أسلحة مصر في "إيديكس 2023".. رسالة ردع ورفض للضغوط
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
في خطوة جديدة نحو سعي مصر إلى تطوير وتنمية قدراتها العسكرية، وحماية أمنها القومي، كشفت عن العديد من الأسلحة المصرية المتطورة، والتي تم إنتاجها بالكامل محلياً خلال المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "إيديكس 2023" في ظل التهديدات والتوترات الإقليمية نتيجة الحرب في غزة، وإجهاض مصر للمخطط الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين قسرياً إلى سيناء لتصفية القضية الفلسطينية.
ويستمر المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "إيديكس 2023 "، على أرض مصر خلال الفترة من 4 وحتى 7 ديسمبر (كانون الأول)، وذلك بمركز مصر الدولي للمعارض والمؤتمرات الدولية تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة كبار العارضين والشركات العالمية في مجال التسليح والصناعات الدفاعية والأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
#مصر تكشف أسلحة جديدة مع تصاعد التوترات الإقليميةhttps://t.co/ZpJMT213hf
— 24.ae (@20fourMedia) December 5, 2023مشاركة 46 دولة
ويضم معرض "إيديكس 2023" 22 جناحاً دولياً بحضور عارضين من جميع أنحاء العالم لعرض أحدث التقنيات في مجالات الدفاع والتسليح، كما أن المعرض يشهد عرض أحدث الأسلحة المصرية التي تظهر لأول مرة، بجانب حضور العديد من الوفود العسكرية واستقبال أكثر من 35 ألف زائر، وبحضور أكثر من 400شركة عارضة من 46 دولة لعرض أحدث التقنيات في مجالات الدفاع والتسليح.
من جانبه، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء محمد زكي الألفي، أن ظهور أسلحة مصرية متطورة تمت صناعتها محلياً مائة بالمائة في معرض "إيديكس 2023"، يأتي وفقاً لخطط منذ فترات طويلة، لكنه أتى في توقيته للتأكيد على جاهزية مصر واعتمادها على نفسها وتحقيقها للاكتفاء الذاتي لمتطلبات القوات المسلحة المصرية.
وقال اللواء الألفي لـ24: "والهدف من ذلك هو الحفاظ على الأمن القومي المصري وحماية مصر لحدودها، خاصةً في هذا التوقيت الذي تمر به المنطقة بحالة من التوتر".
وأضاف "وبخصوص معرض إيديكس 2023، فهو فرصة لعرض الأسلحة المصرية الحديثة، والذي يؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح في الاعتماد على نفسها، والاعتماد والتعاون مع بعض الدول الشقيقة والصديقة، وبدا ذلك واضحاً من عرض أهم المنجزات التي أنجزتها مصر من معدات عسكرية".
أبرز الأسلحة المصرية بالمعرض
وتابع "ومن أهم هذه المنجزات قيام مصر بتصنيع الصلب الخاص بالدرعات، مما مكنها من تصنيع مدرعاتها من خلال الاعتماد على قدراتها الخاصة، كما تم عرض أحدث قطع راجمة صواريخ المصرية المتطورة وهي رعد 200 وهي مركبة مجنزرة تحمل مجموعة من القواذف تصل إلى 30 قاذفاً عيار 122 مل، وهذا تطور كبير جداً فهي إنتاج مصري بالكامل".
رفض للضغوط
وأشار الخبير العسكري، إلى أن ما تم عرضه من أسلحة مصرية في المعرض يحقق العديد من الأهداف وأهمها عدم التعرض لأي ضغوط حال الدخول في عمليات قتالية فعلية من أي دولة أو من أي جانب آخر.
ونوه الخبير الاستراتيجي، إلى أن مصر دولة تحمي السلام من خلال حدودها وحماية أمنها القومي، سواء في البر أو في البحر أو في الجو، كما أن هذه الصناعات العسكرية لها مردود اقتصادي من خلال توفير العملة الأجنبية نتيجة التصنيع المحلي كبديل للشراء من دول أخرى، كما يمكن بيعها للدول الشقيقة والصديقة وتحقيق استفادة مادية.
