مما لا شك فيه ان هناك تداعيات اقتصادية و أزمات أثرت على دول العالم نتيجة عدة عوامل منها طوفان الأقصي " الحرب المشتعلة بين غزة وإسرائيل " و جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد -19، ثم لحقتها الحرب الأوكرانية الروسية ومؤخرا الصراع العربي الاسرائيلي المتمثل فى الحرب بين إسرائيل والشعب الفلسطيني و أصبحت سلاسل الإمداد والممرات الملاحية والتجارة العالمية تواجه عدة تحديات في الآونة الأخيرة، بسبب الجفاف الشديد الذي تتعرض له قناة بنما بفعل التغيرات المناخية، أضافه لتداعيات الحرب بين غزة وإسرائيل وتأثيرها على القنوات الملاحية والمضايق البحرية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصةً أن هذه المنطقة يعبر من خلالها حوالي 40% من بترول العالم وتستحوذ على نحو تريليون دولار من قيمة البضائع السلعية سنوياً، في ظل قيام الحوثيين في الأيام الماضية باستهداف عدد من السفن التابعة لإسرائيل في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما دفع شركات التأمين العالمية لرفع علاوة مخاطر الحرب.

‏‎وفي ضوء تلك التحديات تسعي الصين لإنشاء قناة نيكاراغوا، وتبني مبادرة الحزام والطريق. وتتجه كل من الهند وإيران وروسيا إلى زيادة التجارة عبر ممر النقل الدُّوَليّ الشمالي – الجنوبي. كما تضخ روسيا مزيداً من الاستثمارات في طريق القطب الشمالي. ومن جهتها، طرحت الولايات المتحدة فكرة مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والخليج وأوروبا. وتفكر إسرائيل في مدى جدوى إمكانية شق قناة بن غوريون، فضلاً عن اتجاه المكسيك لإعادة إحياء خط سكك حديد كبديل لقناة بنما.


واتجهت قناة بنما لاتخاذ مجموعة من الإجراءات لتوفير المياه والحفاظ عليها في عملية الشحن، بما في ذلك استخدام أحواض توفير المياه في ألأهوسه الجديدة (Neo-Panamax)، لكن تأخر ونقص موسم الأمطار هذا العام أجبر إدارة القناة على تقليل الطاقة الاستيعابية وتخفيض مستمر للغاطس المسموح به لعبور السفن في ألأهوسه الجديدة لينخفض من معدله الطبيعي والبالغ 15.2 متر إلى حوالي 13.4 متر في يوليو 2023.

‏‎وخلال شهر سبتمبر الماضي، قررت هيئة قناة بنما استمرار العمل بالقيود المفروضة لمدة عام حتى سبتمبر 2024، مع الإبقاء على متوسط العبور في حدود 32 سفينة يومياً. ومع تراجع كمية الأمطار في أكتوبر الماضي بنسبة 41% مقارنة بمستويات عام 1950، وتوقع تراجع الأمطار خلال باقي الموسم بنسبة 38%، أعلنت قناة بنما في 30 أكتوبر الماضي عن استمرار تخفيض الطاقة الاستيعابية من أعداد السفن لتجنب تخفيض الغاطس المسموح به دون مستوى 13.41 متر، ليتم تطبيقه بدءاً من 3 نوفمبر الماضي.

‏‎وأثرت التخفيضات المتتالية في مدى اعتمادية قناة بنما في الخطط المستقبلية لدى خطوط الشحن والشركات العالمية، خصوصاً مع إعطاء أولوية لسفن الحاويات والغاز الطبيعي، وتوقع توقف عبور كل من سفن البترول وسفن الصب الجاف من ألأهوسه الجديدة بشكل نهائي بدءاً من فبراير 2024.

‏‎وأدت المشكلات والاختناقات المرورية التي سببها الجفاف لقناة بنما، إلى تجدد زيادة الاهتمام بمشروع خط سكة حديد المكسيك أو ما يُطلق عليه "برزخ تيهوانتيبيك للممر بين المحيطات" Tehuantepec Isthmus Interoceanic Corridor (CIIT)، إذ يهدف إلى ربط المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي في جنوب شرق المكسيك من خلال مسار نقل متعدد الوسائط يجمع بين البنية التحتية للسكك الحديدية والموانئ والمطارات والطرق لنقل البضائع كبديل ومنافس لقناة بنما.


‏‎و من جهة اخرى تحاول الحكومة المكسيكية إحياء خط السكك الحديد الذي يعود تاريخه إلى عام 1903، إذ تم بناؤه أول مرة لمصلحة حكومة الرئيس الأسبق، بورفيريو دياز، وتم افتتاحه في عام 1907، وكان يعبر من خلاله 60 قطاراً من وإلى مواني سالينا كروز وكواتزاكوالكوس، لكن تم تدمير هذا الخط مع اندلاع الثورة المكسيكية، ثم تم التخلي عنه مع افتتاح قناة بنما في 1914.

‏‎وأصبح هذا المشروع اليوم كياناً قانونياً عاماً وهيئة لا مركزية لها أصولها الخاصة، تم إنشاؤها في عام 2019 بموجب مرسوم من الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور. وفي عام 2020، تم تطوير العمل في هذا المشروع في أضيق نقطة في سواحل المكسيك، التي تربط المحيطين الهادئ والأطلسي، في ظل خِطَّة طموحة للحكومة تهدف إلى أن يتمكن هذا المسار من منافسة قناة بنما المزدحمة حالياً وتعاني شدة الجفاف، وأن يصبح أحد أكثر القنوات كفاءة وأهمية في العالم، وأن يصبح وسيلة سريعة وفعالة لنقل البضائع والركاب. وأعلنت استثمارات في هذا المشروع بقيمة 2.85 مليار دولار.

