت أول مشكلة تواجهني في التدريب خارج السودان هي مشكلة اللغة، معظم اللاعبات في ألمانيا وفرنسا لا يتحدثن اللغة الإنجليزية، وجدت نادٍ فرنسي في الدرجة ثانية واقترح علي المدرب أن العب واعتذرت لأنني مصابة في “الأنكل” ثم بدأت تعلم الفرنسية وعرضت خدماتي لنادٍ من غير مرتب كمتدربة، والتحقت بعد ذلك بنادٍ آخر بعقد لمدة عام وسعيدة بتجربتي الحالية مع هذا النادي وغيره من أندية المنظمات التي أشرف عليها في بعض الفئات.

* ماذا عن حياتك المهنية الحالية وأهدافك المستقبلية؟

في حياتي المهنية ما زلت في مجال التدريب وأعمل على تطوير نفسي لاكتشافها ودراسة اللغات لتوسعة مجالات مفاتيح المعرفة مع دراسة الدورات التدريبية في مجال كره القدم والمجالات المتصلة بها والبحث عن الجديد دوماً.

الوسومألمانيا اتحاد كرة القدم الخرطوم السودان جنوب السودان سارة إداورد فرنسا فريق التحدي فيفا كاف كرة القدم النسوية مدرسة كمبوني

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: ألمانيا اتحاد كرة القدم الخرطوم السودان جنوب السودان فرنسا فريق التحدي فيفا كاف كرة القدم النسوية فریق التحدی فی التدریب کرة القدم من قبل

إقرأ أيضاً:

مشروع الانبعاث الحضاري وصناعة الوعي.. مشاتل التغيير (29)

من الأهمية بمكان أن نشير إلى أن المشاريع الحضارية الكبرى لا بد أن تقترن بالوعي وصناعته؛ إنها من أعظم المهام خاصة إذا ما وصفنا الوعي بالحضاري، إننا أمام مفهوم مركب شديد التعقيد يعبر عن منظومة كلية ونموذج شبكي تتحرك فيه ومنه وبه عمليات صناعة الوعي على مستويات عدة.

الوعي هنا عملية تتشكل من أصل الكدح الحضاري "يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحا فَمُلَاقِيهِ" (الانشقاق: 6)؛ الوعي يرتبط بثلاثية وهي الوحي (المرجعية)، والوعي (الشامل) والسعي (الفاعل). الوعي الحضاري يعني "إعادة تشكيل الذهن، وتعميق التصور، وتنمية الفكر نحو الرسالة الحضارية للإسلام بكل شمولها للمجالات العبادية والعمرانية، وعمومها للزمان والمكان والأفراد".

والسبب في البدء بالوعي أولا؛ لأن أي تحضر لأمة من الأمم لا بد أن يُسبق بفكرة تنطبع في أذهان أصحابها إلى درجة الاعتقاد الجازم المفضي إلى البناء المشترك والعمران الحضاري، وفي هذا يقول مالك بن نبي: "إن حضارة ما؛ هي نتاج فكرة جوهرية تُطبع على مجتمع في مرحلة ما قبل التحضر؛ الدفعة التي تدخل به التاريخ". فكما يقول أحدهم في التحليل اللغوي: "الصِّناعة في اللّغة هي فنُّ الاشتغالِ على موادّ معيّنةٍ وإِخْضاعها لِعملياتٍ مُعقدّةٍ، تأخذُ على إثْرِها أشكالا جديدة ومبتكرة ونافِعة". وإذا كانت مادة الصناعة هي الوعي الحضاري الشامل والمتكامل؛ فإنّ "من أهمّ أسباب نُهوض الأمم، سِيادةُ وعي جماعيّ يُوحِّد المُنطلقَ ويرسُم الأهداف ويُحدِّد الواجباتِ ويُبيِّن الخُطواتِ الواجب اتِّخاذُها في طريقِ الرُّقيّ، وذلك ضِمن القِيم والمَبادِئ الأصيلةِ الّتي لا بدّ أن تَسِير في إطارِها مَسِيرة النَّهضة".

