الحرة:
2025-12-13@17:10:24 GMT

حملة مختلفة.. تحديات وتحذيرات تواجه إسرائيل في جنوب غزة

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

حملة مختلفة.. تحديات وتحذيرات تواجه إسرائيل في جنوب غزة

بينما يؤكد مسؤولون إسرائيليون بارزون على مواصلة الحملة العسكرية في غزة عقب انتهاء "الهدنة" السارية ليومين إضافيين، تُسلط تحذيرات أميركية، كشفت عنها وسائل إعلام الضوء، على "تحديات" ومشهدٍ معقد قد ينعكس بالسلب ويخلف كارثة إنسانية كبيرة في حال استأنف الجيش الإسرائيلي عملياته على الأرض، تحديدا في جنوبي القطاع.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله، الثلاثاء، إن "إدارة بايدن تشعر بالقلق إزاء عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في جنوب غزة"، وأنها "أبلغت إسرائيل بأن "النزوح الذي قد يحصل على إثرها سيتجاوز قدرة أي شبكة دعم إنساني".

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن "رد فعل الحكومة الأسرائيلية كان مقبولا"، كاشفا عن "وجود تفاهم على ضرورة شن نوع مختلف من الحملة في الجنوب"، في إشارة إلى تغير عسكري قد يطرأ في حال استؤنفت العملية.

وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة حذّرت إسرائيل من أنها يجب أن "تقاتل بشكل جراحي (دقيق) في جنوب القطاع وتتجنب المزيد من التهجير الجماعي للفلسطينيين في حربها ضد حماس".

واعتبرت الصحيفة الموقف الأميركي "أقوى تحذير من إدارة بايدن للمسؤولين الإسرائيليين حتى الآن بشأن المرحلة التالية من عمليتهم العسكرية".

ولا يعرف ما إذا كانت الهدنة التي تم تمديدها يوم الاثنين ليومين آخرين قد تسير على مسار ثابت، بمعنى أن تتجه إسرائيل وحماس إلى المضي فيها لأيام أكثر في المرحلة المقبلة، مقابل الاستمرار بعمليات تبادل الرهائن والمعتقلين.

ومع ذلك يتضح من حديث المسؤولين الإسرائيليين أن إسرائيل لن تتراجع عن عمليتها العسكرية في غزة حتى تحقيق كامل الأهداف، وعلى رأسها تفكيك حركة حماس، وأنها بصدد استئناف القتال والتوجه جنوبا.

"لا خيار آخر"

وفي أحدث المواقف الرسمية، قال الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس خلال زيارته للجنوب: "بعد وقف إطلاق النار سيكون هناك إطلاق نار متجدد. مجلس الحرب بأكمله متحد في هذا الموقف، ولا يوجد خيار آخر".

و"نحن نستعد للمراحل التالية من الحرب"، كما أضاف غانتس.

بينما أكد رئيس الأركان، هرتسي هاليفي أن "جيش الدفاع جاهز للاستمرار في القتال"، وقال: "نستغل أيام فترة تعليق النشاطات العسكرية مؤقتا للتعلم وتعزيز الجاهزية والموافقة على الخطط العملياتية للمراحل اللاحقة".

وفي تعليقه على التحذيرات الأميركية أضاف هاليفي: "أتحدث كثيرا مع القيادة العليا في الولايات المتحدة وأيضا مع القادة السياسيين هناك، نجري حوارات.. ونسمع المقترحات".

وتابع: "هم يدركون جيدا أنه ليس من الجيد لنا أن نخوض قتالا في منطقة مليئة بالمدنيين. كيف نقوم بهذا الإخلاء؟ هناك أساليب مختلفة وسنختار منها ما يناسبنا في غزة، وأعتقد أن المسؤولون في الولايات المتحدة سيتفهمون ما نقوم به".

ويعتقد ألكسندر لانغلويس، وهو باحث أميركي يركز على شؤون الشرق الأوسط، أن "زيادة الضغوط الأميركية تمثل أمرا هاما في الوقت الحالي، رغم أن إسرائيل تميل إلى تجاهلها أو استمالة المصالح الأميركية لتفعل ما يحلو لها".