‏‎ويتكون هذا المشروع من خط سكة حديد عبر شريط من الأرض بطول 303 كيلومترات (186 ميلاً) من ميناء سالينا كروز في أواكساكا على المحيط الهادئ إلى كواتزاكوالكوس في فيراكروز على الجانب الآخر من ممر تيهوانتيبيك. ويتضمن المشروع العمل على 459 كيلومتراً من المسارات بالإضافة إلى 12 محطة، إذ يحتاج إلى 9 محطات و87 جسراً و328 كيلومتراً من المسارات إلى العمل في قسم كواتزاكوالكوس-بالينكي، الذي سيتصل بخط سكة حديد قطار مايا. كما يتضمن المشروع تحديث المواني في سالينا كروز وكواتزاكوالكوس، وإنشاء طريق سريع جديد عبر الممر و10 مجمعات صناعية.

‏‎وتأمل الحكومة المكسيكية في أن يبدأ تشغيل الخط في ديسمبر 2023 برحلتين يومياً ذهاباً وإياباً للركاب وثلاث رحلات للبضائع. ومن المتوقع بحلول عام 2028 أن يشهد الخط عبور 300 ألف حاوية بضائع سنوياً عن طريق السكك الحديد، ليصل إلى 1.4 مليون حاوية – أي حوالي 33 مليون طن - بحلول عام 2033. بينما قامت قناة بنما، التي يبلغ طولها 80 كيلومتراً، بنقل نحو 10.9 مليون حاوية مكافئة وحوالي 63.2 مليون طن في عام 2022.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هذا المشروع قناة بنما فی عام

إقرأ أيضاً:

منظمات دولية تحذر من تفشي المجاعة في السودان بسبب استمرار الصراع

حذرت 19 منظمة إنسانية دولية، من حدوث مجاعة وشيكة في السودان، إذا ما استمرت أطراف الصراع في منع الوكالات الإنسانية من تقديم الإغاثة للسكان.

ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

وقال متحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يانس لاركيه، « إن المجاعة في السودان من المرجح أن تترسخ في أجزاء كبيرة من البلاد، حيث سيفرُّ المزيد من الناس إلى البلدان المجاورة، وسيتعرض الأطفال للمرض وسوء التغذية ».

وأضاف في ندوة صحفية بجنيف، « إن نحو 18 مليون شخص في السودان يعانون بالفعل من الجوع الشديد، ويعاني 3.6 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد ».

وأوضح أنه في مارس من العام الجاري حُرم ما يقرب من 860 ألف شخص من المساعدات الإنسانية في تلك المناطق.

وأضاف، أن ظروف توصيل المساعدات سيئة وخطيرة للغاية، وشدد على أن عمال الإغاثة يتعرضون للقتل والإصابة والمضايقات، بينما يتم نهب الإمدادات الإنسانية.

وأشار إلى أن إغلاق معبر أدري الحدودي، من تشاد إلى غربي دارفور، في فبراير الماضي، أدى إلى خفض إيصال المساعدات في دارفور إلى مستوى هزيل.

وعبرت المنظمات عن قلقها إزاء انخفاض مستويات التمويل للاستجابة للأزمة، ودعت الجهات المانحة إلى الوفاء بشكل عاجل بالالتزامات التي تعهدت بها في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان الذي جرى في باريس في 15 أبريل الماضي.

ومطلع فبراير الماضي، أطلقت الأمم المتحدة نداءً لجمع 4.1 مليارات دولار؛ لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسودانيين داخل وخارج البلاد.

وأوضحت الأمم المتحدة أن ميزانية خطة الاستجابة لعام 2024، المقدرة بـ4.1 مليارات دولار، تهدف إلى دعم نحو 17.4 مليون شخص في السودان والمنطقة، منها 2.7 مليار دولار لمساعدة 14.7 مليون شخص داخل البلاد، و1.4 مليار دولار تستهدف نحو 2.7 مليون شخص في 5 دول مجاورة.

مقالات مشابهة

  • متحدث «هيئة النقل»: توفير أكثر من 27 ألف حافلة و5 آلاف سيارة أجرة لنقل ضيوف الرحمن
  • رئيس «مكة الصحي» يعلن جاهزية 18 مستشفى و126 مركزا صحيا لتقديم الخدمات لضيوف الرحمن
  • لوفيغارو: قناة بنما شريان استراتيجي للتجارة العالمية مهدد بالجفاف
  • تصعيد كبير جنوباً يُعيد شبح الحرب الموسعة.. ونتنياهو يأمر بتوسيع نطاق الضربات
  • وزير الخارجية السابق لـ قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة
  • رئيس جامعة قناة السويس يُشيد بالإبتكارات الطلابية
  • رئيس «الأمر بالمعروف»: أطلقنا مشاريع توعوية رقمية بالطاقة الشمسية لخدمة وراحة ضيوف الرحمن
  • رئيس جامعة قناة السويس يتفقد مشروعات تخرج الدفعة الثالثة للكلية الصينية
  • منظمات دولية تحذر من تفشي المجاعة في السودان بسبب استمرار الصراع
  • تكريم الفائزين في تصفيات المشروع الوطني للقراءة بأزهر الإسماعيلية