فاجأت فرقة The Beatles الموسيقية الشهيرة ملايين المعجبين عندما أصدرت أغنية جديدة لها  حتى بعد وفاة عدد من أعضائها، وذلك بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي، الذي استخدمته الفرقة لتحسين جودة مقاطع صوتية قديمة للأعضاء الراحلين ودمجها في الأغنية الجديدة. وبينما تسببت قدرات الذكاء الاصطناعي في التزييف العميق بعض الفرح في هذه الحالة، لا يزال هناك جانب مظلم وخطر التزييف الصوتي العميق والصور.

 
لحسن الحظ، لا يتمتع مثل هذا المحتوى المزيف (والأدوات المستخدمة في صنعه) بمستوى تطور أو انتشار كبير حالياً. ومع ذلك، تبقى إمكانية استخدامه في مخططات الاحتيال عالية للغاية. فتقنية التزييف العميق دائمة التطور، ولا تكف عن التقدم.
ما هي قدرات التزييف العميق للصوت؟
عرضت شركة OpenAI مؤخراً نموذج واجهة برمجة تطبيقات للصوت يمكنه توليد أصوات حديث وقراءة بشرية للنصوص المُدخلة. وحتى الآن، يعد هذا النموذج الذي طورته OpenAI هو الأقرب للكلام البشري الحقيقي.
وفي المستقبل، قد تصبح مثل هذه النماذج أداة جديدة في أيدي المخترقين. إذ تقدم واجهة برمجة التطبيقات الجديدة من OpenAI للمستخدمين خيارات عدّة للأصوات المقترح استخدامها عند قراءة النصوص المدخلة. ومع أن الإصدار الحالي للواجهة غير قادر على التزييف الصوتي العميق ، إلا أنه دليل على وتيرة التطور السريعة لتقنيات توليد الأصوات.  
من ناحية عملية، لا يستطيع أي جهاز حالي توليد صوت مزيف عالي الجودة وغير قابل للتمييز عن كلام البشر الحقيقي. لكن وبالعودة إلى الأشهر القليلة الماضية، يبدو من الواضح أن العديد من أدوات توليد الأصوات البشرية الجديدة تظهر بشكل مستمر. كما بات استخدام هذه الأدوات أسهل عما كان في السابق، إذ كان المستخدمون يحتاجون إلى مهارات برمجية أساسية لاستخدام مثل هذه الأدوات. وفي المستقبل القريب، يمكننا أن نتوقع رؤية نماذج تزييف عميق سهلة الاستخدام وتقدم نتائج عالية الجودة أيضاً.
لا يعد الاحتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي شائعاً كثيراً، لكن هناك أمثلة على حالات احتيال «ناجحة» منذ الآن. ففي منتصف شهر أكتوبر 2023، حذّر مستثمر رأس المال المخاطر الأمريكي «تيم دريبر» متابعيه على منصة تويتر  من مخططات الاحتيال التي تستغل صوته المولّد بالتزييف العميق. وهو ما يدل على ارتفاع مستوى تطوّر التقنية.
كيف تحمي نفسك من الاحتيال بالتزييف العميق للصوت؟
حتى الآن، قد لا يتعامل معظم الناس مع التزييف الصوتي العميق على أنه تهديد سيبراني محتمل. إذ لا تزال حالات استخدامه لغايات خبيثة قليلة جداً، وهو ما يجعل التقنيات التي تحمي منه بطيئة الظهور. 
مبدئياً، أفضل طريقة لحماية نفسك من الاحتيال الذي يستخدم التزييف الصوتي العميق هي الاستماع بعناية لما يقوله المتصل بك عبر الهاتف.  فإذا لاحظت أن جودة صوت المكالمة رديئة، وسمعت فيها ضوضاء غريبة، وظننت أن الصوت يبدو آلياً، فذلك سبب وجيه لئلا تثق بالمعلومات التي تسمعها. 
هناك طريقة أخرى جيدة لمعرفة ما إذا كان المتصل بك بشرياً، وهي طرح أسئلة غير متوقعة. فإذا كان المتصل روبوت ذكاء اصطناعي، يمكن أن يتركه السؤال عن لونه المفضل في حيرة من أمره، لأن هذا السؤال نادر الطرح من ضحايا الاحتيال المحتملين عادة. وحتى إذا كان المتصل بشرياً يقوم بتشغيل إجابات الروبوت الصوتية في هذه الحالة، سيكون هامش الانتظار الطويل للإجابة على سؤالك دليلاً واضحاً على أنك تتعرض للاحتيال.
يمكنك أيضاً تثبيت حل أمني موثوق وشامل لتعزيز حمايتك من هذا النوع من الاحتيال. فمع أن الحلول الأمنية لا تمتلك قدرات كاملة على رصد الأصوات المزيفة، إلا أنها تحمي متصفحات الويب وتتحقق من جميع الملفات الموجودة على الحاسوب، مما قد يساعد المستخدمين على تجنب ما هو مشبوه من مواقع الويب، وعمليات الدفع وعمليات تحميل  البرمجيات الخبيثة. 
وعلّق «ديمتري أنيكين»، كبير علماء البيانات في شركة كاسبرسكي، على هذا الموضوع قائلاً: «النصيحة الأهم الآن هي عدم المغالاة في التهديد أو محاولة اكتشاف التزييف العميق في غير أماكن وجوده.  ففي الوقت الحالي، من غير المرجح أن تكون التقنية المتاحة قوية بما يكفي لإنشاء صوت مزيف لن يتمكن الأشخاص من تمييزه.  وعلى جميع الأحوال، عليك أن تكون على دراية بالتهديدات المحتملة وأن تكون متحضراً لكون الاحتيال المتقدم باستخدام التزييف العميق سيصبح واقعاً في المستقبل القريب.» 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التزییف العمیق