وفي المقابل يرى الباحث، في حديثه لموقع "الحرة" أن "الضغوط قد تبدو أشبه بتواطؤ على شكل غطاء سياسي لإسرائيل". وفي حين أنها متزايدة، وقد تدفع الأخيرة لإعادة التفكير في العمليات، فإن لانغلويس يشكك في فعالية ذلك.

وعلى مدار أسابيع، كان البيت الأبيض حريصا على الإعلان إنه لا يملي كيفية قيام إسرائيل بعملياتها العسكرية، لكن الرئيس بايدن وكبار موظفيه أصبحوا أكثر إلحاحا مع تكشف الأزمة الإنسانية، وفق "نيويورك تايمز".

وتأتي الضغوط، حسب الصحيفة، في الوقت الذي يعرب فيه مسؤولو الإدارة الأميركية عن تفاؤلهم بإمكانية استمرار دخول المساعدات إلى غزة، حتى عند استئناف القتال.

ومن جانب إسرائيل يوضح المحاضر في مركز الدبلوماسية العامة في تل أبيب، غولان برهوم، أن "هدفها في القضاء على حماس لن يتم التراجع عنه"، دون أن يستبعد "طرقا جديدة وأدوات ربما تختلف من مكان لآخر"، قاصدا شمال غزة وجنوبه.

ويعتقد برهوم أن أي عملية عسكرية، وفي نهاية المطاف، يجب أن تصل إلى نقطة إدخال القوات البرية على الأرض، وهو ما قد يحصل في جنوب القطاع، في حال تم استئناف الحرب بعد "الهدنة".

ويقول: "القوة البرية سيحتاجها الجيش الإسرائيلي، وسيواصل أيضا العمل كقوات كاملة من البحر والجو والقوات الهندسية والمشاة".

هل يختلف شكل الحملة؟

أسفرت الحرب الإسرائيلية في شمال قطاع على مدى شهر ونصف الشهر عن مقتل الآلاف من المدنيين في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، ودفعت بقرابة مليون شخص إلى النزوح جنوبا.

وأصبح 45 بالمئة من إجمالي المنازل في جميع أنحاء القطاع مدمرا للغاية بحيث لا يمكن العيش فيها، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وفي غضون ذلك، ومنذ أصدرت إسرائيل أوامر الإخلاء لأول مرة في شمال قطاع غزة في 13 أكتوبر نزح ما يقدر بنحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى الجنوب، في ظل سعي إسرائيل للإطاحة بـ"حماس".

ولم ينته الجيش الإسرائيلي بعد من عملياته في شمال القطاع، وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ خاض مواجهات مع مسلحي حماس على أكثر من جبهة.

والآن، وبينما يواصل التهديد بتوسيع رقعة انتشار قواته في غزة ومناطق الشمال ويقول مسؤولوه إنهم بصدد الانتقال جنوبا، يشير تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن هذه المرحلة ستكون "الأصعب"، لاعتبارات عدة أبرزها كثافة تواجد المدنيين هناك.

ويوضح الدكتور، عامر السبايلة، وهو أستاذ جامعي ومحلل جيوسياسي أن "الكارثة الإنسانية التي تخشاها الآن الولايات المتحدة تشكلت وباتت أرضيتها متوفرة".

ويقول لموقع "الحرة: "اليوم نتحدث عن غذاء ودواء، وبعد أيام سنتحدث عن مأساة تتعلق يالأمراض والبنى التحتية ومصادر العيش.. واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل وخشيتها الآن من كارثة حديث متأخر".

وإذا ما استؤنفت المرحلة التالية من الحرب "ستكون أقل ضررا على المدنيين وأكثر مواجهة فعليا مع حماس"، وبالتالي "ستكون عمليات ذات أبعاد نخبوية".

ويضيف السبايلة أن "إسرائيل كان هدفها الوصول لهذه النقطة، التي توقفت عندها من أجل الهدنة".

وأضاف: "إسرائيل وضعت أساسات للكارثة لأنها تريد إعادة رسم جغرافيا غزة وتفريغها ديمغرافيا بحيث لا تبقى حاضنة لفكرة ميليشيات أو تنظيمات لما كانت عليه".

ولا يرى الباحث الأميركي لانغلويس كيف يمكن لإسرائيل التغلب قانونيا على قضية الكثافة السكانية في جنوب غزة.

