جريدة الوطن:
2024-06-11@22:43:50 GMT

رأي الوطن : سكان غزة محاصرون بين الموت والصمت

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

يأتي تأكيد عددٍ من المؤسَّسات الإغاثيَّة الأُمميَّة والعالَميَّة على تصاعد العدوان الصهيونيِّ بشكلٍ فاق كُلَّ التصوُّرات بعد الهدنة المؤقَّتة، وتأكيدها على أنَّ معاناة المَدنيِّين في قِطاع غزَّة لا تطاق في ظلِّ استمرار أعمال القتل والأعمال العدائيَّة الَّتي يقوم بها كيان الاحتلال الصهيونيِّ، وهو ما أكَّدنا عَلَيْه أثناء الهدنة، أي نيَّة الكيان الصهيونيِّ المارق الَّذي تَقُودُه حكومة يمينيَّة هي الأشدُّ تطرُّفًا وإرهابًا في التاريخ الإنسانيِّ الحديث.

فما يخرج من تلك المنظَّمات من بيانات متواترة تؤكِّد أنَّ الاستئناف الوحشيَّ لجرائم الحرب في غزَّة أضحى له تأثير مرعب على المَدنيِّين، الَّذين باتوا محاصَرِين بالموت من كافَّة الاتِّجاهات، فإن نجَا البعض من القصف، مات عطشًا أو جوعًا، أو مرضًا؛ جرَّاء انهيار المنظومة الصحيَّة في القِطاع المحاصَر، الَّذي يمنع عَنْه كيان الاحتلال كافَّة الاحتياجات الإنسانيَّة.
إنَّ تأكيد كافَّة المُنصِفين أنَّ المعاناة الَّتي يتعرض لها المَدنيون الفلسطينيون العُزَّل في قِطاع غزَّة وحتَّى الضفَّة الغربيَّة أكبر بكثير من قدرة البَشَر على التحمُّل تُدلِّل على حجم الإرهاب النازيِّ المصبوب فوق رؤوس هؤلاء الفلسطينيِّين العُزَّل، والَّذي لا يزال يصبُّ حممه وسط دعم ومساندة غربيَّة مكشوفة ومفضوحة وممجوجة، تحُولُ بَيْنَ الجهات الأُمميَّة وبَيْنَ إصدار قرار يوقف آلةَ القتل تلك، ويمنعها من تحقيق أهدافها الملعونة، والَّتي تسعى إلى تهجير الفلسطينيِّين قسريًّا؛ بهدف سرقة ما تبقَّى من أرض فلسطين التاريخيَّة، وذلك عَبْرَ تدمير كُلِّ أشكال الحياة المَدنيَّة والاجتماعيَّة، وإعادة الفلسطينيِّين إلى المرحلة البدائيَّة بعد تحويل العدوِّ الصهيونيِّ القِطاع، بما في ذلك المنازل والمصانع والشركات والبنى التحتيَّة، إلى أكوام من الركام.
إنَّ العالَم أجمع مطالَبٌ بوقف آلة القتل النازيَّة الصهيونيَّة، وإجبار تلك الكيان الإرهابيِّ على وقف ما يرتكبه من حرب إبادة جماعيَّة. فمئات الآلاف من الفلسطينيِّين محصورون في مناطق أصغر من أيِّ وقتٍ مضى في جنوب غزَّة، دُونَ صرفٍ صحيٍّ مناسب، أو إمكان الحصول على ما يكفي من الغذاء والمياه والإمدادات الصحيَّة، ألا يكفي تحذير مفوَّض الأُمم المُتَّحدة السَّامي لحقوق الإنسان من عدم وجود مكان آمِنٍ في غزَّة، لِيتحرَّك العالَم الصامت، ويشرعَ بالتحقيق في الانتهاكات المُتعدِّدة والجسيمة للقانون الدوليِّ ومحاسبة المسؤولين عَنْها؟ لضمانِ امتثال جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدوليِّ، ومنع ارتكاب الجرائم الدوليَّة، الَّتي نراها ترتكب على الهواء مباشرةً، بل ويعلنها أعضاء حكومة الاحتلال الصهيونيِّ بمنتهى الوقاحة.
ولا رَيْبَ أنَّ التحرُّك الآنيَّ لَمْ يَعُدْ يُمثِّل إنقاذًا للفلسطينيِّين فحسب، بل هو تحرُّك ينقذ الإنسانيَّة جمعاء، الَّتي تُنتَهك حقوقها وكرامتها على يَدِ كيان الاحتلال الصهيونيِّ، والَّذي يوفِّر أعذارًا وتبريرات لكُلِّ الكيانات الإرهابيَّة في تجاوز القانون الدوليِّ بهذا الشَّكل المُرعِب. إنَّنا الآن أمام لحظةٍ فاصلة إمَّا تغيير المسار الحاليِّ ومحاسبة الَّذين ينتهكون القانون الدوليَّ بكُلِّ صوَره وأشكاله، والتأكيد على عدم وجود أحَدٍ فوق القانون، وإمَّا مواصلة الصَّمْت وانتظار انهيار منظومة القانون الدوليِّ بما تملكه من قِيَم، والعودة إلى صراعات الغابة، حيث البقاء للأقوى، ما ينذر بسباق تسلُّح قَدْ يقضي على البَشَريَّة جمعاء.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