الوعي حركة اجتهادية وتجديدية يرتبط بكل مراحل الاجتهاد والذي يعبر عنه بـ"الفقه" لا بالمعنى الاصطلاحي، ولكن بالمعنى الذي يتعلق بالفهم العميق والدقيق والمتواصل
إن مسألة الوعي تتحرك على ما يرى الأستاذ محمد المبارك في مقالته "نحو وعي إسلامي جديد"؛ ضمن منظومة تتعلق بالوعي بالذات، والوعي بالغير عبر الذات وفاعليتها، والوعي بالموقف وما يتبعه من أحكام، وأفعال، وتصرفات، وسياسات. إن منظومات الوعي التي تنداح في دوائر متحاضنة لا متناقضة؛ تبدأ بالوعي للإنسان الفرد وعي بالكينونة ووعي بالدور، وينتهي بوعي الإنسان بالإنسانية ويدور مع الدوائر معرفة وفهما وتدبرا ووعيا للمقتضيات والشروط واللوازم المتعلقة بها؛ إن كان في الأسرة أو في أي تكوينات جمعية صغيرة أو محلية إلى تكوينات أوسع قد ترتقي إلى الدولة والأمة، هذه التكوينات والدوائر تعد ساحات ومساحات للوعي بكل صوره وبكل شروطه وأدواره. ويتكامل مع هذا حينما يتحرك الوعي عبر الوعاء الزمني والتاريخي فيفرض الاهتمام بمستويات الوعي وارتباطاتها الزمنية، فهناك الوعي الآني (بالحال)، وهناك الوعي الممتد (في الزمن المتراكم) وهناك الوعي بالمآل والاستقبال الذي تترابط فيه حلقات الوعي بحلقات الزمان (الماضي والحاضر والمستقبل)، والوعي بالتاريخ والذاكرة، والوعي بحركة الواقع ومعطياته، والوعي بالمستقبل والمآلات.

الوعي حركة اجتهادية وتجديدية يرتبط بكل مراحل الاجتهاد والذي يعبر عنه بـ"الفقه" لا بالمعنى الاصطلاحي، ولكن بالمعنى الذي يتعلق بالفهم العميق والدقيق والمتواصل؛ "فقه الحكم" و"فقه الواقع" و"فقه التنزيل"، فضلا عن المنهج الرابط والناظم والضابط، ومن ثم يعتبر الوعي الحضاري مرتبطا بالفقه الحضاري وأصوله وعمليات الاجتهاد، وهو يرعى كذلك فقه الواجب وفقه الواقع في اتصال فعال. وهو فضلا عن هذا، حالة ذهنية ونفس جماعية مستدامة تفرض حالة التنبه الدائم والاستنفار الكامل للقدرات والإمكانات؛ الوعي على مستوى التفكير، والوعي على مستوى التدبر والتدبير، والوعي على مستوى التغيير، وكذلك الوعي على مستوى الفعالية والتأثير، عمليات بعضها من بعض تحقق التراكم الفعال ما بين وحي المرجعية ووعي العملية وسعي الفاعلية.

الوعي والمنهاجية متلازمان، ولذلك اقترن الوعي بالمنهج عند أستاذتنا المرحومة مني أبو الفضل، فكان هذا النحت المتعلق بالوعي المنهجي؛ الوعي المنهجي ناظم لكل حركة عامة تشكل إدراكا للحظات تمر بها الأمة في محطاتها المختلفة؛ إنها تكتشف تلك اللحظات النماذجية بكل أحوالها وفي كل أطوارها، فهي تقف مع اللحظة الكاشفة فتكشف إمكان الأمة ومكانتها، وهي تحول الكشف والوعي باللحظة الى اللحظة الفارقة والمفارقة، وهي من خلال المراجعة والمحاسبة تتحول الى حالة ناقدة ومقومة، وتحول كل تلك الإدراكات الى عملية فرقانية متكاملة؛ وإلى استشراف حقيقة اللحظة البانية للأمة ضمن مشروع انبعاثها ونهوضها، إنه الوعي المتراكم الناظم بين هذه الحلقات جميعا ضمن إدراك حضاري وإعداد واستعداد وعدّة؛ وإرادة وإدارة ووعي وسعي يستند ويلتزم بترشيد وعي وتسديد سعي.

الوعي التاريخي والسنني أمر في غاية الأهمية في منظومة الوعي الحضاري؛ إذ يولد الوعي التاريخي؛ الوعي بالتاريخ تعريفا وتوظيفا، يعد فهما وتدبّرا للأوضاع التاريخية وآثارها في الحاضر والمستقبل، والوعي بالتحدّيات المزمنة والقدرة على مواجهتها وفق أصول علمية ومنهجية. ويُعدّ سؤال التاريخ ومسألة الوعي التاريخي حقيقة خلدونية، فالتاريخ في مفهوم ابن خلدون له وجهان ظاهر وباطن؛ ظاهره يخبر عن الأيّام والدول والسوابق من القرون الأولى، وتنمو فيه الأقوال والأمثال المضروبة، أمّا باطنه فالنظر، والتدقيق، وتعليل الكائنات، والعلم بكيفيّة الوقائع، وأسباب حدوثها. وبذلك يكون التاريخ عريقا، وعميقا، وجديرا بأن يكون علما يوقفنا على أخبار الأمم الماضية وأخلاقها، وسير الأنبياء، والملوك في سياساتهم ودولهم، وذكر أخبار تعود لعصر وزمن معيّنَين.