ويقول: "لا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص والمجتمعات، ويمكن منطقيا اعتبار المناطق الآمنة الإنسانية الصغيرة في الجنوب أهدافا مستقبلية نظرا للإجراءات الإسرائيلية حتى الآن خلال حرب عام 2023".

ولم تثبت إسرائيل بعد أنها "لا تشن ضربات غير متناسبة أو عشوائية".

وفي حال التزمت بتجدد القتال في الجنوب يتابع لانغلويس: "سوف نشهد أضرارا جسيمة للمدنيين مثلما حدث في الشمال"، وقد يضغط هذا على واشنطن للدعوة بشكل علني إلى إنهاء القتال.

"الأهداف مترابطة"

وتنظر إسرائيل إلى أهدافها الثلاثة في قطاع غزة على أنها مترابطة، حسب ما يقول المسؤول السابق، أيوب قرا، وهي القضاء على حماس وتحرير الرهائن و"اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب.

ويضيف قرا لموقع "الحرة": "لا يمكن أن تنتهي الحرب مع بقاء حماس كقوة عسكرية، ومن هذا المنطلق هناك خلاف في وجهات النظر"، معتبرا أن "الأميركيين قد يفكرون بمنظور مختلف والإسرائيليين كذلك. لكن هناك تقاطع على أن تستمر الحرب".

ويعتقد المسؤول السابق أن خط الاتصال القائم والنقاشات التي يتم تبادلها بين إسرائيل وواشنطن "ترتبط بتفكير سياسي لا عسكري"، من منطلق أن الأهداف على الأرض "يجب تحقيقها".

ومن جانبه يضيف الباحث السياسي غولان برهوم أن إسرائيل "لم يعد بإمكانها العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر. هي لن تقبل بأي وجود لحماس سواء في الشمال أو الجنوب. وفي حال قبلت ستكون قد سلمت مفاتيح دولة إسرائيل".

"المعركة التالية مسألة وقت وستكون أقوى"، وبينما لا يستبعد برهوم أن تسفر المطالب الأميركية عن إبطائها، يعتبر أن "بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يلعب على حبلين مثل ما فعل في تسعينيات القرن الماضي بشأن اتفاق أوسلو".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی جنوب فی غزة فی حال

إقرأ أيضاً:

بطاريق جنوب أفريقيا تواجه خطر الانقراض.. والسردين يلعب دوراً حاسماً في مصيرها

تخضع بطاريق أفريقيا كل عام لدورة انسلاخ تتخلص خلالها من ريشها القديم وتستبدله بآخر جديد، وهي عملية ضرورية للحفاظ على العزل الحراري لجسدها وضمان مقاومته للماء أثناء السباحة.

تعرضت أعداد كبيرة من بطاريق أفريقيا والتي تعيش على سواحل جنوب أفريقيا للموت خلال موسم انسلاخها السنوي، وهي الفترة التي تعجز فيها هذه الطيور عن دخول المياه للبحث عن الطعام.

وربطت دراسة علمية حديثة بين هذه الوفيات الحادة وبين تراجع حاد في توفر الغذاء، خصوصاً سمك السردين، الذي يشكّل المصدر الرئيسي لتغذية هذه الفصيلة.

وتشير تقديرات الباحثين إلى أن نحو 95% من بطاريق أفريقيا التي تكاثرت في عام 2004 على جزيرتي داسن وروبن—وهما من أهم مستعمرات التكاثر تاريخياً—نفقت خلال السنوات الثماني التالية بسبب ندرة الغذاء.

ونشرتالنتائج المذكورة في دراسة أجراها علماء من وزارة الغابات ومصايد الأسماك والبيئة في جنوب أفريقيا، بالتعاون مع باحثين من جامعة إكستر البريطانية، ونُشرت في 4 ديسمبر 2025 بمجلة Ostrich: Journal of" African Ornithology"، وهي مجلة علمية محكّمة متخصصة في طيور أفريقيا.

وقال الدكتور ريتشارد شيرلي، عالم الأحياء المحافظة والمؤلف المشارك في الدراسة: "بين عامَي 2004 و2011، ظلّت أرصدة سمك السردين قبالة سواحل غرب جنوب أفريقيا دون 25% من ذروة وفرتها، وهو ما تسبب على الأرجح في نقص غذائي حاد أدى إلى فقدان نحو 62,000 فرد من بطاريق أفريقيا المتكاثرة".