من جهته، أكد المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية اللواء نصر سالم، أن أي جيش في العالم يتكون من 3 أشياء أساسية الجندي المحارب والتسليح والقيادة، فالسلاح هو ثلث الجيش.
وقال اللواء سالم لـ24: "هذا السلاح لابد أن تتوفر فيه عدة شروط، فيجب أن يكون مقارنة بينه وبين سلاح العدو أن يكون واحد لواحد ما يعني أن يكون سلاحك في نفس مستوى سلاح العدو أو أعلى، كما يجب أن يكون هذا السلاح ملائم لمسرح الحرب من حيث طبيعة الأرض والطقس والجندي الذي سيستخدمه، فيما تتميز الحروب الحديثة بالاستهلاك الكبير للأسلحة والمعدات، فنرى في اليوم الواحد تدمير مئات بل آلاف المعدات من عربات ودبابات وطائرات، بجانب آلاف الأطنان من الذخائر".
3 حلول لتوفير الأسلحة
وأضاف "هذا الأمر يتطلب وجود خطوط إنتاج توفر لي أسلحة بديلة لما يتم تدميره خلال الحرب، ولا يمكن الاعتماد على المخزون فقط لأنه إذا نفد المخزون وسط الحرب ما العمل وقتها، من هنا يتواجد 3 حلول لتوفير هذه الأسلحة، الحل الأول: تصنيع السلاح محلياً ويعد هذا أفضل الحلول، لكن بالطبع يحتاج إلى ميزانيات كبيرة لتصنيع هذه الأسلحة وشروط سياسية معينة واقتصاد قوي وأسواق لتصريف هذه الأسلحة للحصول على دخل للتطوير الدائم".
وتابع "الحل الثاني: إذا لم تستطع الدولة التصنيع المحلي تتجه لشراء الأسلحة من الدول الصديقة، وهذا أمر حتمي لأنه ليس هناك أي دولة تصنع كل ما يلزم جيشها من أسلحة بل جميع الدول تعتمد على تصنيع بعض الأسلحة وشراء أخرى، فيما يمثل الحل الثالث هو تعدد مصادر التسليح، ومصر حالياً تنفذ الحلول الثلاثة بالتوازي مع بعضها البعض".
مراحل متعددة
وأكمل المستشار بالأكاديمية العسكرية "خطوة تصنيع مصر للأسلحة المتطورة أتى بعد مراحل متعددة من التعاون مع دول أخرى في التصنيع ثم إنتاج أسلحة مصرية كاملة وأبرزها الفرقاطة الجبار وهي صناعة مصرية مائة بالمائة، وطائرات بدون طيار وراجمة الصواريخ رعد 200، وأجهزة المراقبة والرؤية".
وأشار اللواء سالم، إلى أن الهدف الرئيسي من معرض إيديكس 2023، هو الاطلاع على أحدث الأسلحة لدول العالم المختلفة حتى يتسنى لمصر متابعة هذه الأسلحة عن قرب بدلاً من السفر لكل هذه الدول، وزيارة جميع مصانع السلاح في العالم، وذلك لتوفير الوقت والإمكانيات المهدرة لتحقيق ذلك، وبدأت النسخة الأولى من المعرض في 2018، والنسخة الثانية في 2021، والنسخة الثالثة والحالية 2023، والمعرض في نسخته الحالية يضم 400 شركة عارضة تعرض أحدث ما لديها من أسلحة.
رسالة ردع
وشدد المستشار بالأكاديمية العسكرية، على أن عرض الأسلحة مصرية الصنع في معرض إيديكس 2023 يعد رسالة ردع لكل من يفكر في تهدد الأمن القومي المصري والتراب المصري ومصالحنا، والتأكيد على أن مصر تمتلك القدرة على إنزال عقاب يفوق أي مصالح يحاول أن يحققها من تسول له نفسه تحقيق أي مخطط يضر بالأمن القومي المصري أو يطمع في أي شبر من أرض مصر، وإجهاض أي مخطط إسرائيلي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين إلى قسرياً إلى سيناء.