كما يخبر التاريخ عن الاجتماع الإنساني، فموضوع التاريخ في نظر ابن خلدون يدور حول الإنسان وأعماله، وما تحمله من أسباب ومبرّرات ونتائج، ولذلك كان واعيا برصد أسباب أخطاء المؤرّخين، ومن أهمها الاعتماد على النقل فقط، وعدم أخذهم طبيعة العمران، وكذا الأسباب المتعلّقة بالمنهج، والابتعاد عن الاستقامة والعدل والوقوع في التحيّزات إلى مذاهب وآراء معيّنة.

من أهم المخاطر والمزالق في الأمم ما تصادفه الأمم من تزييف الوعي الذي يأتي من خلال السيطرة على الوعي الجمعي، من خلال تزييف الإدراك والتصورات التابعة له، ثم التحكم فيه، وبالتالي توجيهه وفق رؤى وأفكار وتوجهات تخدم الفئة المسيطرة على ذلك الوعي
والمقصود بالوعي التاريخي، كما يحدّده توفيق الطيّب، في مقاله المهم "الوعي التاريخي وقضاياه: كيف دخلنا التاريخ وكيف خرجنا منه وكيف نعود إليه"، أنه "الفهم العقلي والذهني والتعايش الوجداني والمعنوي الذي يحوّل الذاكرة التاريخية والحضارية الخاملة إرادة واعية للهُويَّة، فيرسم بذلك الخريطة الحضارية للأمة، تلك الخريطة التي تصون ماضيها وتضيء حاضرها وتحدّد استراتيجيات مستقبلها، وينشأ عن ذلك الوعي الفعل المجذّر تاريخيا، على طريق صناعة المستقبل".

ومن أهم المخاطر والمزالق في الأمم ما تصادفه الأمم من تزييف الوعي الذي يأتي من خلال السيطرة على الوعي الجمعي، من خلال تزييف الإدراك والتصورات التابعة له، ثم التحكم فيه، وبالتالي توجيهه وفق رؤى وأفكار وتوجهات تخدم الفئة المسيطرة على ذلك الوعي، وأغلب الأمور يراد بها باطل. من هنا تأتي أهمية تحرير العقل من سلطان الوهم والخداع؛ ليصبح قادرا على فضح التزييف والتشويه المتعمد بعد عمليات متتابعة ومتراكمة من صناعة الحيرة والتشتيت والتدليس، فتشكله ما استطاعت، وتحركه ما أرادت، وتوجه عناصر تفكيره إلى ما هدفت بالتزوير والتعتيم والتغرير، وهذه واحدة من درجات ما يمكن تسميته بغسيل المخ الجماعي.

إن أخطر ما يهدد بقاء الأمم والشعوب قوية هو غياب الوعي أو تزييفه؛ لا صناعته على أسس علمية وفي سياق يعبر عن الإرادة الجماعية، وكلما كانت الشعوب واعية ومدركة بما يحيط بها كانت قادرة على تجاوز كل التحديات التي تواجهها، وممتلكة القدرة على الذهاب نحو المستقبل والمشاركة في صناعته. يقول الكواكبي: "إن الإنسان الواعي الذي يملك رؤية فكرية ونقدية ويتميز بضمير اجتماعي ينسجم مع الآخر".

هذه المقدمات حول الوعي تضعنا على عتبات ما يمكن الإشارة إليه بـ"الوعي الحضاري" كصناعة ثقيلة في هذا المقام لبلوغ الانبعاث الحضاري، والمشروع الذي يمثله هذا الانبعاث هو في حقيقة أمره معركة النفس الطويل والتي تضعنا في قلب عمليات التغيير والفاعلية والتأثير، وتدفع وتستنفر معا نحو عمق المهمة الحضارية في إقامة دين الله في الأرض استخلافا وعمرانا؛ تغييرا ونهوضا، وهو ما نجعله موضوعا لمقال قادم بحول الله؛ نستعرض فيه أهم مكونات هذا المشروع.

x.com/Saif_abdelfatah

مقالات مشابهة

  • جهاز منتخب مصر يبحث مع اتحاد الكرة ترتيبات وديات معسكر سبتمبر
  • مغردون يثنون على حارسة منتخب إنجلترا التي تحدت مرضها وحققت الفوز لبلادها
  • الملك محمد السادس يستقبل لاعبات المنتخب المغربي وجياني إنفانتينو رئيس "فيفا" خلال الاستقبال الملكي بالمضيق
  • مشروع الانبعاث الحضاري وصناعة الوعي.. مشاتل التغيير (29)
  • اتحاد الكرة يدرس إقامة بطولة السوبر المصرى في النصف الأول من نوفمبر
  • إيفرتون يبيع فريق الكرة القدم النسائية!
  • التحفظ على أموال سارة خليفة لتروطها في تجارة المخدرات
  • النيابة العامة تأمر بحصر أموال المذيعة سارة خليفة ومنعها من السفر
  • السودان يهزم نيجيريا ويتأهل لدور الأربعة في الدورة المدرسية الإفريقية
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)