وأضاف شيرلي أن "في عام 2024، صُنّفت بطاريق أفريقيا ضمن الفصائل المهددة بالانقراض بشكل حرج، ويبدو أن استعادة كتلة السردين الحيوية في مناطق التغذية الأساسية أمرٌ أساسي لبقائها المستقبلي".

الانسلاخ: مرحلة صيام قسري تمليها الطبيعة

تخضع بطاريق أفريقيا كل عام لدورة انسلاخ، تتخلّص خلالها من ريشها القديم وتستبدلها بريش جديد. وتُعدّ هذه العملية ضرورية للحفاظ على عزل جسدها حرارياً ولضمان مقاومته للماء أثناء السباحة. لكن خلال هذه الفترة، التي تمتدّ عادةً نحو 21 يوماً، لا تستطيع الطيور النزول إلى البحر، إذ يترك نقص الريش جلدها معرّضاً لانخفاض حرارة الجسم في المياه الباردة. ولهذا، يتعيّن عليها البقاء على اليابسة دون طعام طوال هذه المدة.

ولكي تنجو دون غذاء، يجب أن تكون قد جمعت احتياطيات دهنية كبيرة قبل بدء الانسلاخ. وأوضح شيرلي: "تكيّفت هذه الطيور على تجميع الدهون ثم الصيام، حيث يعتمد جسدها على استقلاب تلك الدهون بالإضافة إلى البروتين في عضلاتها للوصول إلى نهاية فترة الانسلاخ. وبعد ذلك، تحتاج إلى استعادة حالتها الجسدية بسرعة. لذا، إذا تعذّر عليها العثور على غذاء كافٍ قبل الانسلاخ أو مباشرةً بعده، فلن تمتلك ما يكفي من الاحتياطيات للبقاء على قيد الحياة".

Related بدء موسم تعشيش البطاريق في حوض أسماك شيكاغونفوق جماعي لبطاريق أفريقية بسبب نقص الغذاء جراء تغير المناخ والصيد الجائرالبحار تزداد دفئًا... وبطاريق القطب الجنوبي في خطر تراجع السردين: تفاعل قاتل بين البيئة والصيد

ومنذ عام 2004، انخفضت الكتلة الحيوية لسمك السردين (Sardinops sagax)—وهو مصدر غذائي رئيسي لبطاريق أفريقيا—في كل عام تقريباً إلى أقل من 25% من ذروتها قبالة سواحل غرب جنوب أفريقيا.

ويعزى ذلك جزئياً إلى تغيرات في درجة حرارة وملوحة مناطق التفريخ، وفق شيرلي: "أدت هذه التغيرات إلى تراجع نجاح التفريخ في المناطق التاريخية على الساحل الغربي، وزيادة نجاحه على الساحل الجنوبي. لكن بسبب الهيكل التاريخي لصناعة الصيد، ظلّ تركيز الصيد غرب رأس أغولهاس، مما أدى إلى مستويات عالية من الاستغلال في أوائل ومنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

وحلّل الباحثون، في دراستهم، عدد أزواج بطاريق أفريقيا المتكاثرة وأعداد البالغين في طور الانسلاخ على جزيرتي داسن وروبن بين عامَي 1995 و2015.

وبالنظر إلى الأهمية التاريخية لهاتين الجزيرتين—اللتين كانتا تستضيفان نحو 25 ألف زوج (داسن) و9 آلاف زوج (روبن) في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين—فهما يُعدّان موقعَي رصد بيئي طويل الأمد.

البيانات تربط معدلات البقاء بتوفر الفرائس

وأدخل الباحثون تقديرات لمعدّلات بقاء البالغين استناداً إلى تحليل "الإمساك-الوسم-إعادة الإمساك" خلال الفترة 2004–2011، وقارنوا بين معدلات البقاء ونسبة المتكاثرين الذين لم يعودوا إلى مستعمراتهم للانسلاخ، مقابل مؤشر مطوّر لتوفر الفرائس في المنطقة.

وقال شيرلي: "ارتبط معدل بقاء البالغين—وخاصة أثناء الانسلاخ السنوي الحاسم—ارتباطاً وثيقاً بتوفر الغذاء. وربما ساهمت معدلات الاستغلال المرتفعة للسردين—التي وصلت لفترة وجيزة إلى 80% في عام 2006—في تفاقم وفيات البطاريق، في وقت كان يشهد فيه السردين تراجعاً بسبب التغيرات البيئية".