ومن جانبه، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء أحمد إبراهيم كامل، أن القوات المسلحة المصرية تهدف لإنتاج العديد من الأسلحة المتطورة والتي تم عرضها في معرض إيديكس 2023، وذلك لأن بعض الدول الأجنبية تحظر بعض الأسلحة عن مصر وخاصةً الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال اللواء كامل لـ24: "أدى ذلك إلى تركيز مراكز البحوث بالجيش المصري على إنتاج وتطوير أسلحة مصرية، والعمل على إنتاج طائرات مسيرة بدون طيار، لما لها من أهمية كبرى حالياً في الحروب وتنفيذ المهام القتالية، بجانب الاستطلاع والمراقبة".
وأضاف "كما تم عرض العديد من الصواريخ مصرية الصنع للتصدي لهذه الطائرات المسيرات بدون طيار، وهي صناعة مصرية مائة بالمائة، فالصاروخ الذي يسقط هذه المسيرة يكون أغلى من ثمنها أضعاف، وتعتمد مصر حالياً في ذلك على الليزر، لأنه أقل تكلفة وأكثر دقة في تنفيذ هذه المهام لإسقاط هذه المسيرات".
تعاون عسكري مصري إماراتي
وتابع "وتتعاون مصر مع بعض الدول الشقيقة والصديقة في تصنيع بعض المركبات الخاصة بالقتال أو لمقاومة الألغام، وهذا ما عانت منه مصر خلال مواجهة الإرهاب في سيناء، ومن أبرز هذه الدول الشقيقة هي دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعاونت مع مصر في إنتاج المركبة نمر".
وأشار الخبير العسكري، إلى أن مصر تنتج حالياً مائة بالمائة من ذخائر الأسلحة التي تمتلكها، وبالتالي مصر من خلال معرض إيديكس 2023 تنفتح على العالم، لدعم قدرات القوات المسلحة المصرية.
أمريكا وتفوق إسرائيل
وشدد الخبير الاستراتيجي، على أن مصر لم تعد تعتمد على الولايات المتحدة كمصدر رئيسي لإمدادها بالأسلحة والتكنولوجيا، وذلك في آخر 10 سنوات، لأن ذلك يوفر لإسرائيل كافة المعلومات عن تسليح الجيش المصري، لذلك قامت مصر بتنويع مصادر السلاح من روسيا وفرنسا وألمانيا وغيرهم، كما جاء هذا التحرك من مصر نتيجة سعي أمريكا لحماية أمن إسرائيل وضمان تفوقها في التسليح عسكرياً وتكنولوجياً عن كافة الدول العربية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مصر الأسلحة المصریة الخبیر العسکری معرض إیدیکس 2023 هذه الأسلحة أسلحة مصر العدید من عرض أحدث من خلال أن یکون إلى أن تم عرض أن مصر
إقرأ أيضاً:
دور ثورة 21 سبتمبر في تعزيز الوحدة اليمنية ورفض مشاريع التشطير والأقاليم
يمانيون | تقرير
مثّلت ثورة 21 سبتمبر 2014، نقطة تحوّل سياسي حاسم في مسار اليمن المعاصر، حيث تبنّت خطابًا واضحًا يرفض مشاريع التقسيم التي طُرحت خلال المرحلة الانتقالية، وعلى رأسها مشروع الأقاليم الستة المنبثق عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في عام 2014.
في هذا التقرير، نستعرض كيف أسهمت الثورة في تعزيز وحدة اليمن، ورفض مشاريع التشطير، وذلك من خلال رؤية السيد القائد عبد الملك الحوثي والخطاب السياسي لأنصار الله.
الثورة وتصحيح مسار الدولة اليمنية
أعلن السيد عبد الملك الحوثي في خطابه بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة أن “مشروع الأقاليم ليس سوى بوابة لتفتيت اليمن والسيطرة عليه عبر أدوات داخلية وأجندات خارجية” (قناة المسيرة، 2017). وأكد أن الثورة جاءت لتصحيح مسار الدولة اليمنية، لا للاستحواذ على السلطة، مشددًا على أن الوحدة الحقيقية لا تكون بالشعارات، بل ببناء دولة عادلة لجميع اليمنيين.
