قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس، استناداً إلى وثائق سرية، إن مسؤولين إسرائيليين حصلوا منذ أكثر من عام على خطة حماس لهجوم غير مسبوق ضد إسرائيل، لكنهم اعتبروا أنه سيناريو غير واقعي.

وقالت الصحيفة إن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حصلت على وثيقة لحماس في نحو 40 صفحة تتحدث نقطة بنقطة عن هجوم واسع النطاق شبيه بالذي نفذته في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وخلف حسب السلطات نحو 1200 قتيل في إسرائيل.


والوثيقة التي تداولتها دوائر الاستخبارات بعنوان "جدار أريحا"، لم تحدد موعداً لهجوم محتمل، لكنها تحدد نقاطاً دقيقة لمهاجمة مدن، وقواعد عسكرية. وتحدثت الوثيقة بشكل أكثر دقة عن وابل من الصواريخ، وعن طائرات دون طيار تدمر كاميرات أمنية وأنظمة دفاع آلية، يليها عبور مقاتلين إلى الجانب الإسرائيلي بمظلات، وسيارات، وسيراً على الأقدام، وهي عناصر كانت في صلب هجوم 7 أكتوبر.
غير أنه "لم يكن ممكناً تحديد" إذا وافقت قيادة حماس "بالكامل" على هذه الخطة وكيف يمكن ترجمتها على أرض الواقع، حسب وثيقة داخلية للجيش الإسرائيلي حصلت عليها "نيويورك تايمز".

Israeli officials obtained Hamas’s battle plan over a year before the Oct. 7 attack but dismissed it as aspirational, considering it too difficult for Hamas to carry out, records seen by The Times show.
W\ Adam Goldman via @nytimes @nytimesworld https://t.co/vbuuv7SDZc

— Ronen Bergman (@ronenbergman) December 1, 2023

وفي يوليو (تموز) الماضي، قالت محللة من وحدة استخبارات النخبة 8200 إن تدريبات عسكرية أجرتها حماس تشبه، في نقاط عدة، خطة الهجوم الذي تحدثت عنه "جدار أريحا". لكن عقيداً في الفرقة العسكرية المسؤولة عن غزة استبعد السيناريو واصفاً إياه بـ"خيالي تماماً".
وقالت المحللة في رسائل بريد إلكتروني مشفرة اطلعت عليها الصحيفة: "أنا أدحض بشكل قاطع فكرة أن هذا السيناريو خيالي...إنه خطة لحرب"وليس مجرد هجوم على قرية".
وأضافت،"مررنا بالفعل بتجربة مماثلة منذ 50 عاماً على الجبهة الجنوبية في سيناريو بدا خيالياً. التاريخ يمكن أن يعيد نفسه إذا لم نكن حذرين"، في إشارة إلى حرب  أكنوبر (تشرين الأول) 1973.
وذكرت نيويورك تايمز، أنه رغم تداول وثيقة "جدار أريحا" داخل التسلسل الهرمي العسكري الإسرائيلي، لم يُعرف إذا اطلع عليها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحكومته.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل نیویورک تایمز

إقرأ أيضاً:

"خطة نشر اليأس".. كيف تدفع إسرائيل سكان غزة لمغادرة أراضيهم؟

في كل مرة، تأتي التحذيرات بالفرار فجأة، منشورات تتساقط من السماء، رسائل نصية تصل إلى آلاف الهواتف، وخرائط مشوشة على وسائل التواصل الاجتماعي تُحدد مسارات تنتهي غالبا بالمزيد من الركام والمعاناة.

تصفها إسرائيل بأنها "أوامر إخلاء" تهدف إلى إبعاد المدنيين عن مناطق الخطر. أما بالنسبة إلى سكان غزة البالغ عددهم أكثر من 2.1 مليون نسمة، فهي نذير بتشريد جديد، واندفاع يائس لإنقاذ الأطفال وكبار السن، ثم مسير مذل وبطيء نحو زاوية أخرى من القطاع المحاصر.