ولا يقتصر التراجع على جزيرتي داسن وروبن، وفق الفريق البحثي. فقد أشار شيرلي إلى أن "هذه الانخفاضات تنعكس في مواقع أخرى"، مضيفاً أن الفصيلة شهدت تراجعاً عالمياً في أعدادها بنسبة تقارب 80% خلال العقود الثلاثة الماضية.

ويستند مؤشر توفر الفرائس—الذي طوّره الفريق في دراسة سابقة نُشرت بمجلة ICES Journal of Marine Science—إلى نسبتي السردين والأنشوفة في غذاء طيور "الأطيش الرأسية" (Morus capensis)، وهي من الطيور البحرية التي تتغذى أيضاً على هذين النوعين.

وأوضح الدكتور أزويانيوي ماخادو، من وزارة الغابات ومصايد الأسماك والبيئة والمؤلف المشارك في الدراسة: "يُعتبر غذاء طيور الأطيش مؤشراً جيداً لتوفر السردين والأنشوفة، لأنها الأبعد انتشاراً بين الطيور البحرية في جنوب أفريقيا التي تعتمد على هذين النوعين".

إجراءات حماية جديدة وآمال في التعافي

ورغم صعوبة استعادة أعداد بطاريق أفريقيا، إذ يعتمد تحسين تفريخ السردين بشكل أساسي على الظروف البيئية، يرى الباحثون أن هناك خطوات فعّالة يمكن اتخاذها.

وقال شيرلي: "يمكن لسياسات إدارة المصائد التي تحدّ من استغلال السردين عندما تكون كتلته الحيوية أقل من 25% من ذروتها، وتسمح لمزيد من البالغين بالبقاء للتفريخ، وكذلك تلك التي تقلّل وفيات الصغار (السردين اليافع)، أن تُسهم في تحسين الوضع، رغم وجود خلافات حول فعاليتها بين بعض الأطراف".

وإلى جانب ذلك، تم اتخاذ إجراءات حماية مباشرة للبطاريق، تشمل توفير أعشاش اصطناعية، وإدارة الحيوانات المفترسة، وإنقاذ البالغين والصغار وإعادة تأهيلهم وتغذيتهم يدوياً. كما حُظر مؤخراً الصيد التجاري بالشباك الطوقية (purse-seine) في محيط أكبر ست مستعمرات لتزاوج البطاريق في جنوب أفريقيا.

وقال ماخادو: "يُرجى أن يؤدي هذا الإجراء إلى تحسين وصول البطاريق إلى غذائها في مراحل حاسمة من دورة حياتها، مثل تربية الصغار ومراحل ما قبل وما بعد الانسلاخ".

ويواصل الفريق حالياً مراقبة نجاح التكاثر، وحالة الصغار، وسلوك التغذية، والمسار السكاني، ومعدلات البقاء لبطاريق أفريقيا.

ويختم شيرلي قائلاً: "نأمل أن تبدأ التدخلات المحافظة التي تم تطبيقها مؤخراً، بالتزامن مع خفض معدلات استغلال السردين عندما تكون وفرته أقل من 25% من العتبة القصوى، في وقف هذا التراجع، وأن تُظهر الفصيلة بعض مؤشرات التعافي".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتحدث عن قيادي بالقسام - شهداء في قصف إسرائيلي لمركبة جنوب غزة
  • مفتي الجمهورية: الجهل والأمية الرقمية والدينية أخطر تحديات تواجه المجتمعات
  • الاحتلال يتوغل في القنيطرة جنوب سوريا
  • منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تحديات إنسانية غير مسبوقة تواجه السودان
  • شريف الجبلي: صناعة البلاستيك تواجه تحديات نسعى لحلها بالتعاون مع وزارة البيئة
  • 10 غارات إسرائيلية تستهدف الجنوب والبقاع الغربي في لبنان
  • بطاريق جنوب أفريقيا تواجه خطر الانقراض.. والسردين يلعب دوراً حاسماً في مصيرها
  • عاصفة بايرون تضرب إسرائيل بشدة.. أمطار غير مسبوقة وتحذيرات من فيضانات واسعة
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • العاصفة "بيرون" تضرب إسرائيل بقوة وتحذيرات من فيضانات خطرة