إقرأ أيضاً:

أبناء البيت السياسي يتزاحمون على أبواب السفارات.. والدبلوماسية بلا خرائط سيادة

1 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: تتقاطع خطوط الدبلوماسية في العراق اليوم مع معادلات السياسة الداخلية، حيث عادت قضية تعيين السفراء إلى واجهة المشهد كاختبار جديد لقدرة القوى الشيعية داخل “الإطار التنسيقي” على إنتاج تفاهمات لا تهزّ موازين النفوذ، بل تعيد ترتيبها بما ينسجم مع استراتيجيات النفوذ في الخارج.

وتشير المعطيات المتسربة إلى أن بعض الكتل المشاركة في السلطة رفعت الراية مبكراً، محتجة على ما وصفته بانعدام “العدالة التمثيلية” في القوائم الأخيرة للسفراء. ويأتي ذلك في وقت تتحول فيه البعثات الخارجية من أدوات نفوذ للدولة إلى أدوات نفوذ للأحزاب، تُدار بموجب منطق تقاسم الغنائم لا وفق معايير الكفاءة المهنية أو الاعتبارات السيادية.

وتتداول أوساط الإطار فكرة عقد اجتماع حاسم خلال الأسبوع المقبل لفرز الأسماء وتحديد من سيُحذف أو يُستحدث، في خطوة تعبّر عن عمق الأزمة البنيوية التي تطال الوظيفة الدبلوماسية نفسها. فالمحاصصة، بوصفها نظام الحكم الفعلي، تفرض وجود “مبعوثين سياسيين” أكثر من حاجتها إلى دبلوماسيين محترفين، ما يجعل سفارات العراق في الخارج امتداداً لمكاتب حزبية، لا امتداداً لوزارة الخارجية.

وتعيد القائمة المسرّبة التذكير بالسوابق المتكررة منذ 2003، حيث تحوّل منصب السفير إلى أداة للمكافأة السياسية أو الرد الجميل، وكثيراً ما كان يُمنح لأبناء زعماء الكتل أو للمقرّبين منهم، في تجسيد فجّ لمفهوم “أهل البيت السياسي”. وغالباً ما تتجاوز هذه الأسماء الثلاثين من العمر بقليل، دون أن تمتلك أي خلفية دبلوماسية أو مؤهل يخوّلها تمثيل بلد مثقل بالتعقيدات أمام العالم.

وما يزيد من تعقيد المشهد، أن هذا الجدل يتقاطع مع نقاشات أخرى في الاجتماع المرتقب، أبرزها ملف الاتفاقية النفطية مع تركيا، وسبل إنشاء خط ناقل جديد من الجنوب إلى الشمال لرفع الصادرات. فبينما يُفترض أن يكون السفراء رسل السياسات الاقتصادية والدبلوماسية، يبدو أن تسميتهم ما زالت محكومة بمبدأ: من يربح في الداخل، يتمدد في الخارج.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • معلومات تكشف تفاصيل ’’خيانة’’ أَجهضت قبل أن تتحرك
  • الوزير البشير لـ سانا: الشكر العميق للدول الشريكة في هذا الإنجاز أذربيجان وتركيا وقطر على مواقفها الأخوية الداعمة لسوريا
  • خاصية جديدة في “تشات جي بي تي” تجعل دور المعلم في خطر
  • السيطرة على حريق مخزن أدوات صحية فى الأزبكية دون إصابات.. صور
  • الحوثي يهدد المواطنين بمناطق سيطرته ممن يخالفونه بعد اتهامهم بـ "الخيانة ومناصرة إسرائيل"
  • أبناء البيت السياسي يتزاحمون على أبواب السفارات.. والدبلوماسية بلا خرائط سيادة
  • خبير أمني: مصر مستهدفة عبر موجات جديدة من الفبركة الرقمية المنظمة
  • قائد الثورة يحذرّ كل من تسوّل له نفسه الوقوف مع العدو الإسرائيلي من أدوات الخيانة والغدر
  • خبير دولي: إيصال المساعدات لغزة يُفشل أحد أدوات الإبادة الجماعية الإسرائيلية
  • الغرب يُسلّح “إسرائيل” ويُرسل الطحين ببطاقات عبور