أوامر الإخلاء تغيّر وجه غزة

أظهرت مراجعة أعدتها صحيفة فايننشال تايمز لمئات أوامر الإخلاء، من بينها نحو 30 أمرا صُدِرت منذ انهيار الهدنة مع حماس في مارس، كيف أن إسرائيل، التي منحت جيشها صلاحيات للانتشار الكامل في القطاع، تغيّر تدريجيا معالم غزة، وتقلّص المساحات المتاحة للفلسطينيين.

وتشير البيانات إلى أن أكثر من 80 بالمئة من مساحة غزة أصبحت مشمولة بمناطق عسكرية إسرائيلية أو أوامر إخلاء، في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حتى قبل اندلاع الحرب إثر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.

نحو الزاوية الأخيرة جنوبا

لكن إسرائيل لا تبدو في طريقها للتوقف. فقد ألمحت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نيتها تجميع سكان غزة في زاوية ضيقة جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر، مع تحويل بقية الأراضي إلى مناطق محظورة على الفلسطينيين.

وحذّر مراقبون دوليون من أن دفع سكان غزة نحو منطقة قاحلة بلا ماء أو كهرباء أو مستشفيات، يُعد بمثابة "تطهير عرقي". أما الفلسطينيون، فيرون في هذه الخطوة مقدّمة لتهجير كامل خارج القطاع.

وقال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتشدد، يتسلئيل سموتريتش، في مؤتمر خلال مايو: "في غضون أشهر.. ستكون غزة مدمرة، وسيُجبر سكانها على التجمع في الجنوب".

تدمير ممنهج للشمال والجنوب

وبعد أن دمرت إسرائيل معظم شمال غزة، توجهت في الأسابيع الأخيرة نحو تجريف المناطق جنوب ممر موراغ، الذي سمي على اسم مستوطنة إسرائيلية أُقيمت بين عامي 1972 و2005 قبل انسحاب إسرائيل من القطاع.

لكن ما تبقى من تلك المنطقة لم يعد صالحا للحياة، مدينة رفح الحدودية تحوّلت إلى أنقاض، والأراضي المحيطة بها جرداء بلا أشجار ولا مصادر مياه. الكهرباء غائبة، والمرافق الحيوية مدمرة.

ويمتد ممر موراغ الآن ليُفصل بين رفح وخان يونس، المدينة التي كانت تُعد معقلا لحركة حماس، قبل أن تجبر إسرائيل المدنيين على إخلائها أيضا.

سياسة "التيئيس"

هذا التكدّس البشري في بيئة غير صحية وخطيرة ليس أثرا جانبيا للحرب فحسب، بل هدف معلن لبعض أركان الحكومة الإسرائيلية، مثل سموتريتش، الذي يرى فيه خطوة ضرورية لتحقيق هدف اليمين الإسرائيلي المتطرف: دفع الفلسطينيين إلى مغادرة غزة نهائيا.

وقال الوزير الإسرائيلي: "حين يدركون أنه لا أمل ولا مستقبل في غزة.. سيغادرون طواعية". وأضاف: "سيصلون إلى مرحلة من اليأس الكامل".

مقالات مشابهة

  • شاب يتسلق جدار منتجع ترامب لطلب يد حفيدته
  • عاجل | وثيقة سرية لوحدة حقوق الإنسان بالاتحاد الأوروبي: إسرائيل استخدمت التجويع سلاحا ما يشكل جرائم فظيع
  • الاحتلال يزعم أن حماس استفادت في 7 أكتوبر من معلومات وفرها عمال في الداخل
  • يديعوت تكشف: قلق إسرائيلي من انهيار حماس
  • نيويورك تايمز: واشنطن تتوقع رد انتقامي كبير من روسيا على أوكرانيا
  • "خطة نشر اليأس".. كيف تدفع إسرائيل سكان غزة لمغادرة أراضيهم؟
  • خطّابة تكشف أبرز طلبات الرجال: يقولون شيكي عليها ما نبغاها نافخة.. فيديو
  • أخبار العالم| هجوم في أمريكا يستهدف متضامنين مع إسرائيل واعتقال المنفذ.. وزير الخارجية الإيراني يصل القاهرة.. لقاء قطري مع قادة حماس
  • السلطات الأمريكية تكشف عن جنسية منفذ الهجوم على مسيرة دعم إسرائيل
  • أمريكا.. هجوم في كولورادو يستهدف متضامنين مع إسرائيل واعتقال المنفذ