العاهل الأردني: لا يوجد مكان آمن في غزة.. والمساعدات غير كافية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية على سكان القطاع من المدنيين من الأطفال والنساء، مشيرًا إلى أن مدى الاستجابة للمساعدات في القطاع غير كاف.
 

جاء ذلك في كلمة للعاهل الأردني خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، بتنظيم مشترك بين مصر والأردن والأمم المتحدة بمدينة البحر الميت الأردنية، وبمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي.


وقال الملك عبدالله الثاني، إن الوضع في غزة كارثي وصعب للغاية وخصوصا عقب العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، مشددا على ضرورة العمل الدولي من أجل إنفاذ المساعدات للقطاع بشكل كاف.
وأضاف أن المجتمع الدولي اليوم في حاجة للتحرك الفوري لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية للأهالي القطاع، مؤكدا أن مؤتمر الاستجابة الطارئة يهدف إلى تعزيز هذه الجهود.
وأكد أن تاريخ البشرية أمام منعطف حاسم والضمير المشترك يتعرض لاختبار حقيقي بسبب الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكدا أن إيصال المساعدات الإنسانية في غزة لا يمكن أن ينتظر التوصل لوقف إطلاق النار أو أن يخضع لأجندات سياسية من أي طرف.


وأعرب الملك عبدالله الثاني عن شكره للرئيس السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على تنظيم هذا المؤتمر المهم.
وتابع قائلًا: "إنسانيتنا ذاتها على المحك على مدى 8 أشهر ودون توقف ظل سكان غزة يواجهون الموت والدمار الذين فاقت درجتهما أي صراع آخر منذ أكثر من 20 عاما.. شبح المجاعة يلوح في الأفق والصدمة النفسية حاضرة دائمة وستبقى آثارها لأجيال قادمة".
وأضاف أن كل في مكان في غزة عرضة للدمار وادت العملية العسكرية في رفح إلى تفاقم الوضع المتردي وتم تهجير ما يقارب المليون من سكان غزة قسرا مرة أخرى وحرمانهم من الوصول إلى الغذاء والمأوى والدواء وحتى أولئك الذين نزحوا مرارا بحثا عن الأمان يتم استهدافهم فلا يوجد مكان آمن في غزة.
 

مقالات مشابهة

  • عباس: على المجتمع الدولي الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة
  • جوتيريش: 75% من سكان غزة نزحوا عدة مرات بسبب الاعتداءات الإسرائيلية
  • العاهل الأردني: لا يوجد مكان آمن في غزة.. والمساعدات غير كافية
  • خبير سياسات دولية: العالم كله أدرك أن دولة الاحتلال لا تستمع إلى أحد (فيديو)
  • مجلس الأمن الدولي يعتمد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • خبير دولي: قرار مجلس الأمن بوقف النار في غزة ملزم.. والحل الجذري للقضية إنهاء الاحتلال
  • مهران: قرار مجلس الأمن بوقف النار بغزة ملزم.. والحل الجذري بإنهاء الاحتلال وفق الشرعية الدولية
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يحذر سكان جنوب لبنان قبل قصف بلداتهم
  • وزارة الخارجية والمغتربين: الكيان العنصري الصهيوني وحكومته المجرمة يتابعون ارتكاب أبشع المجازر من خلال هجومهم الأعمى على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي راح ضحيته يوم أمس 274 شهيداً و698 جريحاً في مخيم النصيرات
  • عبد العاطي: مجزرة النصيرات جريمة حرب جديدة للاحتلال الإسرائيلي