في سياق تقييم الوضع الراهن في غزة، أكد الخبير وأستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، سعيد الصديقي، على أهمية الأحداث المتجدرة على الأرض في تحديد مصير الحرب الجارية في هذا قطاع غزة.

وشدد الصديقي على ضعف وتشتت الدول العربية، مع توقيع بعضها اتفاقيات مع الاحتلال، مما أثّر سلباً على قدرتها على المساهمة بشكل فعّال في حل الأزمة.

ورأى أن العامل الزمني ليس في صالح "إسرائيل"، حيث اتسعت دائرة التضامن الشعبي مع الفلسطينيين في الغرب.

وأشار الصديقي إلى أن التحديد الواضح لأهداف الاحتلال قد يكون مبالغًا فيه، ورغم الدعم السياسي والعسكري الذي تتلقاه من الولايات المتحدة، فإن عامل الزمن لن يكون في صالحهم، خاصةً بعد انتشار التضامن الشعبي مع الفلسطينيين في الدول الغربية.

وأضاف الصديقي أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد لا تستمر في التحمل في حال استمرار الحرب لفترة طويلة، نظرًا للخسائر الاقتصادية والأسرى، مما قد يضطرهم إلى قبول صيغة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وفقدت "إسرائيل" قرابة 950 ألف وظيفة في سوقها منذ شنها حربا على قطاع غزة، إلى جانب مئات الآلاف غير القادرين على الوصول إلى أماكن عملهم في مستوطنات غلاف غزة، وفي الشمال على الحدود مع لبنان.


وفي تقديره للدعم الإسرائيلي من قبل الغرب، ألمح الصديقي إلى أن "اللوبي الإسرائيلي" في الغرب يفسر الدعم الكبير لإسرائيل خلال الأزمة الحالية.

ويرى الصديقي أنه لا يستطيع أحد أن يتكهن بقدراتها في الصمود لأسابيع أخرى، لذلك فإن مجريات الميدان حاسمة في تحديد مآل الحرب.

وأضاف : "كلما صدمت المقاومة كلما شكل ضغطا كبيرا على الإسرائيليين الذين قد يضطرون خلال الأيام أو الأسابيع القادمة أمام صمود المقاومة وطول أمد الحرب إلى قبول صيغة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار".

وبيّن خبير العلاقات الدولية أن "هذه الأزمة كغيرها من الأزمات الدولية الكبرى التي تشهد استقطابا دوليا كبيرا، تعطل مجلس الأمن بسبب عدم التوافق بين الولايات المتحدة من جهة وكل من الصين وروسيا من جهة أخرى على اتخاذ قرارات ملزمة بشأنها".

وبيّن : "مع ذلك فإن منظمة الأمم المتحدة، في شخص أمينها العام وبعض وكلاتها وموظفيها السامين، كان لها دور مهم جدا في فضح المجازر التي ترتكبها إسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وفي فجر السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية عملية "طوفان الأقصى" على مستوطنات غلاف غزة، ردا على "الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى".

في المقابل، أطلق جيش الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة المحاصر، استهدف فيها البنية التحتية ودمر أحياء فوق ساكنيها، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء ومئات آلاف النازحين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الجبهة الداخلية غزة الجبهة الداخلية اللوبي الصهيوني سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مصطفى الفقي: لهجة الغرب تجاه إسرائيل تغيّرت والضمير الدولي بدأ في الاستيقاظ

أكد الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، أن اللهجة التي يستخدمها الغرب اليوم في الحديث مع إسرائيل غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن إصدار بيانات إدانة من دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا يمثل تحولًا كبيرًا في الموقف الدولي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأضاف "الفقي" خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر" المذاع على فضائية "إم بي سي مصر" مساء الثلاثاء، أن هذه البيانات تعكس ضمير وعقل الغرب، بعد فترة طويلة من الصمت أو التبرير، قائلًا: "المجتمع الدولي بدأ يفيق مما يحدث في غزة، ولم يعد بالإمكان تجاهل الإفراط الإسرائيلي في استخدام القوة والسلاح".

بيانات غربية تمثل تحولًا

ووصف المواقف الأخيرة للدول الغربية بأنها مؤشر مهم على بداية تغير النظرة إلى السياسات الإسرائيلية، لكنه أكد في الوقت نفسه أن هناك أوراق ضغط عديدة بيد الغرب لم تُستخدم بعد، مضيفًا: "إسرائيل تعوّدت أن تفعل ما تريده، ثم تواجه الانتقادات دون تأثير فعلي، لكن الوضع الآن مختلف... الضغط يتصاعد".

وأشار المفكر السياسي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وصلت إلى قناعة بأن استمرار التصعيد الإسرائيلي أصبح يضر بمصالحها المباشرة في الشرق الأوسط والعالم، لافتًا إلى أن الموقف الأمريكي يشهد تحولًا هادئًا لكنه لافت.

واشنطن تراجع مواقفها

وأضاف "الضغوط القادمة من اللوبي اليهودي الأمريكي ستكون العامل الأكثر تأثيرًا على صناع القرار في إسرائيل"، مؤكدًا أن هناك محاولات غربية باتت واضحة لفضح ممارسات إسرائيل، سواء في الإعلام أو عبر المنصات الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن النقد العلني لسياسات الاحتلال بات يُطرح اليوم من دول اعتادت دعم إسرائيل بلا شروط.

واختتم بالقول: "ما يجري الآن ليس مجرد تنديد، بل هو بداية انكشاف أمام الرأي العام الدولي، وقد نرى قريبًا خطوات أكثر جرأة ضد إسرائيل إذا استمرت في تصعيدها".

مقالات مشابهة

  • إنقاذ الكيان من نتنياهو حاجة غربية
  • خبراء: إسرائيل باتت عبئا أخلاقيا على الغرب ونتنياهو يتخذها رهينة
  • خبير اقتصادي: اليمن يضغط على “عنق الاقتصاد الصهيوني”.. وميناء حيفا يترنح على شفا الإغلاق
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو كاذب ويقود إسرائيل نحو احتلال طويل لغزة
  • العدالة والتنمية يدعو لقطع العلاقات مع إسرائيل عقب إطلاق نار إسرائيلي على دبلوماسي مغربي
  • لماذا الصمت العربي في حين تغيرت مواقف الغرب تجاه إسرائيل؟
  • صمت أميركي وتصعيد أوروبي.. كيف زعزعت انتقادات الغرب كيان إسرائيل؟
  • هل باع الغرب إسرائيل؟
  • مصطفى الفقي: لهجة الغرب تجاه إسرائيل تغيّرت والضمير الدولي بدأ في الاستيقاظ
  • خالد أبو بكر يوجه رسالة للحكومة والمواطن بشأن وحدة الجبهة الداخلية (فيديو)