برنامج الرؤية الوطنية وموقف أنصار الله
انطلاقًا من مبادئ الثورة، تضمن “البرنامج التنفيذي للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة”، الصادر عن المكتب السياسي لأنصار الله، بنودًا تؤكد على الالتزام بالسيادة الوطنية والوحدة، ورفض أي صيغة حكم قد تؤدي إلى التمزيق أو التبعية.
وأشارت دراسة لمركز صنعاء للدراسات إلى أن أنصار الله تبنوا، منذ عام 2015، خطابًا سياسيًا يركز على مركزية الدولة ووحدة القرار السياسي، لا سيما في ظل تدخلات إقليمية دعمت توجهات انفصالية، خاصة في الجنوب.
مشروع الأقاليم والتشطير
خرج مؤتمر الحوار الوطني في عام 2014 بمقترح تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم كحل فيدرالي. إلا أن أنصار الله رفضوا المشروع، واعتبروه تفكيكًا مقنّعًا للدولة اليمنية، حيث يؤدي إلى حرمان بعض الأقاليم من الثروات والمنافذ البحرية.
وفي تأكيد لموقف أنصار الله، قال الناطق الرسمي محمد عبد السلام في مقابلة مع قناة الجزيرة:
“موقفنا من الوحدة ثابت ومبدئي ولا يمكن أن يتغير. نحن مع الوحدة ورفضنا مشروع الأقاليم ونرفض الشرذمة.”
وأضاف أن الشعب اليمني بكل مكوناته يرفض أي مسعى للتقسيم، وأن الوحدة اليمنية تمثل “خطًا أحمر لا يمكن المساس به”.
الثورة كمنطلق لبناء دولة موحدة
جاءت ثورة 21 سبتمبر لوضع حد لتدهور الدولة والانقسام السياسي، وسعت – بحسب بيانها الأول – إلى بناء دولة مدنية عادلة تقوم على الشراكة الوطنية، وترفض التبعية والإقصاء.
ونصّت وثيقة “الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة” على:
“إرساء دعائم دولة موحدة، قوية، مستقلة، ترفض مشاريع التشطير أو الإضعاف الداخلي بأي شكل من الأشكال.”
موقف الثورة من القضية الجنوبية
على الرغم من التوترات مع بعض القوى الجنوبية، لم تتخذ أنصار الله موقفًا عدائيًا من الجنوب. بل شدد السيد عبد الملك الحوثي، في خطاب له عام 2020، على أن:
“الحل العادل للقضية الجنوبية لا يكون بالانفصال، بل ببناء دولة عادلة تحتضن الجميع.”
ووصفت قناة الميادين هذا التوجه بأنه:
“نقلة في التعامل مع الجنوب من ملف أمني إلى أفق سياسي عادل ضمن يمن موحد.”
الثورة ومواجهة مشاريع الخارج
منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2015، قدم أنصار الله هذا العدوان كمشروع خارجي يهدف إلى تقسيم اليمن والسيطرة على موارده. وبيّن تقرير لمركز صنعاء للدراسات عام 2020 أن خطاب أنصار الله أصبح أكثر تمسكًا بوحدة الدولة في مواجهة مشاريع انفصالية برعاية خارجية.
خاتمة:
رغم الجدل الواسع الذي رافق ثورة 21 سبتمبر، فإنها تمثل حركة تصحيحية هدفت إلى إنقاذ اليمن من التمزق والانهيار، وتعزيز وحدته الداخلية عبر بناء دولة تقوم على الشراكة لا الإقصاء. إن رفض مشروع الأقاليم والدعوة إلى وحدة عادلة هما دليل واضح على أن هذه الثورة ترى في التشطير خطرًا وجوديًا يهدد كيان الدولة اليمنية.